الجزيرة: بسبب الحرائق موسكو تختنق ودعوات لمغادرتها
وغطت غيوم كثيفة من دخان الحرائق العاصمة الروسية أمس الجمعة مما أدى إلى تحويل مسار طائرات واضطرار بعض سكان موسكو لارتداء الأقنعة الطبية في حين غادر البعض إلى مناطق آمنة.
وارتفع مستوى التلوث إلى خمسة أمثال مستوياته العادية في موسكو التي يعيش فيها 10.5 مليون نسمة في أعلى تلوث تشهده منذ أن بدأت, قبل شهر, أسوأ موجة حر في روسيا خلال قرن.
وقالت يلينا بترينكو (32 عاما) التي استخدمت منديلا لتغطي فمها بسبب نفاد الأقنعة الطبية من الصيدليات التي توجهت إليها “أشعر كأنني في منزل يحترق ولا أستطيع الهروب”.
وحث المسؤولون سكان العاصمة على التزام منازلهم بسبب المستويات الخطيرة من أول أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة في الهواء.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن الدخان الذي وصل حتى إلى محطات مترو الأنفاق سيستمر حتى يوم الاثنين القادم.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية لإدارة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” أن سحابة من الدخان يبلغ طولها ثلاثة آلاف كيلومتر تغطي قطاعات من الجزء الأوروبي من روسيا.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن مصدر مطلع قوله الجمعة إن معدلات الوفيات في موسكو ارتفعت بما يقرب من 30% في يوليو/تموز بسبب “الحرارة الكارثية وسحب الدخان”, مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم وزارة الطوارئ الروسية قوله إن وزارته طلبت “مساعدة كل من يمكنه ذلك”.
وأمرت وزارة الدفاع بإجلاء صواريخ من مستودع خارج العاصمة، وحذرت الحكومة من أن الحرائق قد تمثل تهديدا نوويا من خلال إطلاق جزيئات مشعة دفنت في الأشجار والنباتات جراء كارثة تشيرنوبل عام 1986.
وقال المسؤول الكبير فلاديمير ستيبانكوف بوزارة الطوارئ إن الوضع الأكثر صعوبة في الحرائق في مناطق تحيط بموسكو ونيزهني نوفجورود منها بلدة ساروف المغلقة التي توجد بها منشأة للأسلحة النووية.
وطمأن رئيس الطاقة النووية الروسية أمس الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بأن جميع المواد المتفجرة والمشعة قد تمت إزالتها.
وأعلنت سلطات الطيران في روسيا أنه تم تحويل مسار ستين طائرة على الأقل إلى أماكن بعيدة مثل أوكرانيا من مطارات موسكو المزدحمة بعدما انخفض مستوى الرؤية.
وجرى حجز جميع مقاعد الرحلات الجوية والقطارات المغادرة موسكو حيث يحاول السكان الهروب من الدخان.
كما أعلنت روسيا حظر صادرات الحبوب بدءا من 15 من أغسطس/آب حتى نهاية هذا العام بعد أن أثرت موجة الجفاف على محاصيلها من الحبوب.
وقال ميدفيديف “استيقظت هذا الصباح ونظرت حولي إنه وضع رهيب. إننا جميعا نود أن تنتهي موجة الحر الحالية إلا أن ذلك ليس بأيدينا, إنه قُدر من أعلى”.
وتسعى وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة جاهدة لإظهار الجهود التي تبذلها الحكومة لمكافحة الحرائق وتجنبت إذاعة تقارير مفصلة عن الأخطار التي تهدد الصحة.
وقام رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بجولة في المناطق التي نشبت فيها الحرائق ووعد بتعويضات كبيرة للسكان وأمر المسؤولين بتعزيز الجهود لإخماد الحرائق.
كما طلبت وزارة الخارجية الفرنسية من المواطنين الفرنسيين تجنب السفر إلى المناطق المتضررة, وأعلنت أنها سترسل خبراء لتحديد نوعية المساعدات التي يمكن لفرنسا تقديمها.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F3868558-915F-46DE-9444-CD60C8F78AB3.htm