احجار صاتشئة … لا تكذب ابدا – اية اغا
قصه قصيرة من احدى شاباتنا الناشئات
جلس على الاريكة الجلدية في شقته الفخمة في احدى ضواحي نيويورك الحديثة يقلب فضائيات التلفاز العديدة ، الا ان وقع نظره على قناة تبث شيئا ما عن الشراكسة الذين كاد ان ينسى انتمائه لهم ! فقد ولد لاب من اصول شركسية وام امريكية وعاش حياة بذخ انسته هويته الاسلامية والشركسية ، وجل ما يذكره عن الشراكسة هو اسمهم وان رجالهم يلبسون (القلبك) وياكلون اكلة لذيذة تدعى (الشبس والباسطة )!
كانت القناة تبث احداثا وقعت اليوم في عدة دول في العالم امام السفارة الروسية يطالب فيها الشراكسة من روسيا بالاعتراف بما اقترفه اجدادهم وما يقترفونه هم الان باقامتهم الالعاب الاولومبية على قبور اجداد النارتيين في (صاتشئه ) . ضرب بكفه على جبهته “نعم انه الحادي والعشرين من ايار ” لقد تذكر هذا التاريخ جيدا لقد حدثه اباه عن هذه الذكرى الاليمة ذات يوم، لوهلة شعر بان هناك ما جذب اهتمامه في هذه القضية.
وبما انه باحث تاريخي في جامعة هارفرد اراد ان ينظر لهذا الموضوع عن قرب وربما لان فطرة الانسان الشركسي تبقى حية دائما! وفي اليوم التالي كان في طائرة متوجهة الى موسكو ليحصل على اذن من الحكومة للبحث في ارشيفات قديمة ، عندما وصل لموسكو حصل على الاذن دون اي صعوبات لان روسيا تعلم كيف تخفي الحقائق جيدا !
امضى اسابيع عديدة يجوب مكتبات العاصمة بحثا عن اي ذكر لجرائم ارتكبها الروس في حق الشراكسة في (صاتشئه) لكنه لم يجد. اراد ان يعود الى نيويورك لكن قلبه حمله لمكان اخر تماما الى اخر معقل لتهجير الشراكسة ! عندما وصل لهناك علم بان هذه الارض محال ان تكون لغير الشراكسة فمزيج الجمال والقوة والغموض لا يجتمع الا هناك !
امضى اياما يسال المؤرخين عن اي دليل ملموس ولكنهم اخبروه بكل اسى ان الروس يحاولون اخفاء كل اثر يدل على جرائمهم البشعة ، عاد حائرا هائما في الجبال الجميلة والتي تمنى لو تنطق وتشهد بالحقيقة ، راى امام احدى البيوت القديمة رجلا طاعنا في السن جعله يتذكر اباه الشركسي الاصيل فدمعت عيناه وذهب للتحمادا الكبير واخبره بقصته ، فقال التحمادا المملوء بالقوة ” ربما يخفون الحقائق ولكنهم لن يستطيعوا ابدا محو التاريخ من قلوب ابناء ستناي الذين عشقوا تراب هذه الارض، اذهب للتلة الحمراء واسال حجارتها عن اجساد اجدادنا الجاثمة بفخر تحتها فاحجار صاتشئه لا تكذب ابدا! ” .
ذهب الى هناك ووقف على صخرة عالية صرخ باعلى صوته منتظرا اجابة عن الحقيقة ، فسمع في قلبه صوتا ينادي عبر العصور محملا بصرخات اجوع والقهر والموت لشيوخ واطفال ونساء ماتوا من اجل قضية امة ، سجد على جبهته شاكرا ربه ان الحقيقة لا تموت ابدا !
التلة الحمراء او كرسنايا بوليانا بالروسيه (او كبادا بالشركسيه) هي احدى المناطق الجبليه بالقرب من مدينه سوتشي، وسميت التله الحمراء، حسب تفسير البعض، لكثره دم الشراكسه التي اسيلت عليها من قبل القوات الروسيه. وقد شهدت العرض العسكري الروسي للانتصار على الشراكسه عام ١٨٦٤ و هي احدى المواقع التي تبنى عليها العديد من المرافق الاولمبيه.
للمزيد عن اسباب اعتراض العديد من الفعاليات الشركسيه عن العاب سوتشي الرجاء زياره الرابط التالي:
http://www.nosochi2014.com/campaign/14-reasons-for-opposing-sochi-2014-arabic.php
نقلا عن: موقع الأخبار الشركسيّة