أنصار جمهورية شركسية واحدة موحدة يحصلون على نصر قانوني هام
نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الإنترنت بتاريخ 18 أبريل/نيسان 2012 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev) بعنوان: “أنصار جمهورية شركسية واحدة موحدة يحصلون على نصر قانوني هام“، وجاء فيه:
أيّدت محكمة في جمهوريّة أديغيه بشكل غير متوقع، وربما عن غير قصد، تطلعات شركسية بشأن جمهورية موحدة في شمال القوقاز. في 3 أبريل/نيسان، أعلن أن المحكمة في مايكوب قضت بأن الذين يعيشون في جمهوريّة أديغيه من العرقية الشركسيّة لم يكونوا عرقيّة منفصلة عن العرقيّة الأديغيّة، وبالتالي لا يتمتعون بحالة من الاستقلال الذاتي الثقافي في الجمهورية (http://adygeia.kavkaz-uzel.ru/articles/204195/, April 3).
وينتشر العرقيون الشركس عبر ثلاث جمهوريات في شمال القوقاز – أديغيه، قراشيفو – شركيسيا وقباردينو – بالكاريا. في أديغيه، يعرف الشركس رسميا باسم أديغه، وفي قباردينو – بالكاريا كقباردي وفي قراشيفو – شركيسيا كشراكسة. في قباردينو – بالكاريا، يشكل العرقيون القباردي الغالبية – 55 في المئة من مجموع السكان. في قراشيفو – شركيسيا، لا يشكّل العرقيّون الشّركس سوى 11 في المئة، في حين يشكل العرقيون الأباظة، الذين يرتبطون مع كل من الشركس والأبخاز، إضافة 7 في المئة من مجموع سكان الجمهورية. في أديغيه، يشكّل العرقيّون الأديغه 24 في المئة من سكان الجمهورية. العرقيّون الشابسوغ، الذين يعيشون في الأراضي الشركسية التاريخية التي هي حاليا جزء من منطقة كراسنودار الناطقة باللغة الروسية، يشكلون نسبة ضئيلة من سكان المنطقة، أقل بكثير من واحد في المئة (www.perepis2002.ru, 2002 census results).
إذن، فإنه ليس من المستغرب، أن نشطاء الشركس قد دعوا لأن يتم دمج جميع الأراضي التي يعيش فيها الشركس في جمهوريّة واحدة. وكانت موسكو مترددة في الأخذ بوجهات نظر الشركس في عين الاعتبار، قائلةً ان الأديغه والشّركس والقباردي هي أعراق منفصلة، بينما في الواقع هذه الجماعات لديها اختلافات لغوية طفيفة فقط ويتحدثون فعلياً لغة واحدة. وتحدّث مُقدّم طّلب الحصول على وضع شركسي ثقافي ذاتي في أديغيه، أصلان بزروجوف إلى كافكازكي أوزيل (Caucasian Knot) انه إذا ما قررت محكمة روسية إما منح الشّركس وضعاً ثقافياً ذاتياً في أديغيه أو اعترفت بأن جميع الأعراق الشركسية شعب واحد، فإنه سيكون مقبولا له لأيٍ من الحالتيْن. وقال بزروجوف انه سيستأنف لدى المحاكم الروسيّة العليا لتلقي حكما أكثر جزماً وإلزاماً. وفي حديث لأصلان شازو، رئيس تحرير وكالة أنباء ناتبرس (Natpress) ومقرّها مايكوب فإن حساسية الوضع هو أن المحكمة تبدو الآن بانّها تدعم ما ذهب يدعو إليه الناشطين الشركس خلال السنوات العشرين الماضية. دساتير كل من جمهوريات شمال-غرب القوقاز تحدّد أن الأديغه والشركس والقباردي هي أعراق منفصلة (http://adygeia.kavkaz-uzel.ru/articles/204195/, April 3).
وقد وضعت الأزمة في سوريا مرّة أخرى عودة الشراكسة إلى وطنهم التاريخي في شمال القوقاز على جدول الأعمال. وقد ناشدت عشرات العائلات الشركسية التي حشرت في القتال الدائر في سوريا السلطات الروسية للسماح بعودتها إلى شمال القوقاز. لم يتّخذ أي قرار رسمي، لكن وفدا رسميا من مجلس الاتحاد الروسي زار سورية في مارس/آذار وخلص أن هناك حوالي 200 عائلة شركسية ترغب في الانتقال إلى منطقة شمال القوقاز. وعلى الرغم من أنه لا يبدو أن هناك برنامج حكومي واسع النطاق للشركس السوريّين، فقد وفرت الحكومات المحلية المساعدة للشركس السوريين الذين وصلوا في مجموعات صغيرة. في 13 أبريل/نيسان، وصلت تسعة آخرين من الشركس السوريّين في قباردينو – بالكاريا (http://kabardino-balkaria.kavkaz-uzel.ru/articles/204895/, April 14).
من غير المرجح أن تسمح موسكو لأي إنتقال جماعي للشركس من سوريا إلى منطقة شمال القوقاز، لكن مقيّدة أيضا في قدرتها على التّعبير بصراحة لمنع أي هجرة. السيناريو الأكثر ترجيحا هو أنه سيسمح لأعداد ضئيلة من الشركس السوريين للإنتقال إلى شمال القوقاز، لكن الجزء الأكبر من الشركس السوريّين المقدّر عددهم 60،000-100،000 من المرجح أن يتم منعهم من القيام بذلك. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي في 10 أبريل/نيسان انه بصرف النظر عن الشركس، فإن هناك 100000 من المواطنين الروس الفعليّين الّذين يعيشون في سوريا (http://www.kommersant.ru/news/1912665, April 10)، معظم الشركس السوريّين ليس بحوزتهم الجنسية الروسية، حيث انّهم طردوا من وطنهم في القرن التاسع عشر من قبل الإمبراطورية الروسية وبعدها قطعوا عن شمال القوقاز نتيجة لعزلة الحقبة السوفيتية.
يقول بعض الناشطين الشركس بأن عودة الشراكسة السوريّين إلى الوطن تغيّر المواقف الشركسية من مسألة دورة الألعاب الأولمبية المقرر أن تعقد في سوتشي في عام 2014. وقد عارض العديد من الناشطين الشراكسة عقد دورة الألعاب الأولمبية في منتجع المدينة “الروسية” على البحر الأسود، مدّعين أنها كانت الموقع الّذي حصلت فيه الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة في ستينيات القرن التّاسع عشر. وقال أصلان بشتو، وهو ناشط شركسي في قباردينو – بالكاريا لمجلة أوغونيوك (Ogonyok magazine): “حقيقة ان روسيا على الأقل لم تغلق الطريق [إلى لشمال القوقاز] للشركس السوريين لهي لفتة كبيرة تجاه العالم الشركسي واستجابة جيدة لكل منتقدي روسيا في المنطقة”. لا يزال، فانه من المهم ان بشتو أشار إلى روسيا بأنها قوة خارجية وتعمل بشكل مستقل عن مواطنيها الشركس. ما يقدر ب 2000 من الشركس السوريين يعيشون حاليا في قباردينو – بالكاريا. هؤلاء الأشخاص عادوا إلى منطقة شمال القوقاز خلال السنوات العشرين الماضية، خلال المدّة الّتي أصبحت فيها عمليات المراقبة على الحدود اكثر مرونة (http://www.kommersant.ru/doc/1912689, April 16).
في هذه الأثناء، فإن الوضع الأمني في قباردينو – بالكاريا لا يزال متزعزعاً. في الربع الأول من عام 2012، شهدت الجمهورية تصاعداً خطيراً في العنف المتّصل بحركة التمرد، مما أسفر عن 32 حالة وفاة و 11 اصابة (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/204657/, April 11). وقد صنّفت قباردينو – بالكاريا في المرتبة الثّالثة من حيث العنف المتصل بالتمرد، بعد داغستان – في المرتبة الأولى – والشيشان الّتي لا تزال تمزقها الصراعات.
من المحتمل أن تكون التطورات المستقبلية في الأجزاء الشركسية من شمال القوقاز مرتبطة بتصاعد المد القومي أو الإسلامي. لم يكن أي من هذين السيناريوهين مفيد لموسكو، ولكن بعد أن شهدت تمردا تحت شعارات إسلامية، قد تختار روسيا القوميين على ما يبدو كمشكلة أسهل للمعالجه. لكن، القوميون اليوم من المرجّح أن يكونوا أكثر اعتمادا على الإسلام مما كانوا عليه في تسعينيات القرن الماضي. ويبدو أن الوضع في شمال-غرب القوقاز مرشّحاً لأن يصبح غير مستقرٍ أكثر من ذلك بكثير خلال فترة قصيرة من الوقت، حيث تطفو مختلف الاتجاهات المتنافسة في المجتمع.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز