حرب كلامية روسية أميركية بشأن جورجيا
تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن جورجيا, واتهمت موسكو الإدارة الأميركية بتشجيع جورجيا على السعي للانتقام منها عن الحرب التي نشبت بين البلدين في 2008 وذلك بعد يوم من تعهد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بدعم عسكري جديد لجورجيا.
واعتبر بيان شديد اللهجة تلاه المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش أن دعم الولايات المتحدة مسعى جورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأيضا بإمدادات ضخمة من الأسلحة من الخارج يمثل تشجيعا للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في “مغامراته الإجرامية” التي أدت إلى الحرب.
وقال البيان “مرة أخرى يدلي مسؤولون أميركيون كبار بتصريحات قوية دعما لساكاشفيلي ويكررون بشكل حرفي المقولات الكاذبة التي تروجها دعايته فيما يتعلق بالاحتلال الروسي لجورجيا وبالتالي يغذون التطلعات الانتقامية”.
وكانت روسيا قد أرسلت قواتها إلى جورجيا وأنزلت الهزيمة بجيشها الذي يتلقى تدريبا أميركيا بعد أن هاجم منطقة أوسيتيا الجنوبية المتمردة الموالية لموسكو. وشمل الصراع أيضا منطقة أبخازياالانفصالية على البحر الأسود.
واعترفت موسكو بالمنطقتين كدولتين مستقلتين في أعقاب الحرب وحذا عدد قليل من الدول حذو روسيا على الرغم من إصرار جورجيا على أن المنطقتين جزء من أراضيها.
يذكر في هذا الصدد أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين جورجيا وروسيا والاتصالات بينهما تجرى عبر دبلوماسيين سويسريين.
يشار إلى أن كلينتون جددت أمس تعهدات أميركية بالمساعدة في تدريب جيش جورجيا، وقالت للصحفيين “بهذه الجهود فإن جورجيا ستكون شريكا دوليا أقوى مع تحسين قدراتها على الدفاع عن النفس”. ويتوقع أن تشمل الجهود تدريبا على استخدام أنظمة الرادار لمراقبة سواحل البلاد.
كما حثت كلينتون -خلال زيارة إلى منتجع باتومي على البحر الأسود ضمن جولة في جنوب القوقاز- الرئيس الجورجي على ضمان إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة قبل انتهاء فترة رئاسته.
وحثت كلينتون جورجيا أيضا على إجراء انتخابات رئاسية قائلة إن الولايات المتحدة تتوقع أن تشهد البلاد انتقالا ديمقراطيا سلميا عندما تنتهي فترة ولاية ساكاشفيلي الثانية العام القادم.
وقد شددت كلينتون على أن واشنطن تؤيد إيجاد حل سلمي وعادل للصراعات، في إشارة على ما يبدو إلى اعتراف موسكو بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين باعتبارهما دولتين مستقلتين عن جورجيا. ودعت الأطراف المشاركة في الصراع إلى خلق الثقة بينها.
وبينما يشيد مسؤولون أميركيون بإصلاحات جورجيا الاقتصادية وجهودها لمكافحة الفساد، فإنهم يخشون من أن الهيمنة السياسية لساكاشفيلي قد تجعل من الصعب ظهور زعماء آخرين قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول والانتخابات الرئاسية في 2013.
http://www.aljazeera.net/news/pages/abf9de50-8529-4eeb-8cab-b5cacff32158?GoogleStatID=1