نافذة على أوراسيا : الشركس كانوا سكان سوتشي الأصليّين، يذكر دليل للأولمبياد
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستونتون 7 سبتمبر/أيلول – على الرغم من إحجام الحكومة الروسية عن الحديث عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الشراكسة أسلافها القياصرة في عام 1864، فقد أعِدّ كتيّب جديد للمرشدين للأولمبياد الّتي ستنعقد في العام المقبل، وصف الشركس فيه بأنّهم “السكان الأصليين” لسوتشي وأن سوتشي والعديد من أسماء الأماكن القريبة منها، هي كلمات شركسيّة.
في كُتيّبِهِ “أسماء سوتشي الأولمبية” (باللغة الروسية)، الّذي نشر في 1500 نسخة، يقول إيغور سيزوف (Igor Sizov)، وهو صحفي يقيم هناك، ان الجميع يجب ان يتذكروا أن “غالبية الأسماء الجغرافية في سوتشي نشأت نتيجة لاختلاط الّلغات والعادات والتقاليد الثقافية لشعوب مختلفة”.
أعطيت على سبيل المثال المصطلحات، ‘سوتشي (Sochi)’ و ‘لورا (Laura)’ و ‘فشت (Fisht)’، والّتي أطلقت من قبل “ممثلي القبائل الشركسية من أباظة (Abaza)، وأوبيخ (Ubykhs)، وشابسوغ (Shapsugs)”. إسم ‘أدلر (Adler)’ “ظهر بفضل خلط الكلمات من اللغتين الشركسية والتركية”. أما “‘كراسنايا بوليانا (Kranaya Polyana)’، و’فيسيلوي (Veseloye)’، و’كازاتشي برود (Kazachiy Brod)’ فهي روسيّة”. واسم المكان ‘روزا خوتور (Rosa Khutor)’ له “جذور أستونيّة”.
وصرّح سيزوف إلى وكالات الأنباء الرّوسيّة بوصفه مواطناً من المدينة، كان قد تربّى مع قصص عن التنوع العرقي لأسماء منطقة سوتشي، لكن في تجميع كتابه، لفت النّظر إلى أعمال بعض من هم أفضل مختصّي دراسة أصول وأشكال الكلمات الّذين يعملون هناك، بمن فيهم قاسم ميريتكوف [Kasim Meretkuov] وفلاديمير فيرجيلوف [Vladimir Vorozhilov] و[Grigory Chuchmay] غريغوري شوشماي (http://spb.itar-tass.com/c20/862541.html).
في مقدمة كُتيَبِه، يقول سيزوف أن ممثلين عن 102 من الجنسيات يعيشون الآن في سوتشي، لكن “يعتبر الشّركس هم السكان الأصليين”. وتبعهم الأتراك في القرن السادس عشر وكذلك الروس وأيضاً من هم من سكّان روسيا البيضاء، وكذلك المولدوفيّين والأوكرانيّين والأستونيّين، واليونانيين في القرن التاسع عشر. ترك معظهم بصماتهم على أسماء الأماكن في المنطقة.
يقسم سيزوف كتيّبه إلى قسمين. في الأوّل، يقدّم مناقشة مفصّلة عن تاريخ أسماء بعض المواقع الوثيقة الصّلة أكثر من غيرها مع أولمبياد سوتشي. وفي الثاني، يعطي معلومات موجزة عن خلفيّة 17 مكان آخر، أقل شهرة يمكن مع ذلك للزوار أن يصادفوها ويمكن توقع أن يوجّهوا أسئلة عنها.
اسم “سوتشي” نفسها، كما يقول، هو مما لا شك فيه شركسياً وعلى وجه التحديد من الأوبخ، وهي إحدى المجموعات الفرعية التي تتفرّع عن تلك الأمّة. في لهجة الأوبخ، تعني الكلمة “مجموعة العائلة التي تعيش بالقرب من البحر”. ويدحض سيزوف تفسيراً بديلاً بأنّها تأتي من مصطلح شركسي آخر يعني النهر وأن التّعليل اللفظي خاطئ: لأن النهر لا يوجد فيه فروع كما يوحي الاسم .
”كراسنايا بوليانا” هو مصطلح روسي بحت، يكمل سيزوف، ولكن لم يطلق على المكان من قبل الرّوس لكن على الأصح من قبل اليونانيين الذين طلبوا اللجوء من الاضطهاد في الإمبراطورية العثمانية، وبعد أن اكتسبوا بعضاً من الّلغة الروسية، أطلقوا الإسم على قريتهم بكلمات روسيّة لحقل جميل.
أطلق على الملعب الأولمبي الرئيسي في سوتشي اسم فشت، كلمة شركسية عند ترجمتها تعني “الرأس الأبيض”، وتشير إلى جبل مغطّى بالثلوج وهو الّذي اعتبره الشراكسة في العصور الوسطى بأنه مقدّس. كلمة أدلر من أدلر أرينا (Adler Arena) تأتي من مزيج من كلا الوبخ والأصل التركي، وليس من الّلغة الألمانية كما يظن البعض.
إحدى الخلفيات العرقية الأكثر إثارة للإهتمام لاسم في المنطقة هو “روزا خوتور” حيث ستجري العديد من المسابقات الأولمبية. لا علاقة له مع الألوان ولكن بدلا من ذلك مع الأستونيين: دعي بذلك نسبة لأحدهم الذين استقرّ هناك في غابة صغيرة من البلوط في القرن التاسع عشر والذي كان قد زاره الكاتب الأستوني الكبير انطون تامسار (Anton Tammsaare).
وإسم آخر يبعث على الفضول هو “لورا” (Laura). فعلى الرغم من ادعاء العديد بأنه من أصل روسي وكان إسماً لإبنة أو زوجة أحد القادة الرّوس خلال الحروب القوقازيّة، لكن الحقيقة أن “له جذور شركسية”، ويأتي من اسم أمير من الأباظة أقام في المنطقة.
كذلك، ضمن الإدخالات السّبعة عشر (17) الوجيزة، ومعظمها من أصول شركسية، يقول سيزوف، بما في ذلك أيبقا (Aibga)، وأخون (Akhun)، وأخ-تسو (Akh-Tsu)، وأشيبس (Achipse)، وماتسيتسا (Matsesta)، ومزيمتا (Mzymta)، وبسيخاكو (Psekhako)، وشفيجيبتس (Chvizheptse)، و شجوش (Chugush). البعض الآخر من أصول مولدوفيّة أو قوزاقيّة أو روسيّة. ويضيف، أما بالنسبة للبحر الأسود، ذلك أيضا روسياً ولكن ليس له علاقة باللون وبمياهه كونها هائجة.
المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/09/window-on-eurasia-circassians-were.html)
نقلا عن: موقع الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك