نافذة على أوراسيا: بوتين يرسم ‘خطوطه الحمراء’ عبر الفضاء ما بعد السوفياتي
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستاونتون، 27 مارس/آذار – لقد تحدثت القوى الغربية طويلا عن “خطوط حمراء” في سوريا وفي أماكن أخرى، إجراءات أو أحداث يقولون انّها أشارت غلى أنّها تؤكد قلقهم وتشير إلى ماذا سيتصرفون. الآن، فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشيء نفسه، وتؤكّد “خطوطه الحمراء” أن تحركاته في أوكرانيا هي جزء من برنامج الكرملين الّذي هو أكبر من ذلك بكثير .
في مقال في صحيفة فزغلياد (Vzglyad)، ومعنون رمزيا، “ليس فقط أوكرانيا”، يشير الصحفي المقيم في موسكو يفغيني كروتيكوف (Yevgeny Krutikov) إلى أن بوتين قال الآن أن “الغرب قد عبر خطاً”، الّذي هو في النّهاية مؤشر آخر على أنه وضع هكذا خطوط ويجب على الغرب أن يأخذها في عين الاعتبار (vz.ru/politics/2014/3/25/678423.html).
يكرس كروتيكوف مقاله إلى حيث وجود هذه الخطوط. ووفقا له، فإنها تشمل أي مزيد من التوسع للناتو شرقاً، وخاصة فيما يتعلّق بجورجيا وأوكرانيا، بهدف تطويق روسيا. بدلا من ذلك، فإن أول “خط أحمر” لبوتين هو أنّه يجب أن تحتفظ كل من أوكرانيا وجورجيا والسويد وفنلندا بِ”وضعهم المحايد {كدول عازلة}”.
وخط أحمر ثانٍ لبوتن يتعلق بجورجيا على وجه الخصوص. حيث يقول كروتيكوف أن موسكو ليست مهتمة في استعادة علاقات طبيعية مع جورجيا، لأنها سوف تصر على “الحفاظ على الوضع المستقل لكلٍ من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية كجزء من الأسس العامّة للسّياسة الدّولية”، وهو الشيء الّذي من شأنه أن يعيق حلف شمال الاطلسي والتّوسّع الغربي هناك.
و”خط أحمر” ثالث لبوتين هو في دول البلطيق. يصر كروتيكوف على ان روسيا ليس لديها خطط لِ”زعزعة استقرار” الوضع في “اتجاه البلطيق”. إن اقتصادات جمهوريّتي لاتفيا واستونيا، كما يقول، هي “نكتة واقعيّة” وفرض عقوبات على روسيا سوف يضر بهم بشدّة .
“بالنسبة للفيدراليّة الروسية”، يقول الصحفي في “فزغلياد”، إن خطاً احمراً قد ينشأ إذا كانت هناك محاولة لتقوية تجمع حلف شمال الاطلسي في المنطقة مع قوات هجومية عالية الكفائة وزيادة في مدى العمل”، وهو شيء تعتقد موسكو بأنّه “سيكون انتهاكا للإتفاقيات الدّوليّة”.
بالإضافة إلى ذلك، يزيد الكاتب، فإن موسكو ستأخذ في عين الإعتبار “أي إجراءات غير ودية” و”غير مقبول على الاطلاق” من قبل كلٍ من ليتوانيا و بولندا نحو كالينينغراد أو نحو الملاحة وأعمال التجارة الرّوسيّة الأخرى في منطقة بحر البلطيق .
و”خط أحمر” رابع لبوتن يمكن أن يكون أي تلاعب في أسعار النفط والغاز يهدف إلى معاقبة روسيا باعتبارها مُصدّراً رئيسياً. ومن غير المرجح أن يتم تجاوز ذلك الخط ، كما يقول كروتيكوف، لأن أي تحركات في هذا الاتجاه من شأنها أيضاً أن تضر أولئك الذين بدأوا مثل هذا العمل.
وخط خامس كهذا، يكمل، سيكون تهديدا أو إجراءاً أمريكياً أو غربياً تجاه ضد أي من حلفاء روسيا في جميع أنحاء العالم مثل سوريا. و”مهاجمة الضعيف هو تكتيك قديم قدم العالم”، ولكن إذا فعل الغرب ذلك في هذه الأزمة الحالية، فإن بوتين سوف يعتبر ذلك “خطاً أحمراً” آخر قد انتهك.
و”خطاً أحمراً” سادساً لبوتين هو أي عمل إرهابي على أراضي الفيدراليّة الرّوسيّة بحيث يمكن لموسكو أن تجد “أثراً” لتاثير أمريكي عليه، وبالتالي تعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن ذلك.
وسابع هو العسكرة الإضافية لمنطقة القطب الشمالي بهدف الحد من هيمنة روسيا هناك.
وثامن هو الدفع الأمريكي نحو مزيد من تخفيض الترسانة النووية على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي، وهو مسعى يقول عنه كروتيكوف بأن الكرملين يرى فيه جزء من جهد عام لإضعاف القوّة الرّوسيّة.
وخط تاسع هو الدعم الأمريكي لِ”طابور خامس” من شخصيات المعارضة في الفيدراليّة الروسية وخصوصا أي تشجيع لمظاهرات ضد نظام بوتين.
من الواضح، فإن هذه هي قائمة بأمنيات بوتين، ومن الواضح أيضاً وعلى قدم المساواة فإن “الخطوط الحمراء” تفرض فقط من قبل بعض القادة ليتم انتهاكها أو تجاهلها من قبل آخرين. ولكن هذه القائمة كافية للإثبات لأي شخص لا يزال غير مقتنع بأن زعيم الكرملين لديه جدول أعمال أكبر بكثير من “أوكرانيا فقط”، وهي الأجندة الّتي من شأنها أن تقوض تماما تسوية عام 1991، وحتى تلك لعام 1945.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-putin-draws-his-own.html