نافذة على أوراسيا: آفة دونيتسك تنتقل إلى أبخازيا
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستاونتون، 28 مايو/أيار – فيما يحتمل أن يرى الكرملين على أنّها النكسة الأكثر إثارة للقلق في دعمه للانفصاليين في دونيتسك في أوكرانيا، اقتحمت مجموعة من قدامى المحاربين في الحرب الجورجية – الأبخازية مبنى حكوميا في سوخومي وطالبت باستقالة رئيس تلك الجمهورية الانفصالية، وهو يشير إلى كيف يمكن لِ “آفة دونيتسك” أن تنتشر .
ودأبت المعارضة الأبخازية تطالب منذ عدّة أشهر بشن حملة على الفساد وإلى رحيل الرئيس الأبخازي لكن دون نجاح. في يوم 6 مايو/أيار، قال زعماء المعارضة الأبخازيّة أنهم سينظّمون “اجتماعاً عاماً لكافّة الناس” إذا لم يوافق ألكسندر أنكفاب (Aleksandr Ankvab) على مطالبهم. لكنه لم يوافق على ذلك. ويوم أمس، تم عقد الإجتماع العام بحضور عدة آلاف من الناس (newsru.com/world/27may2014/suhumi_print.html).
ولكن لم يستمر الوضع سلميا تماما. اتفق بعض الناشطين على لقاء أنكفاب لكن حاول آخرون مهاجمة مبنى الحكومة بالقوة، وقاموا في هذه العملية بتحطيم النوافذ والأبواب. أنكفاب من جانبه هرب، واستمرت الأزمة على الرغم من أن الرئيس وافق على حل مجلس الوزراء، وإقالة النائب العام وإقالة ثلاثة من رؤساء الأقاليم.
وبتشجيع من تراجع أنكفاب، طالب المتظاهرون الذين زاد عددهم الى “نحو 5,000” متظاهر وفقا لتقارير إخبارية بانعقاد جلسة استثنائية لبرلمان الجمهورية. وأعلن أحد زعماء المعارضة أن المجلس التنسيقي لأحزاب المعارضة سيتولى “قيادة مؤقتة للجمهورية و تشكيل كافّة الهياكل اللازمة”.
راؤول خاذيمبا (Raul Khadhimba)، زعيم المعارضة، دعا النساء والأطفال للعودة إلى بيوتهم ولكن على الرجال أن يظلوا “في مبنى الإدارة الرئاسي”. ويصر متحدثون باسم نظام أنكفاب بأنهم باقون ويسيطرون على الجمهورية وأن الرّئيس لم يفر.
أعلن أنكفاب انه “لم يذهب الى اي مكان”، وانه “لا يزال باقٍ في أبخازيا”، و “يبحث مع أعضاء المجلس الأمني متغيرات تطور الأحداث. وقال إن هدفه، وهناك “هدف – يتمثّل في عدم السماح لتطوّر سيناريو” من شأنه أن يضر بأبخازيا.
إنه يسعى إلى وضع لوم القيام بالمظاهرة على غرباء، مدّعيا أن “مجموعة كبيرة من الناس، بمن فيهم هؤلاء المسلحين، جاؤا إلى التلفزيون الأبخازي وقاموا في واقع الأمر بالإستيلاء عليه”. كان يمكن لقوات الأمن أن ترد ولكن لم تفعل لأنه “ما زالت أمامنا الفرصة لإعادة الوضع إلى نصابه القانوني”.
وقال وزير الدفاع الأبخازي أن قواته “لا تنوي التدخل في الوضع الداخلي في الجمهورية” وأكد أن “المفاوضات الآن لا تزال مستمرة مع المعارضة”. وعرض رئيس أوسيتيا الجنوبيّة السابق، إدوارد كوكويتا (Eduard Kokoyta) مساعيه لأن يقوم بالوساطة إذا أراد الطّرفان منه ذلك.
إنّه وضع يتطور بسرعة وكيف سيستقر عليه هو أبعد ما يكون عن الوضوح. ولكن هناك شيء واحد مؤكد: استعداد الناس لاستخدام القوة المسلحة ضد السلطات التي شكلت حسب ما ينبغي، والمارد الّذي جعله فلاديمير بوتين يخرج من الزجاجة نتيجة لسياساته في أوكرانيا، وانتشر الآن إلى أبخازيا، يمكن أن ينتشر أيضا بسهولة في أماكن أخرى.
سيحدث ذلك أم لا، بطبيعة الحال، يعتمد على أشياء كثيرة، بما في ذلك في المقام الأول تصرفات الحرس الرّوسي القديم. ولكن الخشية من أن ذلك يمكن أن يحدث قد وصل الآن بما لا يدع مجالا للشك إلى موسكو. ومن المرجح كذلك ان هذه الخشية بدورها ستنبئ بخطوات بوتين القادمة لأولئك الذين يعارضون سياساته العدوانية والاستبدادية .
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/05/window-on-eurasia-donetsk-disease.html