مهما كانت النتيجة، فإن الفكرة هي أن البوير يرون روسيا على أنها وطن جديد محتمل، وهذا معبّر وهو هائل في تداعياته. ويرى المسيحيون البيض على نحو متزايد أن روسيا هي خلاصهم
أندريه مارتينوف الإثنين الموافق 9 يوليو/تموز 2018
ترجمة: عادل بشقوي
6 يناير/كانون الثاني 2019
*******************
في حين كان الغرب الأعمى والمنافق يشيد بأيقونته المزيّفة المتمثلة بنيلسون مانديلا، كانت جمهورية جنوب أفريقيا تُلْتهم ببطء بسبب العنصرية السوداء غير المسبوقة والاعتداء المستمر على الأفريكان البيض. الاغتصاب والقتل والسرقة والأسلاك الشائكة حول الأسوار المحيطة بمجمّعات البِيض في جنوب أفريقيا-هذه هي الخصائص المميزة لجنوب أفريقيا الحديثة. بشكل عام، لا مستقبل لها.
واقعياٍ، إن مصادرة الأراضي من المزارعين البيض ستكون بمثابة إيذان بإنهاء وجودهم. وكما هو الحال في زيمبابوي، سيتم اغتصابهم وقتلهم ونهبهم وأي شيء آخر يأتي من عدالة الزيمبابويين التي أصبحت الآن تأتي من جنوب أفريقيا. ما يُدعى الغرب، الذي لا يزال يؤمن بأكاذيبه الخاصة بـ ”ديمقراطية“ جنوب أفريقيا، والخير الذي يأتي من (التمكين الاقتصادي للسّود) (BEE) والمؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) لن يقبل الجنوب أفريقيين البيض عندما تبدأ الهجرة البيضاء الحقيقية، ولن تفعل الولايات المتحدة ذلك – حيث يُفضّل الغرب اليوم أي شخص آخر غير البيض، وأغلبهم من المسيحيين.
إن مصير الجنوب أفريقيين البيض هو موضع شك اليوم وهؤلاء الأشخاص بحاجة ماسّة إلى ملاذ آمن لبدء حياتهم من جديد. والغرب الحديث ليس هو المكان.
*******************
لا يزال وفد البوير وهم من المستوطنين المسيحيين الهولنديين (Boers) موجود حاليا في روسيا، وبالتحديد في منطقة ستافروبول (Stavropol)، ويناقش توطين 15000 من الأقلية الأفريقية البيضاء (الأفريكان) في المنطقة (للقراءة باللغة الروسية https://vz.ru/society/2018/7/5/930967.html). ومن الواضح أن هذه العملية لن تكون سهلة – بالنسبة للذين سيشرعون، حيث أن هناك للمبتدئين في ستافروبول، عدداً قليلاً جداً من قطع الأراضي الكبيرة التي اعتاد عليها البوير في جنوب أفريقيا. إن البوير يحبذون المناخ الحار، ومن الواضح أن وفرة الأراضي، قُلْ مثلا في الشرق الأقصى، لن يجدي نفعاً.
إلا أن مسألة العقيدة البروتستانتية للبوير، تبدو أنّها أقل عمقاً لأن السكان المحليين يميلون بشكل عام نحو إقامة مجتمع للبوير، وقد أعلن البوير أنفسهم بالفعل أنهم لن ”ينغقلقوا” على أنفسهم في مجتمعهم الخاص بهم.
إن الروس يهتمون باستقامة الناس وأخلاقيات العمل أولا وقبل كل شيء ويجتاز البوير هذا الإختبار بسهولة.
إن حالة البوير هي، أنها ليست عائلات فقيرة، بل ستنفق نصف مليون دولار لكل أسرة للاستثمار في اقتصاد المنطقة، والذي سيحدث بشكل طبيعي بمجرد تسوية مسألة الإستيطان كما يجب.
لكن أياً كانت النتيجة من كل هذا، فإن الفكرة برمتها تفضي بأن البوير يرون روسيا كوطن جديد محتمل، وسيكون لذلك انعكاسات هائلة. إن ذلك يحدث، كما توقعت قبل عدة سنوات (https://smoothiex12.blogspot.com/2016/12/from–creek–to–river.html)، بأن الشعوب البيضاء التي تدين بالمسيحية (التي هي بحكم تعريفها —ذات جذور أوروبية) سوف ترى روسيا على نحو متزايد كخلاص لها. ولهذا السبب كانت رسالة بوتين هذه في منتدى فالداي (Valdai Forum) في العام الماضي مهمة للغاية. استمع بانتباه مرة أخرى إلى ما يقوله صراحةً وتلميحاً.
المصدر: