الاثنين 27 أبريل/نيسان 2020
إحياء يوم العلم الشركسي على الإنترنت — عمل قومي لا يمكن للوباء أن يوقفه
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
27 أبريل/نيسان 2020
ستاونتون، 25 أبريل/نيسان — فيما يتعلق بالشركس، الذين حرموا من إقليم مشترك وحتّى اسمًا عرقيًا مشتركًا بسبب السياسات الروسية والسوفيتية، ينتشر شعبهم في جميع أنحاء العالم حيث يعيش أكثر من عشرة أضعاف منهم في مجتمعات الشتات، وهم أكثر من الذين يعيشون في وطنهم القومي. إن العلم الشركسي هو رمز قوي للوحدة بوجه خاص.
وبالتالي، بالنسبة إلى أكثر من أي أمّة أخرى على وجه الأرض، فإن يوم العلم الشركسي مهم على نحوٍ خاص، وهو مناسبة للالتقاء وإعادة تكريس أفرادها لقضية الحفاظ على روابطهم على الرغم من تشتتهم وللتوصل في نهاية المطاف إلى استعادة الوطن القومي.
في السنوات الأخيرة ، كان هذا اليوم مهمًا على وجه الخصوص (kavkaz–uzel.eu/articles/223339/)؛ لكن خشي الكثيرون من أن تلقي الجائحة التي جعلت أي تجمع عام كبير يلقي بظلاله على الحدث ويقلل من تأثيره. في الواقع، إذا كان هناك شيء، فإن التحول من الإحياء الواقعي إلى الإفتراضي الذي تطلبه الوضع، جعل الحدث أكثر أهمية.
وتشير نعيمة نيفلياشيفا ( Naima Neflyasheva)، التي تدوّن في مدوّنة ”رأي امرأة من نالتشيك“ (A Woman’s View from Nalchik)، إلى أن يوم العلم الشركسي تم الاحتفال به لأول مرة في 25 أبريل/نيسان 2010، في الذكرى السنوية المئة والثمانين (180) لإضفاء الطابع الرسمي عليه. وقرر المنظمون تاريخ أبريل/نيسان لأنهم أرادوا أن يكون ذلك في فصل الربيع، وذلك الوقت الذي يعتبر بمثابة ولادة جديدة (kavkaz–uzel.eu/blogs/83787/posts/42915).
وتواصل بانّه مع مرور كل عام ، يشارك الشراكسة أكثر من أي وقت مضى في الاجتماعات العامة ومواكب السيارات. لكن في العام الماضي، حاولت السلطات الروسية عرقلة العديد من هذه المظاهر، وإيقاف السيارات والمطالبة بإزالة الأعلام. وكانت جمهورية قباردينو -بلكاريا هي الوحيدة من الجمهوريات الشركسية الثلاث التي جرت فيها الاحتفالات دون عوائق.
في هذا العام، وفي وقت الوباء، أدرك المنظمون أنه لم يكن بإمكانهم عقد الاجتماعات العامة في الماضي ويتعين عليهم الانتقال إلى الأنشطة عبر الإنترنت، وهي الأنشطة التي لها ميزتان مهمتان: يمكنهم الوصول إلى الشركس في جميع أنحاء العالم بسهولة أكبر، ولا يمكن إيقافهم من قبل الحكومة الروسية (kavkaz–uzel.eu/articles/348814/).
واصل الشراكسة رفع علمهم القومي أمام منازلهم وشققهم، لكن أهم الأحداث التي حصلت اليوم كانت مسابقة شعرية عبر الإنترنت اجتذبت مشاركات من 54 دولة حول العالم ومؤتمر عبر الإنترنت حول أصول وتاريخ العلم الشركسي.
يتتبع الكثير من الناس صياغة العلم الشركسي بنجومه الإثني عشر {12} (لقبائل شركيسيا) وثلاثة سهام ترمز إلى براعتها العسكرية على علم أخضر يمثل ارتباطها بالإسلام لديفيد أوركرهارت، وهو دبلوماسي بريطاني. لكن إذا أعطى العلم شكله الحالي، فإن مكوناته أقدم بكثير وأكثر أصالة، كما يقول الكُتَّاب الشراكسة.
نشر الشركس صورا لأنفسهم وللعلم على الإنترنت هذا العام، لكن ربما كان أهم عمل في نالتشيك حيث جمع النشطاء القوميون الطعام والملابس للفقراء وخاصة للاجئين الشراكسة الذين عادوا إلى وطنهم من سوريا التي مزقتها الحرب.
وقال بيسلان بيكوخ (Beslan Bekukh)، أحد سكان مايكوب لكفكاز أوزيل (Kavkaz–Uzel) أنه كان من الصعب تحديد موعد هذا العام في عزلة ذاتية ”لكننا شعرنا باتحاد افتراضي“. وقال نوح شوماف (Nukh Shumaf) المقيم في جمهورية أديغيا إنه مثل العديد من الشركس الذين استخدموا اليوم للترويج للغة الشركسية وسرد التاريخ الشركسي لأطفالهم. وقال ”هذا هو أفضل شيء تمكنّا من القيام به“.
المصدر:
https://windowoneurasia2.blogspot.com/2020/04/marking–day–of–circassian–flag–online.html