تقول تلوستانوفا إن تماثيل الغزاة الروس في شمال القفقاس تهدف إلى التقليل من أهمية الشعوب هناك إلى ”حواشي“ في سرد موسكو

السبت 1 أغسطس/آب 2020

تقول تلوستانوفا إن تماثيل الغزاة الروس في شمال القفقاس تهدف إلى التقليل من أهمية الشعوب هناك إلى ”حواشي“ في سرد موسكو.

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

8 أغسطس/آب 2020

            ستاونتون، 30 تموز/يوليو  ”يستند خطاب أولئك الذين يطالبون بالحفاظ على النصب التذكارية للمجرمين العسكريين والمستعمرين وحتى زيادة على ذلك، فإن بناء نصب تذكارية جديدة يعتمد على تبسيط فج للتاريخ وتشويهه، وعلى الهمجية التي تم السماح بها من القيادات الأعلى، وفقًا لمدينا تلوستانوفا (Madina Tlostanova).

            وتشير الأستاذة الشركسية في جامعة لينشوبينغ (Linköping) السويدية بأن نية أولئك الذين يفعلون ذلك هو اختزال الشعوب الأصلية في شمال القوقاز إلى مجرد ”حواشي“ في السرد الإمبراطوري لموسكو  (zapravakbr.com/index.php/30-uncategorised/1504-madinatlostanovaritorikatekhktotrebuetsokhraneniyapamyatnikovvoennymprestupnikamikolonizatoramatemboleestroitelstvanovykhosnovananagrubomuproshcheniiiiskazheniinasanktsionirovannomnevezhestve).

            تفعل روسيا ما فعلته دول أخرى، باستخدام ”النصب التذكارية كرموز صامتة لكنها قوية ومعبرة لسيادتها لفرض وتطبيع نموذجها كقدوة في التاريخ“. وهذا يعني أن ضحايا هذا الفرض يجب أن ”يُقصوا رمزيًا“ هذه النُّصُب باعتبارها ”مُكونًا هامًا في تصفية الاستعمار“.

            ”فالسياسة العدوانية للذاكرة، والتي يمكن التعبير عنها في كلٍ من تدمير النُّصُب وتشييد أخرى جديدة تؤدي إلى وضع يتم فيه اختزال شعوب بأكملها إلى مجرد {حواشي} في السرد التاريخي للحكام“ وبالتالي يتم منعهم من التعامل مع تاريخهم الخاص بهم بطرق تسمح لهم بالتغلب على الصدمات المتواصلة.

            وباختصار، فإن ما تقوم به السلطات المفترضة بقصد محو تاريخ المحتلين له تأثير على تعزيز الأهمية

لهم في تحدي تلك الرواية والإصرار على روايتهم هم، كما تشير تلوستانوفا.

            تعتمد الباحثة الشركسية على فكرة ”عدم القدرة على النطق الاستعماري“، وهو مفهوم طورته آن لورا ستولر (Ann Laura Stoler) من معهد نيويورك الجديد للبحوث الاجتماعية لشرح كيفية استمرار الحرمان من قبل الغزاة للذاكرة التاريخية مع تماثيل جديدة وتحرم الأشخاص الخاضعين لها بشكل متعمد من تاريخهم وحتى قدرتهم على الحديث عنه.

            وتكمل تلوستانوفا ان في مثل هذا الوضع، فإن هناك ”معايير مزدوجة“ بشكل دائم بين كيفية التعامل مع ماضي الذي قام بالغزو وماضي الذي جرى احتلاله، وهو أمر يشوه ذاكرة الطرفين. ويعتبر إقامة نصب تذكاري للقوات القيصرية مؤخرا بالقرب من سوتشي من الأمثلة الواضحة على ذلك.

لم يتم تشييد النصب التذكاري ”في مكان للذكرى، مهما كان ذلك شنيعًا“ من العهدين القيصري أو السوفيتي، ولكن في ”إعادة تشييد نصب تذكاري وعلى نحوٍ مستعجل بين النصب التذكارية للحرب العالمية الثانية“، وبالتالي خلط التاريخ والعمل على إزالة أي إشارات حقيقية لما فعله الغزاة أو تكبده المحتلين في القرن التاسع عشر.

           وتقول تلوستانوفا ان مثل هذا التقليد، يعكس الحقيقة في ان موسكو عملت دائما ”وفق المصالح الجيوسياسية البراغماتية الضيقة للإمبراطورية الروسية التي تسعى إلى الأبد للحاق بالغرب“ وأخذت من نماذج إمبراطوريات أخرى دون دمجها في نموذج واحد وثابت خاص بها.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2020/08/statuesofrussianconquerorsinnorth.html

Share Button

اترك تعليقاً