اعتراف عنصر الشرطة أمام المحكمة بأن مارتن كوشيسوكوف أُجبر على حمل كيس مخدرات قبل اعتقاله
ترجمة: أورهان برسيق
8 / 10 / 2020
شهود الادعاء في محاكمة الشخصية العامة الشركسية (مارتين كوشيسوقوة) يرتبكون الأخطاء في شهاداتهم، ويتناقضون مع بعضهم البعض، ”لا أتذكر“ كان جوابهم على تفاصيل مهمة ويُظهرون عدم الكفاءة بالالتزام بالإجرائات القانونية.
تواصل محكمة منطقة أورفان بجمهورية قباردينو – بلقاريا النظر في القضية الجنائية ضد رئيس المنظمة العامة الشركسية ”خابزي“ مارتن كوشيسوقوة، البالغ من العمر 31 عامًا، والمتهم بحيازة 263 غراما من الماريجوانا وتخزينها (الجزء 2 من المادة 228 من القانون الجنائي). يَدّعي كوشيسوقوة أنه بريء ووقّع على اعتراف لأنه تم تهديده بالتعذيب. في الاجتماع الذي عقد في 7 أكتوبر، تم استجواب شاهدين من شهود النيابة العامة و هما موظفان في وزارة الداخلية، وهما من الذين شاركو في اعتقال مارتين. وقد أدلوا بشهادات متضاربة، ولم يتذكروا الكثير و قالوا انهم لا يعرفون شيئا تقريبا!!.
قال رسلان بيشوكوف، مفتش شرطة المرور السابق لمنطقة ليسكينسكي، إنه في صيف عام 2019 (لم يتذكر التاريخ المحدد) كان هو وزميله كانتيمير أوروسوف في دورية الخدمة اليومية. و في حوالي الساعة 10-11 صباحًا في قرية حاتوي، جائت إليهم سيارة. خرج رجل من السيارة و اظهر لبيشوكوف هوية موظف في مركز مكافحة الارهاب (ЦПЭ) التابع لوزارة الشؤون الداخلية لجمهورية قباردينو – بلقاريا. وقال الشاهد بيشوكوف انه لا يتذكر لا شكله ولا مظهره ولا اسمه ولا لونه ولا طراز سيارته.
و أضاف ايضا انه نزل ثلاثة أو أربعة أشخاص ملثمين من السيارة ووقفوا خلف موظف ЦПЭ خلال المحادثة بأكملها. و قال هذا الموظف لبيشوكوف إن سيارة بيضاء ستمر على طول طريق كافكاز الفيدرالي السريع من قرية أوروخ باتجاه نالتشيك، واحتمال ان يكون سائقها متورطًا في جريمة، كما قام بإخباره بطراز السيارة ورقمها، لكنه لم يتذكرها في المحكمة.
أبلغ بيشوكوف وأوروسوف وحدة الخدمة التابعة لوزارة الشؤون الداخلية لمنطقة ليسكينسكي بهذه التوجيهات واستمرا في الخدمة.
في حوالي الساعة 15:00 أو 16:00، ابلغني ”الموظف في مكافحة التطرف عن طريق الهاتف“ أنه من الضروري إيقاف سيارة معينة تسير على طول طريق ”قفقاس“ السريع باتجاه نالتشيك. أوضح بيشوكوف أنه لا يتذكر بالضبط من الذي أعطى له هذه التعليمات على الهاتف، ورجّح زميله اورسوف ”انه هو على الأرجح نفس موظف ال ЦПЭ الذي تكلم معهم سابقا“.
وسرعان ما شاهدت الشرطة هذه السيارة، وتوجهت وراءها وأوقفتها بالقرب من قرية حاتوي. اقترب بيشوكوف من السيارة وطلب رخصة القيادة وشهادة التسجيل. سلمه الرجل سائق السيارة الوثائق. لم يتذكر الشرطي أي من بيانات هذه الوثائق.
نزل السائق من السيارة، واقترب منهم موظف ال ЦПЭ ، الذي كانوا قد رأوه سابقا في صباح اليوم نفسه، وكان ورائه — عناصر أمن ملثمين.
انسحب بشوكوف وشريكه. قال الشاهد إنه لم يسمع و لا يعرف ما الذي تحدث عنه ضابط شرطة مكافحة الارهاب للسائق الذي اوقفوه، ولم ير ما حدث بعد ذلك، بما في ذلك لا يعلم ما إذا كان مارتين كوشيسوقوة قد وُضع على الأرض أثناء اعتقاله أم لا.
وقام القاضي جبرائيل كودابيردوكوف بتوجيه سؤال إلى الشاهد عن موقع سيارة الدورية اثناء هذا المشهد. كان الجواب ”خلف سيارة كوشيسوقوة المتوقفة“. وأشار القاضي إلى أنه في هذه الحالة يستحيل عدم رؤية لحظة الاعتقال كما قال الشاهد . استسلم الشاهد أخيرًا فقال بأن ”السائق كان ملوي الاذرع و مثبت ببساطة على الأرض، لكنني لا أتذكر كيف حدث ذلك“.
وتابع: ”في أي موقع كان كوتشيسوكوف عندما كانت سيارة شرطة المرور تغادر المكان؟“ حيث استمر القاضي بطرح الأسئلة. أصر بشوكوف (الشاهد) على أنه لا يتذكر.
فقال القاضي ”لسبب ما فإن زميلك أوروسوف رأى من نفس سيارة الدورية أن كوشيسوكوف قد وضع على الأرض“.
الشاهد: ”لا أتذكر“ و ”لا أعرف“ وكانت هذه أيضا إجابات العديد من الأسئلة التي طرحتها المحامية (ليودميلا كوشيسوكوفا).
و كانت أسئلتها: هل كان هناك شيء ظاهر من جيوب مارتين كوشيسوقوة ؟، هل كانت تنبعث منه رائحة معينة؟ هل أبدى مقاومة اثناء اعتقاله؟ أجاب الشاهد عن ذلك بالنفي.
و فيما يتعلق بسؤال المدعي العام غولييفا، ما إذا كان موظف ЦПЭ قد أخبر بيشوكوف او زميله عن اسم السائق الذي كان يجب إيقافه والجريمة التي ارتكبها و متورط فيها، أجاب بيشوكوف بالنفي.
وعلى أسئلة القاضي اللاحقة، بما في ذلك ما حدث عندما غادروا مكان الاحتجاز، فان بيشوكوف كرر اجاباته وكأنه يردد شعار ما، ”لم أر شيئًا“ و ”لا أتذكر“، بما في ذلك ما إذا كان أوروسوف قد سأله بحديث بينهما باستغراب لماذا طلب منا موظف ال ЦПЭ المساعدة.
صُدِم القاضي من كلام الشاهد بأن بيشوكوف نزل وحده من السيارة واتجه إلى مارتن كيشوسوقوة وحده . ”هل تقترب بهدوء من مجرم محتمل ولا يقوم زميلك أوروسوف بتوفير الحماية لك و تأمينك؟! (هذا مخالف لتعليمات ايقاف المركبات في روسيا و يعتبر مخالفة للتعليمات)، اضافة إلى انك قلت بانك لا تعلم أن موظفي ЦПЭ سيأتون فورا خلفك و يساندونك؟!“ — سأل القاضي، إلا أنه لم يكن هناك جواب.
استجواب الخبير مراد شوغونوف
قال مراد شوغونوف، الخبير في فريق خبراء الطب الشرعي في وزارة الداخلية الروسية لمنطقة ليسكينسكي، و الذي تم استجوابه كشاهد ، إنه تلقى رسالة من الشرطة المناوبة مفادها أن ضباط ЦПЭ احتجزوا رجلاً على طريق قفقاس السريع وذهب إلى مكان الحادث كأحد أفراد فريق عمليات التحقيق (SOG). هناك رأى عناصر ملثمين و”هذا الرجل“ (أشار إلى مارتين كوشيسوقوة). وبدأوا في مسح المكان بعد دقيقتين إلى ثلاث دقائق من وصولهم.
قام شوغونوف بسؤال مارتن كوشيسوقوة عما إذا كان لديه مواد خطرة او مواد محظورة للتداول المدني. فأجاب مارتن أنه يوجد مواد محظورة في جيب سرواله الأيسر وفي السيارة. قال الشاهد: ”يبدو أن كوشيسوقوة قال إنه قنب بري (ماريجوانا) ، لا أتذكر ما قاله بالضبط“. أخرج مارتين كيس من جيبه، وقام شوغونوف بفتحه ورأى الماريجوانا في الداخل — تعرف عليها من خلال لونها ورائحتها. عالج الكيس ببودرة بصمة ووجد عليه بصمة يد. تم ضبط الكيس وختمه بعلامة ورقية.
وبحسب الشاهد، كانت هناك سيارتان أو ثلاث سيارات في الموقع، و عدد من الملثمين يساويه عدد الذين يقفون بملابس مدنية. قال انه لا يتذكر عددهم بدقة. لم يستطع شوغونوف الإجابة عما إذا كان كوشيسوكوف لديه أصفاد في يديه. لكن بالنسبة للسؤال التوضيحي للمدعي العام، كيف أخرج الطرد من جيبه، أجاب: ”إذن كانت الأيدي غير مقيّدة“.
حدث كل هذا المشهد بحسب ما قال شوغونوف، في حضور شهود عيان. في الوقت نفسه، لم يتذكر الشاهد المكان الذي وقفوا فيه بالضبط، لكنه زعم أنهم ”رأوا كل شيء“ يقصد الشهود. هو نفسه لم يثبت هوية الشهود ولا يتذكر ما إذا كان زميله بليف فعل ذلك. كما لم يتذكر شوغونوف ما إذا كان قد أوضح حقوق كوشيسوقوة له.
لم يستطع الشاهد الإجابة بشأن الذي قام بفحص السيارة بالضبط، وما إذا كانت أبوابها مفتوحة عند صعوده اليها، ومن فتحها. وبحسب شوغونوف، فقد رأى حقيبة تحت المقعد مباشرة بعد أن أبلغه كوشيسوكوف بذلك. احتوت الحقيبة على مادة خضراء داكنة. لم يتذكر الشاهد ما إذا كان قد رأى أشياء أخرى في السيارة، بما في ذلك حقيبة بها سمكة طازجة في المقعد الخلفي.
بعد أن صادروا المخدرات، فحصوا الجزء الداخلي للسيارة وصندوقها، لكنهم لم يجدوا أي شيء آخر محظور.
سأل القاضي عن إجرائات فحص الأشياء الأخرى التي كانت في السيارة، بما في ذلك السجاد في صندوق السيارة، حيث ”يمكن أن تكون هناك متفجرات أيضًا!“.
وأبدى الشاهد الأعذار التي أملاها على المحقق الذي ملأ محضر فحص مكان الحادث الخاص بقائمة بالأشياء الممنوع تداولها.
”كان عليك أن تصف كل شيء كان في السيارة، حتى آخر موضوع!“ حيث ذكّر القاضي الشاهد بواجباته ”وهذا ليس في محضر التفتيش“.
وردا على أسئلة المحامية، قال شوغونوف إنه بعد أن أخرح كوشيسوكوف الكيس من جيبه، لم يقم هو نفسه بإجراء تفتيش شخصي له ولا يتذكر أي شخص آخر قام بذلك في حضوره.
”كيف ذلك؟ ربما كان لديه مسدس؟“ — أبدى القاضي استيائه مرة أخرى.
ومضى يقول إنهم كانو مضطربين، وعلقوا بطاقات على العبوات المضبوطة، وأشاروا إلى اسم قسم الشرطة على البصمات التي تم ختمها بها.
سألت المحامية عن سبب وجود تواقيع فقط لشهود الشهادة على البطاقات الورقية، رغم أنه يجب أن يكون هناك شاهد ومحقق وكوشيسوكوف. أوضح شوغونوف ذلك بحقيقة أنه يمكن أن ينسى ان يجعل الجميع يوقعون.
قال الشاهد إن SOG عادة لا تخبر عن أسباب الذهاب إلى مكان الحادث. ثم طلب منه القاضي توضيح الشهادة التي أُدلي بها خلال التحقيق الأولي بأنه: ”وفقًا لقسم الشرطة المناوب في مقاطعة ليسكينسكي، تم القبض على مواطن، على الأرجح بسبب مادة مخدرة“. سأل عما إذا كان الشخص المناوب يعرف بهذا، فرد شوغونوف بالنفي. تلا القاضي شهادته وأوضح: ”اتضح أن غونوف (موظف ЦПЭ) أبلغ بثقة دائرة العمل بهذا الأمر، وأخبرك بذلك الضابط المناوب“ حيث أكد شوغونوف شهادته.
سأل القاضي الشاهد: ”إذا أبلغ شخص عن وجود مخدرات في جيبه، فمن يجب أن يأخذها؟“ ورد الشاهد بأنه هو نفسه المشتبه. سأل القاضي: ”ألا يمكن أن تظهر بصمات أصابعه في هذه اللحظة على الدليل ؟“ قال شوغونوف بحيرة إنه لا يعرف. أوضح له القاضي كان عليه هو نفسه كخبير أن يقوم بإخراج محتويات جيب المشتبه به وهو يرتدي القفازات. ”حتى من طاولة الصور، من الواضح أن كوشيسوكوف نفسه يسحب الحزمة من جيبه. أنت، كمتخصص، كان يجب عليك انت توقفه عن عمل ذلك. فبعد كل شيء، لم يكن يجب أن يلمس هذه الأشياء“، أضاف القاضي.
قال القاضي أيضًا إن اثنين من الشهود يتهربون على الأرجح من المثول أمام المحكمة. لا يمكن العثور عليهما في أماكن إقامتهما، ولا يردون على المكالمات الهاتفية.