القضايا الإنسانية — تخريب المقابر — من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


أغسطس/آب 2022

القضايا الإنسانية

الفصل الرابع عشر

تخريب المقابر

ارتكبت أعمال تخريب في مقبرة للأديغه (الشّركس) في قرية أغوي شابسوغ (aul Aguy-Shapsug) في منطقة كراسنودار وذلِكَ في 26 يونيو/حزيران من عام 2005.

نشر موقع أديغه برس (Adygeanatpress) على شبكة الإنترنت ان في السابع عشر من مايو/أيار 2005، تم ارتكاب عمل تخريبي فوق رفات جثمان رشيد ناتخو (Rashid Natkho ) المدفون يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. هذا التخريب هو عمل يدوي بفعل فاعل وليس نتيجة لعمل من قبل المشاغبين أو بسبب موجات الفاشيستيين المتزايدة، لكن هيئات التحقيق التابعة لمكتب المدعي العام في توابنسكي (Tuapsinsky) لشؤون المقاطعات. فهو من مواليد عام 1973 وأب لطفلين، حيث كان رشيد ناتخو قد توفي متأثراً بجروحه نتيجة طعنه بسكين.

إن إعطاء تقدير قانوني لتصرفاتحراس القانونهو مجرد مسألة وقت قريبفقد وجّه والد الضحية، مدين ناتخو (Madin Natkh)، الطلب بالفعل إلى مكتب المدّعي العام لشؤون المقاطعات في  توابنسكي ف. ج. كروغلوف (V.J. Kruglov) الذي طالب فيه بمعاقبة المذنبين في انتهاك رفات ابنه. في رأي المحامين، هناك انتهاك واضح لبعض بنود قانون التقاضي  الجنائي (CRC) في الفيدرالية الروسية، والتي تحدد ترتيب إعداد وإجراءات فحص ما بعد الوفاة (تشريح الجثة).1374

الطريقة الوحشية التي تم التعامل بها مع القبر موضحة على أنها بحجة إجراء تشريح للجثة، قامت مجموعة تحقيق برئاسة كبير مفتشي مكتب المدعي العام لشؤون المقاطعات في توابنسكي، المحامي من الدرجة الثالثة أ. س. جانوفسكي (A.S. Janovsky) بفتح قبر في مقبرة القرية وإجراء تشريح لجثة الضحية. العملية برمتهامنذ وصول المسؤولين حتى مغادرتهم القرية كانت مخفية بعناية. علم والد وأقارب المدفونين أنّهُ وفقط في اليوم التالي تم هدم القبر. وبعد أن وصلوا إلى المكان، رأوا صورة بشِعة: تمت تسوية القبر بالأرض تمامًا، وتناثرت الحجارة المؤطرة للقبر، واصبحت مبعثرة بشكل فوضوي حول المكان، ويبدو أن الأعمدة الحجرية التي أقيمت عليها أرض المقابر الأديغية كانت موجودة. ودُفِنت في الأرض على عجل وبطريقة خاطئة.1375

عندما سألت العائلة كبار السن في القرية، ذهب المسؤولون لفحص الخطأ الذي حدث هناك. وقد اندهشوا عندما اكتشفوا أن الجثة بدت وكأنها قد ألقي بها ونُزِعت من مكانها إلى جانب تعرضها للتلف، وتم خلع أجزاء من الجسد بطريقة همجيّة.

علاوة على ذلك، تم حلق فروة رأس الرجل الميت تمامًا، وكانت إحدى ساقيه (اليسرى) بالقرب من الجذع ملقاة بشكل منفصل، ولم يكن هناك جلد في الجزء الخلفي من الجسد. الألواح التي كانت مائلة في القبر فوق الجسد موضوعة في الفتحة في حالة خلل كامل.1376

حادثة أخرى مذكورة هي أن السلطات لم تبلغ الأقارب مسبقًا؛ وتم استخدام خِدَع التزوير في تواريخ المراسلات:

وبالمناسبة، فإن كبير السّن في القرية سليم مافاغل  (Salim Mafagel) مر منذ بعض الوقت بنفس الإهانة. ومن دون أي إخطار له أو للأقارب، فتحت أجهزة التحقيق قبرًا وأجرت تشريحًا لجثة ابنته التي فُقِدت قبل عدة أشهر في حادث سيارة. بعد ثلاثة أيام فقط، علم الأب بشكل عرضي تمامًا عن هذا الإجراء غير القانوني لهيئات إنفاذ القانون وتمكن، كما تطالب التقاليد القومية والدينية، من إعادة دفن ابنته.1377

وخلص المقال:

كما ذكر وجهة نظره بشأن المشكلة مجيد شاشوه (Madjid Chachuh)، رئيس أديغه خاسهالمجلس العام للشابسوغ. كما قال، فإن الحقيقة الفاضحة التي أذهلت الجميع بسخريتها، ستصبح موضوع دراسة جادة في أقرب جلسة من جلسات الخاسه. في هذه المناسبة، خططوا لتمرير طلب خاص، وإشارات إلى السلطات ومكاتب المدعي العام وكذلك لمخاطبة منظمات الخبراء القانونيين والمفوض المعني بحقوق الإنسان في إقليم كراسنودار.1378

مطاردة النشطاء

في الخامس عشر من شهر فبراير/شباط 2007، أصدرت نشرة تحليل شمال القوقاز مقالاً بعنوانحملة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) للقضاء على القوميّة الشّركسيّةوأشارت إلى أحد الأفعال غير المسؤولة التي قام بها: ”ثلاثة رجال روس وضعوا فوهة مسدس على مؤخّرة رأس مراد برزيغوف (Murat Berzegov). في وقت سابق من ذلك المساء، كانوا قد اختطفوا زعيم الحركة القومية الشركسية في جمهورية أديغيا من أمام منزله مباشرة“. قالوا لبرزيغوف،نحن قدامى المحاربين في الأجهزة الأمنية، والمهنيين والوطنيين الروس. لن تكون قادرا على الموت بوصفك بطلا قوميا. إذا لم تتوقف عن تشويه سمعة روسيا بحديثك عن {الإبادة الجماعيّة}، فسوف نُشوِّه سمعتك وستفقد أطفالك“.1379

كما تظهر قصة مراد برزيغوف، فإن مثل هؤلاءالمحاربين القدامىينشطون في القوقاز، حيث تم استهداف برزيغوف لمناشدته الرئيس والكونغرس في الولايات المتحدة الاعتراف بالإبادة الجماعية التي اقترفتها  روسيا ضد الشعب الشركسي.1380

وأوضح المقال أن الجماعات والأفراد الذين يعملون من وراء الكواليس كانوا يخدمون غرض القيام بـالعمل القذرالذي لا تقوم به عادة الفروع الأمنية الرسمية، وتم التحقق من أن وجود منظمات شبه رسمية تتألف من قدامى المحاربين السوفيت والروس في الخدمات الخاصة ضمن الفيدرالية الروسية. إلا أن الموضوع يعتبر من المحرمات في وسائل الإعلام، حيث تم كسر الحظر مؤخرًا من قبل صحيفة نوفايا غازيتا (Novaya Gazyeta) المعارضة. في مقال من ثلاث صفحات بعنوانخدمات الدعم، تصف الصّحيفة وجود أقسام سرية لمؤسسة الأمن الروسية تعمل تحت ستار المنظمات الاجتماعية أو شركات الأمن الخاصة. إن منظماتالمحاربين القدماءهذه، موسّسة بشكل جيد ومنظمة على أساس التسلسل الهرمي وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأجهزة الأمنية الرسمية للدولة. وببقائها خارج الهياكل الرسمية للسلطة، فإن هؤلاءالمحاربين القدماءقادرين على القيام بالأعمال القذرة المتمثلة في التخلص من أولئك الذين يعتبرهم رؤساء الأجهزة الأمنية مزعجين.1381

جعل قدر ومصير الشركس القضية الشركسية ذات أبعاد مختلفة، ولكن في الغالب تهيمن عليها المؤامرات والمضايقات والمماطلة والاستيعاب.

توفي يوري كالميكوف (Yuri Kalmykov)، الشركسي الذي شغل منصب وزير العدل في عهد الرئيس الروسي الأسبق يلتسين، بسبب قصور حاد في القلب أثناء مغادرته طائرة. كان كالميكوف العضو الوحيد في مجلس الوزراء الروسي الذي أقدم على الاستقالة كعلامة احتجاج على الحرب في الشيشان، وبعد ترك منصبه الحكومي، كرّس نفسه لفكرة لم شمل الشعب الشركسي. رجل لديه فهم واسع للقانون الروسي، وعمل على إنشاء أساس لدولة شركسية جديدة. فعلى سبيل المثال، وفقًا لخططه، تم تشكيلمجلس برلماني مشتركمن ثلاث جمهوريات (أديغيا، وكاراشيفوشركيسيا وقباردينوبلكاريا). ووفقاً لقرارات هذا المجلس، تم إنشاء سلطة تنفيذية واحدة وحتى ميزانية موحدة. كانت الخطوة التالية هي التصديق على دستور جديد، لكن عندما توفي كالميكوف، لم يرى مشروعه النور.1382

إن الوضع الذي لا يحسد عليه الذي وصل إليه الشركس جعلهم أمة ممزقة، بحيث أن أي شركسي يريد مراجعة ما حدث يجد أساليب وطرق ووسائل لضمان الوحدة، وذلك لاستعادة حقوقهم المغتصبة، والتي تم انتزاعها بالقوة عند احتلال الوطن الشركسي.

أودى اضطراب قلبي مشابه بحياة بوريس أكباشيف (Boris Akbashev)، خليفة كالميكوف لرئاسةالجمعية الشركسية العالميةفي شركيسك. كانت الوفاة الثالثة من نوعها هي الوفاة المفاجئة وغير المتوقعة لستانيسلاف ديريف (Stanislav Derev)، رجل أعمال هام وزعيم معروف على نطاق واسع للحركة القومية الشركسية في كراشيفوشركيسيا. يمكن بالطبع أن تكون هذه الوفيات طبيعية تمامًا. ومع ذلك، فوجئ أطباء الرجال الثلاثة تمامًا بنتائج التشريح، والتي كشفت أن القلوب الثلاثة كانت ممزقة ومدمرة بالكامل تقريبًا. اثنان من المتوفينأكباشيف و ديريفلم يكن لهما تاريخ من مشاكل في القلب. في الواقع، كان ديريف لاعب تنس منافسًا وكان يركض عشرة كيلومترات كل صباح. ورافقت جنازات الرجال الثلاثة مظاهرات واسعة النطاق في جميع أنحاء شركيسك، حيث تحدث الكثير من الناس علانية عن اغتيال قادتهم. الاستنتاج الهادف هو علامة على الصورة الحقيقية للوضع في شمال القوقاز. ”صحيح أن كل هذه المهام من قبل أجهزة الأمن الروسية غير الرسمية فعالة للغاية في الحفاظ على النفوذ الروسي في شمال القوقاز ولبقائه قائمًا. وتواصل الحكومة الروسية التضحية بعشرات الآلاف من الضحايا على مذبح مصالحها الجيوسياسية، ومضاعفة العنف داخل شمال القوقاز وبالتالي زيادة انتشار عدم الاستقرار العالمي المحفوف بالخطر“.1383

انتهاكات خدمات الأمن الفيدرالي

تعتبر انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا ضد الأفراد والعائلات ممارسة شائعة. وفقًا لما حدث مع زهرة تسيبينوفا (Zukhra Tsipinova) وابنها البالغ من العمر تسع سنوات، وهي التي كانت متزوِّجة لمدة خمس سنوات من زوجها السابق، أنزور أستيميروف {Anzor Astemirov} (الأمير سيف الله) على سبيل المثال. فقد اشتكت من أنهاعتبارًا من ربيع عام 2005، تعرضتزهرة تسيبينوفاوابنها البالغ من العمر ستة أعوام للملاحقة القضائية من قبل موظفي وكالات السلطة في قباردينوبلكاريا“. واستمرت معاناتها الإنسانية لأنهاوجهت شكواها إلى رئيس الفيدرالية الروسية (RF) ف. بوتين، والمدعي العام للفيدرالية الروسية ي. تشايكا (Yu. Chaika)، ورئيس لجنة حقوق الإنسان في عهد رئيس الفيدرالية الروسية إي. بامفيلوفا (E. Pamfilova)“. 1384

لم تتركها الخدمات الاجتماعية وحيدة، حتى بعد انتقالها للعيش في جمهورية أخرى.

في 27 مايو/أيار 2007، تزوجت زهرة تسيبينوفا من جديد وغادرت إلى جمهورية أديغيا. بالكاد عاشت مع الزوج الجديد خمسة أيام فقط عندما تم القبض عليه. وفقًا لرواية زهرة، اقترح موظفو الوكالات الخاصة إطلاق سراح زوجها الجديد مقابل الحصول على معلومات حول مكان أنزور أستيميروف.1385

استهداف الشركس وغيرهم في موسكو

ذكرت ريا نوفوستي،

اعلنت الشرطة الروسية اليوم الاثنين انه تم القاء القبض على مشتبه به في موسكو على صلة بالهجوم على وزير بجمهورية شمال القوقاز. تعرض زاور توتوف (Zaur Tutov)، وزير الثقافة في جمهورية قباردينوبلكاريا، لهجوم من قبل مجموعة من 12 – 15 شخصًا ليلة السبت وأُدخل المستشفى بكسر في عظم الفك وارتجاج في المخ.1386

زاور توتوف هو وزير الثقافة في جمهورية قباردينوبلكاريا المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال القوقاز. فعندما كان يأخذ ابنته إلى المنزل من دروس الرقص أحاط به خمسة عشر من حليقي الرؤوس، وهم يهتفونروسيا للروس، وضربوه.1387

ذكرت بي بي سي (BBC)،

تعرض زاور توتوف، المغني المسرحي ووزير الثقافة بجمهورية قباردينوبلكاريا، لهجوم في موسكو يوم السبت من قبل مجموعة تصل إلى 20 شابًا قيل إنهم كانوا يرددون شعارات عنصرية. وقد تم علاجه من ارتجاج في المخ وكسر في الفك.1388

أعطى المدعون العامون فى موسكو الضوء الأخضر لتحقيق جنائى فى هجوم على وزير الثقافة فى قباردينوبلكاريا زاور توتوف بتهمة إلحاق إصابات بالجسد. وقال مسؤول في مكتب المدعي العام للمنطقة الشرقية في موسكو لوكالة إنترفاكس: ”لا شيء يشير حتى الآن إلى أن الدافع وراء الهجوم هو عداوة عرقية، ولكن سيتم التحقق من كل النظريات“.1389

في رابط ذو صلة، نشرت مجموعة  مقالات إيجل (Eagle’s Editorial Collection) في 2 أبريل/نيسان 2006، أن الخدمة الصحفية لرئيس جمهورية قباردينوبلكاريا ذكرت بأن توتوف، وهو أيضًا صاحب الصوت الجهوري الشهير، تعرض للهجوم من قبل 15 شخصًا كانوا يهتفونروسيا للروس“. قال المدعون إنه سيتم التحقيق في روايات أخرى، باستثناء أعمال العنف ذات الدوافع العرقية! اتهمت حكومة جمهورية قباردينوبلكاريا الشرطة التي وصلت إلى مكان الحادث بالإحجام عن القبض على المهاجمين وطالبت بإجراء تحقيق شامل.1390

في 19 أبريل/نيسان 2006، نشرت يوليا لاتينينا (Yulia Latynina) مقالاً بعنوانالصمت الرسمي“. تساءلت فيه، 

خلال الأسبوعين الماضيين، قدمت محطات التلفزيون الحكومية تغطية شاملة للتهديد المتزايد لحليقي الرؤوس. من الواضح أن القومية الطائشة أمر سيء للغاية. ومع ذلك، هناك شيء ما يمنعني من الانضمام إلى جوقة السخط في نشرة الأخبار التلفزيونية. السبب الرئيسي هو أن الكرملين يستغل قضية القومية كجزء من إستراتيجية سياسية فاضحة. في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في عام 2008، سيُستخدم شبح القومية المتصاعدة لتخويفنا ودفعنا إلى التصويت لمنصب شاغل المنصب الحالي.

واضافت،

هناك أيضًا تناقض مزعج بين السخط الرسمي على حليقي الرؤوس والصمت الرسمي عن الكثير من الأمور الأخرى. خذ حالة زاور توتوف، وزير الثقافة في جمهورية شمال القوقاز في قباردينوبلكاريا، الذي هاجمته عصابة من حليقي الرؤوس في وقت سابق من هذا الشهر. أثار الهجوم، الذي ترك توتوف يعاني من فك مكسور، موجة القلق الرسمية الحالية بشأن جرائم الكراهية.1391

في 14 أبريل/نيسان 2008، تم العثور على جثة مُقطّعة بسكين لرجل يبلغ من العمر 43 عامًا وكانساكنا قرية كاراغاش (Karagach) في منطقة بروهلادنينسكي (Prohladnensky) في قباردينوبلكاريا، بينما كان على بعد خمسة عشر مترًا من مقر إقامته في موسكو. كما أبلغوا كالة أنباء ريغنوم (IA REGNUM) في وزارة الشؤون الداخلية في الفيدرالية الروسية، تم الكشف على جسده ووُجِدَ عليه اثني عشر جرحًا وطعنا بسكين في الصَّدر والمعدة والظهر والرقبة واليدين“. ويبدو أن ذلك قد حدث بعد وقوع سلسلة من الجرائم المماثلة: ”أصبح الرجل منذ بداية العام الحالي هو الضحية الثامنة عشرة من بين سكان قباردينوبلكاريا الأصليين، الذي قُتل على يد مجرمين مجهولين في موسكو. دعنا نذكر أن أسوأ جريمة من هذا النوع كانت الهجوم على وزير الثقافة لنفس الجمهورية زاور توتوف في 1 أبريل/نيسان 2006 في موسكو“.1392

الإيمان بالإنسانية

بعد أكثر من 150 عامًا على انتهاء الحرب المدمرة التي شنتها الإمبراطورية القيصرية الروسية ضد شركيسيا، من واجب الأفراد والمؤسسات الشركسية القيام بما تمليه عليهم واجباتهم الوطنية والإنسانية. حيث يعمل الجميع بالتعاون والتنسيق فيما بينهم لمراعاة المتطلبات التي تتطلب وضع آلية شراكة مع المنظمات الدولية التي تتبع هيئات الأمم المتحدة وخاصة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وفيما يتعلق بإعلان الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية، وكذلك المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية في العالم، وخاصة في دول الاتحاد الأوروبي والهيئات التابعة له، والتي تهتم بحقوق الإنسان وقضايا الشعوب المضطهدة.

أفاد كاتب بالتفصيل عن انتهاكات حقوق الإنسان،

في القوقاز، أوضح دليل على نشاطقدامى المحاربينهو الاختفاء الغامض للآلاف من الناس. قام أحد ضباط ما يسمى بـسريّة الموتمن المنطقة بتزويد المؤلف بمعلومات بشرط عدم الكشف عن هويته. ووفقًا له، هناك العديد من الطرق لجعل الفرد يختفي دون أثر باستخدام طرق مختلفة اعتمادًا على ما إذا كانت المعلومات مطلوبة أم أن الاغتيال فقط هو المطلوب.1393

وفقًا للضابط، يتم اختطاف هؤلاء الرجال الذين يجب ان يتم استجوابهم باستخدام خطة مدروسة جيدًا. ستقود مجموعة خاصة إلى أي مدينة في القوقاز مستعدة تمامًا مع معرفة كاملة ببرنامج الضحية وتحركاته. يمكن أن يتم الاختطاف الفعلي بدون أثر يذكر أو بدون أثر، حتى في شارع مزدحم. يتم نقل الضحية خارج حدود المدينة ثم يتم وضعه في مروحية منتظرة تنقل الرجل إلى قاعدة خاصة في خانكالا (Khankala) {في لشيشان} أو إلى سجن سري في مينيراليني فودي (Mineralnyi Vody). ثم يتم إجراء الاستجوابات باستخدام المواد الكيميائية والتعذيب (مثل الصعق بالكهرباء). بعد الحصول على المعلومات الضرورية، يتم نقل الجثة إلى أماكن نائية وإلقائها في حفر معدة خصيصًا ومليئة بالمواد الكيميائية. على مدار عدة أيام، وببساطة يذوب الجسد ويختفي الرجل المعني دون أن يترك أي أثر.1394

في توضيح للسياسة قصيرة النظر التي تنتهجها السلطات الروسية، تم وصفها بأنهاالدليل على أن سياسات حقوق الإنسان للدولة الروسية من الواضح أنها ليست أقل عنفًا على الأراضي التي لم يتم الإعلان عنها كمناطق حرب أو عمليات مكافحة الإرهاب“.1395

على الرغم من أن الوضع الديموغرافي الروسي يزداد سوءًا،لا يمثل شهر واحد اتجاهاً قاطعاً، لكن أصدرت روستات (Rosstat) للتو بياناتها الديموغرافية الأولية لشهر يناير/كانون الثاني 2015 وكانت النتائج بشعة. مقارنة بالعام السابق، ارتفعت الوفيات وانخفضت المواليد بنسبة 2 و 4 ٪ على التوالي. وهذا يعني أن الحركة الطبيعية الإجمالية للسكان في الشهر كانت -25 ألفًا، مقارنة بـ -15 ألفًا فقط في العام السابق،1396 ”حيث تمثل الحرب الأهلية المتصاعدة تهديدًا خطيرًا للأقليات العرقية والطائفية. . . . القيادة الروسية ليس لديها مصلحة في الهجرة المتزايدة للسكان القوقازيين إلى المنطقة، بعد أن غادرها معظم السكان من العرقية الروسية خلال السنوات العشرين الماضية. أدت الأزمة الأوكرانية إلى زيادة التناقضات في سياسة الهجرة الروسية. بعد ضم شبه جزيرة القرم، عرض الكرملين على جميع مواطني الاتحاد السوفياتي السابق الجنسية الروسية طالما كانوا قادرين على التحدث بالروسية. يستثني تقييد اللغة بطبيعة الحال الشتات الشركسي*. في الوقت نفسه، يتم حاليا توطين متحدثين بالروسية من شرق أوكرانيا في شمال القوقاز، على الرغم من المخاوف بشأن الوضع الأمني ​​هناك.1397

تعامل السلطات الروسية النموذجية مع الشركس ليس له حدود فيما يتعلق بالدوس على حقوق الإنسان. وهكذا يتم التعامل مع الحقوق الأساسية للمواطنين بوقاحة وبطرق يمكن أن تكون غير إنسانية بل واستفزازية من خلال توجيه اتهامات جاهزة عشوائياً بغض النظر عن عمر الأشخاص ومراعاة كرامتهم.

تم استدعاء النشطاء الشركس أصلان شازو (Aslan Shazzo) وعدنان خواد (Adnan Khuade) ويفغيني تاشو (Evgeny Tashu) وإلياس سوبزوكوف (Ilyas Soobtsokov)، الذين يعيشون في جمهورية أديغيا، إلى مركز مكافحة التطرف (المعروف باسم مركز ”E“ {إي}) التابع لوزارة الشؤون الداخلية للجمهورية (MIA). ووفقًا لما أفادوا به، فإن الحديث هناك كان يتعلق بالنداء الموجه منهم إلى السلطات الأوكرانية لحثها على الاعتراف بالإبادة الجماعية للشركس، والذي تم التوقيع عليه من قبلهم.1398

*لا يستثني تقييد اللغة الشتات الشركسي.

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً