واجب وضع النقاط على الحروف
عادل بشقوي
25 مايو/أيار 2023
تم لفت انتباهي إلى أن السفارة الروسية في عمان، الأردن، نشرت على صفحتها على فيسبوك منشورًا مقتضبًا باللغة الإنجليزية، مرفقًا بالصور، والذي يبدو أنه تم وضعه بقالب يتماشى مع التقسيمات الإدارية الروسية التي تم إنشاؤها في الوطن الشركسي عندما حُذِفت خارطة شركيسيا من خريطة المنطقة منذ عام 1864.
لم يُظهر المنشور أي تعاطف مع الشركس بهذه المناسبة، بغض النظر عن الأسماء المبتكرة التي أعطيت لهم، وعلى الرغم من حقيقة أن الشباب الشركسي في شمال القوقاز يتم تجنيدهم إجباريًا لخوض حرب غير مجدية في أوكرانيا وهي بالتالي ليست لهم.
تزامن هذا الجهد الإعلامي المتواضع مع إحياء ذكرى يوم الذكرى الشركسية، الذي تزامن مع الحادي والعشرين من مايو/أيار، والذي ذَكّر بمرور 159 عامًا على احتلال سوتشي الذي تم في عام 1864، من قبل الإمبراطورية الروسية، معلناً ”نهاية حرب القفقاس“، التي استمرت 101 سنة.
الأمر المثير للاهتمام للغاية هو ما يعنيه المنشور وما يتم تقديمه للجمهور، خاصة للشركس، سواء في وطنهم أو في الشتات. فقد انعكست الانتماءات الإدارية وفقًا للسياسة الروسية المعتمدة بل والإقصائية، التي أنكرت في نهاية المطاف قبول مسؤولية الفظائع التي تعرض لها الشراكسة في وطنهم وفي الشتات.
يبدو أن الأسلوب الاستفزازي الذي تم استخدامه لنشر المقال المختصر جعل بعض المعلقين الشركس يعلقون على المقال من خلال تذكر وتدوين المآسي والتداعيات السلبية التي اكتوى بنيران لهيبها كافّة أفراد الأمة الشركسية دون استثناء.
للأسف، فقد تجنبت روسيا، بل وتجاهلت، الواجب الملقى على عاتقها لإصلاح ما ارتكبته الأنظمة الروسية المتعاقبة من سياسات ضد الأمة الشركسية والشعوب والأمم الأخرى، سواء في القفقاس أو ما وراءها، وفقًا للقوانين والأعراف الدولية.
إن تجاهل تحمل المسؤولية والواجب، لا يعفي الوريث الشرعي للإمبراطورية الروسية من القيام بالواجب المناسب فيما يتعلق بالاعتذار والإقرار بالإبادة الجماعية والترحيل القسري وغيرها من الفظائع التي حلت بالأمة الشركسية من أجل القيام بما هو ضروري وفقًا للقوانين والأعراف الدولية.
فعلى ما يبدو، ”من السهل تجاهل المسؤولية عندما يكون المرء مجرد رابط وسيط في سلسلة من الإجراءات“. اقتباس