أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

وكالة أنباء القفقاس: الوضع البيئي في معظم جمهوريات شمال القفقاس متردي

موسكو/وكالة أنباء القفقاس ـ لم تتمكن سوى جمهورية واحدة بين جمهوريات شمال القفقاس من احتلال موقع على لائحة العشرة الأوائل التي أعدتها منظمة تحمل اسم “الدورية الخضراء” حول الوضع البيئي في مناطق الفدرالية الروسية.

فقد جاءت القبردي ـ بلقار في المرتبة السابعة في حين كانت أقرب جمهورية قفقاسية للعشرة الأوائل هي أوسيتيا الشمالية التي احتلت المرتبة 23 من بين 83 منطقة شملتها الدراسة. وأخذت المنظمة بعين الاعتبار مدى حماية البيئة وصحة الفرد وتطور الصناعة ووضعها فيما يتعلق بمتطلبات الأمن البيئي.

وأعلنت المنظمة العشرة الأوائل على النحو التالي: تشوكوتكا، بيلغوغراد، ألتاي، كيروف، روستوف، بورياتيا، القبردي ـ بلقار، بسكوف، تترستان وتوفا.

أما بعض الجمهوريات القفقاسية والمناطق الأخرى فاحتلت المراتب التالية: أوسيتيا الشمالية المرتبة 23، كراسنودار 39، الأديغي 44، القرشاي ـ شركس 57، أنغوشيا 60، داغستان 66، ستافروبول كراي 70 والشيشان 71.

وعدد التقرير المناطق الأسوأ من الناحية البيئة على النحو التالي: موسكوفاسكي، يامالوـ نينيتسيا، سفيردلوفسكي وتشيليابنسك.

http://www.ajanskafkas.com/haber,21853,15751604160815901593_157516041576161015741610_1601.htm

 

 

Share Button

!وكالة أنباء القفقاس: السيدة الأولى في القبردي ـ بلقار أغنى من زوجها الرئيس

السيدة الأولى في القبردي ـ بلقار أغنى من زوجها الرئيس!

نالتشك/وكالة أنباء القفقاس ـ تبين بعد إعلان رئيس القبردي ـ بلقار أرسين كانوكوف عن وارده وثروته هو وأسرته أن وارد وممتلكات زوجته فاطمة كانوكوفا تفوق ممتلكاته.

حيث جاء في بيان نشر على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية أن مجموع وارد كانوكوف خلال العام الماضي بلغ 4 مليون و892 ألف روبل على حين أن وارد زوجته خلال الفترة نفسها وصل إلى 13 مليون و260 ألف روبل. وبالنسبة للممتلكات يمتلك كانوكوف منزلا وقطعة أرض وسيارة من طراز مرسيدس بنز أما زوجته فلديها منزلين وأربع قطع أرض وأربع سيارات.

 

ويرجع سبب ارتفاع وارد زوجة كانوكوف مقارنة به إلى أنه حول لها عقب توليه الرئاسة إدارة شركة سينديكا القابضة التي يملكها.

 

ويخصص كانوكوف الكثير من أمواله للأعمال الخيرية حيث تبرع لبناء جامع في نالتشك و”حديقة الصداقة ـ إلى الأبد مع روسيا” ونصب ضحايا الحرب في القفقاس كما بُنيت كنسية ورمم كنيس يهودي بأموال تبرعاته. بالإضافة لذلك يمول كانوكوف نادي سبارتك ـ نالتشك لكرة القدم كما ساهم بتمويل العديد من الفعاليات والأنشطة عام 2008 كبطولة الشطرنج للنساء.

 

ونظرا لنشاطاته الخيرية حصل رئيس القبردي ـ بلقار على ميدالية ذهبية من “وقف السلام الروسي” كما نالت زوجته لقب “القلب الذهبي” من المنظمة الخيرية الدولية “أم”.

 

http://www.ajanskafkas.com/haber,21854,157516041587161015831577_157516041571160816041609_.htm

 

 

Share Button

وكالة أنباء القفقاس: نار التهجير تضيء شواطئ البحر الأسود

fire

قاراآغاتش/وكالة أنباء القفقاس ـ تجمع الشراكسة يوم السبت الماضي قادمين من مختلف المدن التركية في قرية كيكفين ـ قاراآغاتش الواقعة على ضفاف البحر الأسود والتي تعتبر من أول الأماكن التي وطأتها أقدام أجدادهم عند تهجيرهم من وطنهم الأم عام 1864.

وأشعل المتجمعون الذي قدموا مرتدين الملابس الشركسية النار على ضفاف البحر الأسود وساروا بمحاذاة الشاطئ وهم يرددون الأغاني الرثائية الحزينة وألقوا إكليلا أسودا في البحر حدادا على أرواح ضحايا التهجير.

على روسيا تسهيل العودة إلى الوطن الأم

كما ألقى رئيس كونفدرالية الجمعيات القفقاسية في تركيا جهان جاندمير كلمة أشار فيها إلى أن هذا الشاطئ كان من أول المناطق التي حطت فيها قوافل المهجرين لدى تهجيرهم إلى أراضي الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر وبأن تاريخ 21 أيار/مايو 1864 الذي يمثل نهاية الحرب مع روسيا يعتبر “بداية التهجير” بالنسبة للشركس.

وأضاف جاندمير أن روسيا قد اعترفت بهذا التهجير والظلم الذي لحق بالشعوب القفقاسية مشددا على ضرورة تقديمها التسهيلات اللازمة للراغبين بالعودة إلى أوطانهم الأم.

http://www.ajanskafkas.com/haber,21840,160615751585_1575160415781607158016101585_15781590.htm

 

 

Share Button

…مجموعة العدالة لشمال القوقاز: إلى الشراكسة من المنفى

إلى الشراكسة من المنفى…

 

شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مرحلة جني الثمار لعشرات لا بل مئات السنين من نثر البذار وزراعة وغرس الشر والقتل والكراهية والجشع والتطهير العرقي  والإبادة الجماعية. “الحرب الروسية القوقازية” كانت تقترب من نهايتها، ومشاهد الدمار والحريق والنهب والقبور والمقابر الجماعية والتشريد بالجملة والترحيل الجماعي للأمة الشركسية، بالإضافة إلى أمم أخرى في شمال القوقاز، والتي وصلت ذروة الشر والأذى فيها إلى الوقت الذي تم فيه وقف الحرب رسميا، وهو 21 مايو/أيار من عام 1864.

 

بدأت نهاية الإمبريالية في العالم لتكون في بداية القرن العشرين، عندما حاولت بلدان مثل بريطانيا العظمى وفرنسا الإبقاء على مستعمراتها، وتوازى ذلك مع اتجاهات ومطالبات لإنهاء الاستعمار، واستعادة الاستقلال الوطني والتحرر والحرية،  بالإضافة إلى إدانة القمع والاحتواء. إن نضال الدول الخاضعة من أجل السيادة الوطنية ومن أجل أن تقوم الشعوب بحكم بلدانها، مثل أيرلندا في أوروبا، فضلا عن الإصرار لحكم الذات في مستعمرات مثل الهند، وعشرات من الدول التي تقع حسب الوصف بِ “العالم الثالث”، الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى إشتباكات ومواجهات، كثيرا ما أدّت إلى نهايات فظيعة، ولكن مع نتائج وإنتصارات وطنية.

 

إن الدور الفعال لمكافحة الأمبريالية ومناهضة الاستعمار المشار إليه،  في جميع أنحاء العالم، لم يتمكن في البداية من إختراق السّتار الحديدي السوفياتي، الذي كان لا بد من تحديه قبل نهاية القرن العشرين من جانب الشعوب والأمم، والذي أدّى إلى تدمير ما يسمى بإمبراطورية الشّر السوفياتيّة، وقد تحررت دول أوروبا الشرقية التي كان مهيمنا عليها عسكريا واقتصاديا، الى جانب كل هؤلاء الذين كان ينظر إليها في واقع الأمر، كمستعمرات وتابعين لما سمّي بجمهوريات الإتحاد السوفياتي الخمسة عشر (والتي كانت في الواقع نظاما يديره الروس تحت عنوان سوفياتي برّاق)، والذين كانوا يدورون في فلكه المصطنع. وفي الوقت نفسه، فإن الدعوات إلى الحرية وحق تقرير المصير والاستقلال،  لم تتمكن من أن تؤثر على شهوة النهم والجشع التي عملت على إبقاء الأحداث تحت السيطرة المركزية من قبل الكرملين فى موسكو، التي حكمت هؤلاء الأتباع وفق منهج القبضة الحديدية وبطريقة لم يسبق لها مثيل، التي كان لها منظومة للوصول إلى جميع الذين يمكن أن يفكروا  في الحصول على أي نوع من الحرية، وذهبت إلى أبعد من ذلك كما وصف تعليق ظريف بأنهم “يحصون على الناس أنفاسهم”. ويجدر أن نذكر في هذا الجانب أن الاتحاد السوفياتي استخدم التظاهر بأنه يقف إلى جانب الامم المستعمرة من قبل الدول الإستعمارية الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا، وأيّد دائما مطالب كهذه في الأمم المتحدة، بل وذهب إلى مدى تقديم التدريب العسكري والأسلحة لهؤلاء الذين عملوا من أجل التحرر والاستقلال لأممهم، مما يدل على وجود ازدواجية ونهج الكيل بمكيالين، التي من شأنها أن تذكر في المثل الشهير: “مارس ما تبشر به”!

 

النفاق كان ولا يزال، اسم اللعبة للسلطات الإستعمارية الروسية المتعاقبة منذ ايفان الرهيب عند الموسكوفيين عبر القياصرة الروس ثم القادة الشيوعيين السوفيات حتى الوصول الى ما يسمى حاليا بالإتحاد الروسي. في واقع الحال فإن الإتحاد يشكل تحالفا بين نخبة من حكام وزعماء المناطق والأقاليم (التي يسكنها نحو 120 أمة مستعمرة)، ومعظمهم عل اتصال وثيق بِ “جهاز الكي جي بي / إف إس بي (KGB/FSB) السوفياتي/الروسي”، الذين هم جميعهم عينوا من قبل نظام ديكتاتوري مركزي مع رؤسائهم الذين فوضوهم لهذه الخدمة، حيث أنه لا علاقة لذلك بالمعنى الحقيقي للفيدرالية، لأن الوصف لم يتطور أو يجيئ نتيجة لتطور وتقدم ديمقراطي حقيقي، لكن كان المعني من ذلك اختيارا لعنوان مزخرف ومثير للإعجاب.

 

إن الدخول الروسي في وقت مبكر إلى لعبة الإمبريالية لا يدرأ الاتهام ولا يعفي الدولة الروسية من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية من ترك جميع المستعمرات التي تحتلها بالقوة العسكرية وشأنها، بدءا من دول شمال القوقاز، والسماح بحرية الاختيار، وحق تقرير المصير لجميع الشعوب المظلومه من قبل روسيا، الأمر الذي يتطلب من السلطات الروسية حل جميع المشاكل، والأضرار والعواقب المتأتّية من الحروب غير المتكافئة ضد الأمم المحتلة، وخاصة الامة الشركسية الذي اتخذت مثالا في هذا السياق، ونظرا لللذكريات المأساوية الكارثية المترتبة على الجرائم التي ارتكبتها القوات الغازية المجرمة. أيضا، ومن ناحية أخلاقية، إذا ما كانت روسيا تعتزم أن تكون جزءا من العالم المتحضر، فإن الشعب الروسي ينبغي أن يمنح الحرية والمساواة في الحقوق المدنية لجميع المواطنين على حد سواء وفقا للقانون، وبالمعنى الكامل للكلمة.

 

إن محو شركيسيا من على وجه الأرض غير ممكن وغير مجدي، لأن أمة متميزة وقديمة وعريقة ومتجذرة ومتأصلة، وبحضارة وثقافة ولغة ذوي امتداد لأكثر من 6000 عام، هي لا تزال قائمة بعد كل المخططات الشريرة والشيطانية وتنفيذ الغزو العسكري والاعمال الإجرامية وغير الأخلاقية، لغرض الإبادة التي لم تنجح.

 

إنه عين الصواب أن الشركس كان يتراوح تعدادهم بين ثلاثة الى أربعة ملايين نسمة في القرن التاسع عشر، عندما كان إجمالي عدد سكان مصر في ذلك الحين هو نفس العدد من السكان تقريبا، وبالنظر إلى تعداد الشركس الآن مقارنة مع المصريين نجد أن إجمالي عدد السكان الشركس في الوطن والشتات (أكثر من 30 بلدا)، هو فقط 10 ٪ تقريبا من عدد السكان في مصر!

هل يستدل من ذلك على أي شيئ من أي صفة كانت؟

هل يشير ذلك إلى وجود جريمة من أي نوع ضد الشركس ووطنهم؟

هل أن خبث إزالة شركيسيا من الخارطة  (معتقدين بأنهم مزيلون شركيسيا من على وجه الأرض) لتحل محلها عناوين وأسماء أخرى مصطنعة وغير شركسية، تتعلق بأي مبادرة روسية صادقة تجاه هؤلاء، شراكسة “العالم الشركسي”، الذي يمتد بين الوطن والشتات، والذين خدعوا وتعرضوا للخيانة من قبل العديد من الجهات؟

ما هو مستقبل كل المماطلة والتبرير اللذان تقوم بهما السلطات الروسية بشأن الاعتراف بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي؟

هل يمكن لقرار عقد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014  في سوتشي الشركسية، بادرة طيبة تجاه الشركس والأديغة؟

كيف يمكن لبناء المنشآت الأولمبية المرتقبة بعد تسوية وتسهيل المنطقة التي تحتوي على مقابر الشراكسة البواسل الذين قضوا نحبهم خلال دفاعهم المشروع عن شعبهم ووطنهم، ستجعل كل من كان وراء هذا القرار غير المنطقي، أن يعيش من دون الشعور بالذنب، عند أذلال كل هؤلاء الذين قتلوا والذين ما زالوا على قيد الحياة في حين أن القضايا الأساسية من إبادة جماعية واحتلال وحق تقرير المصير لم تحل بعد؟

هل الرقص وممارسة الالعاب الأولمبية الشتوية على عظام وجماجم الموتى الشركس الذين دفنوا في ميدان المعركة، حيث اشتبك الغزاة الروس مع المدافعين، من أجل الإستيلاء على وطنهم، بركة للألعاب والحضارة؟

إلى متى ستبقى شركيسيا “فاقدة لشأنها بسبب الأبادة الجماعية”، حيث راقب العالم السفاحين من القوات القيصرية الروسية يوقعون أعمالهم الإجرامية خلال الحرب الروسية-القوقازية التي انتهت في أيار / مايو 1864، ومتى ستكون هناك أمور هامة سيتم التعامل معها فيما يتعلق باستعادة الحقوق الشركسية المنسية؟

متى سيتم التعامل مع المسائل الهامة فيما يتعلق باستعادة الكرامة الشركسية، وذلك وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟

إنه لمن المناسب للشراكسة أن يقوموا بالإجابة على هذه التساؤلات المذكورة، لأن النمط الروسي في الرد الشكلي لهو معروف جيدا لجميع الذين يتابعون سياساتهم وخدعهم وحيلهم عبر السنين!

 

ينبغي أن تولد شركيسيا من جديد؛ الحقوق يجب أن تعود وتستعاد ويحافظ عليها. شركيسيا بحاجة للاعتراف بها وكذلك إلى حريتها وإلى استقلالها. يجب على أوروبا والعالم المتحضّر ان يكونوا ملتزمين التزاما أخلاقيا لبذل الجهود لتفعيل تصفية الامبريالية الروسية في أوروبا، وقمة جبل البروز (Albros) هي أعلى قمة في القارة الأوروبية، وهي تقع في شركيسيا. إن دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي على عظام وجماجم الشركس الشجعان، ينبغي أن تلغى. يجب أن تتحقق العدالة ضد المعتدين ضد شركيسيا وغيرها من الأمم المستعمرة من قبل روسيا، وكذلك ينبغي أن تنشر الوثائق الحساسة في المحفوظات (الأرشيفات) القيصرية حتّى يستطيع العالم قراءة ومعرفة الأخطاء الروسية التي كانت مدونة من قبل جنرالاتهم المدلّلين والمجرمين!

إن نهاية الإستعمار هو الاتجاه المفضّل في جميع أنحاء العالم، ويوما ما ستستيقظ الأمم المستعمرة المرعبة على واقع الأمر، وذلك من أجل استعادة الكرامة والحرية وحق تقرير المصير والتخلص من القهر والإحتواء.

 

إيجل

20 مايو/أيار 2009

 

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

 

Share Button

آخر ساعة: الشراكسة.. يعيشون والأردن في قلوبهم والقوقاز محفورة في نفوسهم

الشراكسة.. يعيشون والأردن في قلوبهم

والقوقاز محفورة في نفوسهم

سميرة جورج

تسجل صفحات التاريخ أن شعب القوقاز نفي من أراضي آبائهم وأجدادهم عام 1864 بعد 35 سنة من الحروب الضارية مع روسيا.. وبعدها تفرق الشراكسة في العديد من دول الشرق الأوسط. واليوم يصل تعدادهم في الأردن إلي حوالي 100 ألف نسمة.. ورغم بعاد السنين عن مسقط رأسهم إلا أنهم يتمسكون جدا بعاداتهم وتقاليدهم كما يدينون بالولاء والوفاء للأسرة الملكية الهاشمية حيث إنهم يمثلون الحرس الخاص للملك عبداللة الثاني تحت قيادة الأمير علي ولي عهد الأردن.

 

هذا تاريخيا.. أما جغرافيا فإن القوقاز سلسلة من الجبال بين أوربا وآسيا تمتد بطول 1250 كيلو مترا من البحر الأسود وحتي بحر القزوين. سياج طبيعية أقل ارتفاع لها عن سطح الأرض يصل إلي ألف متر ويهيمن عليها اثنان من أقوي البراكين: البروز وكابيك.

ويمثل الشراكسة جزءا هاما من الحرس الملكي الأردني ولهم مكانة خاصة في الأردن منذ مجيئهم من حوالي 150 سنة بعد أن اضطروا إلي هجر بلادهم نهائيا. وقد رحل جزء منهم إلي القسطنطينية عام 1864 حاملين فوق سفن متهالكة جراحهم وأسلحتهم وأسرا ممزقة وتسرع الباب العالي بإرسالهم إلي الأردن وهنا تعايش أمهر فرسان العالم وهم فرسان الجبال مع البدو في وادي الروم.

ومنذ عام 1921 وبعد العديد من المراحل يبرهن الشراكسة علي وفاء كامل للأمير عبداللة الأول أمير الأردن وملك المستقبل حيث أنهم كانوا يعسكرون عند أبواب قصره وسعد الحاكم بوجودهم وولائهم ومن المعروف عنهم أنهم يتسمون بقوة هائلة وهم خير من يسيطر علي جيادهم ولا يرفعون سواعدهم إلا للشرب أو لتنبيه الفضوليين بأنه غير مسموح تعطيل أي حفل لهم أو مؤتمر أو النظر لواحدة من نسائهم. ومن المعروف أيضا أن المرأة الشركسية من أجمل نساء العالم وتتميز بصفاء وبشفافية بشرتها الناصعة البياض وجمال ودقة ملامحها.

واليوم وبعد140 سنة من الحياة في المنفي فإن الجالية الشركسية موجودة هنا ومتماسكة جدا في محاولة مستمرة لتغيير المنفي القديم إلي مصير هاديء وواعد.

إمارة الأردن أصبحت المملكة الهاشمية عام 1946 وأصبحت عمان عاصمة المملكة وامتزج الشعب القوقازي بالعديد من الشعوب.

حتي الآن لم ينسوا أبدا وهج الضوء المنبعث من 22 قمة ثلجية في سلسلة جبال القوقاز التي تشق السماء بارتفاع 5642 مترا حيث قمتها الشهيرة البروز. ولم ينسوا كذلك صهيل جيادهم ساعة الوداع. ولا يزال شباب الشراكسة يتميزون بالعيون الزرقاء والشعر الذهبي وهم ينتظرون بفارغ الصبر حلول أيام الأعياد والمناسبات القومية حيث يقوم الرجال بإظهار مهارتهم باللعب بالخناجر والمبارزة بالسيوف.

وفي نادي الجيل الجديد بالأردن اعتادت الفتيات الشركسيات الرقص أيام الخميس علي نغمات موسيقي غربية علي المنطقة التي أصبحت وطنهم الثاني فهناك دائما معلم يأتي من القوقاز للتعليم والتدريب علي الخطوات الرشيقة لأجداد أجدادهم ويؤكد كبار المسئولين في الجالية الشركسية أنهم مواطنون أردنيون صالحون ولكن ولا واحد منهم ينسي أبدا مسقط رأسه سواء عرفه أو لم يعرفه. وسواء كان اسم مدينته الأصلية ‘مايكوب’ (جمهورية أديج) أو ‘نالشيك’ (جمهورية الكبارد-بلقر) أو ‘شركس’ (جمهورية الكراتشي-شركيسك) أو ‘جروزني’ (جمهورية الشيشان). هم إذن يعيشون بانتماءين.

وفي عمان كما في باقي الأراضي الأردنية فإن الشراكسة أرسوا العديد من الخطوات الهامة للحفاظ علي هويتهم. وعلي سبيل المثال لديهم ثلاثة أعضاء نواب في البرلمان وهم يدافعون بقوة عن نشاط الجالية. ثم أنشأوا مدرسة وهي الوحيدة الخاصة بالجالية وتستقبل 75 تلميذا والتعليم فيها مجانا لغير القادرين. وللشباب ناد خاص حيث تنظم دروس في اللغة الشركسية ويضم قاعة انترنت وتقدم دروس في الرقص للشباب من الجنسين. وتم تأسيس جمعية صداقة أردنية شركسية تضم 4000 عضو وهي ترعي العديد من المشروعات.

ومنذ تأسيسها عام 1972 كما يقول مديرها ‘محمود نجعاوي’ تنوعت أنشطتها فهي تدير وتستثمر الأراضي التي يمتلكها الشراكسة في وسط عمان. وتثري المكتبة التي تضم 000،15 كتاب باللغتين الشركسية والعربية. وتقدم الجمعية أيضا الدعم المالي لحوالي 300 أسرة وفي خططها القادمة إقامة مستشفي وفندق خمس نجوم.

أما ‘ينال حانق’ مدير مكتب الأمير علي ولي العهد فإنه يصف مواطنيه بأنهم صائبو الرأي أمناء يحترمون الآخرين وسريعو الانفعال يتشاجرون عند نطق أول حرف من كلمة مهينة توجه إليهم. وهم من المسلمين الأتقياء (من السنة) يتحملون مسئولية تصرفاتهم.. وهم أردنيون يشعرون بالحنين للقوقاز ولكنهم أعضاء الحرس الملكي وأوفياء إلي أقصي درجة بحيث يثيرون الغيرة منهم ثم إنهم في منتهي النشاط والتعاون..

واليوم ماذا تمثل القوقاز للشراكسة وهم أردنيون من عدة أجيال متعاقبة؟

إن لديهم دائما هذا الحلم بالعودة إلي أراضي الأجداد والشعور بالحنين لطبيعة فريدة.. إن انهيار الامبراطورية السوفيتية ضاعف عندهم هذه الرغبة بالعودة وبعضهم حاولوا الرحيل منذ عام ..1993 ولكن بعد هدوء الانفعال الكبير بتحقيق الحلم والعودة إلي الأرض الأم وأسرة ينتسبون لها من بعيد.. كان لابد أن يواجهوا الواقع باكتشاف منطقة أهملتها موسكو من عشرات السنين.. دب اليأس في نفوس الكثيرين واضطروا إلي العودة ثانية إلي الأردن..

ق أما النائب في البرلمان ‘روحي شحالتوغ’ وهو شركسي وكان ضابطا كبيرا بالجيش الأردني أحيل إلي المعاش.. فيقول : ‘نحن ثلاثة نواب نمثل الأقلية الشركسية’ (100.000 مواطن منهم 20 % شيشان) في البرلمان منذ عام ..1929 وأنا هنا للدفاع عن مصالح الأردنيين من أصل شركسي والدفاع عن تراثهم ومطالبة الحكومة الروسية بتقديم الاعتذار لنفي الشراكسة في القرن التاسع عشر وكذلك المطالبة بالتعويضات المالية مع توفير حرية التنقل بين الدولتين وحق العودة بصفة نهائية إلي أرض الوطن الأم لمن يريد حتي وإن كان عددهم ضئيلا..

ولدى كل أسرة من الشراكسة رموز للقوقاز ففي منزل من منازلهم لابد من وجود العلم الشركسي ويتكون من 12 نجمة بعدد القبائل الشركسية وثلاثة سهام مرادفة للسلام: سهم للدفاع والثاني للصيد، والثالث في حاله.. ومن الضروري وجود ال ‘قالباك’ وهو غطاء الرأس من الفراء الاستراكان والخناجر..

وفي الزرقا وهي من الضواحي النائية في عمان يعيش ‘عدنان بزادوخ’ وهو مدير تجاري في مصنع للصلب ويعتبر الحافظ الأمين علي أرشيف الجالية رغم ضآلة الامكانيات.. وهو يجمع من هنا ومن هناك وثائق الأمس واليوم.. ولديه أرشيف صور يرجع تاريخه إلي وصول أول الشراكسة إلي عمان وكانوا قد اختاروا مقرا لإقامتهم أرض المسرح الروماني ويسع ل 6000 فرد ويحتفظ أيضا ببعض المقالات التي نشرت في صحيفة الأردن وهي ملحق لصحيفة ‘جيروزاليم ستار’.

ويعلق بقوله: ‘أدركت أهمية الذاكرة من 20 سنة بالحديث مع أحد القدماء لقد أرادوا أن يشهدوا علي الاحداث قبل وفاتهم، ومن القوقاز جاءت ‘آسيا يوتيخ’ وزوجها أرسلان ثورطاف، ونزلا في ضيافة الأمير علي وهي تعمل في مدينة ‘مايكوب’ حيث تقوم بصياغة مجوهرات طبقا لرسومات ترجع إلي ألفي عام كما تعد صناعة أسلحة من الذهب والفضة مثل الخناجر والسيوف الخاصة بأربعة عشر من أفراد الحرس الملكي..

ولم تتنازل الجالية الشركسية عن أهم العادات والتقاليد المتوارثة ومنها علي سبيل المثال: أن الرجل يوم زفافه يقوم بخطف عروسه ولكن لم يعد يحملها فوق صهوة جواده وإنما في سيارة وفي وضح النهار ويطلب صديقتين للعروس لصحبتها في هذه المغامرة، ولكن لم تعد المرأة تلجأ إلي الشرائط العريضة لتضغط بها علي صدرها لإخفاء مفاتنها.. ولا وجود لتعدد الزوجات..

وعلي الرغم من الانتماء الكامل للشراكسة داخل المجتمع الأردني إلا أنهم لم يفقدوا شيئا من تراثهم وثقافتهم. فهل يرجع السبب إلي أنهم كبروا وفكرة واحدة تسيطر علي تفكيرهم : أنهم في يوم سيغادرون الأردن للعودة إلي القوقاز.. أي أرض الوطن الذي طردوا منه ظلما؟ ولم يستطع أحد من الأجيال المتعاقبة الإجابة علي هذا السؤال.. وبالتالي اختاروا، أن يعيشوا والأردن في قلوبهم والقوقاز في أرواحهم..

وجدير بالذكر أن الأمير علي بن الحسين ولي عهد الأردن في عام 1998 نظم رحلة لمدة شهر ونصف إلي القوقاز كنوع من التكريم والامتنان لهذه الجالية والدفاع عن تراثها.. وذهب ولي العهد علي رأس 12 فارسا من الشراكسة عبر الأردن وسوريا وتركيا قبل الوصول إلي القوقاز وتوقفت الرحلة في عدة مدن مثل ‘مايكوب’ و’نالتشيك’ حتي يبلغوا سفح جيل البروز. كانت الرحلة مثيرة للغاية واستقبلهم الأهالي بحفاوة بالغة.. والأمير علي يهتم بنفسه بتراث الشراكسة بتعلم لغتهم وبتلقي دروس في رقصاتهم الفلكلورية فهي جزء لايتجزأ عن تراثهم..

http://www.akhbarelyom.org.eg/akhersaa/issues/3647/0400.html


Share Button