استعراض العمليات الاستشهادية، والتمرد في شمال القوقاز : 2008 إلى الوقت الحاضر

استعراض العمليات الاستشهادية، والتمرد في شمال القوقاز : 2008 إلى الوقت الحاضر

نشرت مؤسّسة جيمس تاون في موقعها على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 17 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب سيروين مور (Cerwyn Moore) بعنوان “استعراض للعمليات الإستشهاديّة، والتمرد في شمال القوقاز: 2008 إلى الوقت الحاضر” وجاء فيه:

في خطاب بالفيديو في أبريل/نيسان 2009، أعلن دوكو عمروف (Doku Umarov) عن إحياء رياض الصالحين (كفكاز سنتر ، 17 مايو 2009) – كتيبة الإستشهاديين التي أوجدها أمير الحرب الشيشاني الراحل شامل باسييف الذي كان مسؤولا عن موجة من الهجمات الانتحارية التي ابتدأت في ديسمبر 2002، والتي بلغت ذروتها في حصار مدرسة بيسلان في سبتمبر 2004. خطاب الفيديو لعام 2009 لدوكو عمروف – زعيم إمارة القوقاز – أبرز المرحلة الثالثة من العمليات “الإستشهادية” التي نظمت تحت رعاية رياض الصالحين. هذه المجموعة من الهجمات بدأت فعلا في أغسطس/آب 2008 عندما شنت جماعة فيدينو عملية انتحارية استهدفت القوات الفيدرالية المحلية، وسرعان ما تبعها محاولة اغتيال استهدفت الزعيم الأنغوشي موسى ميدوف (Musa Medov)، وهجوم أدّى إلى إصابات فادحة في فلاديكافكاز في نوفمبر/تشرين الثّاني 2008. فيما بعد وبعد أقل من ثلاث سنوات، قال دوكو عمروف ان العملية الانتحارية الأخيرة التي أدت إلى إصابات فادحة – الهجوم على مطار دوموديدوفو في 24 يناير/كانون الثّاني 2011، الّذي أودى بحياة العشرات وجرح أكثر من 150 من المارة –كانت مرة أخرى من عمل الكتيبة الاستشهادية، رياض – الصالحين (Kavkaz Tsentr,  February 4). وأعقب ذلك بيان آخر عن المسؤولية، مشيرا إلى أن هذه العمليات “ستستمر بدون أدنى شك في المستقبل” (Kavkaz Tsentr, February 7). لكن هجوم دوموديدوفو – ارتبط بمجموعات في أنغوشيا، وفقا للتقارير (RIA Novosti, Kavkaz Uzel, February 10) –ويوضح أيضا أن التمرد هو إقليمي بطبيعته؛ ذلك كثيرا ما يجلب أجيالا مختلفة معا من المتشدّدين؛ وأن العمليات الانتحارية هي إستراتيجية وتكتيكية (منهجيّة) على حد سواء.

الجماعات الأنغوشيّة والجماعات في الشيشان كانوا في مركز العمليات “الاستشهادية” من عام 2009 وحتى عام 2010. في يوم 22 يونيو/حزيران 2009، صدمت مهاجِمة إنتحاريّة بسيارة محملة بالمتفجرات موكب رئيس أنغوشيا يونس بك-يفكوروف (ITAR-TASS, June 23, 2009). وكان الهدف من الهجوم الذي وقع في الذكرى السنوية لهجوم آخر شن من قبل المتمردين في عام 2004 لمحاولة إغتيال يفكوروف. بدلا من ذلك أصابت رئيس انغوشيا بجروح وأدّت إلى مقتل وجرح عدد من حراسه الشخصيين. ثم في 17 أغسطس/آب، حدثت عملية انتحارية مذهلة أخرى بسيارة مفخّخة، عندما دُمّرَ تماما تقريبا مقر الشرطة في نازران. أسفر الهجوم عن مقتل العشرات من ضباط الشرطة، وعن اصابة عشرات آخرين (www.kavkaz-uzel.ru August 20, 2009). وأشار هذين الهجومين، والبيانات الصادرة عن تحمل المسؤولية عنهما، ما أشار إلى محاولة جديدة لقتل واغتيال ممثلي ومسؤولي الشرطة الفيدراليّين باستخدام “العمليات الاستشهادية” (Kavkaz Tsentr, August 21, 2009; Interfax, July 8, 2009).

في 17 ديسمبر/كانون الأول 2009، وقعت عملية استشهادية أخرى في نازران عندما فجر رجل سيارة مفخخة عند حاجز على الطريق، وعلى ما يبدو انتقاما لعمليات فيدرالية (Kavkaz Uzel, December 18, 2009). وفقا للتقارير، في 5 أبريل/نيسان 2010 حدثت عملية إستشهادية في بلدة كارابولاك الأنغوشيّة، عندما فجر رجل حزاما ناسفا بجوار سيارة مليئة بمسؤولي الشرطة (Kavkaz Tsenter, April 5, 2010). وبعد بضعة أيام، كما زُعم انّها رد على كل من عملية اجتياح فيدراليّة، وعملية بحث متجدّد لبلدة إيكازجيفو الأنغوشيّة، فتحت امرأة النار من مسدس على ميليشيات محلية، قبل أن تفجّر حزاما ناسفا كانت ترتديه (www.kavkaz-uzel, April 9 ,2010). وعملية مستقلة أخرى أو فاشلة تمت عندما فجر رجل متفجرات في سيارة في بريغورودني (Prigorodny). والهجوم على نقطة تفتيش في 17 أغسطس/آب في منطقة بريغورودني المتنازع عليها، والتي تبعها بيان عن مسؤولية ذلك، يشير على قدرة الجماعة في أنغوشيا لشن هجمات انتحارية داخل أوسيتيا الشمالية المجاورة (Hunafa.com, August 21, 2010). على الرغم من أنّ القوّات الفيدرالية استهدفت القضاء على الأعضاء الرئيسيين في جماعة أنغوشيا طوال عامي 2009 و 2010، – مقتل سعيد بورياتسكي (Said Buryatsky) (Kavkaz-uzel.ru, March 4, 2010)، وروسترام دزورتوف (Rustram Dzortov) والقبض على أمير ماغاس (Emir Magas) (RIA Novosti, June 9, 2010) – فقد تواصلت العمليات الاستشهادية في أنغوشيا.

في آب / أغسطس 2010 وبعد شهرين من القبض على أمير ماغاس – أدلى خيلفته عيسى خاجيغولغوف (Emir Adam) بتاريخ أغسطس/آب 2010 ببيان، والّذي أعاد تأكيد يمين الولاء لزعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف، نيابة عن الجماعة الأنغوشيّة (Hunafa.com, October 5, 2010). وجاء البيان على خلفية الاقتتال الداخلي بين الفصائل المختلفة في التمرد شمال القوقاز، والتي أدت الى انقسام من نوع ما بين جماعات الشيشان بقيادة القادة الميدانيّين المخضرمين، في حين أن آخرين في داغستان وقباردينو – بالقاريا وأنغوشيا ظلوا موالين لعمروف. بعد وقت قصير من تقديمالولاء من قبل أمير آدم، فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة يوم 9 سبتمبر/أيلول 2010، بالقرب من سوق في فلاديكافكاز عاصمة أوسيتيا الشمالية. والانفجار الذي قتل فيه 19 شخصا، أعقبه بيان عن المسؤولية عنه من قبل الجماعة الإنغوشيّة – وبواسطة الأمير حمزة (Emir Khamzat) من رياض الصالحين – الّذي أشار إلى أن أوسيتيا استُهدفت بسبب أن “الكُفّار الرّوس”، يستخدمونها في دعم “توسعهم في شمال القوقاز” (Hunafa.com, September 15, 2010). كما صدرت بيانات تأييد من قبل الجماعة الأنغوشيّة، دعما لعمليات انتحارية من قبل جماعة الشريعة الداغستانيّة (Dagestani Sharia Jamaat).

وتبعت الجماعات الشيشانية هجوم فيدينو الذي وقع في أغسطس/آب 2008 بتصعيد مستمر في استخدام العمليات الانتحارية خلال المدة بين عامي 2009 و 2010. واشتمل ذلك على سلسلة من الهجمات في العاصمة الشيشانية غروزني في والبلدات المحيطة بها. وغالبا ما تنسب هذه الهجمات إلى الجماعات بقيادة القادة الميدانيّين المخضرمين، ولا سيما الجماعات الموالية للاخوة جاجييف (Gakaev brothers) (North Caucasus Weekly, September 17, 2009). فمنذ أوائل عام 2010، انخفضت هذه الهجمات على نحو متزايد، على شكل سلسلة من هجمات أكثر وضوحا – بما في ذلك هجمات على رموز السلطة – استخدمت لتقويض القبضة الحديديّة على الجمهورية من قبل الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف (على سبيل المثال هجوم 29 أغسطس/آب على معقل قاديروف في قرية تسنتوروي (Tsentoroi)؛ وهجوم 19 أكتوبر/تشرين الأوّل على البرلمان الشيشاني في غروزني.

وفي الوقت نفسه، فإن تنفيذ عمليات استشهادية في داغستان من قبل الجماعات يعود إلى أواخر عام 2009. في 1 سبتمبر/أيلول قام مهاجم انتحاري بتفجير متفجرات في سيارته عند نقطة تفتيش على طريق القفقاس الفيدرالي السريع بالقرب من العاصمة الداغستانية، محج قلعة (Interfax, September 2, 2010). وأعقب ذلك في 6 يناير/كانون الثّاني 2010 هجوم آخر بسيارة مفخّخة. ومهاجما آخر كان يقود سيارة محملة بالمتفجرات، هاجم شرطة المرور في العاصمة الدّاغستانيّة محج قلعة. أسفر الهجوم عن مقتل سبعة، في حين أن عشرات آخرين اصيبوا بجروح (RIA Novosti and ITAR-TASS, January 6, 2010). وأعقب ذلك في 31 مارس/آذار، هجوم انتحاري مزدوج في بلدة كيزليار (Kizlyar) الداغستانية، عندما، ووفقا للتقارير، فجر شابين انتحاريّيْن عبوات ناسفة بالقرب من ميليشيات محلية(www.kavkaz-uzel.ru, October 20, 2010). ربط مسؤولون داغستانيّون التفجيرات في كيزليار بسرعة، بهجمات 29 مارس/آذارالإنتحارية على مترو موسكو (RGVT, March 31, 2010). وأشارمسؤولون أيضا إلى أنّه تم القضاء على متواطئين مزعومين من المقاومة السّرّيّة الداغستانية بعد ذلك بوقت قصير (Interfax, April 10, 2010; Kavkaz-uzel.ru, May 24, 2010).

ومع ذلك، استمرت الهجمات الانتحارية في داغستان في عام 2010. في 29 أبريل/نيسان من ذلك العام تم تفجير سيارة مفخخة بواسطة مهاجم انتحاري عند نقطة تفتيش فيدراليّة بالقرب من خاسافيورت (Khasavyurt). بعدها تعرض معسكر للجيش بالقرب من بويناكسك (Buinaksk) لهجوم في بداية سبتمر/أيلول. وقتل أو أصيب نتيجة للهجوم أكثر من ثلاثين من موظفي الخدمة من وزارة الدفاع نتيجةً للهجوم الإنتحاري بسيارة ملغومة (RIA Novosti, September 5, 2010). وصدر اعلان عن المسؤولية من جانب جماعة الشريعة بعد بضعة أسابيع (Sharia Jamaat, October 25, 2010). وأعقب ذلك في 24 سبتمبر/أيلول، بوصفها عملية إجتياح واسعة كانت تجري حينئذ في محج قلعة عندما اقترب رجل من ميليشيات محلية قبل أن يفجر المتفجرات الموجودة بحوزته. أسفر الهجوم عن جرح أكثر من عشرين من المارّة ورجال الميليشيات االفيدراليةّ (Kavkaz Uzel, September 25, 2010). وقع هجوم انتحارى إضافي استهدف مزيد من الموظفين الفيدراليّين في 23 أكتوبر/تشرين الأوّل، عندما قام رجل بتفجير فان مفخخ عند مدخل قاعدة عسكرية في خاسافيورت (Kavkaz Uzel, October 23, 2010).

كما لو أن تبرهن أن تبقى داغستان وسط استمرار اطلاق نار التمرد الاقليمي  وسلسلة من هجمات رئيسيّة بالقنابل تم تفاديها في الأشهر الاخيرة. ثم، في 14 فبراير/شباط،  أفادت التقارير أن انتحارية قامت بتفجير المتفجرات بالقرب من مدخل مركز للشرطة في محج قلعة (RIA Novosti, February 14).

على الرغم من أن الجماعات المختلفة في شمال القوقاز هي، في أحسن الأحوال، منسقة بشكل فضفاض– كل وحدة قامت بشن سلسلة من “العمليات الاستشهادية” في دعم للتمرد الإقليمي منذ عام 2008 –مع وصول موجة جديدة من قادة الجماعة المحلية تظهر على السطح. في الوقت الحاضر موجة من الهجمات بلا هوادة في داغستان تسلط الضوء على أن هذه هي النقاط الساخنة الحالية لحركة التمرد الإقليمي، في حين أن المجموعات في قباردينو – بلقاريا شنوا أيضا تصعيدا في العمليات في الأشهر الاخيرة. منذ أغسطس/آب من عام 2008، حيث يمكن أن تعزى بعض العمليات الإنتحارية مرة أخرى إلى دوكو عمروف، بصفته زعيما لحركة تمرد إقليمية. غير أن، هجمات انتحارية أخرى يبدو أنها تشير إلى وجود قدر من الإستقلالية في العمل من عمروف، كعناصر مختلفة عن التمرد الإقليمي (Ingush Jamaat; Vedeno Jamaat; Sharia Jamaat) تهاجم السلطات الفيدرالية. وعلى النقيض من ادّعاءات السلطات الروسية، فإن التفجير في مطار دوموديدوفو (Domodedovo airport) يوضح بأن استمرار عدم الاستقرار في الشيشان وشمال القوقاز قد يؤدي على الأرجح إلى مزيد من العمليات الاستشهادية في موسكو.

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

Share Button

في الفكر الشركسي (الجزء الثاني)

في الفكر الشركسي (الجزء الثاني)

من يمثل الشراكسة؟!

بقلم: علي كشت

يستمر توالي التطورات والاحداث على الساحة الشركسية مما يؤدي الى معطيات وعناوين جديدة، قد يكون اكثر ما يميز هذه المرحلة هو توجه التيارات والجهات الشركسية نحو استشعار القوة المنبعثة من العمل السياسي، ان المرحلة الحالية بمعطياتها الجديدة تعتبر فريدة من نوعها كونها تمنح الفرد الشركسي القدرة على عقد المقارنة بين التيارات والجهات الشركسية المختلفة والتمييز بين من يعمل منها للمصلحة الشركسية ومن يتظاهر بذلك لتطبيق اجندات مختلفة، المرحلة الحالية يمكن تسميتها بمرحلة “الحقيقة والمكاشفة” فالمواقف والاحداث التي تقدمها المرحلة الحالية تعطي فرصة نادرة لاظهار حقيقة توجهات كل من يحاول تمثيل الشعب الشركسي من منظمات او مؤسسات او افراد.

هذه المقالة ستحاول الاجابة عن الاسئلة التالية:

  • من يمثل الشعب الشركسي.
  • مقارنة بين توجهات التيارات الشركسية المختلفة فيما يتعلق بالمصلحة الشركسية (بصورة مختصرة جداً).

بالطبع لا يمكن ان تتمكن مقالة واحدة من تناول مثل هذا الموضوع المعقد والشائك ولكنها ستقدم تصوراً او تلقي الضوء على بعض النقاط الهامة وكما يقال فان اضاءة شمعة في الظلام خير من ان نبقى نلعن الظلام الف مرة.

حيث سيتم تقديم امثلة بسيطة وواضحة للنشاطات ومواقف بعض التيارات الشركسية المختلفة والتي من خلال هذه الامثلة ستتضح اذا ما كانت سياساتها تعمل من اجل المصلحة الشركسية ام لا.

باختيار الرابط يمكن قراءة المقال المذكور أعلاه والمنشور على موقع أخبار شركيسيا في صفحة:آراء وتحليلات

Share Button

مقتل مرشح بواسطة مدفع رشاش في عاصمة الأديغيه

مقتل مرشح بواسطة مدفع رشاش في عاصمة الأديغيه

أعلن موقع ناتبرس الألكتروني عن مقتل مرشح لمجلس الدولة لجمهورية الأديغيه مساء يوم 12 فبراير/شباط  في العاصمة مايكوب. تم اغتيال حاج موسى حاجيتسوكوف (Hadzhimos Hachetsukov)، والّذي يمثل حزب “روسيا العادلة” في منطقة شوفجينوفسكي (Shovgenovskiy) في جمهورية الأديغيه بواسطة مدفع رشاش. وأفيد  بأنحادث الإغتيال وقع حوالي الساعة 19:00 مساءاً.

يذكر أن إنتخابات مجلس الدولة في جمهورية الأديغيه ستعقد في 13 مارس/آذار 2011. ووفقا لقوائم الأحزاب فإن هناك أربعة منها لها الحق في المشاركة في الانتخابات وهي حزب روسيا الموحدة (UR) وحزب روسيا العادلة (SR) والحزب الشيوعي في روسيا الإتحادية (CPRF) والحزب الديمقراطي الليبرالي لروسيا (LDPR).

 

أخبار شركيسيا

Share Button

ازدياد نشاط المسلحين في شمال غرب القوقاز

ازدياد نشاط المسلحين في شمال غرب القوقاز

نشرت مؤسّسة جيمس تاون في موقعها على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 10 فبراير/شباط 2011 مقالا للكاتب ميربيك فاتشيجاييف (Mairbek Vatchagaev) بعنوان “ازدياد نشاط المسلحين في شمال غرب القوقاز“، وجاء فيه:
في عام 2010، أعطى الجزء الغربي من شمال القوقاز ، الّذي يتألف من أراضي قراشيفو – شركسيا وأديغيا والمناطق الساحلية المتاخمة للبحر الأسود، إشارات ضئيلة بأنه على خطى نمط الأحداث في بقية أطراف شمال القوقاز. في هذا الجزء من المنطقة، كانت الجماعات الإسلاميّة ناشطة بشكل رمزي فقط.فقد أدلت في بعض الأحيان ببيانات لإثبات وجودها، لكن كان هناك القليل من الناحية الفعلية في سبيل العمل لتأكيد ذلك. وبعد الضربات التي أحدثتها الخدمات الخاصّة الروسية على جماعة القراشاي في قراشيفو – شركسيا في الفترة بين عامي 2005-2007، فقد تم تخفيض نشاط الأخيرة إلى صفر تقريبا، مما سمح لدائرة الأمن الفيدرالية (FSB)  إلى التّسرّع في اعلان القضاء التام على التطرف في الجمهورية (http://kabardino-balkaria.kavkaz-uzel.ru/articles/110456/).

ومع ذلك، فإن معنى إضعاف جماعة القراشاي بأنها ذهبت بالفعل الى مزبلة التاريخ. وكانت الجماعة بالتالي قد عملت على إعادة ترتيب بعض التكتيكيات: وهي أن وَهَنَ جماعة القراشاي أدى لأن تقوم قيادة إمارة القوقاز لتوحيدها مع جماعة قباردينو – بلقاريا وذلك باعتبار القراشاي كجزء من إدارة إسلاميّة في شكل ولاية تتألّف من قباردا وبلقاريا وقراشاي. وهذا يعني أن جماعة القراشاي لا تزال كقوة في حركة المقاومة المسلحة، وبأنها قادرة على مواصلة أنشطتها، وهي التي كانت مكثفة جدا في الأعوام 2001-2005.

وعلى أي حال، جاء تقرير صدر مؤخرا عن هجوم على قافلة للشرطة ونتج عنه تحرير أحد السجناء في قراشيفو – شيركيسيا بمثابة مفاجأة كاملة. ووفقا للتقرير، فتح أربعة رجال مجهولين النار على مجموعة من ضباط الشرطة يقومون بنقل سجين بالقرب من قرية أديغه-حابلة (Adyge-Khabl) في قراشيفو – شركسيا في الرابع من فبراير/شباط. ونتيجة لذلك، قتل ثلاثة ضباط وتم تحرير المحكوم عليه، الذي كان يجلس في سيارة للشرطة (www.caucasustimes.com/article.asp؟id=20757).

 

في 5 فبراير/شباط، وضع فرع لجنة التحقيق الروسية لقراشيفو – شيركيسيا أولئك الذين يشتبه في تورطهم في الهجوم – أيديمير ألاكاييف (Aydemir Alakaev)  ومراد كيفالوف (Marat Kivalov) وزوراب دومينوف (Zurab Dumenov)، على قائمة المطلوبين بالإضافة إلى السجين المحرر رسلان سليمانوف (Ruslan Suleimanov) (http://karachaevo-cherkesia.kavkaz-uzel.ru/articles/180655/). ومن السابق لأوانه القول ما اذا كان هذا العمل الجريئ قد تم تنفيذه بالفعل من قبل المتمردين، ناهيك عن أن عدد الأعضاء الفعلي لجماعة القراشاي، ولكن سيكون من الصعب أن نفترض أنه يمكن للشباب أن ينفّذوا هذا النوع من العمل دون أن يتمكنوا من الاختباء في الغابات لسنوات عديدة.

وكان إنشاء جماعة الغرب قد أعلن في جمهورية الأديغيه في عام 2009، على مقربة من قراشيفو – شركسيا. وأقرت بقيادة إمارة القوقاز برئاسة دوكو عمروف، وأدلت بعدة تصريحات علنية (http://kavkazcenter.com/russ/content/2009/11/24/69334.shtml).

 

ومع ذلك، فإن جماعة الأديغيه لم تدبر أي أعمال خطيرة تستحق الاهتمام. وعلاوة على ذلك، نفذ جهاز الأمن الفيدرالى ضربة قاسية لمنظمي الجماعة الوليدة. ووفقا للسلطات الروسية، فقد أدين عسكر سيتوف (Asker Setov) المعروف بأمير وهاب (aka Emir Vakhab) في شهر أغسطس/آب من عام 2009 بعد إلقاء القبض عليه. ومع ذلك فإن جماعة الأديغيه، لا ينبغي أن ينظر إليها بوصفها تقتصر على أراضي جمهورية الأديغيه، حيث السكان المحليين الأصليين، الذين يسمون أيضا بالشراكسة، الّذين يشكّلون حاليا ربع مجموع السكان فقط (http://adygeia.kavkaz-uzel.ru/articles/176268/).  وفي الواقع فإن جماعة الأديغيه تشمل جميع أراضي منطقة كراسنودار تقريبا، وهي تاريخيا وطن الشركس، الذين طردوا من موطنهم نتيجة للحرب القوقازية في عام 1864.  وتهتم إمارة القوقاز في هذه الجماعة ليس كثيرا من أجل توسيع أراضي دولتها الظاهري أكثر ما تتاح لها الفرصة لمهاجمة المصالح الروسية في البحر الأسود، بما في ذلك خطط موسكو لعقد دورة الألعاب الاولمبية في سوتشي في عام 2014.

تدهور الوضع في هذا الجزء من شمال القوقاز في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بعدد من الاغتيالات للزعماء الشركس من بين المثقفين الوطنيين. وطالب القوميون المحليون وضع حد لقتل أولئك الذين لا يشتركون في فكرة إنشاء دولة إسلامية. ولكن من غير المرجح أن يوقف ذلك المتشددين، الذين يجدون في المثقفين الفريسة الأسهل. إن تقوية جماعة قباردينو – بلقاريا يمكن أن يحدث إحياءا لجماعة القراشاي التي من شأنها أن يكون لها تأثير كبير على الأديغيه، الذي يؤدي إلى توسع كبير في حدود المقاومة المسلحة ضد مصالح روسيا في الجزء الغربي من شمال القوقاز.

وفقا لألكسندر خلوبونين (Aleksandr Khloponin)، مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة شمال القوقاز الاتحادية، هناك حاليا ما يصل الى ألف من المتمردين في منطقة شمال القوقاز بأسرها. ويقول أيضا أن متوسط عمر المتشددين قد انخفض إلى 18 عاما على مدى السنوات الثلاث الماضية (www.caucasustimes.com/article.asp?id=2075).  إن هذا بالأحرى تفسير متساهل لتجدد المقاومة المسلحة، على الرغم من أن المتشددين الشباب مع تعليم عالٍ أو غير مكتمل هم بالفعل حقيقة واقعة لشمال القوقاز. ويحاول خلوبونين إدخال مؤسسة “الشيوخ” أو كبار السن، على افتراض أن شعوب شمال القوقاز لا تزال تعيش وفقا للعلاقات القبلية أو العشائرية (www.rosbalt.ru/2011/02/03/815834.html). ويعتقد المحللون بأنه من خلال القيام بذلك، فإنّه يهدف إلى إنشاء مؤسسة والتي بدورها سوف تتجاوز هياكل السلطة الرسمية في المنطقة. لكن ذلك يظهر أن خلوبونين، والذي مضى عليه الآن عام واحد في منصبه، ما زال لا يفهم تماما الوضع على الارض. وإن كان يعلم ذلك، فانه سيعلم أن هؤلاء الذين سيتم ضمّهم في مجلس لكبار السن في جمهورية محدّدة من شمال القوقاز سيتم اختيارهم بعناية من قبل أولئك الذين من المفترض نظريا أنهم يراوغون. وبالنظر إلى السياق الحالي، فإن مجلسا لكبار السن في شمال القوقاز هو بحد ذاته من رجعية القرن الثامن عشر أو القرن التاسع عشر.
ومع ذلك، فإن خلوبونين أكد ضمنا أن السلطات الروسية لا تتوقع أن يتحسّن الوضع في المنطقة في أي وقت قريب. وعندما سؤل حول بطولة العالم لكرة القدم التي ستستضيفها روسيا في العام 2018، أوضح أنّه لأسباب أمنية ليس هناك فرصة لأي مدينة في شمال القوقاز بأن تكون مرشحة لاستضافة المباريات (www.vesti.ru/doc.html?id=422280). الحكومة الروسية لا ترى أي احتمال لتحسن الوضع الأمني في شمال القوقاز في السنوات السبع القادمة.
في جميع الاحتمالات، فإن الوضع العام في شمال القوقاز سيتدهور. وسوف تكون بعض المشاكل توحي بتعميق المواجهة مع الحكم الروسي في المنطقة، في حين أن مشاكل أخرى سوف تبرز والتي ايضا سوف لن تكون دائما ذات طبيعة سلمية.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

كفكاز سنتر: في خطاب من جولاج: دعوهم يسجننونا ”لموافقتنا على الإرهاب” ولكن الروس العاديون أستحقوا تفجير المطار

 في خطاب من جولاج: ”دعوهم يسجننونا ”لموافقتنا على الإرهاب” ولكن الروس العاديون أستحقوا تفجير المطار”
8309_1

هذا ما صرح به بوريس ستوماخين الذي حكمت عليه عصابة بوتين بالسجن خمسة سنوات في جولاج لآرائه السياسية التي أضافها في مدونته بالإنترنت – فيما يتعلق بالتفجير الاستشهادي في مطار دوماديدوفا في الرابع والعشرين من يناير.

سيتم الإفراج عن السيد ستوماخين من معسكر الإعتقال في خلال 40 يومًا بعدما أنهى العقوبة القاسية التي فرضها عليه جهاز الأمن الداخلي الروسي الإرهابي FSB.
إن هذه القسوة البالغة ضد الصحفي الروسي النزيه بوريس ستوماخين أطلقت موجه من الاحتجاجات في دول العالم الحر. فقد أنتقد فلاديمير بوكوفوسكي ناشط حقوق الإنسان الروسي الشهير الذي يعيش حاليًا في منفاه في لندن تلك العقوبة التي فرضتها المخابرات الروسية ضد السيد ستوماخين حيث أنها تمثل مخالفة لحرية الرأي.

كما شبهت ألينا بونر الناشطة في حركة حقوق الإنسان السوفياتيية وأرملة الأكاديمي أندريه سخاروف الحائز على جائزة نوبل للسلام ستوماخين بالمعارضين السوفيت الذين كان يتم أدانتهم من قبل أندروبوف رئيس الحزب الشيوعي.

وفي مقاله الجديد، كتب أسير الضمير الحي بوريس ستوماخين:

“لا يمكن للمرء إلا أن يصفق لتفجير مطار دوماديدوفا كتعبير عن ضرورة شرعية وعقاب تاريخي مستحق. نعم فكل هؤلاء المواطنين الروس الذين يطلق عليهم ناشطوا حقوق الإنسان “العاديون” و”المسالمون” و “غير المحاربون” يستحقون بالفعل هذا التفجير في المطار.

الحقيقة أنه وفقًا للدستور الروسي، فالسلطة العليا في روسيا تقع في يد الشعب، أي في يد هؤلاء المواطنون “العاديون المسالمون الأبرياء”. وكل المسئولون سواء الرئيس أو الحكومة أو الشرطة المحلية، فكلهم يمثلون الشعب وينفذون رغباته.

هذا يعني أن المسئول الحكومي وهذا النظام يفرض مسئولية كبيرة على “غير المحاربين”. حيث أن كل الجرائم التي ترتكبها السلطات تتم عادة نيابة عن الشعب الذي – وفق الدستور- يمثلونه ويجب أن يحققوا أرادته.

وإذا كان هؤلاء “المواطنون العاديون والمسالمون” لم يقوموا بأي محاولة لمنع الجرائم التي ترتكبها السلطات فإنهم يتحملون المسئولية الكاملة عن تلك الجرائم مع الحكومة ومع بوتين.
فبصمتهم على الأقل، فهم يتحملون كامل المسئولية تجاه مجازر بوتين في القوقاز وعن الإدانات الجماعية للمسلمين في أنحاء روسيا وهكذا. وكل من لم يتظاهر ضد جرائم النظام بالتزامه الفردي والنشط على الأقل بوضع ملصق في ميدان.

وكشركاء في الجرائم التي أرتكبها جهاز مخابراتهم، فلا يستحق “الروس العاديون” هذه التفجيرات ضدهم وفقط بل أنهم لا يتلقوا إلا أقل القليل نظير جرائمهم!

فبالنظر إلى حجم جرائمهم، فالعقاب الذي تلقوه لا يعد مساويًا بأي حال للجريمة التي أرتكبوها: فيكفي مقارنة عدد ضحايا تفجير مطار دوماديدوفا أو تفجير المترو الذي وقع في مارس 2010، بعدد المواطنين البالغين في روسيا الذين يشاركون بوتين في المسئولية فيما يتعلق بالمجازر وجرائم الإرهاب والجرائم المشابهة.

هناك عشرات الملايين من الروس البالغين ولكن الضحايا من بينهم لا يزيدون عن العشرات أو المئات على أقصى تقدير. أن العقاب لا يتناسب بأي حال مع الجرائم.

إن التفجير في المطار أو في المترو على أي حال لا يعد أكثر إرهابًا من قصف المدن والقرى أو إطلاق الصواريخ من الطائرات على قوافل اللاجئين في غروزني عام 1999.

دع الشعب الذي يتسامح دون أعتراض بل بدعم أعضاء المخابرات الروسية الموجودين في السلطة يموتون فهذا هو العقاب العادل الذي يستحقونه!
دعهم يقاضوننا ويسجنوننا كما يحلوا لهم تحت ما يسمى “بالموافقة على الإرهاب” (أي: على الكلمات فقط، و للتعبير عن أرائنا). فهذا لن يغير حقيقة أن هذا التفجير في مطار دوماديدوفا هو عقاب تاريخي لشعب روسيا الدموية -التي تعد سجن الأمم- وعقاب لبوتين المخلص وأنصاره. إن التفجير الذي تم في المطار هو عمل شرعي طبيعي ومبرر كما هو الحال في كافة الأعمال المشابهة منذ 1994!

المصدر : مدونة بوريس ستوماخين
قسم الرصد
كفكاز سنتر

نقل عن: كفكاز سنتر

http://www.kavkazcenter.com/arab/content/2011/02/08/8309.shtml

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات