مهزلة “شركسياد” تصل الى المجتمع الشركسي في الأردن
مشروع الالعاب الشركسية او ما يعرف باسم “شركسياد” المزمع اقامته في عام (2012) في القفقاس يهدف الى توحيد ابناء الشعب الشركسي في الوطن الأم والشتات كما يزعم! انطلق السادة سفيان جموخة والكسي بيكشوكوف في جولة داخلية واخرى خارجية للترويج لهذه الالعاب، السيد سفيان هو اكاديمي شركسي كان رئيسا لتحرير صحيفة برافدا ذائعة الصيت والسيد الكسي هو رئيس رابطة متطوعي ابخازيا.
بعد الإنتهاء من جولة واسعة شملت القفقاس والعاصمة الروسية موسكو ومدينة سانت بطرسبورغ وتركيا والولايات المتحدة، ألى أن جاء دور المجتمع الشركسي في الاردن، إلّا أنّ الزيارة او الجولة الى الاردن حملت طابعاً غريباً واثارت العديد من علامات الاستفهام قبلها وبعد نهايتها.
الزيارة خطط لها ان تبدأ في 12/1/2010 حيث تم الاتصال برئيس الجمعية الخيرية الشركسية في الاردن من قبل السيد سفيان شخصياً من خلال ارسال “ايميل” يعلمه بانه سوف يحضر للترويج لمشروعه الى عمان، هذه الزيارة جاءت على ما يبدو بايعاز من الجمعية الشّركسيّة العالمية الى نظيرتها في الاردن لاستقبال السيد سفيان وتخفيف حالة الرفض والمعارضة لمشروعه بين ابناء المجتمع الشركسي في الاردن، خاصة وان الجمعية الشركسية العالمية قامت بتوجيه رسالة الى الرئيس الروسي ترجو منه التكرم والسماح لها بالمشاركة الثقافية في اولمبياد سوتشي لكي يرقص الشراكسة انفسهم فوق جماجم اجدادهم، علماً بان الجمعيات الشركسية اجتمعت في تركيا في شهر كانون الاول من عام (2009) بشكل شبه خفي وبالتحديد وقت تعرض الرموز القومية الشركسية في القفقاس للاعتداء والتهجم ولم يصدر عنهم بيان واحد للتنديد بهذه الاعتداءات لانهم على يبدو كانوا يتلقون التعليمات الروسية بضرورة انجاح مشروع شركسياد ليكون حصان طروادة لدخول سوتشي.
الا ان السيد سفيان وشريكه حضرا قبل الموعد بيومين اي في 10/1/2010 حيث تم وضع برنامج لهم لزيارة المؤسسات الشركسية في الاردن، حيث اقتصر اليوم الاول على زيارة فردية لمبنى الجمعية الشركسية والإتقاء سراً بالسيد رئيس الجمعية واعوانه، ثم تم تحديد يوم 11/1/2010 موعداً لزيارة جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية من قبل السادة سفيان وشريكه ورئيس الجمعية الشركسية الاردنية، وهناك وبتمام الساعة السابعة بدأت الجلسة الحوارية للسيد سفيان الا انه فاجأ الجميع باسلوبه المتغطرس فتعدى حدود الادب عندما وجه كلاماً بصيغة الاوامر الى اعضاء جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية بعدم اصدار اية بيانات او تصريحات ضد مشروعه او مشروع أولمبياد سوتشي والتراجع عن البيانات والتصريحات السابقة بهذا الخصوص، ويبدو ان الامر اختلط على السيد سفيان فظن بأن جمعية الاصدقاء هي مثل الجمعية الخيرية الشركسية التابعة للجمعية الشركسية العالمية ربيبة موسكو، ونسي ان جمعية الاصدقاء لا تدور في فلك المصالح الروسية مثل الجمعية الخيريّة الشركسية وانما تدور في فلك المصالح الشركسية فقط لاغير، فكان الجواب لاسلوبه الغير مهذّب بان مصالح الشعب الشركسي هي “خط احمر” وسيتم رد اي محاولة لاجتيازه بالسبل السلمية المتاحة.
بعد ذلك انهمك السيد سفيان في شرح فكرته التي تقوم على اقامة العاب رياضية في القفقاس تحت مسمى الاولمبياد الشركسية وذلك من اجل توحيد الشعب الشركسي من خلال الرياضة وللملمة صفوفه، وان هذا المشروع سيحقق العديد من الفوائد المادية والمعنوية للشعب الشركسي، وانتقل الى نقطة الخلاف المتعلقة بكون “شركسياد” هي موافقة شركسية على أولمبياد سوتشي (وهذا هو الجزء الذي يحاول ان يكون مقنعاً فيه) حيث اشار السيد سفيان ان اولمبياد سوتشي امر واقع ولدى عقد مقارنة بين الامكانيات الروسية والشركسية فان الميزان سيصب في مصلحة روسيا ولذلك فانه لا بد من استغلال أولمبياد سوتشي وتحويلها او تجييرها لصالح الشراكسة من خلال “شركسياد” لانه يمكن ان يتم طرح القضية الشركسية من خلال هذه الأولمبياد لتعريف العالم بالقضية الشركسية في داخل روسيا وفي المحافل الدولية، وفي ذات الوقت فانه يؤمل ان يتم حمل الشعلة الاولمبية من “شركسياد” الى سوتشي لاعطاءها الصبغة الشركسية وبالتالي سيعرف كل العالم ان سوتشي شركسية وباسلوب مسالم ودون التصادم مع روسيا في مواجهة ستخسر فيها المعارضة الشركسية.
وجهة النظر المقابلة اكدت على “منطقية” الطرح من الناحية “النظرية” ولكنها اكدت على ان شركسياد اختارت الزمان والمكان الخاطئين، فطرحت اسئلة واقعية ومنطقية تتساءل فيها حول مدى قدرة الشراكسة على طرح قضيتهم بالشكل الذي يريدونه في “شركسياد” خاصة انها ستقام تحت اعين السلطات الروسية وبصرها، فهل سيسمح مثلاُ بالحديث عن ابادة شعب الوبيخ وتدمير عاصمته سوتشي مثلاً!؟؟ واصر الحضور على ان طرح هذا الموضوع لا بد ان يكون باسلوب متحضر وعلمي مستندا الى الاثباتات التاريخية بهذا الخصوص ولكن هل سيسمح بذلك؟!! او هل سيضمن على الاقل طرحه؟! اسئلة اخرى تناولت موضوع نقل الشعلة الاولمبية من قبل الشراكسة الى سوتشي لاضفاء الطابع الشركسي كما يدعي السيد سفيان، حيث تساءل البعض هل سيقوم الشراكسة بذلك دون تدخل السلطات الروسية؟! علماً بان المواقع الرسمية لأولمبياد سوتشي لا تشير إلى ان سوتشي مدينة شركسية ولغاية الآن وهناك اشارة على ان الشراكسة سكنوا المنطقة (وليس مدينة سوتشي) مع غيرهم من الشعوب الاخرى، اي ان روسيا لاتزال للآن تشوه تاريخ سوتشي، فهل سترضى ان يتم “الضحك” عليها واستغلال الموضوع من قبل الشراكسة وتحويله لصالحهم بهذه البساطة؟! هل موسكو ساذجة لهذه الدرجة؟!! فلم يستطيع السيد سفيان الاجابة ولجأ الى اسلوب المراوغة.
السيد سفيان حاول التملص من الاجابة على هذه الاسئلة “المحرجة” من خلال التحدث في مواضيع اخرى عاطفية تمس المأساة الشركسية تارة او من خلال التظاهر بعدم فهم السؤال تارة اخرى على الرغم من انه وجد من يطرح الاسئلة بثلاث لغات الشركسية والانجليزية والروسية، وكان هناك من هو على استعداد لطرح الاسئلة باللغة الالمانية والفرنسية أيضا (فقط من اجل ان يفهم السؤال ويكف عن الاستخفاف بعقول الحاضرين) وتراجع السيد سفيان وترك موضوع الحوار الى رفيقه الكسي كونه يتمتع باسلوب خطابي قوي لكن شريكه وجد نفسه مضطرا الى التراجع جراء الاسئلة الذكية التي لا تتحتمل المراوغة مثل (لماذا لا تقام شركسياد في عام 2015 او 2016) اي بعد سوتشي لرفع الشبهات عنها، ورغم تدخل السيد سفيان لانقاذ الوضع والتحدث عن تاريخ سوتشي الا انه فوجئ باشخاص قارئين ممتازين للتاريخ الشركسي، ففي الوقت الذي حاول به سفيان ان يفند وجود “وبيخيا” أو أن سوتشي كانت العاصمة الاخيرة للشراكسة تصدى له اناس مثقلين بالحجج القوية التاريخية المثبتة.
في نهاية الجلسة غادر السيد سفيان وشريكه الكسي القاعة وهم “يترنحون”، فهم لم يتوقعوا رؤية كم هائل من الوعي الثقافي والقومي الشركسي وتأكدوا ان ما فعلوه من اساليب للادعاء بان مشروعهم قد حصل على دعم الشتات الشركسي لن ينجح هنا، ففي تركيا قام السيد سفيان ومن معه بمقابلة من يعمل ويتلقى الاوامر من الجمعية الشركسية العالمية وقاموا بتهميش واستثناء اية وجهات نظر قومية شركسية اخرى، وفي الولايات المتحدة الامريكية قام بارسال رسالة الى القفقاس وخاصة المواقع الشركسية تنبأ بان الشراكسة وافقوا على مشروعه رغم ان هذ الامر كذب ودليل على ذلك ارسال السيد زاك برسيقوة رئيس المجلس الثقافي الشركسي في اميركا الى السادة الجمعية الخيرية الشركسية الاردنية خلال زيارة السيد سفيان الى الاردن يعلن فيها رفض مشروع “شركسياد” من قبلهم.
ولتكتمل الصدمة كان بيان جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية قد وصل الى مايكوب قبل ان يصل السيد سفيان وشريكه الى مكان اقامته في فندق جنيفا في عمان في نفس الليلة.
اليوم الذي يليه، أي في 12/1/2010 صباحاً، توجه السيد سفيان وشريكه الكسي الى السفارة الروسية في عمان، وفي المساء كان هناك على ما يبدو خطة موضوعة للتنفيذ وتوجه الجمع الى مبنى النادي الاهلي للاجتماع مع مسؤولي النادي للتنسيق معهم بهدف فتح مكتب إرتباط على غرار ما حصل معهم في تركيا، ومن جهة اخرى قام احد معاوني رئيس الجمعية الشركسية باستدعاء بعض اعضاء مجلس ادارة قناة نارت الفضائية، وذلك لاقناعهم بتبني المشروع، وكان الاجتماع عبارة عن استعراض لانجازات خرافية غير موجودة على أرض الواقع من قبل جميع الاطراف، ولكن الاجتماع انتهى بابتسامة علت وجه السيد سفيان لانه شعر ان هناك بعض الشراكسة في الاردن غير متابعين للاحداث والمجريات والتطورات التي تعصف بالشعب الشركسي، وهنا تكمن قوته بالقدرة على اقناع من ليس له مناعة قومية وتسييره وفق توجهاته الخاصة وتهميش الراي الاخر واتهامه بالعمالة والتعصب والتخلف.
وجاء يوم 13/1/2010 وهو يوم الاجتماع الرسمي بين السيد سفيان وابناء المجتمع الشركسي في الاردن وكان الاجتماع في مبنى النادي الاهلي (حيث استبشر السيد سفيان على ما يبدو فيه خيراً)، وامام حضور قليل العدد نسبياً لكنه كا متميزاً بتواجد عنصر الشباب اليقظ، دخل السيد سفيان القاعة وهو يوزع نظرات متعالية ومستحقرة للوجوه التي حفظها في الاجتماع السابق المعارض له، بل ان قلة تهذيبه وصلت الى الرد البارد على اي تحية من أي شخص لم يوافقه الراي، وكأنه يقول، “من انتم لترفضوا أوامر السيد الروسي”؟ ورغم ان احد لم يتهمه حتى هذه اللحظة بالعمالة لايّة جهة مهما كانت إلا ان صديقه رئيس الجمعية الخيرية الشركسية اسحق مولا فضح الامر، ففي افتتاح الحديث طلب أو “أمر” السيد مولا الجميع بالاستماع للسيد سفيان كون كلامه “منطقي” وانهم ليسوا مرسلين من أية جهة كانت؟!! وهنا بدأت علامات التساؤل تظهر بين الحاضرين لانه لم يوجه أحد مثل هذا الاتهام مطلقاً، ولأن وجه السيد مولا كان شاحباً متوتراً وعدوانياً بلهجته، كما لو كان متحفزّا للقتال والصراخ وليس لتقديم ضيوفه؛ وجاءت الكلمة التي اثبتت ان السيد مولا كان بالتأكيد برفقة السادة الكسي وسفيان في زيارتهم الصباحية “المعتادة” للسفارة الروسية ويبدو ان سيل من التوبيخات قد هطلت عليه هناك، لذلك أصدر السيد مولا أمره الثاني بان تتم الموافقة على دعم وتأييد السادة ضيوفه من قبل الحضور بكل مافي الكلمة من رعونة واستفزاز للحاضرين كما لو أنهم لا يملكون القدرة على اتخاذ القرار بعيداً عن الزعيم “الملهم”، عندها تدخل رئيس جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية الدكتور روحي شحالتوغ مقاطعاً ومشيراً الى ان موضوع التأييد او عدمه سيقرر من قبل الحضور تبعاً لآراءهم الشخصية وليس نتيجة “أمر” موجه لهم، لانه اذا كان الامر كذلك فما الحاجة الى هذا الاجتماع؟ وهنا انطلق رئيس الجمعية الخيرية الشركسية إسحق مولا مهاجماً لدرجة أن البعض ظن ان الدكتور روحي قام بشتم أحدهم لا سمح الله، وقال مخاطبا الدّكتور روحي ً (بالّلهجة الاردنية) وبالحرف الواحد: “دكتور بلّشنا مشاكل؟ بدّك تسمع إلهم وتخلّيني أخلّص حكي وما تقاطعني، فاهم!!؟؟” وهو ينظر الى السيد سفيان وشريكه ولسان حاله يقول “أرجو ان توصّلوا موقفي البطولي هذا”؟! ونسى وتناسى إسحق مولا بان الدكتور روحي شحالتوغ أكبر منه سنا،ً وهو نائب شركسي سابق في البرلمان الاردني ولواء سابق في الجيش العربي الاردني، وهو النائب الشركسي الوحيد الذي قد يكون وصل الى قبة البرلمان بأصوات شركسية خالصة ودون اي تدخل من اصوات العرقيات الاخرى، ونسى وتناسى إسحق مولا ان الظروف السيئة هي التي أوصلته الى رئاسة الجمعية بعد ان امتطى موجة الصّراع السخيف المفرّق والمفتّت للمجتمع الشركسي في الاردن، بينما يسمى معسكر “شركس وادي السير وعمان”، وانّه لولا هذا الخلاف المفرّق للجماعة ما وصل الى مركزه الحالي.
الدكتور روحي بتربيته الشركسية الأصيلة احتوى الموقف مؤكداً انه لا يهدف الى اثارة المشاكل لانه ليس “أزعر” بل انه يطلب فقط احترام حرية التّعبير والرّأي.
بعدها بدأ السيد سفيان وأعوانه بطرح مشروعه متحدثاً باللغة الشركسية ومستعيناً باحدى شاشات العرض، وفي نهاية حديثه قام هو ورفيقه الكسي بعرض العلم الشركسي وياليتهم لم يفعلوا!! حيث كان العلم الشركسي مثقوباً مما يدل على مدى احترامهم وتقديرهم لعلم شعبهم !!.
بعدها سمح بفتح باب النقاش حيث حاول رئيس الجمعية جاهداً، هو وأحد أعوانه منع الدكتور روحي من التكلم لكنهم لم يفلحوا في ذلك، فتحدث الدكتور روحي حول الموضوع بكل شفافية وذكر الجميع ب”كراسنايا بوليانا” وهي تلّة يمنع الشراكسة من دخولها إلى يومنا هذا، كونها تضم العديد من المقابر الجماعية، واختتم حديثه بالاشارة الى إنبثاق برنامج منظم لمعارضة أولمبياد سوتشي او أي شيء يتصل بها. بعدها تحدث عدد من الشخصيات الشركسية التي كانت تعتبر مرموقة ( قبل ان تتحدث في هذا الشان)، فمثلاً احدى الشخصيات قام بالتحدث عن خبرته الواسعة في تنظيم الأولمبياد كونه عمل وزيرا ومشرفا سابقا لمثل هذه الفعاليات مستعرضاً منجازاته الشخصية وبطولاته، وأجزم انه لم يشير الى موضوع شركسياد مطلقاً، بل أنه وفي احدى اللحظات ترك الحديث باللغة الشركسية وتوجّه الى الحاضرين متكلماً بالعربية ليخبرهم بأنّه يحمل ميدالية ليس لها نظير في الوطن العربي، ولم يفسر احد هذا التصرف سوى حاجة الأخ الفاضل الى اشباع غروره وحب الذات المترسّخ في نفسه ناسياً أو متناسيا بأن النساء وحتى هذه اللحظة ما زلن يلدن الأطفال!!!.
شخصية شركسية أخرى، عسكرية سابقة رحبت بأولمبياد “شركسياد” وسوتشي ايضاً؟؟!! وعندما وضح له ان سوتشي يتم تشويه تاريخها وان سكانها في غالبيتهم العظمى روس وليسوا شراكسة وترفض السلطات الروسية الاعتراف بأنها مدينة شركسية لم يستوعب الامر، ولم يملك السيد سفيان سوى الصّمت المطبق لانه اكتشف ان من يناصره هم السذج فقط لا غير.
لكن كان هناك العديد من الكلمات القوية من قبل الحاضرين التي تناولت الموضوع، ابرزها كانت كلمة لاحد الشبان الشراكسة الذي طالب بعقد “شركسياد” عند عودة أو إقامة دولة “شركيسيا”، وهنا قام السيد سفيان بتوجيه سؤال لا يخلو من الاستهزاء والاستخفاف بقوله: ومتى تظن بأن شركيسيا “هذه” ستقام؟” عندها اجاب الشاب: عندما نوحد جهودنا فانها سترى النور، عند ذلك صفق الحضور بحرارة لجواب الشاب الأمر الذي أكّد للسيد سفيان بأن جهوده ذهبت هباءاً منثورا وباءت بالفشل الذّريع، بل ان السيد سفيان بقي طيلة الجلسة وهو يدير وجهه ويتحدث مع السيد رئيس الجمعية الخيريّة الشركسية كما لو أنه كان يستحقر كل المتكلمين ولا يريد الاستماع لهم، فترك اجابة بقية الاسئلة الى رفيقة صاحب “الخطابة القوية” الكسي، ورغم الاعلان عن أن قناة نارت قد أصبحت راعيا رسميّا للأولمبياد، إلّا ان احد الاسئلة التي وجهت حول توقيع اتفاقية مع القناة بهذا الخصوص كشفت الخدعة حيث لم يتم توقيع اي شيء، وتبين بأن السيد سفيان يؤيده فقط من هم على شاكلتة، كشخص رئيس الجمعية الخيريّة الشركسية فقط لا غير وان معظم الشباب يرفضون المساس برمز المقاومة وكرامة الشعب الشركسي “سوتشي”، مؤكّدين بانها ستبقى رمزاً للصمود البطولي للشراكسة وان احفاد الضحايا لن ينسوا تلك المقابر الجماعية الى ان يعودوا ويقوموا بدفن شهدائهم بالطريقة التي تليق بهم، وان هذا الامر هو السبب الوحيد الذي سيجعلهم يذهبون الى” سوتشي”. خلاصة هذه الجلسة ان السحر انقلب على الساحر، فجوهر الموضوع لم يتكلم عنه سوى بعض المثقفين أمّا بقية الكلمات فكانت فقط لاظهار واثبات الوجود، ولتزداد محنة السيد سفيان اخبره احدهم بأن جمع الاموال لجهة اجنبية في الاردن هو نشاط “غير مشروع” مما أدّى الى فقدانه للورقة الأخيرة وتيقن بأنّه فشل في ترويج مشروعه لدى شراكسة الاردن.
عند انتهاء الجلسة أو المحاضرة قام العديد من معارضي فكرة “شركسياد” بالسلام على ومصافحة السيد سفيان لان تربيتهم “الأديغة خابزة” تحثهم على احترام الضيف، وبالمقابل كان الرد من سفيان بالسلام باطراف أصابعه وقيامه بلف وجهه في محاولة لتهميش الواقفين معه والاستكبار عليهم، وخرج من القاعة برفقة السيد رئيس الجمعية ولأول مرة أرى رجلا يمشي متكبراً متجبراً، وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة!!! السيد سفيان وجد بين الحضور نسبة مثقفة وواعية ودارسة ومدركة للواقع الشركسي، تهمها كرامة الشعب وتاريخه وتحترم شهداءه وتمجّدهم، وفي ظل وجود هؤلاء كان من المستحيل على مناصري السيد سفيان كسب أي شيء لان الشراكسة قالوا كلمتهم: طالما أنّ الدماء ما تزال تسيل في شركيسيا فانه:
“لا لأولمبياد سوتشي………….لا لأولمبياد شركسياد”
بقلم: شركسي أردني غلبان