وعْيِ الشّركس المتزايد لِماضِيهِمْ المأساوي يُثيرُ مَخاوفاً في موسكو

وعْيِ الشّركس المتزايد لِماضِيهِمْ المأساوي يُثيرُ مَخاوفاً في موسكو

نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الإنترنت بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsevبعنوان “وعْيِ الشّركس المتزايد لِماضِيهِمْ المأساوي يُثيرُ مَخاوفاً في موسكو،وجاء فيه:

النائب الروسي سيرغي ماركوف (Source: News.az)
النائب الروسي سيرغي ماركوف (Source: News.az)

في رسالة مفتوحة يوم 1 يونيو/حزيران، أدان نشطاء شراكسة تصريحات مهينة وفاضحة عنهم من قبل النائب في مجلس الدّولة الروسي الدوما سيرغي ماركوف. وسألت قناة القوقاز الأولى للمعلومات، وهي قناة تلفزيونية ناطقة باللغة الروسية مقرها تبليسي، عدداً من الشخصيات العامة الروسية، بمن فيهم ماركوف، حول اعتراف جورجيا  “بالابادة الجماعية الشركسية”، التي اقترفتها روسيا في القرن التاسع عشر. في مقابلة مقتضبة، تحدّث ماركوف للوكالة: “إنهم [النشطاء الشراكسة الذين يدعو أو يدعموا الاعتراف “بالإبادة الجماعيّة الشركسية”] هم عاهرات مرتشيات وخونة لأبناء شعبهم. أنهم سوف يجدون مكانهم في مكان إلقاء الخردة “، وعضو مجلس النواب في البرلمان الروسي أوحى بان “الشراكسة الحقيقيّين” قد ينتقمون من”الخونة”. فقط في الفيدراليّة الروسيّة، وفقا لماركوف، يتمكن الشراكسة من التمتع بميّزة تطوير ثقافتهم وحتى درجة معينة من الدولة، في حين انهم يحرمون من هذه الفرص في بلدان أخرى حيث يقيم الشتات الشركسي (http://pik.tv/ru/news/story/markov-o-shliuxax-i-predateliax).

في مدوّنته على الانترنت، اعترف ماركوف بإطلاق التصريحات المخزية وقال انه كان يمكن أن يعدل كلمة “عاهرة” اذا كانت لديه فرصة للقيام بذلك، لكن ومع ذلك دافع عن مواقفه وأدان قناة القوقاز الأولى للمعلومات معتبرا انها أداة “إثارة”  للحكومة الجورجية.”[الرئيس الجورجي ميخائيل] ساكاشفيلي يهاجم ماركوف من خلال الإستفزازات والتزييف عبر قناته، لأنه يشعر بأن موقف ماركوف هو لدعم السلام في القوقاز وتعزيز الصداقة لما يخص الناس”، أوضح ماركوف (http://markov-politics.livejournal.com/8641.html).

تصويت البرلمان الجورجي يوم 20 مايو/أيار ليعترف ب”الابادة الجماعية الشركسية” أثار ردود فعل عالية في الحماس من الشتات الشركسي ومن الغالبية العظمى من الشركس الذين يعيشون في شمال القوقاز. أعرب اثنان وثمانون في المئة من 183 من مستخدمي الانترنت على مصدر على شبكة الإنترنت دعمهم لتحرك جورجي (http://www.aheku.org/plug-e-polls-id-97.html). حتّى في محاولة لتشويه سمعة الناشطين الشّركس، فقد أهان ماركوف في الواقع جزء كبير أو حتى ربما أكثريّة الشركس الذين يعيشون في شمال القوقاز.

لقد جذبت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة في عام 2014 في سوتشي اهتماما كبيرا لمحنة الشراكسة، الذين شغلوا تلك المنطقة منذ أجيال عدّة، في القرن التاسع عشر. الناشطين الشّراكسة يقولون أنه بسبب ما عانى أجدادهم في سوتشي كان هناك قتل جماعي وترحيل من قبل الإمبراطورية الروسية، فإن روسيا المعاصرة، والتي تقدّم نفسها رسميا كوريثٍ للإمبراطورية الروسية، ينبغي أن تتخذ خطوات لتخفيف آثار تلك الأعمال، أو وجوب نقل الأولمبياد إلى مكان آخر.  وكان رد الفعل الرسمي لموسكو من الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية الصمت في البداية، ولكن بنفس الوقت معاديا بشدة. وهكذا، فإن الشراكسة في شمال القوقاز وبشكل واضح على مسار الفوز من خلال لفت انتباه الجمهور لهذه القضايا. في مؤتمر صحفي على الانترنت لقراء الموقِعيْن الألكترونِيّيْن الشّركسِيّيْن (Elot.ru) و (Aheku.org)، تفاخر الزعيم الشركسي المعتدل ابراهيم يغنوف (Ibrahim Yaganov)  بالاهتمام الشديد في القضايا الشركسية في موسكو. في السادس من [يونيو/حزيران] أنا ذاهب إلى مؤتمرٍ في مجلس الإتّحاد، وفي الثّامن من [يونيو/حزيران] سيكون هناك مؤتمرأ آخر في المجلس العام الروسي (Russian Public Chamber)”،  وأضاف:  يغنوف “اعتقد أن قضيتنا [الشركسية] قد وصلت إلى مستوى مختلف تماماً [أي مستوى مرتفع]” (www.aheku.org, June 6).

ومع ذلك، حتى الزّعماء الشّركس المعتدلين في شمال القوقاز أصبحوا في غاية الإنتقاد لموسكو حيث أن الاعتراف الجورجي ب”الابادة الجماعية الشركسية” يصور صراحة الغزو الروسي لشمال القوقاز على انّه حرب استعمارية. وهذا يثير تساؤلات مزعجة حول الوضع الرّاهن لجمهوريات شمال القوقاز ويثير تناظرا لا مفر منه لكل من موسكو وشمال القوقاز.

“إن حقبة الإستعمار أصبحت من الماضي”، وأكمل: لقد تخلصت الكثير من الدول المتقدمة من ماضيها الاستعماري واعتذرت للشعوب المستعبدة، وروسيا، للأسف، لم تكن قادرة على التغلب على هذه العقبة. فالطموحات الإستعمارية لا تزال تهيمن عليها [الدّولة]. هذا تحديداً هو الّذي يفتّت ويمحق روسيا اليوم. إن روسيا على حافة الإنهيار (www.aheku.org, June 6).

وفي الوقت نفسه، فإن الحالة الأمنية في أكبر جمهورية في شمال القوقاز والتي يقطنها الشركس، لا تزال هشة للغاية. في يوم 12 يونيو/حزيران، قتل حسن بوغاتيريوف (Khasan Bogatyryov) في باكسان خلال إحدى العمليّات، وكان نائب رئيس دائرة الشرطة التي تجابه التطرف، وتسمّى مركز إي (Center E)،  في قباردينو – بلقاريا. وتمكّن المهاجمون من الفرار (www.kavkaz-uzel.ru, June 12). في وقت سابق وفي 10 يونيو/حزيران، ادّعت الشرطة انتصارا آخر حيث قتل 6 متمردين مشتبه بهم في عملية في منطقة إلبروس الجبليّة في قباردينو – بلقاريا (www.kavkaz-uzel.ru, June 10).

وتكبّد التمرد في قباردينو – بلقاريا نكسات خطيرة حيث أن الأجهزة الأمنية الروسية أجهزت على قيادة المتمردين في نهاية شهر نيسان/ابريل. وعلى الرغم من الخسائر الملحوظة، فإن التمرد في قباردينو – بلقاريا على ما يبدو لا يزال يشكل تحديا خطيرا للحكومة، وأنباء عن وقوع هجمات جديدة تأتي من الجمهورية على نحوٍ منتظم. ونظام عملية مكافحة الإرهاب الّذي فرض على معظم أنحاء الإقليم في شهر فبراير/شباط 2011 لا يزال ساري المفعول، بما في ذلك فرض حظر رسمي على السياح الذين يزورون المنطقة. وإذا نجح الناشطون الشركس في النهوض لنصرة قضيتهم في المناطق التي يسكنها الشركس، فهناك فرصة حقيقية في أن التمرد سيهدأ في هذه المناطق. ومع ذلك، فإنه لا يزال من غير الواضح ما اذا كانت موسكو مستعدة لتقديم هذا النوع من النفوذ للدعاة الشركس السلميّين أو تفضل شن حرب غير معلنة ضد الجماعات المسلحة تحت الارض. يبدو أن هناك توافقا في الآراء في موسكو بأنه ينبغي توفير فوائد متواضعة نسبيا للشركس في شمال القوقاز في مقابل التخلي عن معارضتهم لأولمبياد سوتشي.

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

 

Share Button