موسكو والشركس يتباعدون بصورة متزايدة فيما يتعلق بالتاريخ والعودة إلى الوطن

موسكو والشركس يتباعدون بصورة متزايدة فيما يتعلق بالتاريخ والعودة إلى الوطن
7b891f2eb8

نشر موقع  مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الإنترنت بتاريخ 30 نوفمبر/تشرين الثّاني 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)  بعنوان “موسكو والشركس يتباعدون بصورة متزايدة فيما يتعلق بالتاريخ والعودة إلى الوطن“، وجاء فيه:

يتواصل إشتباك كلٍ من السرد الروسي والشركسي للتاريخ الشركسي. في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، واحدة من القنوات التلفزيونية الرئيسية الثلاث الروسية إن تي في (NTV)، تبث تقريرا بأن روسيا تقدم مساعدات إنسانية إلى الشركس. “في عام 1998، وقبل قصف حلف شمال الاطلسي (NATO) أجْلتْ روسيا 42 عائلة شركسية من كوسوفو”، ذكر التقرير. وأضاف “كانوا المتحدرين من الجنود والضباط في الجيش القيصري الذين كانوا قد استقروا في يوغوسلافيا بعد ثورة عام [1917]”. أثار هذا التقرير ضجة كبيرة بين الناشطين الشركس، الذين عارضوا بشدة تفسير إن تي في لتلك الأحداث ووجّهوا رسالة مفتوحة ساخطة إلى القناة التّلفزيونيّة. “إن هؤلاء الشراكسة [من كوسوفو] ليسوا من نسل ضباط القيصر، كما سمح مراسلكم لنفسه أن يقول”، جاء في الرد الأخير. واضاف “إنهم أحفاد الشراكسة الذين قاتلوا ضباط القياصرة للإمبراطورية الروسية، وذلك خلال الحرب الروسية-الشركسية في الأعوام 1763-1864” (www.kavkaz-uzel.ru, November 29).

بعد الإستيلاء الدموي على الأراضي الشركسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قامت الإمبراطورية الروسية بترحيل ما يقرب من مجمل السكان الشركس من وطنهم إلى الإمبراطورية العثمانية. وقام العثمانيون بتوطين الشراكسة في مختلف أنحاء الإمبراطورية، بما في ذلك منطقة البلقان، وهي الطريقة التي انتهى بالشركس المطاف في كوسوفو. وقال باحث شركسي عن شركس كوسوفو الّذين استوطنوا في أديغيا، غازي شمسو (Gaziy Chemso)، بإنه كان من غير الصحيح المقارنة بين الصرب والشركس بأنهم يتستحقون نفس القدر من دعم روسيا. وقال شمسو ان الشركس هم أحدى الشعوب الروسيّة وينبغي أن يعاملوا وفقا لذلك. جميع الشراكسة الذين أعيدوا من كوسوفو يعيشون حاليا في قرية مافيحابلة (Mafekhabl) في أديغيا (www.kavkaz-uzel.ru, November 29).

النشطاء الشراكسة الآن يضغطون على الحكومة الروسية للبدء في برنامج لإعادة الشركس من النقطة الساخنة حاليا في الشرق الاوسط ألا وهي سوريا. إن الشركس في سوريا كانوا تقليديا على تحالف وثيق مع الحكومة، كما هو الحال في معظم البلدان الأخرى في المنطقة. ومع ذلك، بما أن حكومة بشار الأسد شنت حملة على المتظاهرين السلميين في البلاد وأن نظامه يأتي على نحو متزايد تحت ضغط دولي، فقد ذكر أن الشركس تم تمييزهم من قبل السكان العرب المحليين على دعمهم لنظام الأسد. ودعا المتظاهرون الشركس لتبديل مواقفهم أو مغادرة سوريا تماماً. لأن بعض الشركس قاموا بالبحث عن خيارات للخروج‘ إلا أن تركيا فقط تبدو أنّها تقدم لهم الملجأ. ورسميا، ردت موسكو قائلة أنّه لا يوجد ما يستدعي تدخّلا روسياً (http://www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=2640&Itemid=1, November 28).

رد الفعل الروسي لمحنة الشركس في سوريا يدل مرة أخرى على أن موسكو لا تعامل ذوي الإثنيّة الروسيّة والإثنيّات الأخرى القادمة من الاتحاد الروسي على حد سواء. مع الأخذ في عين الاعتبار كيف أن روسيا تشكو من قلة السكان وكيفيّة خطر الوضع الديموغرافي في البلاد، وتردد موسكو في استقدام الشركس إلى روسيا ينم عن نهجها المنحاز لغير العرق الرّوسي. وقد حفّز هذا الوضع المتوقع المجتمع الشركسي في جميع أنحاء العالم.

في يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي صادف اليوم الشركسي في البرلمان الأوروبي، ذكر ناشط شركسي أميركي، جون حاغور ، أن “بين الشركس هناك فهم متنام بأن العودة إلى الوطن ليست مجرد نداء القلب، بل ضرورة مطلقة من أجل بقاء شعبنا”. ودعا حاغور البرلمان الأوروبي لدعم حق الشراكسة في العودة إلى وطنهم في شمال القوقاز، وحث الأوروبيين لتأسيس قناة اتصال دائمة مع المنطقة لرصد الإتجاه المتفاقم للهجمات والإغتيالات للنشطاء الشركس (http://www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=2637&Itemid=1, November 27).

في شمال القوقاز، هناك صراع داخلي يحدث داخل المجتمع الشركسي كما أن موسكو تحاول الهيمنة على النقاش. في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، كشفت المنظمة الشركسية في الأديغيه، الأديغه خاسة خطط لاعلان عام 2014، عندما تنعقد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، عاماً للحزن والذكرى. ووفقا للشركس فإن سوتشي كانت مسرحا لعمليات قتل جماعي وترحيل للشركس من قبل الإمبراطورية الروسية في عام 1864. وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، نقل عن أرامي حابي (Arambiy Khapai) قوله ان الجمعيّة تراجعت عن بيانها حول أولمبياد سوتشي، ولكن في وقت لاحق أكد النشطاء الشركس بأنهم أجمعوا جميعاً على إحياء عام 2014 كعامٍ شركسي للحزن والذكرى (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/196304/, November 23).

وفي الوقت نفسه، تم الإبلاغ عن أحداث أكثر في جمهورية أخرى مأهولة بالسكان الشّركس في شمال القوقاز، وهي قراشيفو – شركيسيا، والتي كانت هادئة نسبيا حتى وقت قريب جداً. في 23 نوفمبر/تشرين الثّاني، قتل أحد المتمردين المشتبه بهم وأصيب آخر بجروح في عملية خاصة للشرطة في شركيسك عاصمة الجمهورية. اصيب اثنان من رجال الشرطة في العملية الخاصة. في وقت سابق، وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني، قتل شرطي خلال هجوم جرى في القرية النائية أُشكِكِن (Uchkeken). أصيب في الهجوم أحد المهاجمين واعتقل (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/196348/, November 24). وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني، ادعت شرطة قراشيفو – شركيسياانّها اكتشفت مختبراً لإنتاج عبوات ناسفة محلّيّة الصّنع للمتمرّدين في مرآب لتصليح السيارات في كراشيفسك (Karachaevsk) (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/196470/, November 25).

السرد الشركس والرّسمي الروسي عن الحرب الروسية – الشركسية في القرن التاسع عشر تختلف بكل ما في الكلمة من معنى ويبدو أنّه لا يوجد هناك أي تحرك من الجانب الروسي لجعل وجهة النظر الرسمية أكثر شمولاً لوجهة الرأي الشركسية. إن تجاهل موسكو الواضح للمظالم الشركسية قد تسهم في التوجّه نحو التّطرّف في شمال غرب القوقاز. بينما نشطاء الشركس لم يشاركوا في المقاومة المسلحة، قد يفقدون ببساطة الإهتمام في الحفاظ على النظام الاجتماعي في أراضيهم، والتي سوف توفر أرضية خصبة لزعزعة الإستقرار في قاباردينو – بالكاريا وقراشيفو – شيركيسيا، وربما في أديغيا كذلك.

الصورة: ملصق إعلاني لأولمبياد سوتشي في روسيا (المصدر: الغارديان)

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اعتقال المئات في مظاهرات ضد الانتخابات

اعتقال المئات في مظاهرات ضد الانتخابات
محتجون يطالبون بإنهاء سيطرة بوتين  
اعتقلت قوات الأمن الروسية مساء أمس مئات المحتجين على سير الانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد، والتي أكد مراقبون أوروبيون أنها شهدت انتهاكات واسعة، فيما أعربت واشنطن عن قلقها حيال تلك الانتهاكات. وطالب المحتجون بإنهاء حكم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
وأعلن المكتب الإعلامي للشرطة في العاصمة الروسية موسكو اعتقال أكثر من 300، بينما كانوا يحاولون تنظيم مسيرة احتجاج للتنديد بسير عملية الانتخابات التشريعية.
ومن بين المعتقلين المدون المناهض للفساد إلكسي نافالني والمعارض إيليا ياشين، اللذان قالت الشرطة إنهما “دعوا بقوة إلى عصيان أوامر الشرطة”.
احتجاج
وتجمع آلاف الروس مساء أمس في موسكو، وسان بطرسبرغ للاحتجاج على التزوير وسير العملية الانتخابية التي شهدت حصول حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين على الغالبية المطلقة في مجلس النواب (الدوما).
وفي موسكو تجمع أكثر من 3000 شخص غالبيتهم من الشبان تحت أمطار غزيرة في وسط المدينة للتنديد بالطريقة التي جرت بها الانتخابات.
وتجمع المحتجون في بداية الأمر في شارع سمح لهم بتنظيم مسيرة فيه، ووصفوا الانتخابات بأنها مخزية، ورددوا عبارة “روسيا بلا بوتين”.
وحاول الكثير من المحتجين الخروج من الشارع لكن تصدت لهم الشرطة التي قسمت حشد المحتجين إلى جزأين، واعتقل الكثير من المحتجين، وتمكن عشرات المحتجين من اختراق صفوف الشرطة والتوجه إلى الكرملين، وألقت الشرطة القبض على 30 محتجا على الأقل قرب الكرملين حيث زجت بهم في حافلات.
وفي سان بطرسبرغ، تجمع أكثر من 200 شخص في وسط المدينة في تجمع غير مرخص له. وأعلن المتحدث باسم الشرطة هناك فياتشيسلاف ستبتشنكو اعتقال 100 شخص هناك.
انتهاكات
وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي والأميركي من تلك الانتخابات أكد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس أنهم سجلوا حدوث “انتهاكات” بما فيها “حشو صناديق الاقتراع” ببطاقات تصويت أثناء الانتخابات التشريعية.
ولفتت بعثة مراقبي المنظمة إلى أن التصويت “كان منظما جدا، لكن نوعية العملية تدهورت بشكل كبير خلال فرز الأصوات الذي تميز بانتهاكات عدة في العملية، وخصوصا مع مؤشرات على حشو صناديق اقتراع ببطاقات تصويت”.
ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن لدى الولايات المتحدة “تخوفات جدية” بشأن الطريقة التي أدارت بها روسيا الانتخابات التشريعية، مستشهدة في ذلك بالتقرير الأولي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضافت “كما أننا قلقون بشأن معلومات عن تعرض مراقبي انتخابات روس مستقلين للمضايقة، وعن تعرض مواقعهم الإلكترونية لهجمات”.
النتائج
وحصل حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين -بموجب نظام معقد لتوزيع المقاعد مرتبط بكيفية الاقتراع- على 238 مقعدا من أصل 450 أي 12 مقعدا أكثر من الغالبية المطلقة، لذلك لن يكون الحزب بحاجة لأي تحالف لتشكيل الحكومة.
وجاء الحزب الشيوعي في المرتبة الثانية ونال 92 مقعدا، فيما حصل حزب روسيا العادلة (وسط-يسار) على 64 مقعدا، والحزب الليبرالي الديمقراطي (قومي) على 56، كما أعلن رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف.
واحتسب توزيع المقاعد النيابية على أساس عمليات الفرز في 96% من مراكز التصويت. وحصد حزب روسيا الموحدة 49,54% من الأصوات وهو مستوى مرتفع جدا لكنه يمثل تراجعا بحوالي 15 نقطة مقارنة بالنتيجة التي حققها في انتخابات 2007 (64,3%).
وكان حزب بوتين حصل آنذاك على 315 مقعدا في الدوما، ليخسر بذلك 77 نائبا وغالبية الثلثين التي سمحت له بتعديل الدستور.
Share Button