وضع الشركس الحالي في سوريا
ترجمة: عادل بشقوي
كما نعلم جميعا من خلال تغطية وسائل الإعلام، فإن الوضع في سوريا يتدهور من جميع الجوانب، الحالة الأمنية والسياسية، والإنسانية تزداد صعوبة في كل يوم منذ 15 مارس/آذار 2011، حيث بدأت انتفاضة ضد النظام السوري وممارساته على مدى العقود الأربعة الماضية من سيطرة عائلة الأسد على البلاد.
في الوقت الراهن، يحدث هناك الكثير من الأشياء السيئة حتى لأولئك الذين اختاروا أن يتخذوا موقفا محايداً. ينقطع التيار الكهربائي كثيراً. لا يوجد هناك وقوداً كافياً يمكن الحصول عليه في الطقس البارد، أما العمل أو الوظائف فهي شحيحة جدا بحيث أن الناس ليس لديهم ما يكفي من المال لشراء الطعام أو الوقود، وخصوصا مع ارتفاع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، هناك دائما الخوف من التعرض للقتل خلال المشي في الشارع أو الذهاب إلى العمل، ولا يوجد هناك مكان آمن. الشركس في سوريا، كما هو الحال مع أي مجموعة عرقية أخرى في البلاد، يؤثرون ويتأثرون مع الحالة الراهنة. البعض من أنصار النظام والبعض الآخر يشاركون في الانتفاضة. وهذا يخلق انقساما كبيرا في المجتمع الشركسي مع الكثير من الصراعات الداخلية بين أعضائه. بعض من أنصار النظام المعروفين بماضيهم، يقومون بإرسال التهديدات إلى زملائهم الشراكسة بالقتل أو الخطف عندما يعارضون تصرفات النظام. بشكل عام، هؤلاء الزعماء في هذا المجتمع يدعمون في الغالب النظام (يقومون بعمل كل ما في وسعهم لعزل الشركس من الحراك في الشارع) وذلك للعديد من الأسباب – كون مصالحهم الخاصة هي السبب الرئيسي. ومع ذلك، فإن بعض الشباب الشركسي يعملون ضد النظام وكثير منهم يشاركون في التظاهرات المناهضة للحكومة.
على الجانب الإنساني من النزاع، يواجه الشركس المخاطر المتزايدة بسبب انعدام الامن في البلد في الوقت الذي أصبح فيه أي مكان مستهدفاً بهجوم مسلح أو تفجير. العديد من الناس لا يشعرون بالأمان لمغادرة منازلهم للذهاب إلى أعمالهم اليومية، وخصوصا في حمص، حيث يمكن أن نطلق عليها منطقة حرب. الكثير من القرى الشركسية تواجه مشاكل مع القرى العربية المجاورة لها. وبعضها يلقي عليها اللوم وتهدد عندما لا تشارك في المظاهرات المناهضة للنظام. انتقل عدد كبير من العائلات الشركسية من حمص إلى محافظات أخرى حيث ان معظمها ذهب إلى دمشق ليعيشوا مع أقاربهم أو لاستئجار منزل هناك. الشركس الّذين غادروا حمص هم الآن في الخالدية والبياضة والوعر والكسوة. ويشارك معظمهم في المظاهرات المناهضة للنظام. وانتقل الكثير منهم أيضا إلى الأردن.
في الوقت الحاضر، تم الإبلاغ عن 3 قتلى من الشركس. وهم عدنان تمق، 62 عاما، قتل على أيدي قوات الأمن في قدسيا – في محافظة ريف دمشق، بينما كان عائدا الى منزله من المسجد خلال مظاهرة مناهضة للحكومة. وكان الآخر من عائلة باغ عندما اطلق عليه النار في متجره من قبل قوات الأمن في القدم – وهو حي من أحياء دمشق. وذكر أحد أفراد العائله ان اسم الرجل الثالث هو معن شوره من عين نسر في حمص عندما قتل خلال انفجار وقع في مدينة حمص. وهناك أيضا ستة من الداغستانيّين الذين قتلوا في مدينة حمص، وأسماءهم هي أحمد ووائل ومأمون داغستاني ومحمّد شفيق. أمّا الأسماء الأخرى فهي غير معروفة.
ألقي القبض على بعض الشراكسة خلال المظاهرات أو أخذوا من منازلهم عندما كانوا متهمين بمساعدة ناشطين مناهضين للحكومة. وأفرج عن البعض، في حين أن آخرين ما زالوا رهن الاحتجاز. في ديسمبر/كانون الأوّل 2011، أرسلت مجموعة من الشركس من سوريا نداءاً إلى الرئيس الروسي ورئيس جمهورية الأديغيه، وإلى كونغرس الأديغيه من أجل تسهيل وصولهم إلى وطنهم التاريخي في القوقاز. تم تسريب هذه القائمة من الأسماء إلى الجمعية الخيرية الشركسية في سوريا من الشركس السوريين الذين يعيشون في منطقة القوقاز. عندما علم كل من الجمعية وبعض من أتباع النظام الشراكسة بالأسماء شرعوا في تهدد الناس الموجودة أسماءهم في القائمة وبدأوا باتهامهم بخيانة سوريا وقائدها. وقد بذل هؤلاء الناس قصارى جهدهم لعرقلة الجهود المبذولة للعودة إلى الوطن. أعلنت جمهورية قباردينو – بالكاريا استعدادها لاستقبال جميع الشراكسة القادمين من سوريا، ووعد الرئيس كانكوف بتسهيل الإجراءات. في الوقت الحاضر، فقد عاد 11 شخصا ويعيشون الآن في نالتشيك. هناك عائلات شركسية كثيرة لا تزال تنتظر قرارا من جمهورية أديغيه ومن القيادة في روسيا الفيدراليّة.
نقلا عن موقع: شركيسيا باسبورت
منقول عن: راديو أديغه