المتظاهرون في لندن يشجبون “أولمبياد الشركات“
تقرير الاستير جاميسون وجيم سيدا، ان بي سي نيوز
(By Alastair Jamieson and Jim Seida, NBC News)
ترجمة: عادل بشقوي.
لندن – بعد ساعات من الألعاب النّاريّة الّتي رافقت حفل افتتاح الألعاب الأولمبيّة التي تردد صداها في أرجاء شرق لندن، تظاهر ما يصل الى 400 متظاهر في حيٍ بالقرب من الحديقة الأولمبية للإحتجاج على ما وصفوه “دورة ألعاب الشّركات الأولمبيّة”.
ونُظّم هذا الحدث من قبل شبكة مضادّة للأولمبياد وبدعم من 35 مجموعة تتراوح بين “احتلوا لندن” إلى نشطاء البيئة ودعاة مناهضة التقشف المحلي، الّذين استهدفوا أموراً شملت التذاكر المجانية لرعاة الألعاب، ومواقع الصواريخ في المجمعات السكنية وأخلاقيات الشركات في الأولمبياد مثل بريتش بتروليوم (BP) و شركة داو للكيماويات (Dow Chemical).
و “هناك عدد كبير من الناس في هذا البلد – نحو 20 في المئة، وفقا لاستطلاع للرأي – ليسوا سعداء بدورة الألعاب الأولمبية بسبب إشراك الشركات الكبرى التي تشير لمخاوف كبيرة”، قال جوليان شين من الشبكة المضادّة للأولمبياد. واضاف “اننا نمثل وجهات نظرهم ونعمل للتأكيد بأن يتم التعبير عن الرأي”.
إنه “لمن العار أن تكون بريتش بتروليوم شريك دائم في دورة الألعاب الأولمبيّة بعد الضرر الذي أحدثته لساحل الخليج نتيجة للتسرب الّذي أحدثته، وكذلك “داو للكيماويات” لم تقوم بالوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والمعنوية لمساعدة ضحايا كارثة بوبال.”
راكبي الدراجات في لندن يقولون أن مقولة ألعاباً “خضراء” هي “نوع من الدعابة”
مرّ حدث ظهر السبت دون وقوع أي حادث، على النقيض من الإحتجاج الحاشد الخطير ليلة الجمعة – ضد الإغلاق المؤقت لممرات الدراجات لافساح الطريق امام حركة مرور كبار الشخصيات للألعاب – والتي شهدت 130 اعتقالا.
وتزامن ذلك مع زيارة قامت بها الملكة إلى قرية الرياضيين وإلى حلبة السباحة، وجاء ذلك بعد 12 ساعة فقط من حفل الافتتاح المذهل الّذي شاهده المليارات من الناس عبر العالم. وكانت المظاهرة أقل بكثير من تقديرات المنظّمين الأصليّة وبأنها تصل إلى 5000، وفي مرحلة من المراحل فاقت الأرقام ذلك من قبل المراسلين وأطقم التصوير.
المتظاهرون، ويحيط بهم أعداداً كبيرة من دراجات الشرطة الناريّة، بدأوا في مايل إند (Mile End) مروراً بمبنى شقق باو كوارتر (Bow Quarter) الّذي سقف برجه هو واحد من ستة مواقع حول لندن حيث قام الجيش بنشر وتثبيت قاذفات صواريخ رابير (Rapier missile launchers) عليها كجزء من عملية لندن الأمنيّة الّتي كلّفت 877 مليون دولار من أجل حماية الألعاب.
وقال شين “هذه هي أكثف تعبئة عسكرية للندن منذ الحرب العالمية الثانية”.
كتب على إحدى لافتات الإحتجاج: “موافقون على مباريات دولية. لا لتدمير بيوت الناس المدعومة من الشركات، والمساحات الخضراء، وسبل العيش، وحقوق الإنسان “.
كما ردد المتطاهرون هتافات خارج باو كوارتر، وحدق الجنود الذين يحرسون قاذفة صواريخ بالمقابل من مكانهم في موقع المراقبة المؤقت في الجزء العلوي من البرج.
وحيث ساروا على شارع باو (Bow Road)، منعت المسيرة من الإستمرار من قبل مجموعة صغيرة من السكان المحليين الذين لوّحوا بعلمٍ أولمبي ورددوا بالمقابل: “تعلو الأولمبياد!”
وقالت ديان غريفز (Diane Grieves)، الّتي يقع بيتها في نفس الشارع: “أنا مسرورة بدورة الألعاب الأولمبيّة – انها بالفعل ساعدت المنطقة وجلبت الجميع معاً. لو لم تكن هناك الشركات الراعية فإن الألعاب الأولمبية ستكون حتّى أكثر تكلفة لدافعي الضرائب.”
وصرخ المحتج جورج باردا “لا لدورة الألعاب الاولمبية المدعومة من الشركات” في حين يرتدي قميصا (تي شيرت) يسلط الضوء من خلاله على ضحايا كارثة عام 1984 في مصنع المواد الكيميائية في بوبال (Bhopal chemical plant) لشركة يونيون كاربايد (Union Carbide Company)، التي اندمجت مع شركة داو كيميكال (Dow Chemical) في عام 2001 وهي راعية للأولمبياد.
كان يرتدي أيضا زوجاً من الأحذية، وحقيبة تُحمل على الظهر تمثل راعي الأولمبياد أديداس (Adidas).
أنا “أرتدي هذا الحذاء فقط لأنّه لم يبقى لدي أي شيء آخر”، وأوضح لشبكة إن بي سي الإخباريّة (NBCNews.com). “أنا أعلم باني جزء من المشكلة لشرائي المنتجات، لكن المشكلة الأكبر هنا، والّتي هي أكثر أهمية، أن الألعاب الأولمبيّة قد تمّ الإستيلاء عليها من قبل الشركات الراعية غير الأخلاقية على الرغم من حقيقة أنها تسهم فقط بخمسة في المائة من تكلفة دورة الالعاب “.
من بين آخرين يشاركون كانت دانا وجوخ (Dana Wojokh)، من ولاية نيو جيرسي، الّتي كانت تسلط الضوء على محنة الشركس – قبيلة جبليّة قوقازية وشرق-أوسطيّة التي كانت ضحية إبادة جماعية من قبل الإمبراطوريّة الرّوسيّة في نهاية القرن التاسع عشر ركّز ت على سوتشي، حيث تعتزم روسيا إستضافة دورة الألعاب الأولمبيّة الشتوية لعام 2014.
إنّ “هذه هي فرصتنا لنقول للعالم ما حدث للشركس – القمع الذي لا يزال قائماً، على سبيل المثال في سوريا”، كما قالت.
وقال متحدث باسم لجنة لندن المنظّمة لدورة الألعاب الأولمبيّة ولأولمبياد المعاقين بأخبار بي بي سي: “ان الألعاب الأولمبية هي الحدث الأكبر في العالم، والأحداث الكبرى كانت دائما نقطة جذب للاحتجاجات من جميع الأشكال والأحجام؛ ونحن وضعنا الخطط لذلك.
نحن “نناشد أي من المحتجين للنظر في تأثير أي عمل يقومون به على الرياضيين، ومعظمهم قد أمضوا نصف حياتهم للتحضير لألعاب عام 2012 في لندن.
و”نحن أمة محبة للرياضة، لكن تخريب الأحداث الرياضية ليست الطريقة الّتي يريد أي شخص أن يتذكر بها لندن عام 2012.”
Worldnews.nbcnews.com
نقل عن: ناتبرس
http://www.natpress.ru/index.php?newsid=7736