“الشتات الشركسي”

“الشتات الشركسي”

فاطمة تليسوفا

ترجمة عدنان قوديبردوقة

العرض المقدم في معهد آسيا الوسطى والقوقاز

 

السلام عليكم. أتقدم بالشكر للأستاذ ستار، السيد هوارد ومؤسسة جيمس تاون للمساعدة في تنظيم هذا الحدث. انه لشرف عظيم لي أن أتكلم هنا اليوم وأتطلع إلى مناقشة مثمرة. يرجى الملاحظة أن جميع وجهات النظر والآراء التي سأعبرعنها اليوم هي بنات افكاري ولا تعكس آراء صوت أمريكا أو حكومة الولايات المتحدة.

لقد طلب مني التحدث عن الشتات الشركسي اليوم وصلته بالألعاب الأولمبية سوتشي 2014.

بادئ ذي بدء، أود أن أبدأ بسرد نبذة تاريخية موازية كمثال توضيحي على علاقات روسيا وشركيسيا. في كتاب ملحمة كنوز روسيا من أقدم الكتابات باللغة السلافية من القرن الحادي عشر كتبت قصة “حملة إيغور ” Slovo o polku Igoreve” تروي قصة المعركة بين مستيسلاف الأمير الروسي والفارس ريدادا الشركسي. في النسخة الروسية يمجد مستيسلاف كبطل كان قادرا على هزيمة ريدادا في مبارزة عادلة ونزيهة. اما السرد الشركسي فنحن نعلم ان المقاتلين توصلا إلى اتفاق فرسان بعدم استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة، والاعتماد على قواهما الجسدية ومهاراتهما الخاصة والقتال حتى يقع أحدهم أرضا. عندما شعرمستيسلاف من أنه لا محالة سيخسر وموته محتم لا مفر منه، استل سكينا كان فد أخفاه في حذائه وجز عنق ريدادا مما ادى الى مقتله.

الفرق بين نسختي الرواية القديمة تحدد العلاقات بين روسيا وشركيسيا حتى اليوم. فهي كما كانت عليه قبل عشرة قرون، يواجه الشراكسة التزوير المستمر لتاريخهم، والحرمان من وجودهم كأمة فريدة وعضوة لها الحق في المساواة الإنسانية.

الآن لموضوع العرض. الشراكسة في الشتات. في ربيع عام 2010 تمكنت من السفر لزيارة كل من ألمانيا، تركيا، الأردن وإسرائيل للاجتماع مع أعضاء من الشتات الشركسي وتصويرمقابلات والاستماع الى قصص حياتهم. استهدفت زيارة أكبر عدد ممكن من المجموعات الشركسية للاطلاع على حياتهم وتصويرها في الشتات، وكذلك المجتمعات التي يعيشون فيها. وكنت قادرة على مقابلة 78 من الشراكسة اغلبهم من الشباب الى جانب قادة المجتمعات المحلية الشركسية. لقد صورت الأسر، واجتماعات المجالس الشركسية، والمناسبات الاجتماعية والاحتفالات، والشركات التي يديرها الشراكسة.

كانت مخرجات هذه الجولة 23 ساعة من مواد الفيديو الخام، والتي من شأنها أن تتحول إلى دراسة رائعة عن حياة الشتات الشركسي إذا كنت قادرة على العثور على منحة لتمويل العمل ما بعد الإنتاج.

وهنا بعض الملاحظات عن الصفات المميزة لكل شتات شركسي:

A ) عندما سئلوا ماالذي يعتبرونه وطنهم الأم بلدهم الحالية أو وطنهم التاريخي كل الناس أجابت Heky – بمعنى شركيسيا.

  1. B) وقال كل من أجابوا أنهم ينوون زيارة وطنهم الأم للعودة اليه. عندما سئلوا لماذا لا تعودون إلى شركيسيا؛ أشاروا على الفور إلى ثلاثة أسباب: أولا، أنهم لا يشعرون بالأمان و شركيسيا تحت السيطرة الروسية – أنهم يخشون من امكانية حدوث إبادة جماعية أخرى، وثانيا، هناك العديد من القيود التي تفرضها الحكومة الروسية، الأمر الذي يجعل عملية العودة إلى الوطن مختلفة للغاية، وثالثا أنها لم يكونوا متأكدين من أنهم قادرين على تحمل الكلفة المالية للعودة إلى الوطن.
  1. C) يشعرالشراكسة بعدم الأمان والظلم في معظم بلدان الشتات باستثناء اسرائيل والولايات المتحدة.

الغالبية:

  1. الشركس هم من الموالين للسلطات ويميلون إلى احترام المجتمعات المحلية، ومع ذلك، في معظم الأحيان يعيشون في مجتمعات مغلقة، يتبعون قواعد مدوناتهم الأخلاقية المسماة Adyge Habze، كما تعتبر المجالس الشعبية كالجمعية الشركسية أو المجلس الشركسيHase أعلى سلطة في المجتمع. ولعل هذا هو السبب في عدم اكتمال عملية الاستيعاب الذوبان، فالشراكسة حتى الجيل الخامس مازالو يتكلمون بلغتهم الأم.
  1. غالبية مجالس وجمعيات الأديغة عادة تكون موالية للحكومات المحلية. وهذا صحيح بالنسبة للمجالس في روسيا أيضا. هذه ليست الحال بالنسبة لجمعيات الأديغة في الولايات المتحدة، حيث الشتات الشركسي لا يشكل عددا كبيرا لكي يلاحظ من قبل الحكومة.
  1. تقتصر أهداف جمعيات الأديغة الرئيسية على الحفاظ على التراث الثقافي واتصالات محدودة مع الوطن الام مثل برامج الدراسة للطلاب والتبادل الثقافي. وتعمل بدور الوسيط بين الناس والسفارات الروسية في حالات العودة إلى الوطن.

تتفادى جمعيات الأديغة الرئيسية أو الرسمية الانخراط في أي نشاطات قد ينظر اليها على انها سياسية من قبل روسيا أو سلطات الشتات.

  1. في كل بلد يقيم فيه الشراكسة هناك مجالس وجمعيات بديلة، تكون اما معارضة للجمعية الرئيسية أو على الحياد. هناك مجموعة متنوعة من الأسباب لماذا وكيف تنشأ هذه المجالس المعارضة في المجتمعات الشركسية.

في كثير من الأحيان هي خلافات شخصية – اختلاف في الطموحات او التنافس على القيادة. ولكن هناك العديد من المجموعات التي تنفصل عن المجالس الرسمية بدافع من موقفها تجاه الحقوق السياسية للشركس. البعض منهم يعلن هدفهم إنشاء دولة مستقلة، وبعضها يكون راضيا بتحقيق اتحاد للجمهوريات الشركسية ضمن روسيا الاتحادية. وينظر الجانب الروسي إلى هذه الجماعات المستقلة على انها متطرفة.

احدى الاتجاهات الأكثر سلبية في المجتمعات الشركسية – هو غياب وجود مجموعات حشد وتاييد وحقوق إنسان وعدم ارتباط الناشطين مع المنظمات الدولية الرئيسية العاملة في مجال حقوق الإنسان. يعتبر الكثيرون من الناشطين الشراكسة في الشتات أن نشاطهم هو بمثابة هواية، حيث كل حركة تعتمد على المتطوعين. على الرغم من توفرالامكانات الكبيرة لأعمال عالمية متزامنة، الا ان التعاون فوضوي مما يبقي الحركة الشركسية مجزأة.

أوليمبياد سوتشي كان بمثابة نداء اليقظة للشتات الشركسي. حيث يعارض الشراكسة بشكل عام دورة الالعاب الاولمبية على أرض الإبادة الجماعية. ويمكن تقسيم المعارضة إلى ثلاث مجموعات رئيسية على أساس موقفهم من هذه الالعاب. الأولى – لا يجب ان تقام دورة الألعاب تحت أي ظرف من الظروف. بينما المجموعةالثانية والثالثة تأمل نوعا من المفاوضات مع الكرملين، ولكن اهدافهم مختلفة – الأولى على استعداد لدعم الألعاب إذا تم تمثيل الشركس بطريقة ما في البرنامج الثقافي للالعاب الأوليمبية. بينما المجموعتين الثانية والثالثة قدمتا مسألتين للتفاوض؛ أولا، يجب أن يدعم الكرملين حق عودة الشراكسة وثانيا يجب على الكرملين توحيد الجمهوريات الشركسية في وحدة إدارية كبيرة، إعادة تشكيل كيان إداري واحد – شركيسيا التاريخية. على الجانب الآخر لم تقم روسيا بالرد رسميا على أي من مطالب الشراكسة.

ماذا يمكن عمله؟

  1. الشراكسة اليوم عبارة عن ظاهرة عالمية خفية لم تحصل على البحث الكافي بعد. ويجب ادراجهم في إطار المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وفروعها وكذلك في منظمات حقوق الإنسان. يجب تعريف الشراكسة كجماعة إثنية واحدة، على غرار غيرها من الدول المقسمة والأقليات العرقية مثل الأرمن.
  1. يجب ان تدرج القضية الشركسية في الدراسات العلمية للمؤسسات الغربية من أجل مراجعتها والكشف عن التاريخ الحقيقي. أما الآن فلا يوجد سوى عدد قليل من العلماء يعملون على القضية الشركسية، ولا تتوفرحتى الإحصاءات الأساسية.
  1. يمكن للمؤسسات الدولية والحكومات القيام بدور الوساطة بين روسيا والشراكسة بهدف إقناع الحكومة الروسية بمنح الحقوق للشراكسة لزيارة وطنهم بحرية وحقهم في العودةإلى وطنهم الأم.
  1. يجب على اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) الاعتراف بالقضية الشركسية ودعم حقوق الشراكسة كسكان أصليين وعلى انهم أمة مهددة بخطر الإبادة جماعية.

وبهذا أكون أكملت تقديم العرض وأنا أتطلع إلى سماع أفكاركم وتلقي الأسئلة.

نقلا عن: صفحة بناء الركائز القومية الشركسية بمساعدتكم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/190058144459473/permalink/209992925799328/

Share Button