المحتجون الشراكسة يتظاهرون ضد أولمبياد سوتشي في نالتشيك، روسيا | فيسبوك، لا لسوتشي 2014
وسط الاعتقالات، بوتين يلوم الغرب على الاحتجاجات الشركسية
الشراكسة : “عودة لظهور الحرب الباردة”
( Фатима Тлисова ) إعداد: فاطمة تليسوفا
نشر أصلا من قبل إذاعة صوت أمريكا (الروسية ) في 11 فبراير/شباط 2014
ترجمه للإنجليزية : كاترين فيتزباتريك
ترجمه للعربية: زينة بشقوي
خلال حديثه في لقاء مع المشاركين في المجلس العام للتحضير لدورة الالعاب الاولمبية في سوتشي في وقت سابق من الاسبوع ، .” وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ” العامل الشركسي” ب “عودة ظهور لنظرية الردع” و “أداة للحرب الباردة”.
“في الماضي خلال ’الحرب الباردة’ ولدت ’نظرية الردع، والتي هدفت إلى ردع تطور الاتحاد السوفياتي….وحاولت ردع روسيا،
وهذا للأسف استهدف حتى مشروع الألعاب الأولمبية هذا، واستخدم كأداة، بما في ذلك العامل الشركسي”، قال بوتين.
قال المحلل السياسي الأمريكي بول غوبل القائم على المدونة الإلكترونية نافذة على أوراسيا لصوت أمريكا: “بهذا البيان، جعل فلاديمير بوتين الشركس موضوعاً للعلاقات بين روسيا والغرب، وبدلا من إخماد الحريق، قام فقط بسكب الزيت على النار”.
بعد ذلك، كان هناك تطور في نفس روح “الحرب الباردة” مع الاعتقالات للمتظاهرين في نالتشيك يوم 7 فبراير/شباط ضد أولمبياد سوتشي. وكما ذكرت إذاعة صوت أمريكا، فقد اعتقل نحو 30 ناشطا شركسيا في نالتشيك، عاصمة قاباردينو – بلكاريا، بعد تشكيلهم لقافلة من عشرات السيارات التي اتجهت إلى وسط المدينة. لوّحوا بالأعلام الشركسية من النوافذ، وأيضا لوحوا بلافتة تحمل عبارة “سوتشي – أرض الإبادة الجماعية ” باللغة الإنجليزية. (انظر الصورة أعلاه)
ووفقا لأقوال المتظاهرين الذين أفرج عنهم ، فقد تعرض الموقوفون للضرب والتعذيب. وعلى وجه الخصوص، أفاد شهود عيان أن الشرطة أجبرت على حمل “أنزور أخوخوف” إلى قاعة المحكمة لحضور تلاوة عقوبته، لأنه لم يكن في حالة يستطيع فيها الحركة بشكل مستقل نتيجة للضرب في مخفر الشرطة.
“جسده كان مغطى بالكدمات بالكامل، وجهه واليدين والساقين، في كل مكان كانت هناك علامات من الضرب العنيف،” يقول شقيقه أصلانبك أخوخوف.
يروي النشطاء الذين أطلق سراحهم كيف كانوا في زنزانة مشتركة، وكيف قامت الشرطة بأخذ أصلان بيجيدوف ثم أعادوه لاحقاً إلى الزنزانة وكله آثار كدمات نتيجة الضرب القاسي. ووفقا لتقرير إضافي، فإن موقوف ثانٍ يدعى “كازبيك تيكوشيف” كان يخضع للتعذيب خنقا – لعدة ساعات، وقد احتجز مقيّداً بالسلاسل إلى كرسي مع وضع كيس من البلاستيك على رأسه. وبعد أن أغمي عليه، تم انعاشه ثم تكررت العملية.
وصف الشهود كيف كانت عملية الاعتقال الوحشية. وبشكل خاص، اللاتفي أفيس كراسوفسكيس، الذي كان يصور الأحداث باستخدام بكاميرا الفيديو التي كانت بحوزته، حيث هوجم من قبل ثلاثة من رجال الشرطة الذين أخذوا كاميرته، وألقوا به على الأرض ثم ركلوه.
“لا يمكننا التعليق على أحداث 7 فبراير/شباط بأي شكل من الأشكال لأنه ليس لدينا أي معلومات عنها”، هكذا قال أولغا تكاشينكو رئيس المكتب الصحفي في وزارة الداخلية لقباردينو – بلكاريا لصوت أمريكا في مقابلة عبر الهاتف. وردا على سؤال متابعة، أجاب المسؤول في وزارة الداخلية موضحاً أن “المعلومات” تعني حقيقة الاعتقال والتهم أو استخدام القوة، وقال”نحن لا نمتلك أية معلومات”.
وقالت يكاترينا سوكيريانسكايا، رئيسة المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في روسيا لصوت أمريكا: “في 7 فبراير/شباط، فإن العديد من السكان ومواطني القوقاز في روسيا والخارج أملوا أن تكون منطقتهم ممثلة في حفل افتتاح دورة أولمبياد سوتشي. والشراكسة كان لهم توقعاتهم الخاصة لأنه في ذاكرتهم التاريخية، تلعب كراسنايا بوليانا دورا مركزيا. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تلميح عن القوقاز، أو الشركس،أوالإسلام، أو التنوع العرقي في روسيا في الحفل. بدلا من ذلك، في يوم 7 فبراير/شباط، ألقي القبض على النشطاء الشراكسة في نالتشيك وسجنوا في منشأة التحقيق والعزل لمدة 15 يوما، ووفقا لشهادات وسائل الإعلام، فقد تعرض العديد للضرب”.
وتبعا لرأي سوكيريانسكايا، فإن مثل هذه السياسة تخلق الجو الملائم لنزاعات جديدة: “بدلا من كسب الشعوب الى جانبهم، وبيان أنه جنبا إلى جنب مع روسيا، يمكن اكساب أهمية وقوة ومعنى عالمي خاص لتاريخهم وثقافتهم ولغتهم. ولكن السلطات تصرفت كالعادة – تجاهلت، وأسكتت، وسحقت. هذه الأساليب لا تعزز دولة متعددة الأعراق، بل على العكس من ذلك، فإنها تضعفها وتخلق محيطاً لصراعات جديدة”.
ماذا أرادت الشرطة من المعتقلين الذين نفذوا الاحتجاج، وما هو الغرض من استخدام القوة ضدهم كما يدعي الشهود؟ سأل مراسل صوت أمريكا هذا السؤال للناشط الشركسي في نالتشك أبوبركير مورزاكان، الذي كان من بين المعتقلين وأفرج عنه بعد 24ساعة، مع أن الشرطة صادرت هاتفه المحمول.
قال مورزاكان في حديثه عبر سكايب من نالتشيك،” انهم يريدون الحصول على اعتراف منا بأننا نتلقى تعليمات و أموال من وزارة الخارجية الأمريكية”. وأضاف، “… لقد تحدثوا بثقة كبيرة، كما لو أنهم شاهدوا ورقة صرف المبلغ”. “حتى أنني شعرت بالإهانة لعدم وصول أية أموال لي!” حيث قال ذلك بسخرية مريرة.
جانوز بوغاجسكي، أحد كبار الباحثين في مركز العلوم الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة يعتقد أن “تفريق احتجاج سلمي شركسي في مدينة بالقرب من أولمبياد سوتشي يشير إلى الخوف المتزايد داخل حكومة بوتين”.
وفي مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا، قال بوغاجسكي، “يستند هذا الخوف على عاملين. الأول هو الوعي الذاتي الوطني المتنامي في أجزاء مختلفة من الفيدراليّة والذي يتحدى حكومة روسيا؛ و الفهم المتزايد في الغرب بأن روسيا هي دولة ما بعد الدّولة الإستعماريّة وهي غير قادرة على تحرير مستعمراتها، ولكنها تحاول إحياء مشروع إستعماري جديد”.
ان “غياب السكان الأصليين عن برنامج سوتشي يخالف الميثاق الأولمبي”، يقول بول غوبل. ووفقا لوجهة نظرغوبل فان “وحشية الشرطة الروسية بشأن الأشخاص الذين قبض عليهم في نالتشيك ليس له أي مبرر”.
ويقول بول غوبل بأنه “قد حان الوقت للناس ذوي النية الحسنة للتحدث وإدانة مثل هذه السياسة. وعلاوة على ذلك، يجب على العالم مطالبة موسكو بتغيير توجهاتها. كل ما يقوم به بوتين هو فقط يقنع الشركس بأنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة كشعب فقط إذا كانوا دولة مستقلة، وأن دورة الالعاب الاولمبية في موقع الإبادة الجماعية يعتبر إسهاما كبيرا في تشكيل حركة وطنية شركسية قوية”.
تمارا برسيق وهي ناشطة شركسية أمريكية من ولاية نيو جيرسي نشرت نداءاً من خلال منظمة “لا لسوتشي 2014″ إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 شباط/فبراير، مشيرة إلى أن “دقيقة صمت في ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الشركسية خلال الحفل الختامي لدورة الالعاب الاولمبية يمكن أن يكون خطوة أولى جدية نحو المصالحة و بناء الحوار بين الشعوب”.
ومع ذلك، فإن الشراكسة ليسوا الشعب الوحيد في شمال القوقاز الذي يرغب في سماع كلمات الاعتراف بخسائرهم في الحفل الختامي لدورة الالعاب الاولمبية، فالتاريخ الذي تم اختياره 23 فبراير/شباط يصادف الذكرى السبعين لترحيل الشيشان و الانغوش من قبل ستالين، والذي تسبب في آلاف عديدة من الضحايا والمعاناة.
وحتى كتابة هذه السطور، أفرج عن جميع المعتقلين باستثناء ستة. واتهم الستة بعدد من التهم حسب مواد القانون الجنائي الروسي، بما في ذلك مظاهرة عامة مع لافتات متطرفة. وقد حكم عليهم بالسجن لفترات مختلفة تراوحت بين 5 – 15 يوما.
المصدر:
http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672410