إدانة سلوك روسيا الوحشي
تؤكّد “مجموعة العدالة لشمال القوقاز” وبمزيد من السخط أن الوقت والواقع أثبتا بما لا يدع مجالاً للشك بأن السلطات الروسية، ومنذ عهد القيصرية الروسية البغيضة ومروراً بالعهد السوفياتي المستبد نفّذت ولا تزال تنفذ الإجراءات الوحشية المعروفة وكذلك الترهيب، حيث لا تزال تمارس القمع وكافّة أنواع انتهاكات حقوق الإنسان ضد جميع أولئك الذين كان مصيرهم لأن يتم إخضاعهم من قبل الجيوش الرّوسيّة الغازية يرافقها الانتهازيين والمرتزقة، حيث كانت الأمة الشركسية ولا تزال احدى الضحايا للسياسات الإستعماريّة الوحشية للمجازر والاحتلال بكل العواقب السلبيّة والكارثية المرافقة.
وبصلة مباشرة باستضافة حدث الرياضة الشّتويّة الدّولي، قامت السلطات الروسية بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الشركس بإجراء إعتقالات تعسفية وانتقائية ضد زعماء الشركس والناشطين، والذي يبدو بأنّه من أجل ترسيخ مبدأ التشدد والقسوة ضد المعتقلين، وإنشاء وإدامة الانطباع في ذهن المواطنين للتصرف وفقا لرغبات السّلطة:
– جرت اعتقالات تسبق سوتشي على ما يبدو من قبل أجهزة الأمن الفيدراليّة (FSB) في أساليب منهجية ومتزامنة في ديسمبر/كانون الأوّل من عام 2013، ضد الناشطين الشركس الذين عارضوا عقد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي في موقع الإبادة الجماعية الشركسية، وفي مناطق شركسيّة متعددة، حيث جرى اقتياد المعتقلين على وجه السرعة إلى مدينة كراسنودار للاستجواب بسبب اتهامات باطلة وجّهت بحقّهم، فيما يتعلق بمواضيع ليس لهم علاقة بها!
– في يوم مراسم افتتاح أولمبياد سوتشي، تعرض المتظاهرون السّلميّون الشراكسة ضد أولمبياد سوتشي في نالتشيك للمضايقات وتم تفريقهم بواسطة القمع الوحشي للشرطة، ثم اعتقل بعض منهم، وهم لا يزالون محتجزين، ويتعرضون للإهانة والتعذيب والضرب القاسي والاستجواب.
– في 15 فبراير/شباط، أصيب الشراكسة في الجزء الشركسي من شمال القوقاز وفي الشتات بخيبة أمل نتيجة لقيام السلطات الرّوسيّة باحتجاز الناشط السلمي الشركسي، عسكر سوخت، رئيس الجمعية الشركسية في اقليم كراسنودار الفيدرالي، والمعروفة باسم “أديغه خاسه”، والتي كشفت في نهاية المطاف الوجه الحقيقي للسياسة الروسية في القمع وتجاهل المطالب العادلة والحقيقية، وتبين لأولئك الذين لم يفقدوا الامل بعد في عدم إمكانية إقناع الروس للعودة للتفاهم والحوار .
ارتبط اعتقال سوخت لانتقادات أطلقها في الأيام االّتي سبقت اعتقاله، والّتي ذُكر بأنه انتقد فيها ديميتري كوزاك (Dmitry Kosack)، نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي وكذلك عن منطقة شمال القوقاز، متهما إياه بالتراجع عن وعد قطعه قبل أولمبياد سوتشي لما يتعلّق بإظهار الثقافة الشركسية بالطريقة التي ينبغي أن تكون، والّذي كان مخيباً للآمال وفقا لسوخت.
إن موجات إلقاء القبض على القادة الذين هم شخصيات سلميّة بارزة، الذين لديهم سجلاً من التفاعل السلمي الاجتماعي والمصالحة بين مختلف المكوّنات الإثنية في شمال القوقاز يشير على ما يبدو بين السطور إعداداً من السياسة الروسية المدبرة من الترهيب تجاه جميع الشخصيات الشركسية العامة كمعيار للسياسة الرّوسيّة المعتمدة لشمال القوقاز من أجل تطبيق استراتيجية الإقصاء والظلم و الطغيان وفقا لإجراءات كيْديّة من قبل الدولة البوليسية وأجهزتها وأدواتها الأمنيّة والمخابراتيّة، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى التقديم للعدالة الزائفة لأي شخص لديه المنطق واللتّفكير.
انما تعرف الشجره بثمارها؛ ولسوف يأكلون ثمار مسلكهم وستكون مليئة بفاكهة مكائدهم!
مجموعة العدالة لشمال القوقاز (JFNC)