عندما تكون أولمبياد سوتشي 2014 رمزاً للإبادة والطغيان

عندما تكون أولمبياد سوتشي 2014 رمزاً للإبادة والطغيان

عادل بشقوي

في عنوان هذا المقال وتفاصيله ما يرد على ما ورد في مقال للدكتور حسام العتوم نشره الموقع الالكتروني لوكالة عمون الإخبارية تحت عنوان “عندما تكون أولمبياد سوتشي 2014 رمز للسلام والمحبّة” (http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=181016) والّذي أورد فيه رأيه في مدينة سوتشي والألعاب الأولمبيّة الشّتويّة المزمع إجراؤها خلال شهر فبراير/شباط القادم.

لم ولن تكن الأمنيات والتمنيات وحدها في يوم من الأيام في وصف الأمور والظواهر لتكون دليلا على نبل أو وداعة أو حسن نية كما تحاول لجنة الألعاب الأولمبيّة والبيانات الرسمية الروسية أن تصور ما يجري، على عكس الحقائق التي لا يمكن إنكارها أو إخفائها وبما يتناقض مع الأهداف السامية التي وجدت من أجلها الألعاب الأولمبيّة.  ووصف سوتشي من قبل الكاتب بانها تمثل له “ذكريات رائعة في ذاكرتي عندما كانت صغيرة على شكل بلدة ساحرة تتربع على أكتاف جبال الشاي وعلى شواطئ بحر أسود بلا نهاية”، حيث أنّه من حق الكاتب أن يصف ما رآه من سحر الموقع والمكان، إلا أنه وللأسف الشّديد من دون التطرق إلى الحقائق الهامّة التي تمس واقع ومستقبل أمة ووطن، لأن ما يراد ان يقدّم بشكل رومانسي وبدون الأخذ بالأسباب أو الملائمة مع الواقع بشأن عقد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي الشركسية التي كانت آخر عاصمة شركسيّة والتي تم احتلالها في نهاية حرب مدمرة دامت لأكثر من مائة عام، من قبل جحافل القوات القيصرية الروسية مدعومة بالمرتزقة القوزاق اعتماداً على كافة الموارد والإمكانات المتاحة آنذاك للإمبراطورية القيصريّة الرّوسيّة، في مسعاها للوصول الى المياه الدافئة على شواطىء البحر الأسود مهما كلف الثمن ومهما طال الوقت لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الإستعماري.

يجب فصل العمليات الإرهابية التي جرت ولا تزال تجري بين الآونة والأخرى عن المطالبة باسترجاع الحقوق المغتصبة! إذا كان ممكناً أن يتقبّل البعض بعقد العاب أولمبيّة أو غيرها من النشاطات في مكان مشابه، حيث لا يمكن القبول بعقد ألعاب ونشاطات مشابهة في دير ياسين او في القدس الشّرقيّة أو مستوطنات الضفة الغربيّة، حيث لا يوجد هناك فرق جوهري بين المثالين.

وعلى نقيض ماورد في المقال المذكور فإن “أولمبياد سوتشي الشّتويّة” لم ولن تجلب السلام للمنطقة وبالتالي للعالم لأن الإنطلاق من الخطأ يوقع في خطأ أفدح وما بني على باطل فهو باطل، ولن يقدم التغاضي عن رد الحقوق لأصحابها إلا المزيد من المعاناة لأطراف الصراع الحضاري المزمن بين الخير والحق من جهة وبين الشر والإستبداد والطغيان من جهة أخرى. إن محاولات إضفاء صفات أو معانٍ لا تمت للواقع بصلة كما تحاول الدولة الروسية بانظمتها المتعاقبة فعله لا يغير من واقع الحال شيئاً ويوجب توضيح الأمر بما يتوافق مع الحقائق  الموثقة والتداعيات الماساوية والنتائج الكارثيّة التي حلت بعشرات الشعوب والأمم المستضعفة والتي تعرضت لأبشع الجرائم من قتل ودمار وإفناء وإبادة جماعية واحتلال وإبعاد ونفي قسري قل مثيله قسوة وتهوراً واستهتاراً وإرهاباً وعنفاً.

إن دولة تستشرف مستقبلاً واعداً وتسعى إلى السلام ونبذ العنف والحروب تكون سباقة في رد الحقوق إلى أصحابها، والدّولة التي “تبحث عن السلام عبر القانون الدولي وحقوق الإنسان عبر صناديق الإقتراع وديمقراطيّة الشّعوب”، فالأجدر بها أن تطبق هذه القوانين على من هم من المفترض أن يكونوا من مواطنيها وعلى مؤسّساتها بدلا من إصدار دستور وقوانين ذات صدى ديكوري فقط، ولا يطبق منها إلا ما تريده السلطة البوليسية المتسلطة، وتحرم المواطنين من حقوقهم الأساسيّة. إن المبارزات والمنافسات الرياضية التي ذكرت في المقال المذكور “حصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية”، تذكّر بميداليات وأوسمة القياصرة التي وزعوها ومنحوها على الذين اقترفوا المجازر وقطعوا الرؤوس من القادة والضباط وافراد القوات الغازية التي اجتاحت الوطن الشركسي واحتلته قبل مائة وخمسين عاماً. فكيف يمكن وصف كل ذلك “لتبقى المعنويات الإنسانية عالية وليعلو الإبداع”، وهل يمكن وصف تصرفات المعتدين بغير ما انها نرجسيّة بكل ما تعنيه من الغرور والتعالي على الغير والأنانيّة والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين؟

ليس في الموضوع “مأساويّة” ولا “مكارثيّة”، ولكن هناك جريمة إبادة جماعيّة كيديّة ومتعمّدة وقعت ضد شعبٍ، لا بل أمّة، من قبل جيش منظم هو جيش الإمبراطوريّة القيصريّة الرّوسيّة وفقاً لخطّة محكمة وموثّقة من أجل قتل نصف السكان وتهجير الاغلبيّة السّاحقة من النصف الآخر إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة أو إلى ما وراء نهر كوبان، وبنفس الوقت تم جلب المستوطنين الروس والقوزاق وغيرهم لاستيطان الأراضي والمناطق التي تم نهب وتدمير واحتلال القرى والبلدات الشّركسيّة بها وأنشئت مكانها المستوطنات من أجل إسكان المستوطنين لفرض الأمر الواقع! وجريمة الإبادة الجماعيّة لا تسقط بالتقادم، اي بمرور الوقت، والدّولة التي اقترفت الجريمة ملزمة بتطبيق القوانين الدوليّة ذات الصلة.

إن مبدأ إحترام حقوق وكرامة بني الإنسان كل لا يتجزأ ولا تتغير المفاهيم والتطبيقات في هذا السياق حيث أن الإحتلال والإستيطان جاء نتيجة للإحتلال والسياسة الإستعماريّة الرّوسيّة. ولا يمكن التّغاضي عن الإبادة الجماعيّة، لأنّها سواء ارتكبت في أيام السلم أو أثناء الحرب، هي جريمة بمقتضى القانون الدولي، وتتعهد الأطراف المتعاقدة بمنعها والمعاقبة عليها (الدّولة الرّوسيّة إحداها). والمادة الثانية  من هذه الاتفاقية، تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية: المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه، قتل أعضاء من الجماعة، وإلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة، وإخضاع الجماعة عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا، وفرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة، ونقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى (http://www.preventgenocide.org/ab/1948/).

ويذكر المقال: “وتعمل روسيا اليوم من خلال عقد أولمبيادها على استقطاب شعوب ودول العالم للمبارزة في الألعاب الرياضية المختلفة وحصد الميداليات الذهبية والفضية البرونزية وغيرها لتبقى المعنويات الإنسانية عالية وليعلو الإبداع ولتتطور الرياضة وكل الخدمات اللازمة للإنسان مهما كانت الجنسية الوطنية والقومية”، من غير الإشارة إلى أن القضيّة الشّركسيّة لم تلق الحل المناسب بعد مائة وخمسين عاماً من احتلال شركيسيا في 21 / 5 / 1864، وقيام القوات المحتلة آنذاك بإجراء عرض عسكري في سوتشي احتفاءاً بالإنتصار الروسي، ويحضرني هنا قول أمير الشّعراء احمد شوقي، “أحرامٌ على بلابِلهِ الدّوْحُ/حلالٌ للطّيْرِ مِنْ كُلّ جِنْسِ”! يجب أن يذكر في هذا المجال أن أكثر من 50 مليار دولار أنفقت، من أجل الدعاية لروسيا ومحاولة الغاء أي رابط بين الشّركس وسوتشي، إلا أن الشّركس والقضية الشّركسيّة كسبوا الكثير، حيث أن القضية الشّركسيّة طفت على السّطح ونشر عنها في وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية الكثير وفي لغاتٍ عديدة.

وللتعليق على ما جاء في المقال، عن “اهتمام مباشر بأولمبياد سوتشي من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزرائه ديمتري ميد فيديف ومستقبل واعد ينتظر أجيال الفدرالية الروسية الشابة للعمل والراحة الدائمة هناك”، فإن على روسيا الإهتمام بمصالح مواطنيها التي هي أهم من إقامة ألعاب عبثيّة لا يستفيد منها الإقتصاد الروسي أو المواطن العادي؛ الصّحفيّة الرّوسيّة يوليا سميرنوفا (Yuliya Smirnova)، نشرت قائمة دعتها “عشرة أسباب لعدم الذهاب إلى سوتشي”، تضمّنت انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا والتضييق على النشطاء والصحفيّين ووسائل الإعلام ومنظّمات حقوق الإنسان والفساد الذي اعترى تكاليف إنشاء القرية الأولمبيّة وكافّة الخدمات التابعة لها وتمّت الإشارة “إلى أن ثلث المبلغ الّذي يتعدّى 50 مليار دولار أمريكى والّذي أنفقته موسكو قد ذهب إلى جيوب القلّة والمسؤولين”،  وما وصف “نهج موسكو نحو جيرانها مثل جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا”،و”التهديد من الأعمال الإرهابية في أو على الأقل خلال الأولمبياد”، و”قيود موسكو بشأن الاجتماعات العامة من قبل جماعات المعارضة وفرض حظر على الاحتجاجات في سوتشي”، والتّأكيد على نفوذ جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) و”إجراءات بوتين لا تعيد الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها الروس بموجب الدستور”،  و”فرض نظام بوتين السيطرة الكاملة تقريبا على المحاكم، مستخدماً عدالة الهاتف من الحقبة السوفياتية لإعطاء مظهر الشرعية في الاستخدام السياسي لنظام المحاكم”، و”نظام العقوبات في روسيا لا يتوافق مع المعايير الدولية سواء من حيث السلامة أو النظافة”، وتذكر سميرنوفا أنّ “هناك أدلة متزايدة لاستخدام المسؤولين الروس للتعذيب والاعترافات القسرية، وذلك انتهاكاً للقانون الدولي ولالتزامات موسكو” (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672085).

عندما استعمرت فرنسا الإستعماريّة الجزائر وادّعت أنها قطعة من التراب الفرنسي باعتبار أن الشاطىء الجزائري الواقع جنوب البحر الابيض المتوسّط المقابل للشاطىء الفرنسي الواقع ألى الشّمال منه، وانا ملتصقين كوحدة واحدة في السابق إلا أن البحر فصل بينهما، وأن الجزائر هي جزء من فرنسا، وعمل المستعمر على القضاء على الجزائر أرضاً وشعباَ ومسح الهويّة الجزائريّة وإذابة وإلحاق الجزائر في بيئة فرنسيّة خالصة واتباع سياسة التنصير والإستيطان والدمج القسري. بدأت الثورة الجزائرية لرفض ذلك كله ولتحقيق إرادة الشّعب الجزائري في التحرر الوطني من الإستعمار، وبعد 132 عاماً من الإستعمار البغيض اضطرت فرنسا للإعتراف بحق تقرير المصير للشعب الجزائري وتحقيق الإستقلال نتيجة لإرادة الشعب الجزائري.

وهناك أمثلة أخرى يمكن ذكرها كنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا الّذي انهار بعد خمسين عاماً نتيجة للكفاح ضد التمييز واستعاد الضّحايا حقوقهم التي سلبت منهم، وهناك أمثلة أخرى مثل فلسطين وكوسوفو وجمهوريات الاتحاد السوفياتي المقبور وتيمور الشّرقيّة ومستعمرات عديدة أخرى لا يسمح المجال بذكر تفاصيلها.

فيما يتعلّق بوصف شعلة الالعاب الأولمبيّة التي ذكر بأن من “صفاتها استمرارية الاشتعال رغم ظرف الشتاء الثلجي البارد” غير دقيق لأن الشّعلة انطفأت عدّة مرات إحداها في موسكو وأخرى في باريس (http://www.youtube.com/watch?v=4f-mNM4cnWA) وتم اشعالها من جديد أمام المتفرجين، إلّا ان ذلك ليس مجال الحديث الآن، بل يجب التذكير بأهداف الألعاب الأولمبية وهي وضع الرياضة في خدمة التنمية المتناغمة للجنس البشري، وذلك بهدف الترويج لمجتمع مسالم مهتم بالمحافظة على كرامة الإنسان. ومن أجل تشجيع ودعم إهتمام المسؤولين عن القضايا البيئية، لتعزيز التنمية المستدامة في مجال الرياضة، ويتطلب أن يتم عقد دورة الألعاب الأولمبية وفقا لذلك. ولتعزيز تراث إيجابي من دورة الألعاب الأولمبية للمدن والبلدان المضيفة. سياسة اللجنة الأولمبية الدولية لها جذورها ونطاقها في جدول أعمال الحركة الأولمبية ذات الرقم 21 والتي هي وثيقة مرجعيّة أخرى ذات أهمّيّة في هذا المجال. التعاون مع المنظمات المختصة سواء العامة أو الخاصة منها وكذلك مع السلطات في مسعى لوضع الرياضة في خدمة الإنسانية، وبالتالي لتعزيز السلام (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661310)

وقد وصف إنشاء منشآت الأولمبياد بالخرق والإنتهاك من قبل السلطات الروسية ضد التراث العالمي والمواقع والغابات المحمية من قبل اليونسكو، وسماح روسيا بإقامة منتجع للتزلج في موقع التراث العالمي في القوقاز، الّذي من شأنه أن يغيّر واحدةً من المناطق البرّية القليلة في أوروبا التي لم تمس قبل بناء المنشآت الأولمبيّة. ومن المتوقع أن يؤثر التطوير على المحيط الحيوي لمحميتين طبيعيّتين، واثنين من المتنزهات الوطنية، ومحميات للحياة البرية وموقع للتراث العالمي، ما أدّى إلى ظهور الضرر البيئي والايكولوجي لذي ينتج عن المواد السامة والنفايات الكيميائية الصناعية الناشئة عن الأعمال الإنشائية للمرافق الأولمبية والطرق والخدمات المرتبطة بها، لا يمكن إصلاحه في مثل هذا الجمال الطبيعي الفريد والرائع من سوتشي ومحيطها. وأشار الناشطين في مجال البيئة (Environmental activists) و”السلام الأخضر/ روسيا” (Greenpeace Russia) إلى مخاوف من ان هناك زيادة خطيرة في تركيز العناصر السامة عالية الخطورة مثل الزرنيخ، والفينول، وعدد من المشتقات النفطية. ويقول خبراء البيئة أن “مستويات التلوث قد ارتفعت بشكل كبير حول سوتشي منذ أن تم اختيار المدينة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشّتوية في عام 2014″ (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661310).

إن من يسعى إلى الحق والشرعية والإلتزام بالقانون والعدالة والحقوق الطبيعية والتي هي الحقوق التي يكتسبها كل إنسان منذ ولادته، فإنه لا يسعى للحصول على امتيازات تمنح أو جوائز سخيّة تقوم بتوزيعها السلطات على من تريد وتمنعها عن من تريد.  لكن وفي كل الحالات فإن الطريق إلى الحرية والكرامة ليست مفروشة بالورود، والخضوع “للأمر الواقع” هو ضعف واستسلام وانهزامية وهروب من الواقع. في ذلك السياق والمعنى، قال طاغور: {سأل الممكن المستحيل: اين تقيم؟ فاجابه: في أحلام العاجز}. يكون قدر الإنسان دائما وأبداً هو واجب الدّفاع عن حرية القرار والإختيار، لكن المهم، مخاطبة العالم المتحضر، من أجل رفع المطالب العادلة، لاستعادة الحقوق المصادرة والمشروعة، وفقا للقانون الدولي، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية. ويجب أن تحل المشاكل التي أوجدتها روسيا القيصرية، والتي لا تزال تتعاظم ككرةٍ من الثلج حتى الوقت الحاضر.

Share Button

إنطباعات موسكو – نالتشيك عن معارضة الشباب المتصاعدة في المهجر

إنطباعات موسكو – نالتشيك عن معارضة الشباب المتصاعدة في المهجر

وونيروو عاكف (Wuneruw Akif)

ترجمه عن الإنجليزيّة: عادل بشقوي

_MG_3893

من 1 إلى 8 سبتمبر/أيلول من عام 2013، حضرنا سلسلة من الاجتماعات نيابة عن فيدراليّة الجمعيات القوقازية (KAFFED) في موسكو ونالتشيك كمدعوّين من الوكالة الإتّحاديّة للفيدراليّة الرّوسيّة. من أصل 14 من المدعوين (7 من تركيا و 7 من الأردن) وواحد من تركيا لم يتمكّن من الحضور بسبب دراسته، وآخر من الأردن لم يسمح له بدخول روسيا. ومن دون أي تفسير معقول من الضباط، تم توقيفه وترحيله وإعادته إلى الأردن. وهكذا، رأينا الوجه القبيح لهذه الدولة في أول خطوة نخطوها في روسيا.

جرى الاجتماع الأول في الدّائرة الأوروبية في وزارة خارجية الفيدراليّة الروسية، باستضافه نائب مدير الدائرة والمسؤول عن شؤون تركيا واليونان فيها. كما لو أنه لا يرغب في الحديث عن القضايا الّتي نريد أن نتكلم عنها، تحدث بشكل مطوّل حول العلاقة المتنامية بين روسيا وتركيا. في نهاية الاجتماع تمكنا من طرح قضية الشركس وسوتشي. نائب المدير الذي يعرف جيدا منظماتنا [الشركسية]، اشتكى من النهج العدواني لمنتدى القفقاس، من خلال تسمية المنظمة بشكل مباشر. فقال: “بعض المنظمات الشركسية يتبعون هذا الخط العدواني. وللأسف هذه الأعمال المشاكسة تحدث بشكل متكرر. خاصة المجموعات الّتي تجمّعت في أنقرة واسطنبول الّتي تعقد فعاليات تهدف إلى وقف أولمبياد سوتشي وتقول أشياء سيئة عن قادتنا. نحن لن تتسامح مع مثل هذه الأساليب. هذا النوع من الإجراءات يجعل أي حل معقّد. إنه من الهراء إقامة حوار مع هكذا منظمات. نحن نعرف قادة كافد (فيدراليّة الجمعيات القوقازية في تركيا) بشكل جيد للغاية ونحن لدينا علاقة جيدة معهم”.

وقال موظّف آخر من وزارة الخارجية أن الأرشيفات ينبغي دراستها للحصول على وجهة نظر موضوعية حول قضية سوتشي. وادعى أن الجمهور قد أبلغ بمعلومات خاطئة أو غير كاملة. عندما سألناه في وقت لاحق: “هل تعتقد أن الشتات لديهم معلومات خاطئة أو غير مكتملة حول سوتشي؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي المعلومات الصحيحة؟” تجنّب الإجابة على هذا السؤال وفضّل تغيير الموضوع. بما أن الجزء الأكبر من الإجتماع كان مخصّصاً للعلاقات التركية-الروسية، لم يكن لدينا فرصة أطول للحديث عن سوتشي والشّؤون الشّركسيّة.

في فترة ما بعد الظهر، التقينا بموظّف من الوكالة الفيدراليّة الروسية الذي دعانا هو في المقام الأول. تحدث عن منظمته وأهدافها. الهدف الرئيسي للمنظمة هو تطوير اللغة الروسية وتقديم البرهان للعالم أن فيدراليّة روسيّة متعدّدة الأعراق هي دولة قوية مع شعوب تعيش في اتحاد وتضامن. لذلك، فهمنا أن الهدف من هذا الاجتماع هو عدم الاستماع لنا ومعرفة توقعاتنا، ولكن لإثبات مدى قوة روسيا، وكم هو مستحيل مقاومتها!

IMG_3929

استغرقت لقاءاتنا في موسكو بضعة أيام. كان لدينا اجتماعات مع موظّفي معهد الدراسات الشرقية (Institute of Eastern Studies) ومجلس الشعوب (House of Peoples) و بلدية موسكو (Moscow Municipality). نائب مدير معهد الدراسات الشرقية (Institute of Eastern Studies)، وهو زميل شركسي، رمضان دافور (Ramazan Davur) تحدّث طويلا عن وجوب ترك الماضي جانبا والعمل من أجل المستقبل. إذا كنت بحاجة لتلخيص وجهات نظره: “ضعوا شؤون الإبادة الجماعية والإبعاد جانبا وحاولوا إقامة علاقات جيدة مع روسيا”. أنا لا أكلّف نفسي عناء قول أي شيء عن لقاءات أخرى، حيث أنه لم يكن هناك شيئا ملحوظا في المحتوى.

في مساء يوم الثّالث من سبتمبر/أيلول، سافرنا الى نالتشيك. وفي اليوم التالي، قابلنا نائب رئيس جمهورية قباردينو – بلكاريا (KBR)، محمد كودزوكوف (Muhammed Kodzokov) ووزير الصحة والشّؤون الإجتماعيّة والشّؤون الدّينيّة (Minister of Health, Public and Religion)، ميخائيل كوموكوف (Mihail Kumukov). تحدث نائب الرئيس بإيجاز عن الجمهورية. تحدثنا من مشاكل الشتات، ووضع الطلاب الذين يدرسون في نالتشيك، وكيفية تعليم لغة الأديغه إلى جيل جديد في الشتات والمشاريع التي يمكن أن تعزز العلاقة بين الوطن الشتات.

في نفس اليوم، كان لدينا اجتماع آخر بحضور نائب رئيس برلمان جمهورية قباردينو – بلكاريا وعدد قليل من أعضاء البرلمان. تحدثنا عن مشاكل و توقعات الشتات والمشاريع المحتملة حول العودة إلى الوطن. ومع ذلك، كان أهم جزء من الاجتماع بالنسبة لي هو الجزء الذي يمكن أن نرصد فيه آراء السّياسيّين حول أولمبياد سوتشي. أخبرنا نائب الرئيس أنّنا لا نريد ألعاباً أولمبية تعقد على أرض نعتبرها أرض إبادة جماعية وطلبنا منه في وقت لاحق إبداء وجة نظره بشأن هذه المسألة. وأجابنا: “نحن نريد للشباب أن يتركوا آرائهم المتشددة بشأن هذه المسألة. الأولمبياد هي ألعاب السّلام وتجلب الخير. هناك الكثير من المواقع التي ارتكبت فيها الإبادة الجماعية. إذا كنا نحاول أن نعيش اليوم مع حجج الماضي، سيكون سلوكاً خطيراً للغاية. لسبب ما، تحاول بعض المنظمات الأجنبية استخدام سوتشي. وبهذه الدعاية، فانها تحاول جذب شبابنا في الشتات.

كانت سوتشي مسرحاً لحربٍ دموية خلال الحرب الروسية – القوقازية وفُقدت الشعوب من كلا الجانبين. كيف نستفيد من تذكير أنفسنا بالماضي؟ لا نصل إلى أي شيء من خلال وضع أنفسنا في موقف مرتبك. لقد عانينا من قبل؛ ونحن لا نريد أن يحدث ذلك مرة أخرى. أنا لا أعرف كيف يمكن أن يكون جوابي مقنعاً لك، لكنّا قمنا بتطوير لغتنا وثقافتنا بمساعدة روسيا. أصبحنا بلداً على الصعيد العالمي. علينا أن نأخذ العبر من الماضي. وصلنا إلى الأرقام السّكانية القديمة للقباردى بعد 150 عاماً. نحن لدينا دولة قوية مثل روسيا. أنت لا تملك حتى حق استخدام اسم عائلتك في تركيا. عندما نرى الحقوق التي جلبتها لنا روسيا، لا نريد أن نكرر أخطاءنا الماضية. لقد بقينا على قيد الحياة بمساعدة روسيا. آمل بأن  يقبل الشتات ذلك على هذا النحو وأن لا يحاول معارضة روسيا. ونريد مواصلة طريقنا من خلال إقامة علاقات جيدة مع روسيا”.

قمنا خلال الاجتماع بتسليم مطالبنا في المقام الأول بشأن النفي والإبادة الجماعية وغيرها من القضايا. أعلنا أننا ضد الألعاب الأولمبية التي ستعقد في سوتشي، أرض الإبادة الجماعية. استمعنا لآراء مسؤولين من موسكو و نالتشيك. خاصة وجهات نظر نائب رئيس جمهورية قباردينو – بلكاريا التي صدمتنا. حتى المسؤولين الروس لم يدافعوا عن الحرب الروسية – القوقازية في نفس الطريقة التي فعلها! كما أوضحت وجهات نظر المسؤولين بجلاء، ليس هناك احتمال وجود معارضة فعالة للكرملين يمكن أن تستند إلى الإدارة المحلية في الوطن. ومع ذلك، تأتي المعارضة المتزايدة في الشتات منذ طفت دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي على السّطح، وهي تثير قوة دفع لحركة المعارضة داخل المنظمات غير الحكومية في الوطن. هذا الزخم ليس كافيا حتى الآن ولكن بالنظر إلى الاعتقال الأخير للنشطاء، يمكننا أن نرى أنه على مستوى يمكن أن يزعج روسيا بالفعل. آمل أن تكون هذه الألعاب الأولمبيّة التي ستجرى على الأرض الّذي قتل عليها  أجدادي سبباً لصحوة الشركس الذين يجهلون تاريخنا ومرارة الماضي، وهم الساعين لأجندات الآخرين سواء في الوطن أو في الشتات.

المصدر : http://www.dimak.org/gencdusunceler/2014/1/22/dasporada-ykselen-gen-muhalafetn-moskova-nalk-zlenmler

فيديو : http://www.youtube.com/watch؟v=WE6CUCn2-IY

Share Button

نافذة على أوراسيا: تصاعد الإرهاب في روسيا ‘ليس فقط حول سوتشي’ ولن ينتهي مع الأولمبياد، يقول أحد المحللين

نافذة على أوراسيا: تصاعد الإرهاب في روسيا ‘ليس فقط حول سوتشي’ ولن ينتهي مع الأولمبياد، يقول أحد المحللين

 

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

           ستاونتون، 20 يناير/كانون الثاني – أجمعت معظم التعليقات في الجدل الحاصل في موسكو والغرب بأن الأعمال الإرهابية الأخيرة في فولغوغراد (Volgograd) جرت للتّشويش على أولمبياد سوتشي، وصدر تلميح بأن البعض في العاصمة الروسية وجد ذريعة من أجل تبرير تشديد الأمن خلال المشاركة بالمنافسات.

           ولكن حتى لو أن هؤلاء الّذين يقفون وراء الهجمات ليسوا راضين عن الإهتمام الّذي توفّره لهم هذه الصّلة، يشير  نيكولاي بروتسنكو (Nikolay Protsenko)  في نشرة اليوم من “إكسبرت يوغ” (Ekspert Yug)، بأن أفعالهم تعكس تطورات أوسع لدى كل من المسلحين وهياكل القوة الروسية وينبئ بعنف أكثر خطورة في السنوات القادمة (expert.ru/south/2014/04/delo-ne-tolko-v-olimpiade/#.Ut0I1LROmM9).

           إن تصاعد النشاط الإرهابي الحالي في الأجزاء الجنوبية من روسيا، يقول المحلل، “هو فقط يتصادف مع اقتراب الأولمبياد”. وبدلا من ذلك، فإنه يعكس حقيقة أن اليوم “توجد بؤر للنشاط المتطرف في جميع المناطق الجنوبية” للفيدراليّة الرّوسيّة وليس فقط في بعض جمهوريات شمال القوقاز كما كان الحال سابقا.

          العديد من المسؤولين الروس في موسكو وهناك كانوا قد ركنوا إلى الشعور بالأمن لأنّه “قبل أسبوع واحد فقط” من هجمات فولغوغراد، ذكرت وكالة أنباء قفقاس – أوزيل (Kavkaz-Uzel) أن عدد هؤلاء الّذين قتلوا وجرحوا في الأعمال الإرهابية قد انخفض منذ تشكيل منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة في عام 2010.

ذلك لا يعني أن الأمور كانت هادئة، يقول بروتسنكو. “الأعمال الإرهابية وعمليات مكافحة الإرهاب كما كان سابقاً  أعاد واقعا يوميا في شمال القوقاز، ولكن في عام 2013، لم يكن هناك في الواقع أي هجمات إرهابية كبيرة أو جدير بالذكر مع عدد كبير من الضحايا كما كان هناك في السنوات السّابقة”.

          كان لهياكل القوة الروسية بعض النجاح الملحوظ في قطع رأس العديد من الجماعات، وكنتيجة لذلك، فإن الجماعات مستمرة من خلال عملية تجديد الأجيال. لكن بدلا من أن يكون خطوة إلى الأمام نحو التهدئة، حسبما يقول بروتسنكو، فإنه من المرجح أن يكون الجيل الجديد من القادة المتشددين أكثر عنفا من سابقيه.

            فمن ناحية، كما يشير، هؤلاء الرجال المستجدين لهم مصلحة في الفوز بالسلطة والاهتمام بأنفسهم. وتنظيم هجمات كبيرة هي واحدة من أفضل الوسائل للقيام بذلك. ومن ناحية أخرى، فإن قادة النشطاء الحديثين يخرجون حتى من بيئة أكثر عنفا مما كان عليه أسلافهم، ومن بيئة اكثر تطرفا إسلامياً وأكثر إحتمالاً لأن يكون لديهم خبرة في الخارج.

            كان لهياكل القوة المختلفة في روسيا نجاحات حقيقية ضد المقاتلين في الماضي، يقول بروتسنكو، ولكن في نفس الوقت وإلى حد ما بسبب هذا النجاح المحدّد، “فقد انخفض مستوى فعالية عمل أجهزة تنفيذ القانون من سنة إلى أخرى”.

            انه يلمّح بأن إلغاء إدارة وزارة الشّؤون الداخلية لإدارة الصراع مع الجريمة المنظمة في عام 2008 لعب دورا سلبيا خاصة في هذا الصدد لأنه دفع بلعديد من الضباط الأكثر خبرة لترك الخدمة، وبالتالي يعني جيل جديد من الحرس القديم (siloviki) يجب أن يتعلّم من خلال الممارسة ومن دون أن يكون هناك مدرّبين.

            أحداث فولغوغراد تؤكد هذه الحقائق وعدة حقائق أخرى مثيرة للقلق. “لقد تم اختيار فولغوغراد من قبل الإرهابيين بعيدا عن أن يكون عن طريق الخطأ”، يقول بروتسنكو. لم يكن فقط بسبب سوتشي أو للانتقام من دبلوماسية موسكو في سوريا. كان أولا و قبل كل شيء عن نمو جماعة اسلامية في فولغوغراد وعن أوجه القصور في عمل الشرطة هناك.

            برهنت شرطة فولغوغراد ضعفها في أحدث موجة من أعمال العنف. كانوا تماماً من آخر هياكل القوة للوصول إلى المشهد، يقول المحلل، وهي حقيقة محزنة تلفت الانتباه إلى مشكلتين أخريين:  فولغوغراد هي “أكثر ضعفاً بكثير من ما هو مدرج في إدارة الفيدراليّة العموديّة” منها في المناطق المجاورة لها وكذلك اقتصادها الّذي يعاني من “اكتئاب مزمن”.

           أوجدت تلك الأمور الثلاثة أرضا خصبة مثالية وساحة عمليات للمتشددين. وعلاوة على ذلك، فولغوغراد، مدينة روسية على حافة العالم المسلم، أصبحت مكانا حيث يتم تحويل المتشددين من أصل روسي بنجاح لصنفهم من الإسلام المتطرف والمتشدّد .

            وفقا لأحد المتخصصين الروسي بهذا الشأن، هناك حوالي 7,000 من المسلمين العرقيّين الرّوس في الوقت الحاضر – وهو عدد قد يشكّك فيه البعض — لكن هذا الباحث من قازان (Kazan)، رئيس سليمانوف (Rais Suleymanov)، يقول أنهم يسهمون من حيث النسبة المئوية أكثر بكثير من الإرهابيين الّذي تشكله دول إسلاميّة أكبر.

            ويخلص بروتسنكو في مقاله بالقول ان المسح المختص الّذي أجراه عن الإرهاب توصّل إلى شبه إجماع أنه ستكون هناك المزيد من الهجمات الإرهابية الكبيرة في المستقبل القريب وستتوسع دائرتها “الجغرافيّة”. علاوة على ذلك، قال الخبراء، فإن هذه لن تنتهي مع سوتشّي لأنه حتى بعد الأولمبياد ستكون هناك أحداثاً أخرى سيستخدمها الإرهابيون لجذب الانتباه.

المصدر:

(http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/01/window-on-eurasia-upsurge-in-terrorism.html)

Share Button

العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة – بقي 123 يوماً

123 يوماً من العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة
وثيقة 236
عام 1863
فيما يتعلق بـ نقل الشركس مجانا الى تركيا .
في حال توفرت امكانية بوضع شروط جديدة للاتفاق مع شركات النقل البحري والتجاري الروسية لنقل جميع الابزاخ والشابسوغ الراغبين بالرحيل الى تركيا من خليج جاليندجسكوي و نوفوراسيسسكوي على متن العبارات على حساب الخزينة ، فمن المحتمل ان معظم المتمردين سيبدون اهتمامهم بالرحيل المجاني وسيقومون بترك وطنهم دون قتال. ان الشركات الروسية حاليا تقوم باستيفاء مبلغ 4 روبل لنقل الجبليين، ولو انها قامت بخفض هذا السعر، لكانت المصاريف السنوية التي تم تخصيصها من الميزانية السنوية لهذه الغاية غير مكلفة ، وكانت افضل مكافاة هي الاسراع بنهاية الحرب.
 
Share Button

العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة – بقي 124 يوماً

124 يوماً من العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة
وثيقة 210
11 ايلول 1863
تقرير حاكم مقاطعة الناتوخاي وقائد قوات فوج اداغوم الجنرال يفدكيموف بخصوص الانتهاء من عملية ترحيل الناتوخاي القاطنين بالقرب من محطة فوج اداغوم الى الاماكن التي تم تخصيصها لهم.
وفقا لاوامر سيادتكم الموجهة بكتابكم رقم 1451 اعلمكم بان الناتوخاي ، القاطنين بالقرب من محطة فوج اداغوم العسكرية قد قاموا بالانتقال وبشكل نهائي الى الاماكن التي تم تخصيصها لهم بين نهر بسه بيبسوم ، ديسيبسينوم وبين نهر باكينوم بتاريخ 8 ايلول ، واما بخصوص مساكنهم التي خلفوها ورائهم ومنشآتهم الاخرى فقد قامت القوات العسكرية باحراقها وتدميرها وسوف ينتهون من ذلك ولكن ليس قبل تاريخ 12 من هذا الشهر وذلك لان مخزون القمح والعلف والقش تتواجد بالقرب من هذه المباني ، و تم تفكيك ونقل الكثير من الخيم ليتم احراقها . ولحراسة مخزون القمح فقد سمحت لبعض الاشخاص من الناتوخاي بالتواجد بالقرب منها ولكن بدون اسرهم تحسبا لوقوع حادث ما ، وفي حال حدوث امر ما، فسيتم اعتقال الاشخاص المتواجدين بالقرب من هذا الموقع ونفيهم الى روسيا ، وتم اعلام الناتوخاي ان عليهم نقل القمح الى اماكن سكناهم الجديدة قبل حلول الشتاء ، وفي الوقت الحاضر تم نقل مواشيهم الى نهر بسيه بسيه وسمح لهم بالاحتفاظ بعدد قليل من المواشي لاستخدامها كغذاء لحين حلول فصل الشتاء . 
طلب قائد قوات فوج اداغوم بحزم من الرؤساء المحليين التاكيد على جماعاتهم بضرورة اعلامهم بتحركاتهم ، وذلك في حال قيامهم بالعودة الى اماكن سكناهم السابقة، سيتم معاقبة المذنبين وفقا للقانون، ومن تاريخ 14 ايلول ستقوم القوات بمراقبة المناطق الواقعة من طريق نابرجايفسكوي وصولا الى حصن كابردينسكوجو القديم ، متمركزين على الجانب الايسر عبر الممرات وصولا الى قرى الشابسوغ المسالمة ، اما من الجهة اليمنى فمن مورتخوتكو وكيتسيجورو . وصولا الى نهر خابل وسيتم طردهم تجاه القرى التي تم اخضاعها او الى تركيا، اما الذين سيتوجهون باعداد كبيرة الى مناطق الشابسوغ السابقة فسيتم حصرهم بين نهر جيلين جيسكوم وبين نهر بشادوي .
توقيع الجنرال – مايور بابيتش
——————–
الارشيف الحكومي – اقليم كراسنودار، ف.325، ب.308، ل.111، 112.

 

Share Button