نافذة على أوراسيا: الكثير من الروس ينظرون الى القرم كما لو انها روسية أكثر ما يعتقدون الشيشان أو داغستان بهذه الطريقة، نتيجة لإستطلاع

نافذة على أوراسيا: الكثير من الروس ينظرون الى القرم كما لو انها روسية أكثر ما يعتقدون الشيشان أو داغستان بهذه الطريقة، نتيجة لإستطلاع

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستاونتون، 22 فبراير/شباط – أكثر من معظم الشعوب في جميع أنحاء العالم، فإن الروس لديهم مشاكل في قبول حدود بلادهم على أنها شرعية ودائمة، كما يظهر استطلاع جديد للرأي، حيث أن هناك غالبية من الروس يعتقدون أن جزءا من أوكرانيا هو روسي في حين أن أقليات لا يستهان بها لا تعتقد أن الشيشان أو داغستان هي كذلك.

                ووفقا لاستطلاع للرأي أجراه مركز كل روسيا لدراسة الرأي العام (VTsIOM) ورد في صحيفة “إزفستيا” أمس، يرى 56 في المئة من الروس بأن شبه جزيرة القرم تعتبر أراضٍ روسية، على الرغم من أنها جزء من أوكرانيا، في حين أن 41 في المئة فقط منهم ينظرون إلى داغستان على أنّها روسية و 39 في المئة فقط ينظرون إلى الشيشان في هذا الأسلوب على الرغم من أنها تقع ضمن حدود الفيدراليّة الرّوسيّة (izvestia.ru/news/566276).

            إن عدم قبول الحدود هذا يتوازى مع عدم قبول أعضاء الجماعات العرقية الأخرى حتى لو كانوا قد عاشوا ضمن الفيدرالية الروسية لسنوات عديدة. نحو 44 في المئة من الروس مستعدون ل “يعترفوا كما لو أنهم من الروس” بالأوكرانيين (Ukrainians) ومواطني روسيا البيضاء (Belarusians)؛ 30 في المئة بالتتار (Tatars) والبشكير (Bashkirs) والكالمك (Kalmyks)؛ و 16 في المئة، بالساخا (Sakha) والخانت (Khants) والشكشي (Chukchis)  و 10 في المئة الأرمن (Armenians) والجورجيين (Georgians) والأذربيجانيين (Azerbaijanis)؛ و 8 في المئة الأوزبك (Uzbeks)، والطاجيك (Tajiks) والقرغيز (Kyrgyz)، و 7 في المئة الشيشان (Chechens) والداغستان (Daghestanis) والأنغوش (Ingushes).

            وبإظهار وتقوية هذه المواقف، فإن إستطلاع مركز كل روسيا لدراسة الرأي العام (VTsIOM) استنتج أن 45 في المئة من الروس يؤيّدون شعار “روسيا للرّوس”  و 51 في المئة يتفقون مع القائل بأن الوقت قد حان “لوقف تغذية القوقاز!”.

            على مدى السنوات العشرين الماضية، تقول الصحيفة الّتي تصدر في موسكو،  ”أمة [غير إثنيّة] روسيّة مدنيّة اتّخذت شكلها إلى حد كبير. ولكن الخطر الرئيسي لوحدة البلاد يتكون من التكهن بالوعي الذاتي العرقي الذي يتجلى بوضوح خاصة في الصراعات بين شمال القوقاز و ‘بقية روسيا’”.

            ووفقا ل “إزفستيا”، وجد استطلاع  مركز كل روسيا لدراسة الرأي العام (VTsIOM) أن 57 في المئة من الروس يُعرّفون عن أنفسهم كمواطنين في روسيا، ومنهم 63 في المئة فخورون بجنسيتهم. إلا أن هناك 35 في المئة فقط يُعرّفون عن أنفسهم بمدينة أو منطقة. وفي المقام الثالث، هناك نسب مئوية أصغر تعرف نفسها بتعبيرات من حيث الجيل أو القومية، وهي 16 في المئة في الحالة الأخيرة .

            وبالتالي، تقول الصحيفة، “من خلال تحديد هويتهم السياسية، فإن سكان [روسيا] هم قبل كل شيء روس [غير إثنيين]”.

            وقال ليونتي بيزوف (Leonty Byzov)، وهو باحث في مركز كل روسيا لدراسة الرأي العام للصحيفة ان “الدول المعاصرة مبنية على أسس مدنية بالكامل وليس باصول إثنية”.  وروسيا من بينها، كما قال. وبقدر ما يتعلق بالقومية، فهناك 35 في المئة من الروس يبدون روساً “هؤلاء الذين ولدوا في روسيا ونشأوا في تقاليد الثقافة الروسية”. وستة عشر في المئة يقولون أن الدم يحدد الرّوسنة (Russianness)، و 14 في المئة يقولون أن اللغة الروسية تحدّد ذلك.

             إن “عدم ثقة وخشية مواطني روسيا من جمهوريات شمال القوقاز مفيما يتعلق بالسكان من الإقامة في روسيا وافتقارهم إلى الاستعداد لاعتبارهم [غير إثنيّين] روس كالشيشان، والانغوش والداغستان هو اللغم الرئيسي تحت سلامة الفيدراليّة الروسيّة” كما أضاف فاليري فيدوروف مدير مركز كل روسيا لدراسة الرأي العام.

              و”سياسيونا الذين يضاربون على شعارات مثل ‘أوقفوا إطعام القوقاز’! يساعدون فقط  على تدمير الهويّة المدنية [غير الإثنيّة] الروسية والعودة إلى الوعي الذاتي الإثني. تعتبر داغستان والشيشان اليوم غير روسية، ويمكن أن تكون غداً كلٍ من ساخا و تتارستان.”

            لا خبراء مركز كل روسيا لدراسة الرأي العام  ولا وثيقة موسكو عرضا أي حوار لتأثير ذلك على مستقبل روسيا كبلد أو كعضو في المجتمع الدولي وبوجود جزء كبير من المواطنين الروس الذين يرون أجزاءاً من الدول الأجنبية كما لو أنها بالحقيقة لهم. ولكن تجربة البلدان الأخرى الّتي كانت في مثل هذا الحال تشير إلى أن ذلك لن يكون إيجابياً.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/02/window-on-eurasia-more-russians-see.html

Share Button

اترك تعليقاً