”الدائرة الشركسية“ تجمع عبر الإنترنت بين الشركس في الوطن وفي الشتات

الإثنين 30 مارس/آذار 2020

”الدائرة الشركسية“ تجمع عبر الإنترنت بين الشركس في الوطن وفي الشتات

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

30 مارس/آذار 2020

          ستاونتون، 27 مارس/آذار هناك حوالي 700000 من الشركس في المنطقة التي تضم وطنهم شمال القوقاز وأكثر من سبعة ملايين منهم في مجتمعات الشتات حول العالم. وقد قسمت موسكو بالقوة الشركس في الوطن إلى أمم منفصلة، وأصبحوا في الشتات جزءًا من الشعوب التي تعيش بينها.

            كانت هذه الانقسامات أكبر نقاط ضعفها ، مما سمح لسلسلة من الحكومات الروسية بلعب تكتيكات فرق تسد ضدهم، لكن انتشارها الواسع يمكن أن يكون مصدرًا للقوة، مما يسمح لأولئك في الخارج بالعمل لدعم أولئك الموجودين في الوطن، وأولئك الموجودين في الوطن للوقوف كرموز لانبعاث قومي جديد.

            حتى عصر الإنترنت، كان من الصعب على هذه المجتمعات المختلفة أن تتحد لتعزيز هويتها المشتركة والبت في الإستراتيجيات المشتركة لتحقيق أهدافها. لقد تغير ذلك على مدى العقدين الماضيين. وقام الشراكسة في الوطن وفي الشتات بإنشاء وإدامة العديد من البوابات.

            الآن، اتخذ الشركس خطوة حاسمة تالية: لقد جمعوا عشرة نشطاء عبر الإنترنت وقادة قوميين عبّروا عن مجموعة متنوعة من وجهات النظر لمناقشة أين مكان الشركس كأمة اليوم وما يأملون في أن يكونوا في المستقبل. وفي خطر الشعور بالعظمة إلى حد معين، فإن حوارهم هو نوع من الجمعية التأسيسية للأمة.

              يحتوي التقرير المكون من 12000 كلمة على ردود عشرة من الشراكسة من الوطن ومن جميع أنحاء الشتات على الأسئلة التي أعدها أفرام شموليفيتش، وهو المتخصص الإسرائيلي بشؤون تلك الأمة، وشملت ثروة من الأفكار حول أين هم الشركس الآن وما عساهم أن يفعلوا بعد ذلك (aheku.net/news/society/cherkesskijkrug).

            ولإعطاء فكرة عن الثراء وعمق التفكير في تعليقاتهم، قررت التركيز على إجابة أحدهم، وهو زين العابدين بسلاني من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن، على سؤالين: ”ما هي الأهداف والمهام السياسية والثقافية للحركة الوطنية الشركسية؟“ و ”ما الذي يجب القيام به لتحقيقها؟“

            يقول بأن الشركس يواجهون خيارًا حاسمًا فيما إذا كانوا يريدون أن يكونوا أمة ثقافية أو سياسية. إذا اختاروا الخيار الأول، يمكن لمن هم في شمال القوقاز ”مواصلة جهودهم من أجل الحفاظ على الوضع الراهن“، وهو المكان الذي لديهم فيه مؤسسات الدولة، والحدود وبعض الدعم اللغوي والثقافي.

            لكن بالنسبة للشركس في الشتات، فإن مثل هذا النهج سيؤدي إلى طريقين مسدودين، هاجس أبخازيا على أساس أوجه التشابه الثقافي معها وإهمال تطوير العلاقات مع القوميات المجاورة، وقليل منهم يرغبون في رؤية أمة شركسية ثقافية تتخذ شكلًا سياسيًا على الأراضي التي يعيشون هم فيها أيضًا.

”بالنسبة لأولئك الذين يهتمون بمستقبل الأمة الشركسية وبقائها ليس فقط باعتبارها ثقافية ولكن أيضًا كتكوين سياسي في القرون القادمة، هناك استراتيجيات مختلفة يجب اتباعها وأيضًا أولويات يجب تحديدها وخيارات يتعين اتخاذها“، كما يقول الشركسي المقيم في لندن.

             يجب أن يختاروا بين اللهجتين الشركسيتين الرئيسيتين وأن يلتزموا بما يتوصلون اليه، ويجب أن يقللوا من تركيزهم على أبخازيا، وأن يركزوا بدلاً من ذلك على علاقاتهم مع الكراشاي والبلكار، الذين يعيشون بين ظهرانيهم، ويجب كذلك أن يصروا في الوطن وفي الشتات على السواء بأنهم ”شركس وشركس فقط“.

             يجب عليهم إحياء الفكرة التي كانت شائعة على نطاق واسع في بداية التسعينيات من القرن الماضي بشأن توحيد الجمهوريات الشركسية الثلاث وجعل ذلك محور جهودهم، مع الإدراك بأن ”هذه ليست جمهورية شركسية كبرى. هذه يمكن أن تكون فقط جمهورية شركسية – كراشيفو/بلكارية جديدة مزدوجة حيث ستكون رسميا أمم الشركس والكاراشاييفو – بلكار“.

            ”ستبلغ مساحة هذه الجمهورية الجديدة أكثر من 35000 كيلومترا مربعا؛ أي ستكون أكبر من أرمينيا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.8 مليون نسمة، بما في ذلك حوالي 700000 شركسي و 320.000 من الكراشاي والبلكار، و 600000 روسي، وكذلك الآلاف من الأباظه، والنغواي، والأوسيتيين، ومجموعات عرقية أخرى“ كما أشار بسلاني.

            ويقول: ”لن تسيطر مجموعة عرقية واحدة ولكن ستشارك كل واحدة منها في مستقبل هذه الجمهورية“، مضيفًا أن ”هذا سيكون مفيدًا لروسيا لأنه سيظهر في غرب القوقاز شكلًا أكثر فاعلية للإدارة بكل ما لديها من مزايا اقتصادية واجتماعية. وسوف ينمو الاستقرار السياسي وستكون العلاقات بين الأعراق أكثر هدوءًا“.

            ”من شأن هذا التشكيل الجديد أيضًا أن يرفع من الأهمية السياسية لكل من الشركس و الكراشاي – بلكار في نظر المركز الفيدرالي“ و ”يمكن أن يوقف تدفق الشباب من هذه الجمهوريات إلى موسكو وسان بطرسبرغ بحثًا عن عمل وفرص أخرى“.

             في أوائل التسعينات من القرن الماضي، أضافت أوسيتيا الشمالية تعبير ألانيا إلى اسمها. ويجب على الشركس أن يفعلوا نفس الشيء الآن. لديهم بالفعل كراشيفو-شركيسيا، لكنهم بحاجة إلى إعادة تسمية جمهورية أديغيه إلى جمهورية أديغيه-شركيسيا كما كانت في أوائل عشرينيات القرن العشرين، ويجب إعادة تسمية جمهورية قباردينو-بلكاريا إلى جمهورية شركيسيا-بلكاريا الشرقية.

             ولدعم ذلك ، يحتاج الشركس في التعداد السكاني القادم إلى إعلان أنفسهم شركسا.

             قدم المشاركون الآخرون مناقشات مدروسة بنفس القدر حول هذه القضايا. تُقدم ملاحظات بسلاني كدليل على الجدية الجديدة للتفكير الشركسي بدلاً من كونها السبيل الوحيد للمضي قدماً. لكنهم بالتأكيد يشيرون إلى أن الأمة تطورت إلى درجة أنها تفكر بهذه الطريقة وليس فقط من حيث الماضي أو العواطف المرتبطه به.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2020/03/onlinecircassiancirclebrings.html

Share Button

اترك تعليقاً