تجاهل الحقيقة لا يحل القضيّة الشّركسيّة

تجاهل الحقيقة لا يحل القضيّة الشّركسيّة

إن الإستعمار هو بالنتيجة تسلط دولة قوية طامعة ومستهترة بالقيم الحضاريّة والإنسانيّة على شعب أو أمّة أو دولة أو مجموعة من الشعوب المستضعفة وبالتالي يكون المستعمر مستقويا ومستكبرا وطاغيا ويتبع الأساليب العدوانيّة والهمجيّة والوحشية والبربريّة للسيطرة على أناس انتُزعوا الحرّيّة والإستقلال.

من المؤسف حقا أن يتواجد بين الشّراكسة من يصدّقون أوحتى يروّجون لفكرة بالية ومستهلكة قد تصل إلى درجة تصديق الغير ممكن وحتى المستحيل وتتطوّر إلى إمكانيّة التّعامي عن حقيقة ما يجري في الـتّعامل والتعايش مع من يحتلون الوطن الشركسي الّذي يعتبر أحد المكوّنات الأساسيّة لمنطقة شمال القوقاز، التي ترزح بالكامل تحت نير الأستعمار الرّوسي البغيض، وهؤلاء المحتلّين الروس قد عاثوا فسادا وخرابا بالحرث والنسل، وانعكس كل ذلك على الإنسان الشركسي في الوطن الأم وفي شّتات الإغتراب.

إنّ ما يزيد على مائة وخمسة وأربعون عاما بكثير من الوقت الصّعب والذي أماط الّلثام عن الحقد والخبث والنّفاق والدّهاء والمكر والصّلف والطّمع الأستعماري الرّوسي، لهو كاف لتوضيح الحقيقة وكشف ملابساتها وكل النوايا الشّرّيرة، ما ظهر منها وما بطن، حيث أظهرت الخسّة والدّناءة والإستقواء خلال فترة زمنيّة كشّرت فيها هذه القوّة الغاشمة عن أنيابها، منذ أن بدأت جيوش ومرتزقة  القياصرة الرّوس بالإعتداء على حق العيش الكريم بأمان واستقرار على الأمّة الشركسيّة في الوطن، تبعوها بالتّدخل بشؤون الجاليات الشّركسيّة في ديار الشّتات والغربة.

يذكّر ذلك بما عانى خلاله  الشّراكسة نتيجة الحصار والتّهجير القسري وخوض الحروب الدّفاعيّة المستمرّة تصدّيا لما بذله المحتلّون في سبيل تحقيق نوايا المستعمرين الطّامعين في التّوسّع والسّيطرة. إنّ ما نراه اليوم يجب ألّا يكون بمعزل عن تاريخ حافل بالمؤامرات ظلّ هدفها المعلن هو محو الذّاكرة الشّركسيّة، وحتّى التّرويج والتّسويف لما يكذّبون ويسوّقون له من خلال أبواقهم الدّعائيّة المضلّلة بانّهم سيعيدون الحقوق المصادرة إلى أهلها وللأسف الشّديد بمشاركة العملاء وشبكات التّجسّس المتكوّنة في كثير من الأحيان من الّذين يصفون انفسهم بأنّهم من الشّركس والقوقازيّين الآخرين، وهم الّذين انطلت عليهم أساليب الخداع الإمبريالي، من خلال تقديم المغريات المختلفة لهم، والّتي تصل إلى درجات هابطة من الخسّة والدّناءة، وعند النّظر في الأمور بقصد تبيان الواقع للوصول إلى الحقيقة من قبل المهتمّين ، فأنّ النّتيجة  تبدو ماثلة وواضحة وحتّى عاصفة، فيما يتعلّق في التّعامل الفوقي وإنكار الحقوق على أصحابها وإبداء الإهتمام محصورا بمتابعة سياسة الإستراتيجيّة الإمبرياليّة البغيضة.

وفي مقال بعنوان الإستعمار – وأخلاق العبيد – والنقاء الوطني لسامي المصري، يصف فيه تأثير الإستعمار والمستعمرين على الإنتهازيّين وضعاف النّفوس لاستخلاص الصورة المعبّرة: ” في أيامنا، بعد أن ربى الاستعمار الكثير من النفوس على العبودية والتبعية الذليلة، فنشأت طبقة في كل شعوب الأرض ممن لهم خُلق العبيد، لا هم لها إلا تمجيد الاستعمار، أيا كان هذا الاستعمار سواء أمريكي، أم بريطاني، أم عربي، أم صهيوني. هذه الطبقة من العبيد يعلو صوتها اليوم ليغطي علي أصوات الأحرار في كل الأرض، وفي كل المجتمعات البشرية لتخفي النقاء الوطني. فهم يختلفون ويتشاجرون وكل يتهم الآخر بالخيانة والعمالة وكل منهم إما مغيب أو عميل. والنتيجة الحتمية هي ضياع الوطنية الأصيلة وحق الشعوب في الحرية، وحقه في رفض التبعية الذليلة لأي من صور الاستعمار الفاسد. الشعوب كالبشر كل له شخصيته المتفردة وكل له مميزاته وكل له نقاط ضعف وعيوب. والشعوب من حقها أن تحقق ذاتها بكل إمكانياتها وعيوبها دون تبعية لأحد. الشعوب كالأفراد كل له شخصيته ونفسيته التي من حقها أن تنمو بشخصية متفردة دون عوائق توقف نموها. من أهداف علم النفس أن يزيل تلك العقبات التي تعوق النمو النفسي حتى يحقق الإنسان ذاته بشخصيته المتفردة. ليت لدينا علم نفس للشعوب ليعالج هؤلاء المعوقين وطنيا، الذين استمرءوا ذل الاستعمار، وأحبوا الهوان، وتخلقوا بخلق العبيد، فصاروا عائقا مانعا لحرية الوطن. هؤلاء المتناحرون حول أيا من الاستعمار أفضل، ما أشبههم بالنشالين بتوع زمان الذين كانوا يتزاحمون في الأتوبيس ليفتعلوا خناقة لينشلوا الزبون. هكذا عبيد الاستعمار،نشلوا حرية الشعوب وأفسدوا علينا الحياة سواء كانوا عبيدا للاستعمار العربي أم الإنجليزي أيام الإنجليز أم الأمريكي اليوم، فكلهم أرقَّاء للاستعمار تربوا علي العبودية. ومن الخطير استخدام الدين ليبرروا عبوديتهم للبشر لا لله. فباسم الله يفسدون حياة الشعوب، وبالتعصب البغيض، وبالإنغلاق وضيق الأفق حطموا قيما رفيعة أفسدت حرية ورفاهية الشعوب والأفراد.”

إنّ ما يجري هذه الأيام في شركيسيا خصوصا وفي شمال القوقاز عموما ومحاولة الآلة الدعائية الروسية التابعة مباشرة لصانعي القرار وأجهزة أمن الدولة والمخابرات لتجيير ما يجري لمصلحتها وبنفس الوقت تعمل على التّضييق على الزّعماء الشّركس في الجمهوريّات الكرتونيّة المسمّاة شركسيّة وتكميم الأفواه وشراء الضمائر في الوطن المحتل وخارجه وتوجيه الإعلام الرّسمي ومنع الإعلاميّين الأجانب من الدّخول إلى مسرح الأحداث لعدم السّماح بنقل الصّورة الصّحيحة لما يجري على أرض الواقع من أحداث وتحييد الإعلام الغربي واغتيال الصحفيّين وسجنهم وتقنين الصحافة والاعتداء على ناشطي منظّمات حقوق الإنسان وقتلهم وتنظيم وإدارة عمليّات المنظّمات الإرهابيّة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بأجهزة السّلطة وترهيب المواطنين والاغتيالات السياسية وعمليّات التّعذيب ونشر الفتنة الطّائفيّة والمذهبيّة وإلى غير ذلك من الأعمال الشّريرة الموجّهة توجيها مدروسا من قبل الأجهزة الشّيطانيّة والإستخباراتيّة.

يجب فضح الكذب الرّسمي الرّوسي في التّعامل الإستعماري البغيض على الملأ وإلى كل من يريد من الشّراكسة أستعادة الحقوق الشّركسيّة، وفقا للقوانين الدّولية. وقد ذكر ترجمة كتاب “الإستعمار: الكتاب الأسود: 1600-2000” للمؤرّخ الفرنسي “مارك فيرو” عمّا أصاب الّذين تعاملوا مع الأستعمار الرّوسي وتوابعه وذكر بأن الإمبراطورية السوفياتية التي جرى تفكّكها “على نحو مدهش” في ذلك الحين وبطريقة فريدة بدت كما لو أنها نهاية “لعبة شطرنج خاسرة”. ووصفها بأنّها “إمبراطورية محيّرة فعلاً سواء في نسختها الروسية أو نسختها السوفياتية”. وأضاف: “لطالما فرضت هيمنتها تحت شعارات دينية أو أيديولوجية، فشكلت فسيفساء ضخمة من القوميات في مختبر تقليدي للاستعمار امتدّ زمنياً من القرن السادس عشر إلى أواخر القرن العشرين، على شكل حروب ابادة، نجد صداها في أعمال بوشكين وليرمنتوف وتولستوي”. إنه اعتبر بأن الإستعمار الروسي قد انتهى ولكن الحقائق على الارض تثبت بأن الإستعمار الروسي لم ينتهي بعد، وإنّ أكثر من مئة قوميّة مختلفة لا تزال محتلّة من قبل الدّولة الإمبرياليّة الرّوسيّة ومرتبطة معها مرغمة ورغما عنها برباط إستعماري، سُمّيَ زورا وبهتانا فيدراليّة أو اتّحادا.

قال أحد الحكماء: “لا تنظر إلى الماضي بغضب ولا إلى المستقبل بذعر، ولكن إلى ما حولك بوعي”، و”يجب أن يرافق الرؤيا الواضحة بصيرة ثاقبة”.

إيجل

10 – كانون الأوّل/ديسمبر – 2009

Share Button

الاعتداءات الروسية بحق القادة الشراكسة تتواصل!!

الاعتداءات الروسية بحق القادة الشراكسة تتواصل!!

 ضمن مسلسل الجنون الروسي بالقتل وعدم احترام حقوق الانسان او مرعاة القوانين والمعايير الدولية وانتهاج اساليب لا تليق بالبشر في عصرنا الحالي، فقد تعرض رئيس الكونغرس الشركسي في جمهورية الأديغية السيد مراد برزج الى محاولة اغتيال فاشلة في العاصمة مايكوب عصر هذا اليوم الاحد الموافق 6 / 12 / 2009، حيث قام مجهولون بإلقاء قنابل مولوتوف على سيارة السيد برزج اثناء وجوده في منزل احد اقاربه وعلى المنزل نفسه في محاولة لقتله، الا ان الهجوم الجبان فشل بالحاق اي ضرر بالسيد مراد برزج الذي نجا بحمدالله من هذا الاعتداء الغاشم.

   واوضح السيد برزج ان النيران اشتعلت في سيارته وفي باب منزل ابن عمه حيث كان يتواجد وتمّت السيطرة على الحريق، وحضر رجال الشرطة بعد مضي الكثير من الوقت لجمع الأدلة والبراهين.

 وهذا الاعتداء هو الثالث على احد الشخصيات القيادية من الشراكسة في اقل من سبعة ايام حيث تعرض كل من السيد روسلان كيشيف رئيس الكونغرس القبرديني والسيد ابراهيم ياغن رئيس الاديغة خاسة في جمهورية القبردي الى اعتداء بالضرب المبرح في 30 / 11 / 2009 و5 / 12 / 2009 على التوالي.

ان الشعب الشركسي لن يركع ولن يخاف قوى الظلام والعبودية ، وان هذه التصرفات والافعال هي مسلكيات العجزة المرتعدين خوفاً، والذين يخشون من ظهور شمس الحرية.

 

عاشت شركيسيا حرة ابية

Share Button

آثار الجريمة الغادرة تبدو على السيد رسلان كيشيف

آثار الجريمة الغادرة تبدو على السيد رسلان كيشيف 
Share Button

المهجر الشركسي يدين الاعتداء على رئيس منظمة الكونغرس القبرديني في نالتشيك

21_may_-_usa_-_un_20090522_1388496489

أعلن الكونغرس الشركسي في إسرائيل عن تضامنه ودعمه لقادة المنظمات الشركسية الذين تعرضوا للضرب في نالتشك، وقال عدنان ورقج رئيس الكونغرس الشركسي في إسرائيل إن الأديغه فقدوا معظم أراضيهم التاريخية، وهذه السياسة المتمثّلة في “اقتلاع الأرض من أصحابها بالقوة” ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

كما عبر السيد مهدي تحاغبسو رئيس جمعية القفقاس في تركيا عن  الاستياء الشديد لهذا التصرف واعتبره جريمة يتحمل مسؤوليتها رئيس جمهورية قباردينو/بلقاريا، وان هذا الاعتداء محاولة لمنع المنظمات الشركسية الناشطة من العمل والدفاع عن المصالح القومية الشركسية التي تنتهك يوميا، واعلن عن تأييد جمعية القفقاس لمطالب المظاهرة التي ستنظم يوم 5 كانون الأول في نالتشك قائلا، “إن الأديغه يعيشيون على هذه الأرض منذ 5000 سنة وإن أي تشكيك بهذا الوجود لهو غير مسموح به ولن يقبل به أي شركسي في العالم”.

وأعلنت جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية عن استنكارها لهذه التحركات التي اعتبرتها “لامسؤلة” من قبل مجموعة لفظتها القيم الاجتماعية الانسانية وترجو من الجميع المحافظة على قداسة الوطن، وأعلنت شجبها “لهذه التصرفات وتهيب بالجميع عدم الانجرار الى المحاولات التي تستهدف أثارة القلاقل والفتن التي ستأتي على الاخضر واليابس ولا يستفيد منها الا اعداء الامة والوطن الذين يعملون ليل نهار للحيلولة دون تحقيق الغايات المرجوة”.

الا انه ولغاية الان لم تصدر اية بيانات من قبل الجمعية الشركسية العالمية ولا من نظيراتها في الخارج، والذين يبدو انهم يعيشون في كوكب اخر، وليسوا معنيين بهذه الاحداث، كونها ليست ذات صبغة ثقافية او فلكلورية تتوافق مع أهداف هذه الجمعيات وغاياتها؟!!!

 

 

شعب واحد ،،،،،،،،،،،،،،،مستقبل واحد

عاشت شركيسيا حرة ابية

Share Button

السلطات الروسية تعيق التجمع الشركسي في نالتشيك اليوم السبت الموافق 5/12/2009

21_may_-_nalchik_20090523_1131596908

علمت اخبار شركيسيا ان وسائل الاعلام الرسمية في جمهورية قباردينو/بلقاريا قد انضمت الى التحركات الحكومية لمنع التجمع الشركسي المفترض اقامته اليوم امام القصر الرئاسي في نالتشيك للمطالبة بالحقوق الشركسية ومنها فصل الجمهورية الى اثنتين شركسية/بلقرية  واستقالة رئيس الجمهورية ارسين كانكوف.

حيث باشرت وسائل الاعلام باذاعة الاخبار المتعلقة بعدم وجود تصريح للمظاهرة او التجمع وان هذا التجمع غير قانوني وليس مصرح به، والتحذير من ان من يشارك في هذا النشاط الغير مصرح به كما وصفته وسائل الاعلام الرسمية سيضع نفسه تحت طائلة المسؤولية.

في ذات الوقت ما يزال رئيس الجمهورية يرفض الادلاء باي تعليق او تصريح حول حادث الاعتداء على السيد روسلان كيشيف والذي اشارت بعض التقارير وبيان “الخاسة” في الجمهورية الى ضلوعه شخصياً به والاشارة الى ان المجموعة المعتدية تنتمي إلى الحرس الخاص لرئيس الجمهورية وتحديدا إلى شركة أمنية تابعة لشركة “سيندكا” التي يملكها ، الامر الذي يضع عدة علامات اسفهام حول موقف الرئيس.

 الا انه في المقابل لا يجب التعجب او الاستغراب من مواقف كانكوف “المعين” من قبل موسكو، فهذا مثال لسياسة موسكو المعادية للشراكسة فالرئيس”الشركسي” يقف ساكتاً بينما تنتهك حقوق الشعب الشركسي، وهو امر عادي كون اوامر اسياده تريد منه ان يخون وطنه وامته .

اخبار شركيسيا

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات