أديغة ستار: حرب الابادة والتهجير التي واجهتها الأمّة الشركسية

التالي ما قام بنشره منتدى التّاريخ الشّركسي لموقع أديغة ستار الألكتروني حول موضوع حرب الابادة والتهجير التي واجهتها الأمّة الشركسية عندما احتلت القوات الروسية شركيسيا في القرن التّاسع عشر

إحسان عبد الحميد خُن

يقول أحد الضباط الروس في كتابه (نبذة عن احتلال القوقاز) مبرراً  أعمال الحكومة القيصرية: » لم نستطع التوقف عما بدأناه في احتلال القوقاز. لأن  الشراكسة لم يودوا الخضوع لنا. وكان يجب القضاء على نصف الشراكسة لكي يتوقف النصف  الآخر عن الحرب  ».
لقد تقلص عدد  الشيشان في الحرب فقط ما بين عامي 1847 و 1850 إلى النصف أي إلى 400 ألف، ومع  انتهاء عام 1860 انخفض عددهم إلى الربع . أما الشابسوغ فقط انخفض عددهم من 700 ألف  نسمة في بداية الحرب عام 1779 إلى 150 ألفاً عام 1831 . وفي هذا يقول العالم والسياسي الإنكليزي جيمس بيل في كتابه (جورنال لاقامة في شركسيا) » تتغلب هاتان  المنطقتان شابسوغ وناتخواخ منذ عشرات السنين على قوات أوسع وأظلم وأقل أمانة  إمبراطورية في أوروبا التي عدا ذلك تمتلك الفنون الحربية التي وصلت إليها أوروبا  الحديثة « ومن جهة أخرى لا تتساوى التضحية عند الطرفين . إن الرؤساء وزهرة البلاد هم الذين يقعون في هذه المناطق تحت ضربات الحديد الروسي والرصاصات الروسية . بينما  الروس بإمكانهم أن يرسلوا ألوفاً من البولونيين الذين يريدون التخلص منهم أو  مواطنيهم العبيد الذين لايعتبرونهم إلا آلة حرب « . وعلى الرغم من الانتصار الذي  حققه الروس في نهاية الحرب، إلا أن الباحثين يقدرون عدد الجنود الروس الذين سقطوا في معارك القوقاز بحوالي 1.6 مليون  .
ومع انهيار الخطوط والدفاعات الشركسية بدأت حرب الإبادة التي قادها كل من الجنرالات افريين وغايمان وشاتيلوف وميرسكي وغيرهم الكثير . وكان هناك الآلاف  من القرى والبلدات الشركسية التي أبيدت وأحرقت . فعلى سبيل المثال عندما تقدمت إحدى  القوات الروسية المؤلفة من 14000 جندي . لم تكن القوات المدافعة في تلك المنطقة  تزيد على سبعمائة مقاتل، وكان يتزعم هذه القوة »منصور بك« الـذي أبى أن يتزحـزح أو  ينسحب إلى مواقع جديدة صائحاً في جنوده » لن نترك بلادنا، وإذا لم تجئنا النجدة،  فسوف نقطع رؤوس نسائنا وأطفالنا، ونحرق بيوتنا وممتلكاتنا، ثم ننسحب إلى الصخور  العالية وندافع عن أنفسنا حتى يقتل آخر رجل منا !».

وبعد أن دمر الروس القرية كتب أحد الشعراء » … لقد  ذبحوا الأطفال كأنهم نعاج ، وقتلوا الشيوخ كأنهم شباب ، واستباحوا النساء كأنهن  بغايـا . لم يبق في القرية حجر على حجر، أو جذع على شجر، أو طير على غصن ، أو طفل  على ذراع ! … الموت يحصد بمنجله الرؤوس، والمرض ينتشر في الجو كالضباب والوباء  الفتاك يطل برأسه الأسود على القرى المقوضة، وينعق على خرائبها كالغراب  « .
وفي إحدى القرى كان عدد  الشراكسة المدافعين حوالي 70 شخصاً ، وكانوا مسلحين بأسلحة تقليدية وبنادق عادية ،  وبعد مقاومة عنيفة لم ينج من هذه المعركة سوى طفل صغير، لم يبق له إلا أن يلحق  بالقوة التي دمرت قريته وقتلت أباه وأمه، ويصف أحد الضباط الروس هذا المنظر المؤلم  قائلاً :» خلف القوة مشى ولد رث الثياب حافي القدمين مطرقاً، يحدق في الطريق  المتربة ، وبعد أن قطعت العربة الطريق الذي يتلوى كالأفعى صاعداً إلى قمة الجبل  توقف الولد وانتظر حتى ابتعدت القوة قليلاً، ثم استدار وألقى نظرة مفعمة باليتم إلى  القرية التي ترقد في الأسفل، كان الطفل يهجر إلى الأبد مسقط رأسه، هذا الطفل  الشركسي الذي فتح عينيه على العاطفة والجمال ، صدمته الحياة بقسوة ووحشية باقتلاع  جذور عائلته ، وبينما كانت عيناه جامدتين على قريته الصغيرة ، عادت إلى مخيلته  الأهوال والمصائب التي حلت بها وكيف قتل الجنود أباه وأمه ، وفكر بأنه لم يبق له  أحد يناديه يا زكريا ، تنهد بعمق ومسح بظهر كفه دموعه ، ثم انطلق بسرعة ليلحق  بالقوة . كان موقناً بأنه أصبح يتيماً يتماً كاملاً ، ولا يعرف شيئاً عما يخبئه له  الغد  « .
مع حرب الإبادة ،  وانتشار الأمراض والأوبئة فقد الشركس الأمل في الحياة والبقاء . وقد تم اقتلاع  وإبعاد معظمهم إلى الشاطئ لانتظار تنفيذ عمليات التهجير القسرية ، والتي تمت  بمباركة تركيا أيضاً خدمة لمصالحها السياسية والعسكرية والأمنية والديمغرافية  .
فماذا يمكن للإنسان أن يحمل  معه ؟ سلاحه وابنه وماله . كان منظر هؤلاء وهم يهجرون إلى الأبد قراهم التي أحرقها  الروس يدعو إلى الحزن العميق ، وقد مات الكثير منهم بسبب الجوع والبرد والمرض. يصف  أحد الضباط الروس منظر هؤلاء : » رأيت أناساً رجالاً ونساء مستلقين على الأرض  فراداً وجماعات ، وأحياناً بشكل صف طويل ، بعضهم انكب على وجهه أو على جانبه ،  والأكثر كان مستلقياً على ظهره وقد عقدوا أيديهم على صدورهم . مشيت ماراً فوق الجثث   ، ورأيت إحدى الجثث وقد غطى وجهها قلبق شركسي ، ووقف أمامها حصان دون سرج ، وقد  أخفض رأسه ولاحظت أن الحصان كان هزيلاً جداً ، حيث ظهرت عظام ظهره، وغار بطنه ،  وفهمت أنه يقف بصعوبة وقد قرر الموت إلى جانب صاحبه ، وعندما أدرت وجهي جانباً رأيت  امرأة عجوزاً وجهها مغطى بمنديل صوفي، ظهر من تحته شعر رمادي طويل ، وصبياً  متقوقعاً على نفسه حتى أن ركبتيه قد وصلت إلى ذقنه، وامرأة شابة بثوب ذي صدر مفتوح ظهر منه صدرها الناصع المغطى بالندى، وكانت شفتاها المغلقتان بقوة قد ارتختا قليلاً  عند الجوانب فبدت وكأنها في شبه ابتسامة ، ويدها ملقاة إلى جانبها ، وبين أصابعها  قميص طفل صغير، فتشت عنه فلم أجده ، كم كانت هذه المرأة الشابة جميلة ! رموش طويلة،  فم صغير ، أنف أقنى كأنه محفور من العاج ، شعر كستنائي، كانت رائعة الجمال وهي جثة  هامدة ، فكيف لو بقيت مليئة بالحياة . وانتبهت إلى ملابسها ، ثوب زهري اللون بأزرار  معدنية، وقميص ذو ياقة عالية ، وحذاء أحمر لطيف في قدميها الصغيرتين ، هل كانت  دائماً ترتدي هكذا، أم أنها لبست أجمل ما عندها لتقف أنيقة أمام الله  !! « .
بعد أن تجمع الناجون من أهوال  الحرب عند شواطئ البحر الأسود ، بدأت السفن التركية عمليات الترحيل الجماعية التي  لم تعرف البشرية مثيلها من قبل . حوالي 1.5 مليون قوقازي هجر إلى تركيا (300) ألف  إنسان ماتوا غرقاً في البحر  .
يقول أحد الضباط البولونيين في كتابه ( السنة الأخيرة لحروب الشركس من أجل الاستقلال) » لقد كان الأتراك في منتهى الطمع والجشع إلى الحد الذي قاموا  فيه بحشر أكثر من ثلاثمائة أو أربعمائة شخص على سطح المركب الذي لا يستوعب في  الأحوال العادية إلا لستين شخصاً،وكل ما قام الشراكسة بحمله من الزاد لم يكن يتعدى  حفنات من القمح ، وبراميل صغيرة من الماء  .
وعندما كان الطقس يتحسن، كانت تنتظر الشركس مصائب جديدة ، إذ أن سكون  الرياح كان يمنع الإبحار (هذا معناه طول مدة الرحلة) وعندها كانوا يستسلمون لموت  بطيء ومريع من الجوع والعطش، وهناك حوادث مرعبة حـول غرق واحتراق عدد كبير من السفن  مع ركابهـا، وموت نصف المهاجرين على متن عدد آخر من السفن ، فرموهم في البحر، قبل الدخول إلى ميناء طرابزون التركي« ويضيف :
» إن الذين وصلوا إلى هنا في أوائل الشتاء كان عددهم يقارب 12000 مهاجر ماتوا جميعهم تقريباً بسبب الجوع والمرض وعدم توفر ظروف المعيشة والحياة،  وكانت المؤن التي توزع من قبل الجنود الأتراك عبارة عن رغيف واحد لكل شخص. ولكن  أغلب المهاجرين لا يحصلون على شيء، لأن المؤن كانت قليلة، وكان عليهم انتظار دفعات  أخرى من الخبز وهذا طبعاً في يوم آخر  « .
» كان هناك عدد كبير من الموتى بحيث بلغت الجنازات عدداً غير محتمل ، وصوت نواح النساء كان يرتد صداه المرعب بعد أن يرتطم بالجبال المحيطة . وبعد هذا  رقص الأطفال وغنوا مكملين تلك اللوحة الحزينة المبكية . ورغم تلك المأساة بقي  إيمانهم بالله قوياً ، فعندما يـدعو المؤذن المؤمنين إلى الصلاة يقوم الرجال  المتوضئون بالتجمع حول أئمتهم كل مع قبيلته، فيخلعون أحذيتهم ويمدون معاطفهم على  الأرض ، ثم يصطفون متجهين إلى القبلة ووجوههم ولحاهم الطويلة ولباسهم ، كل ذلك كان  منسجماً مع الوضع القاسي الذي كانوا فيه، وأستطيع القول بأن منظر هؤلاء الرجال  بأيديهم النحيلة المرفوعة إلى السماء قد أدهشني ، وأشعة الغروب الحمراء صبغت المنظر  بشكل أضفى عليه مظهراً شديـد القسوة والتأثير . تلا الإمام آيات القرآن بصوت رخيم ،  فرد الجميع خلفه ثم سجدوا ووجوههم إلى الأسفل ، وكانت سيوفهم (قاماتهم) ومسدساتهم  تصدر صوتاً خاصاً يذكرنا بالحرب  « .

يصف أحد الشعراء جموع المهجّرين قائلاً  :

ألقوا بهم على شاطئ البحر   ، وتركوا لمصيرهم الفاجع  .
لقد  هلكوا من الجوع والبرد  .
كانوا  على طول الشاطئ أحياء وأمواتاً  .
ملقى بهم عراة  .
الغربان الغربان تنعق فوق رؤوسهم  .

وفي الجانب الآخـر للشاطئ بدأ الضباط والجنود الروس  يغنون بمرح، ويرفعون أنخاب النصر العظيم، بانتهاء الحرب الروسية القوقازية (المجيدة)!! 

  

http://forum.adigastars.com/showthread.php?t=956#

تعليقات – تـتـمـّة

[ Posted by شركسي في المنفى, August 10, 2009 12:14 PM ]
ورد التّالي على إحدى المواقع الألكترونيّة واسم الموقع: “منتديات عيونك” لأحد الأعضاء الشّركس للموقع وكانت المشاركة بعنوان، “هل تعلم عن تعريف الشعب الروسي الذي هو ليس بصديق؟” وجاء في المشاركة: “يا من تدّعي بروسيا، القفقاس، يا من تفتخر بروسيا، يا من أخذ لسانك على استبدال روسيا بالقفقاس، يا من تدعم النّشاطات الرّوسيّة، ويا من تشارك بذكرى الإنضمام طوعا إلى روسيا. أتدري من هم الرّوس؟؟ إنهم من قلّص عددنا، وقتل شيوخنا، وحرق شبابنا، واغتصب نسائنا، ونبش قبورنا، وأباد حقولنا، ولوّث أرضنا بجنسيّاتهم الحقيرة، ولوّث لغتنا بكلماتهم الدخيلة، إنّهم من سلبنا جبالنا ومياهنا وبحرنا. إنّهم السّبب في وفاة أكثر من نصف مليون روح على طريق الهجرة، وقذف أم لإبنها من السفينة، خشية ان يحترق معهم، وتشردنا في اكثر من عشرين دولة. إنّهم من عرقل وحدتنا الى الأبد، ومن حرمنا جنسيتنا، وحرمنا دولتنا كأي دولة أخرى على الأرض. ترى ما حجم سعادتك اذا فتحت الأطلس يوما وقرأت شركيسيا؟ ما حجم سعادتك اذا رأيت منتج كتب عليه: (صنع في شركيسيا)؛ ما حجم سعادتك اذا كنت تحمل جوازا شركسيّا و جنسيّة شركسيّة؟ ماحجم سعادتك لو كان كل شركسي على الأرض يتكلّم لغته؟ يقولون: إنس الماضي والّذي حدث حدث، ونحن أولاد اليوم. وأقول لهم: إنّ سبب شقائنا هو الذي حدث في الماضي، والمستقبل يبنى على الماضي. يقولون: الشّعب الشّركسي الصّديق والشّعب الرّوسي الصّديق. وأقول لهم لا، نحن سلف من قتلتم وهجّرتم، فكيف أصادق أو أنسى من قتل جدّي أو هجّره؟؟؟؟؟؟ فأقول لهم نحن الشعب الشّركسي الحاقد، ويوما بعد يوم يزداد الحقد، ويزداد. لذلك تذكّر أيّها الشّركسي، أيّها الصّقر الجبلي، إنّ لك عشاً في القفقاس، وإنّ لك عدوا سحق عشّك واصطادك، فأصبحت قابلا للانقراض، وعشت في محميّة خارج وطنك، هكذا حالنا في المهجر. وتذكّر دا ئما، لن تكون شركسيّا إلّا في شركيسيا. ولن ننسىى أعدائنا. الّروس، لعنهم الله. اللهم يامن لا يرد سائلا، ولا يخيّب للعبد وسائلا، اللّهم ارحم شهداء المسلمين، وفك أسر المأسورين، وانصر المظلومين، اللهم وحّد صفوفنا، واعل كلمتنا، واجمع شملنا، وأرنا في روسيا وكل من عادى الإسلام يوما أسودا يا ربّ العالمين، اللّهمّ إنّا نسألك الشّهادة على أرض الوطن؛ اللّهم آمين، اللّهم آمين، اللّهم آمين. والسّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.” وأنا أزيد على ما سبق قول الشّاعر أحمد شوقي: وطني لو شغلت بالخلد عنه/نازعتني إليه بالخلد نفسي! والسّلام ختام

[ Posted by adiga pshasha, May 13, 2011 12:07 PM ]
بدأت هجرة الشركس من القفقاس لاول مرة
عام 1858بشكل متقطع ، وفي النصف الثاني من
القرن التاسع عشر ، وعلى وجه لاالتحديد
خلال الفترة الواقعة بين عامي 1864 – 1878 .
واستمرت الهجرة الجماعية وامتدت الى عام
1900 ،
بعد ان اجبروا على ترك وطنهم بمختلف
الاساليب اليعسفية والقمعية وقد توجهوا
الى
اقطار الشرف الاوسط التي تربطهم بها
صلات
روحية ووشائح دينية ، فهم أخوة في الدين
مع مواطني هذه الاقطار .

لقد احتل الروس في عهد القياصرة اواسط
اسيا الى ان وصلوا الى القفقاس بعد حرب
ضروس استمرت قرنا كاملا مع الزمن ، خاضها
الشركس ضد الغزاة الروس في سبيل الله
والحرية والدفاع عن تراب الوطن . وكان
حكم
القياصرة الروس يتصف بالطغيان والظلم
والتعسف ، كما خلا من جميع مقاييس
الانسانية .
وكان الروس يهدفون من استخدام القوة
والعنف البالغين في معاملتهم للشركس الى
تفريغ البلاد ، او على الاقل تقليص عدد
الشركس فيها لدوافع استعمارية
واستيطانية
واستغلال الثروات الدفينة التي تضمها
ارض
القفقاس .

Share Button

الجزيرة: المؤتمر الدولي للغة الشركسية بالأردن

1_858178_1_23

الاثنين 19/10/1429 هـ – الموافق20/10/2008 م (آخر تحديث) الساعة 1:11 (مكة المكرمة)، 22:11 (غرينتش)

عقد بالعاصمة الأردنية عمان المؤتمر الدولي للغة الشركسية التي يتقنها تحدثا وكتابة 8% من الشركس، وقد حذرت اليونسكو من انقراضها في عشر سنوات. تشكل مدرسة الأمير حمزة خطوة مؤسسية لصون اللغة ضمن محاولات كثيرة بذلت، وتكمن المشكلة خارج المدرسة حيث لا يتحدث بها الشركس في بيوتهم مما جعل 92% ممن هم أقل من 35 سنة لا يفهمون لغة الأجداد.

المصدر: الجزيرة

http://www.aljazeera.net/Channel/Templates/Postings/DetailedPage.aspx?FRAMELESS=false&NRNODEGUID=%7B7EB1DB89-8C4B-4A24-AAB0-D69B867B0389%7D&NRORIGINALURL=%2FNR%2Fexeres%2F7EB1DB89-8C4B-4A24-AAB0-D69B867B0389.htm&NRCACHEHINT=Guest

Share Button

وكالة أنباء القفقاس: القبردي ـ بلقار تسعى لتكون منطقة آمنة في روسيا

نالتشك/وكالة أنباء القفقاس ـ قال نائب رئيس لجنة الاتصالات في مجلس الدوما إلياس مسلموف إنه ينبغي على القبردي ـ بلقار رسم صورة جديدة لنفسها كمنطقة روسية آمنة للحياة والاستجمام متطورة وناجحة.

جاء ذلك خلال اجتماع مائدة مستديرة عقد في العاصمة نالتشك تحت عنوان “المستقبل الاستراتيجي للقبردي ـ بلقار لغاية عام 2022” عقده حزب روسيا المتحدة الحاكم بالتعاون مع وكالة أنباء روسبالت.

وأكد مسلموف أن تحسين صورة الجمهورية داخل روسيا وخارجها رهن بما ستقوم به الحكومة المحلية وبسياساتها مسترسلا: “يجب على القبردي ـ بلقار ألا تفتخر فقط بأبنائها المعروفين وأفرادها الرائعين فقد منح الله هذا البلد معجزة حقيقة هي جبل ألبروز المعروف في كل أنحاء العالم أجمل وأعلى قمة في القفقاس. بفضل ألبروز غدت هذه الجمهورية أحد أجمل الأماكن على وجه الأرض. هذه هي الصورة التي يجب رسمها”.

كما أشار نائب رئيس الأجندة الفدرالية لشؤون الشباب دنيس كرافتشنكو خلال الاجتماع للدور المترتب على روسيا لجعل القبردي ـ بلقار تحتل مكانتها في الأذهان كمنطقة تنعم بالأمن مواصلا: “يجب إشراك القبردي ـ بلقار ببرامج الرأي العام العالمي للنقاش الحر حتى تتمكن من التوصل لإجابات حول مشاكل استراتيجيات التطوير المستقبلي للبلاد”.

من جهته قال رئيس فدرالية نقابة القبردي ـ بلقار وعضو المجلس المدني الروسي بشيكان تاووف إن أحد شروط تحسين صورة البلاد داخل وخارج روسيا هو ما تقوم به إدارة الجمهورية لتحقيق هذا الهدف وأوصى قائلا: “علينا أن نشرح للمستثمرين بأنه يدير الجمهورية الآن طاقم احترافي بالمعنى الحقيقي وبأن مؤسساتنا شريك آمن للتجارة”.

 

http://www.ajanskafkas.com/haber,21280,1575160416021576158515831610_1600_1576160416021575.htm

Share Button

الرأي: مئات المتظاهرين فـي موسكو يـطـالـبـون باستقالـة بوتين

موسكو – وكالات – تظاهر مئات الناشطين من حركة سوليدرنوست الروسية المعارضة امس في موسكو مطالبين باستقالة حكومة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.

وجرت التظاهرة وهي الاولى التي ترخص الحركة القيام بها، في هدوء اجمالا. الا ان الشرطة اوقفت سبعة ناشطين موالين للحكومة كانوا يحاولون رفع لافتات تندد بالحركة المعارضة حسب وكالة انترفاكس وموقع المعارض كسباروف.

واعلنت سوليدرنوست ان 400 شخص شاركوا في التظاهرة في حين افادت وسائل الاعلام عن مشاركة 300.

وينظم معارضو النظام الروسي بانتظام تظاهرات غير مرخص لها تقمعها قوات الامن وفي نهاية كانون الثاني اعتقلت الشرطة عشرات الناشطين خلال يوم احتجاجي.

واسس بطل الشطرنج غاري كسباروف في كانون الاول الماضي ائتلاف سوليدرنوست الذي يجمع قوى غير متجانسة تتراوح من الاحزاب الليبرالية والمدافعين عن حقوق الانسان الى ناشطي اليسار المتطرف.

من جهة اخرى نظم الحزب الشيوعي الروسي في مدينة نيجني نوفغورود (400 كلم شرق موسكو) تظاهرة احتجاج على اجراءات احتواء الازمة الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة وشارك فيها نحو 700 شخص حسب انترفاكس.

من جهة اخرى اعلن نائب وزير الدفاع ان اجمالي عدد الجنود الروس الذين قتلوا اثناء الحرب التي اندلعت في العام الماضي مع جورجيا وفي الفترة التي تلتها بلغ 64 جنديا روسيا.

واصيب 283 جنديا اخرين ويوجد ثلاثة في عداد المفقودين.

وقال الجنرال نيكولاي بانكوف في مقابلة مع اذاعة ايكو موسكفي ان هذه الاحصائيات تم تسجيلها في الفترة من الثامن من اغسطس اب الى الرابع والعشرين من اب.

وخاضت روسيا وجورجيا حربا استمرت خمسة ايام في اب عندما صدت القوات الروسية هجوما جورجيا على اقليم اوسيتيا الجنوبية الذي انفصل عن حكم جورجيا في اوائل التسعينات. وتقول جورجيا ان 228 مدنيا جورجيا و169 جنديا قتلوا في الحرب.
25-شباط/فبراير-2009

http://www.alrai.com/pages.php?news_id=257138#top

Share Button

الجزيرة: بين الصديق المكروه والعدو المحبوب

بين الصديق المكروه والعدو المحبوب
علاقات روسيا مع العرب أحلام وآمال تنتظر الواقعية
conf

اتسمت الجلسة الثانية من ملتقى مركز الجزيرة للدراسات حول العلاقات العربية الروسية بحدة النقاش بشأن التعاون السياسي والدبلوماسي، سواء لجهة تصنيفه في إطار الحنين للماضي أو القراءة الواقعية للمتغيرات الدولية التي وضعت العلاقات بين الطرفين في ثنائية غريبة وهي “الصديق المكروه والعدو المحبوب”.

أدار الجلسة رئيس تحرير قناة الجزيرة الإنجليزية إبراهيم هلال، الذي تحدث عن الصورة التي يحاول الجيل العربي “القديم تحديدا” إطلاقها على روسيا المعاصرة بألوان سوفياتية لم تعد أصلا موجودة إلا في ذمة التاريخ، الأمر الذي منح الجلسة ومنذ البداية زخما سجاليا اتضحت حدته في مداخلات الحضور والضيوف والمشاركين.

الدكتور عاطف عبد الحميد، أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة القاهرة، قدم في مستهل الجلسة عرضا للوضع الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وبروز وريثته الشرعية روسيا على مدى عقدين منذ مطلع التسعينات إلى العام 2000، ثم بعده إلى الوقت الراهن.

وتحدث د.عبد الحميد عن تداعيات الوضع الداخلي في هذه الفترة على السياسة الخارجية الروسية في إطار ما سماه قوى الطرد والجذب المركزية، في إشارة إلى التحولات السياسة والاقتصادية الداخلية التي جعلت من روسيا “وريثة حطام مهلهل” دفع بالقوة العظمى إلى مجرد دولة إقليمية منزوعة المخالب ومتهالكة القدرات الاقتصادية.

وركز المتحدث نفسه على أن حرب الشيشان لعبت دورا سلبيا في إمكانية تطوير العلاقات الروسية العربية في هذه المرحلة، لا سيما مع محاولة الغرب تحجيم الدور الروسي وحصره في خانة “محاربة المسلمين” و”دولة المافيا وتجارة الرقيق والمخدرات”.

وفي إطار ما سماه “مراكز الجذب” أشار المحاضر إلى ظهور البراغماتية الروسية في عهد فلاديمير بوتين، مشيرا إلى تمسك موسكو بمفهوم الأمن القومي واستفادتها من ارتفاع أسعار النفط والغاز لتحديث قدراتها العسكرية والعودة تدريجيا إلى الساحة الدولية، وصولا إلى خوض مواجهة عسكرية مع جورجيا، واستخدام الطاقة سلاحا سياسيا، لا سيما مع الجمهوريات السوفياتية السابقة الساعية للخروج عن مجالات التأثير الروسي، كما هو الحال مع أوكرانيا.

 

 

السياسة الأوراسية
من جانبه ركز السفير الروسي السابق لدى واشنطن فاتسيلاف ماتزوف على أن روسيا -التي تمتد من المحيط الهادي شرقا إلى بحر البلطيق غربا- لديها من المقومات ما هو كفيل بجعلها فاعلا في الساحة الدولية بقوة.

واعترف في الوقت ذاته بأن العودة الروسية إلى الساحة الدولية لم تكن ممكنة لولا نجاح الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين بفرملة تداعيات الانهيار عبر إعادة هيبة الدولة وسيطرتها على مقدراتها القوميةوعن حالة الانحسار الكبير التي شهدتها العلاقات الروسية العربية في عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، لفت الدبلوماسي الروسي السابق النظر إلى سيطرة اللوبي اليهودي على 65% من المقدرات الاقتصادية الروسية التي تجمعت في يد سبعة أشخاص جميعهم كانوا ولا يزالون أعضاء في مؤتمر اليهود الروس ويحظون بتأييد الغرب الذي كان يسعى لتفكيك روسيا إلى دويلات.

ومن هذا المنطلق، قدم السفير ماتزوف قراءة دقيقة للسياسة الخارجية الروسية المستندة على قدمين ثابتتين، أولاهما في آسيا والثانية في أوروبا، في إشارة واضحة للمصطلح الجيوسياسي المستجد في القاموس الروسي، وهو “التحالف الأوراسي”.

وفي هذا الإطار الكبير يقف العالم العربي والإسلامي -برأي ماتزوف- عمقا إستراتيجيا لروسيا ذات الديانة الأرثوذكسية التي تضم بين مواطنيها 25 مليون مسلم، وأشار إلى أن روسيا قدمت في حقبتها السوفياتية دعما كبيرا للعرب ولا تزال، مستشهدا بتأييد موسكو للمبادرة المصرية، سواء الخاصة بموضوع التهدئة في قطاع غزة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، أو تلك المتعلقة بالحوار الفلسطيني-الفلسطيني.

 

الصديق المكروه

السفير العراقي السابق لدى موسكو عباس خلف قدم قراءة للعلاقات العربية الروسية استند فيها على خبرته الدبلوماسية التي تجاوزت ثلاثين عاما، معتبرا أن هذه العلاقات ببعديها السوفياتي والمعاصر شابها من السلبيات والإيجابيات ما جعلها تتراجع وتتقدم ما بين مد وجزر.

بيد أن الدبلوماسي العراقي السابق حمل الجانب العربي مسؤولية عدم تطوير العلاقات العربية الروسية إلى المستوى المأمول، إما بسبب الأحكام المسبقة التي تسكن عقلية السفراء العرب الموفدين على العاصمة الروسية وجهلهم بالثقافة واللغة الروسية، وإما بسبب افتراض مواقف وتمنيات لا يمكن لروسيا بوضعها الحالي تقديمها.

وخلص خلف إلى وضع العلاقات الروسية العربية في إطار معادلة ذات حدين متناقضين، وهما “الصديق المكروه” في إشارة إلى روسيا و”العدو المحبوب” في إشارة إلى الولايات المتحدة، مما وضع –برأيه- هذه العلاقات في إطار مفارقة غريبة تحمل سمة الشجرة السامقة التي لا تستند إلى جذور قوية تمنحها الثبات في عالم لا يعترف إلا بتبادل المصالح.

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F137B1E2-3C80-47DA-B8B3-0ABA54B575A9.htm

 

 

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات