أرشيف التصنيف: أخبار شركيسيا

أنشئ هذا الموقع من قبل مجموعة من المهتمّين في الشّأن الشّركسي في الوطن الأم والمهجر، ويهدف الى التّركيز على القضيّة الشّركسيّة واعادة بعث الفكر القومي والهويّة الشّركسيّة، وذلك من خلال تجذير التّواصل بين المجتمعات الشّركسيّة في الوطن الأم وأماكن تواجد الشّراكسة في بلاد الاغتراب والمهجر، وكذلك متابعة المستجدّات على السّاحة الشّركسيّة وفتح المجال أمام الباحثين والمتخصّصين والمتابعين لقضايا الأمّة الشّركسيّة وذلك للتّمكّن من

مشاركاتهم المتعلّقة بالقضيّة والشّؤون الشّركسيّة

ما أشبه اليوم بالبارحة؟

ما أشبه اليوم بالبارحة؟

 

كما أن الأعمال تقاس بنتائجها، فإن شدة وقع تلك الأعمال تتغير بين المتلقين لنتائجها وتأثيراتها حسب قربهم أو بعدهم من مركز صنع القرارات و/أو المتأثرين منها بمن فيهم الضحايا وذويهم وأحفادهم.

فقد ذكر نبأ يفيد بأن “الشرطة الروسية عثرت على أعضاء بشرية مقطعة في عدد من المجاري تحت سطح الأرض. وذكر تقرير أن قضية الشاب “نيكولاي” آكل لحوم البشر، أثارت الذعر في قلوب كثير من المواطنين الروس، لتبدأ الحكاية بعد أن عثرت الشرطة على أعضاء بشرية. وأضاف النبأ “ومنذ أكثر من أسبوعين والشرطة الروسية تفاجأ بالعثور على أعضاء بشرية مقطعة في المجاري وفي عدد من برك الماء وفي الحدائق العامة دون أن يعلموا من يقف خلف هذه الجرائم البشعة”.World Cablism

ولما العجب ياترى؟ إن هذا المسمّى “بآكل لحوم البشر”، أو ما وصفته الطبيبة النفسانية بأن “حالته تدل على شخصيّة سيكوباتيّة، وبأنه يعاني من أعراض الشيزوفرينيا” وان ذلك يجعله “يشعر بالدونية ولا يهتم بالقوانين”، قام أجداده وأسلافه وأقرانه خلال الحقبة الإمبراطريّة القيصريّة وما بعدها بالقضاء على قبائل وشعوب بالكامل، ناهيك عن القضاء شبه الكامل أو الجزئي على أمم وشعوب عديدة وقاموا بترويع الآمنين في أوطانهم حيث قاموا باحتلال أراضي الآخرين بقوة الحديد والنار.Russian Fascismلقد اقترفوا الجرائم التي شملت الإبادة الجماعيّة بشركيسيا في القفقاس المحتل خلال حرب دامت 101 سنة، وفي أماكن أخرى بما يسمى روسيا الفيدرالية اليوم. وأكبر شاهد على ذلك نيّة الدولة الروسيّة الحالية وبمباركة بعض “المتشركسين” باستضافة ألعاب سوتشي الأولمبيّة الشتويّة لعام 2014 التي أقيمت منشآت قريتها الأولمبيّة ولا تزال تقام على عظام وجماجم ومقابر الآلاف من الذين قضوا نحبهم بسلاح المجرمين أفراد القوات القيصريّة الروسيّة الذين كانوا أكثر عدداً وعدّة وقاموا باقتراف الجرائم النكراء وقضوا قضاءا مبرما على المقاومة الشّركسيّة الباسلة التي أبداها الشراكسة الأبطال دفاعا عن الوطن الغالي.

No Sochiوهنالك مثالا آخر على قيام الدّولة الروسيّة برئاسة بوريس يلتسين ومن بعده فلاديمير بوتن على الهجوم البربري ضمن حربين همجيتين لكن عصريّتين ضد جمهورية الشيشان القوقازيّة في تسعينيات القرن الماضي وتدميرها عن بكرة أبيها، وللتستر على الجرائم والوقائع ولإخفائها كليا قاموا بتولية الأمر لمن ارتضى أن يعمل على إخفاء آثار العدوان البربري الروسي وقاموا باعادة بناء ما خلفته حربا الإبادة من أبنية وشوارع وأحياء سكنيّة وقرى وبلدات ومدن وكل ذلك بأيدي شيشانيّة ارتضت لأن تكون المعول الذي يخفي آثار الجرائم الروسيّة التي لا تزال ماثلة في مخيلة كل من لمسها أو حتّى شاهدها على شاشات التلفاز عندما كانت الآلة الحربيّة الروسيّة تستعمل كل أسلحة الدمار المتوفرة لديها في قصف وردم وتدمير كل شيئ في جمهوريّة الشيشان.

images

وإذا كان الشاب “نيكولاي” قد احتفظ بأعضاء بشريّة في منزله منها كبد صديقه “إيفان”، فهذا ليس غريبا أيضاً لأن المجرمين والقتلة البرابرة في القوات القيصريّة الرّوسيّة الذين اغتالوا الزعيم القوقازي الداغستاني حاجي مراد الذي اشتهر أيضا من خلال الرواية التي كتبها الأديب الروسي الشهير تلستوي باسم “حاجي مراد”،  قاموا بنزع رأسه عن جسده وإرساله عبر حاكم القيصر في القوقاز كهديّة إلى سان بطرسبورغ لكبير المجرمين، الإمبراطور في ذلك الوقت، حيث حفظت الجمجمة في البداية في الأكاديميّة الطبية العسكرية وبعدها في متحف الأنتروبولوجيا والاثنوغرافيا (كونستكاميرا) الواقع في سان بطرسبورغ، حيث رفضت السلطات الروسيّة في السنوات الماضية وتحت حجج واهية تسليم الجمجمة لمن طلبها من أبناء قوميته لدفنها في قبره إلى جوار رفاته.

images (2)

ويذكّر ذلك أيضا بما ذكر في التّقارير والشّهادات عن الحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة والإبادة الجماعيّة الشّركسيّة عن وصف صحيفة كوريير دي أورينت عن “مشهد لأكلة لحوم البشر بدى في قرية هفيفا في منطقة الشّابسوغ. كان رجال القرية على الحدود لخدمة المواقع الحدوديّة. ومستفيدين من عدم وجودهم، أطبق جنود القيصر على بقيّة السّكان، الذين كانوا عزّلا من السّلاح، فقتلوهم وحرقوهم ونهبوهم. وبين أعداد الضّحايا كان هناك ثمانية عشر امرأة مسنّة وثمانية أطفال وستة رجال مسنّين. على ظهر إحدى النّساء المذبوحات تركت لافتة تحوي الكلمات التّالية: إذهبي واشتكي لملكة بريطانيا، الّتي ذهب إليها نوّابكم يطلبون المساعدة”. وعلى جسد ولد صغير تم العثور على هذا النّقش: ‘إبقى هنا بدلا من الذهاب لبيع نفسك إلى حماتك، الأتراك’. وأخيرا، على جثة رجل مسن، حيث أخرجت عيناه من مكانهما، كان النّص التّالي: إذهب وانضم إلى نوّابك، وسوف تجد بعض أخصّائيّي العيون الجيّدين” –  في باريس”.

images (3)

وقام نيكولاي كذلك بالتذكير بسيّئ الذّكر المجرم زاس وهو أحد الجنرالات في القوات الروسية في القوقاز الّذي كان يقوم بقطع وجمع رؤوس الشراكسة ويقوم بغليها ووضعها في مكان نومه لمدة معيّنة وهو يتجلّى في اشتمام رائحتها (هذا إذا لم يكن يلتهم أجزاء بعضها) ثم كان يقوم بإرسالها إلى برلين في ألمانيا إلى أصحابه ليقوموا باستعمالها في الأبحاث الطبية والعلميّة، وجاء كذلك في التقارير والشهادات عن الحرب الروسية – الشركسية حسبما ذكر عن “ديكابرست لورير” بأن “زاس، وبالقرب من معسكره، وعلى رأس تلّة صغيرة معدّة خصيصا، تمّ تثبيت رؤساء شركسيّة على أسنّة الرماح، وتركت لحاهم تحلّق في الهواء. كان مزعجا للغاية لرؤية هذا المشهد. وفي يوم من الأيّام، وافق زاس على إزالة الرّؤوس عن الرّماح بعد طلب من سيّدة ضيفة، وكنا ضيوفه أيضا في ذلك الوقت. عندما دخلت غرفة الدراسة الخاصّة بالجنرال، صدمت برائحة قوية وتثير الاشمئزاز. تبسّم زاس وقال لنا إن هنالك صناديق تحوي رؤساء قد وضعت تحت سريره. بعدها سحب صندوقا كبيرا موجودا فيه رأسين يبدوان رهيبين وبأعين كبيرة. سألته لماذا يحتفظ بهما هناك. فأجاب: “أنا أقوم بغليهما وأنظّفها وأرسلها إلى أصدقائي الأساتذة في برلين لدراسة التّشريح”. وتزيد كذلك بأن “النّساء القازاخستانيّات الرّوس كانوا يسيرون في ميادين القتال وتقمن بقطع رؤوس الرّجال الشّركس، بعد إنتهاء الحرب. الجنرال زاس، الألماني الأصل كان يدفع لهم مبلغا جيّدا من المال لفعل ذلك. إلى أنه حذّر من قبل مسؤوليه للإقلاع عن ذلك، حيث واصل زاس غلي وتنظيف وإرسال عدد كبير من الرّؤس إلى برلين.

Zass Crimes

تقول الحكمة “الآن بعد أن انتهى كل شيء، ماذا فعلتم حقا بالأمس بحيث يجدر ذكره”؟images (4)

فهل سيقوم أطباء نفسيّين آخرين بتشخيص القادة والزعماء الذين قاموا بمباركة وتنفيذ كل الجرائم التي تم تنفيذها؟ أرجو ذلك…

إيجل

Share Button

خبرني: الشرطة الروسية تقبض على آكل لحوم البشر وبحوزته كبد صديقه

خبرني: الشرطة الروسية تقبض على آكل لحوم البشر وبحوزته كبد صديقه

55791_51802

خبرني- رغم أن كثيرين يظنون “آكلي لحوم البشر” لا وجود لهم إلا في عالم الخيال أو الأفلام؛ فإن هذا الأمر تحول إلى واقع شديد الغرابة في “روسيا”، بعد أن عثرت الشرطة على أعضاء بشرية مقطعة في عدد من المجاري تحت سطح الأرض.
وذكر تقريرأن قضية الشاب “نيكولاي” آكل لحوم البشر، أثارت الذعر في قلوب كثير من المواطنين الروس، لتبدأ الحكاية بعد أن عثرت الشرطة على أعضاء بشرية.
ومنذ أكثر من أسبوعين والشرطة الروسية تفاجأ بالعثور على أعضاء بشرية مقطعة في المجاري وفي عدد من برك الماء وفي الحدائق العامة دون أن يعلموا من يقف خلف هذه الجرائم البشعة.
وأثار هذا الأمر فزعًا في موسكو؛ حيث قالت فتاة روسية لـMBC إن وجود آكلي البشر يمثل كابوسًا مرعبًا للجميع، خاصةً أن هناك أطفالاً، مؤكدةً أن هذه الظاهرة بدأت تظهر بكثرة في الفترة الأخيرة باعتبارها انحرافات سلوكية، معبرة عن سعادتها بتمكن الشرطة من القبض على “نيكولاي”.
أما أحد الشباب الروس فيصنف ما حدث بأنه ضمن قائمة الجنون، لكنه أوضح أن هناك عوامل كثيرة ساعدت على زيادة ظاهرة العنف في المجتمعات بسبب ظهور هذا العنف على وسائل الأعلام وفي الأفلام.
وأزاح اعتقال “نيكولاي” آكل لحوم البشر كابوس الرعب الذي شعر به سكان العاصمة، بعد أن عثرت الشرطة على أعضاء بشرية في منزله، من ضمنها كبد إيفان صديق القاتل “نيكولاي”، بعد أن استدرجه الأخير وقتله وأكل بعض أحشائه.
كما عثرت الشرطة على جثة أخرى كان “نيكولاي” قد بدأ في تقطيعها. واكتشفت الشرطة أن القاتل مدمن المخدرات.
وذكرت الدكتورة “يلينا سيرجيفنايا” الطبيبة النفسية أن حالة “نيكولاي” تدل على شخصية سيكوباتية، ويعاني من أعراض “الشيزوفرينيا”، وهو ما يجعله يشعر بالدونية ولا يهتم بالقوانين، كما أنه يشعر بأنه غير ناجح في حياته، كما أن من يرتكب هذه الجرائم تكون لديه طفولة قاسية.

http://khaberni.com/more.asp?ThisID=55791&ThisCat=59

Share Button

نداء بخصوص الشركس المتواجدين في سوريا

نداء بخصوص الشركس المتواجدين في سوريا

وجّهت إدارة ومُسْتخْدِمي موقع إيلوت (eLot.ru ) الألكتروني الشركسي نداءا إلى كلٍ من رئيس الإتحاد الروسي ورئيس الجمعية الشركسية العالمية ورئيس جمهوريّة قباردينو – بلقاريا ورئيس جمهوريّة قراشاي – شركيسيا ورئيس جمهوريّة أديغيه وإلى كافّة التنظيمات الشّركسيّة حول العالم يتضمّن عرض موقف الجالية الشركسية في سوريا وضرورة الإسراع في مد يد العون لها في هذه الظروف الصعبة وجاء في النداء:

تواجه سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية أزمة إجتماعيّة – سياسية صعبة والتي تحولت إلى مواجهة مسلحة بين الجيش الحكومي وهياكل الشرطة من جانب وجزء من المدنيين من جانب آخر. وقد لقي ولا يزال يلاقي المئات من الناس خلال المناوشات حتفهم، وتستعد البلدان المجاورة لسوريا لاستقبال أمواج اللاجئين.  ويوجد هناك خطر حقيقي لاندلاع حرب أهلية شاملة.

ونحن نشعر بالقلق من هذا الموقف حيال محنة المجتمع الشركسي هناك، الذي يقف أمام خطر السقوط في طواحين الأزمة السياسية، التي حدث مثيل لها مع المجتمع الشركسي في منطقة كوسوفو للحكم الذاتي في جمهورية يوغوسلافيا المتحدة (السابقة) في السنوات من 1998 – 1999. ومايزيد هذا القلق هو أنه لا يوجد أي معلومات مُحَدّثة موثوقة صادرة عن الشتات الشركسي في سوريا نفسها، ومحدودية فرص الحصول على المعلومات عن التطورات ذات الصلة في البلد بشكل عام. في هذه الأوقات العصيبة التي تمس أهلنا، ونشعر ملزمين أخلاقياً للوقوف إلى جانبهم للقيام بأي جهد ممكن من أجل تخفيف محنتهم.

ونطالبكم بإصرار على اتخاذ تدابير فوريّة لبحث الموقف مع سوريا ومع الجالية الشركسيّة هناك لضرورة إجلاء أفرادها للعودة إلى وطنهم التاريخي.

مع أطيب التمنيات.

http://www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=2422&Itemid=1

أخبار شركيسيا

Share Button

القضيّة الشركسيّة: بين المطامح القوميّة والمطامع الدوليّة – د. نارت قاخونv

القضيّة الشركسيّة: بين المطامح القوميّة والمطامع الدوليّة – د. نارت قاخون


الجزء الأول

لا يوجد في عالم السياسة وقضاياها تمايز واضح قاطع بين الخير والشرّ؛ فالمسألة ليست مجرد اختيار بين أبيض ناصع بياضه وأسود حالك سواده في عالم الطيف السياسيّ، فالاختيارات الممكنة في ظلّ تجاذب الواقع و طموح أصحاب القضايا وأبنائها من جهة – والقضية الشركسية مثال جلي هنا مع افتراض وجود ملامح واضحة للقضية عند من يعمل لأجلها – وتدافع المطامع والمصالح الإقليمية والدولية، هذا التدافع الذي يكون تقاطعاً مرات وتناقضاً مرات أخرى، كلّ هذه التجاذبات تحيل مساحة الاختيارات والتوجهات إلى ساحة مختلطة الألوان تزيد في تنوعها وصعوبة تمييز درجاتها عن ألوان الطيف الشمسي، ممّا يجعل الناشطين لقضياهم مطالبين أن يفاضلوا بين خير الخيرين وشرّ الشرين – كما يقول علماء المقاصد – وليس بين خير بيّن وشرّ ظاهر.

والقضية الشركسية ليست استثناء من القضايا ذات البعد السياسي، بل تكاد تكون العوامل الدولية والإقليمية والقومية في تداخلها وتقاطعاتها أشدّ تعقيداً وأكثر غموضاً في القضية الشركسيّة من غيرها من القضايا؛ فلا نزال لغاية اليوم لا نستطيع حسم الأدوار المختلفة التي لعبتها القوى الدولية في القرنيين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين في تحديد مسار الحالة الشركسيّة، وإن كنّا نتفق على ما قامت به روسيا القيصرية من عمليات إبادة جماعية وتدمير همجي لبلاد القفقاس، فلا يزال الدور العثماني التركي ملتبساً عند البعض – أعني دورها في القرن التاسع عشر الذي شهد نهاية الحروب الروسية على القفقاس دون إغفال دورها (أي الدولة العثمانية) في القرون 15-18 في ظل الصراع مع خانات القرم وإيران وروسيا على القفقاس- فهناك من يرى في الدولة العثمانية شريكاً في المأساة الشركسيّة حين ساهمت في تهجير الشراكسة من أرضهم ووطنهم القفقاس ضمن اتفاقيات أو توافقات مع روسيا القيصرية كجزء من حلّ مشكلاتها المتفاقمة معها، سواء كعمليات تبادل سكاني بمسوغات دينية وعرقية، أو لحلّ مشاكلها الداخلية وحروبها التي لا تنتهي مع سكان أمبراطوريتها الآخذة بالتلاشي والزوال. ومن جهة أخرى يرى آخرون أن تحميل الدولة العثمانية هذا الوزر في القضية الشركسية ظلم لها وتجاوز لواقع الدولة العثمانية آنذاك؛ فالدولة العثمانية في القرن التاسع عشر لم تكن تلك الأمبراطورية التي تفرض حضورها وقوتها على العالم والدول المجاورة كما في القرون 16-18، فالدولة العثمانية في ذروة الحروب الروسية على القفقاس في منتصف القرن التاسع عشر كانت دولة مثقلة بالأعباء الداخلية مرهقة بالتدخلات الأجنبية تواجه مصير زوالها القادم ببقية من كبريائها الأمبراطوري السابق، فلم يكن بإمكان الدولة العثمانية أكثر من أن تساهم بإنقاذ من يمكن إنقاذهم من ضحايا الحروب الروسية على القفقاس حتى لو كان ذلك بتهجيرهم وإخراجهم من أرضهم.

لست هنا في مقام حسم الرأي والقطع به في هذه المعضلة، ولكنني سقتها مثلاً تاريخياً لحقيقة التداخلات الدولية وتدافعات مصالحها وإمكانياتها في تشكيل ملامح القضية الشركسية، فإذا كان هذا جزءاً من الماضي فهو لا شك جزء من الحاضر والمستقبل، فقضية الشراكسة وشمال القفقاس تتجاذبها اليوم مطامع قوى كبرى دولية وأخرى إقليمية وثالثة قفقاسية ورابعة داخلية شركسية! والطلب أن تكون القضية الشركسية قضية خالصة الشركسية لا تتماس مع كلّ هذه القوى والمصالح طلب مستحيل في عالم السياسة والواقع، لذا ينبغي أن يكون الحراك الشركسي على أعلى درجات الوعي والدهاء السياسي يحاول استثمار كلّ هذه التجاذبات لصالح الأهداف العليا للقضية الشركسيّة، ولكن قبل ذلك مجموعة كبيرة من الأسئلة والإشكاليات لا بدّ من بذل كلّ جهد عقلي وفكري شركسي للإجابة عليها وفكّ معضلاتها، ولهذا فللحديث بقية.

الجزء الثاني

أنتهينا إلى أنّ حجم التداخلات الدولية والإقليمية وقوتها في القضية الشركسية يفرض على أصحابها التزوّد بكامل طاقتهم من الوعي والفهم السياسي ليخرجوا من هذه التدافعات بما يعود على قضيتهم بالفائدة ويساهم في بلوغهم غاياتهم دون أن يكونوا أدوات في أيدي غيرهم تُترك متى انتهت المهمة الموكولة لهم ليقول القائل: ليت الذي جرى ما جرى!..وفي المقابل دون أن يكونوا حالة سلبية ساكنة لا تتفاعل مع القوى المتفاعلة ولا تستثمر حراكها لتظل القضية الرشكسية خارج موازين الفعل الدولي وحساباته، ولعل الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة روسيا الاتحادية يشكّل العامل الأبرز في حالة التدافع الدولي والتداخل في المطامع والمصالح؛ فروسيا التي تريد إعادة الدسم السوفيتي لها – وإن كان خالياً من الشيوعية مليئاً بالرأسمالية هذه المرة –لا يمكن أن تفرّط بشمال القفقاس في ظل التوسّع الأمريكي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً على تخوم أمبراطوريتها! إضافة لعوامل داخلية جيوسياسية وديمغرافيّة تجعل من القفقاس قضية مصيريّة لروسيا. وفي الوقت نفسه لا يمكن تجاهل النزوع الأميريكي للسيطرة على العالم ومنه روسيا التي يراد لها أن تظلّ مخنوقة تتحس خواصرها خطراً حتى لا يخرج المارد من قمقمه لتعود حكاية القطبين التي بذلت أمريكا وسعها لاختزاله في قطب واحد هو أمريكا نفسها. وتحت هذا الصراع بين الدولتين تسكن صراعات أخرى إقليمية وقفقاسية تتأثر كلاً أو جزءاً بصراع الدولتين – وليس أدل على ذلك من قضية جورجيا – وهذه الصراعات كلّها تفرض نفسها على القضية الشركسية.

هنا أجد نفسي مضطراً للتذكير بما أراه الدرس الأول في عالم السياسة وهو: لا يوجد في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم، بل هناك مصالح دائمة. والضالعون في السياسة – ولست منهم. ولكن أظن من نفسي شيئاً من العلم والمعرفة يبيح لي القول.- يعلمون تمام العلم أنّ القضية الشركسية لا يمكن لها أن تتحرك بمعزل عن التأثّر والتأثير بمجمل هذه القوى، ولكن السؤال الأهم والأخطر هو: كيف نضمن دوام المصلحة؟ وكيف نخرج من تدافعات هذه القوى دون أن نكون ضحايا لأطماعها وأهدافها المعلنة وغير المعلنة؟ وقبل أن يخرج إليّ من يقول: وهل تملك أنت الإجابة وخطة العمل؟ أقول: لا بد أولاً من تجاوز مرحلة المراهقة السياسية المعتمدة أسهل الإجابات وأبعدها عن الوعي السياسي في الوقت نفسه: أعني بذلك نهج التخوين والتخوين المقابل! واختزال الناشطين للقضية الشركسية بالعمالة لروسيا أو أمريكا! وكأنّ الأمر لا ينفك أن يكون اخياراً بين عمالتين! والواقع أكثر تعقيداً من ذلك وتشابكاً، فحين تتقاطع المصلحة القومية الشركسية مع مصالح روسيا لا يكون الحلّ أن نفوّت مصالحنا أو نرتدّ عليها درءاً لشبهة تقاطعها مع روسيا، وفي المقابل إذا تقاطعت المصلحة القومية الشركسية مع مصالح أمريكا وحلفائها لا يكون الواجب أن نخذل مصلحتنا خوف الاتهام بالعمالة لأمريكا؛ فالخيارات المتاحة أمامنا – كلّ الخيارات- تتقاطع مع هذه الجهة وتتعارض مع الأخرى وبالعكس؛ فالمصلحة القومية الشركسية الخالصة لا توجد إلا في نفوس أبنائها، فإذا أردنا أن نكون فاعلين فلنكن متفاعلين مستفيدين لنخرج من تناقضات المصالح والمطامع الدوليّة سالمين غانمين محصنين بالوعي والإيمان، فإن كانت الأيام تتداول وتتقلّب فلا بدّ أن تقوم للحقّ دولته؛ فدولة الباطل ساعة، ودولة الحقّ إلى قيام الساعة.

د. نارت قاخون


http://www.circassiannews.com/?p=5049


Published on: Circassian News

Share Button

شكراً إلى جورجيا

شكراً إلى جورجيا

 برلمان جورجيا
تبليسي، جورجيا

Tbilisi, Georgia

Rustaveli Avenue, 8

 

سيادة رئيس مجلس النواب الجورجي المحترم،

حضرات نواب الرئيس الأفاضل،

السّادة حضرات رؤساء لجان “الشّوؤن الخارجيّة” و”الشتات وقضايا القوقاز” و”حقوق الإنسان  والتكامل المدني” و”التعليم والعلوم والثقافة” و”القضايا القانونيّة” البرلمانية وأعضائها المحترمون،

حضرات نواب مجلس النواب الجورجي الموقّرون.

 

نستهل هذا الخطاب بإرسال التحيات الحارّة لسيادة رئيس جمهورية جورجيا الأفخم السيد ميخائيل سكاشفيلي ولحكومة جورجيا الصديقة وللشّعب الجورجي العظيم…

 

كانت شركيسيا في يوم العشرين من مايو/أيار 2011 وهي على مشارف يوم انتهاء السنة المائة وسبعة وأربعون على انتهاء الحرب الرّوسيّة/القوقازيّة، مع إهتمام وعطف إنساني لا حدّ لهما عندما قرّرت دولة جورجيا القوقازيّة الصديقة الإعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية التي أصبحت في طي النسيان لدى القريب والبعيد، وأيقن المجرمون خاطئين بانهم نفَذوا من العقاب والحساب على جريمتهم البشعة بحق الأمّة الشركسيّة (الأديغيّه) والإنسانيّة جمعاء.

 

وقد تعرض الشراكسة كما تعلمون إلى حرب مدمرة دامت 101 من السنوات وانتهت رسمياً في 21 مايو/أيار من عام 1864، ونتج عنها القضاء على 50% من مجموع السكان بالإضافة إلى تهجير ونزوح وتوزيع من بقي منهم على قيد الحياة وهم في حالة يرثى لها.

 

لقد سادت الحكمة والمسؤوليّة الأخلاقيّة من خلال هذا الإعتراف الهام وغير المسبوق بأسوأ كارثة إنسانيّة واجهت أي شعب أو أمة في القرن التاسع عشر، حيث قامت القوات القيصرية الروسية بتنفيذ جريمة خرقاء خطط لها مسبقا في الظلام ونفّذت على رؤوس الأشهاد من خلال استعمال القوة الوحشيّة من أجل احتلال أراضي شركيسيا والقضاء على سكانها بأي وسيلة ممكنة.

 

أن صدى هذا الحدث الإيجابي والمدوّي لم يصل ويريح فقط أرواح هؤلاء المظلومين الذين قضوا نحبهم وهم يدافعون عن وطنهم الغالي، بل وتعدّى ذلك أيضاً المكان إلى جميع المجتمعات الشركسيّة في ديار الشّتات وتلك المجموعات المبعثرة في الوطن الأم.

 

ان هذا التحرك الأخوي من قبل البرلمان الجورجي الموقّر بأكمله بدءا بسيادة رئيس المجلس ونواب الرئيس الأفاضل إلى لجانه المختصة ورؤساء تلك اللجان وأعضائها وكافّة نواب البرلمان الجورجي المحترمين سواء في الحكم أو في المعارضة وهم الّذين أبدوا من خلال كلماتهم ومداخلاتهم وتأييدهم تعاطفا إنسانيّا منقطع النظير نحو إخوتهم أبناء الشعب الشركسي وذكر مناقب أبنائه الأبطال المتمثلة بالشجاعة والإقدام والإيثار التي قل مثيلها، ما سيؤدّي إلى تقوية العلاقات المتينة والقديمة قدم تاريخ القوقاز متجذّرة راسخة، بين الجورجيين والشراكسة من طرف وبين كل أمم القوقاز من جهة أخرى، من أجل مستقبل أفضل ومن أجل بناء سلام تنعم به كل شعوب وأمم القوقاز، مثمنّين بأن الدول الشقيقة والصديقة الأخرى ستحذو حذو جورجيا في هذا المثل الرائع بالإعتراف بالحقيقة وبالحقوق المشروعة والتي تتطلّب مثل هذه الإرادة السّياسة القويّة من خلال ديمقراطيّة حقّة.

فمن خلال قرار تبليسي الذي يرسل نداءا إنسانياً خاصاً وصادقا إلى الدولة الروسيّة من أجل عدم التغاضي عن الحوار الإنساني والحضاري في سبيل الإعتراف بحقوق الأمّة الشركسيّة، يتوجّب ان تعلم الّلجنة الأولمبيّة الدّوليّة ان عقد الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة في عام 2014 في سوتشي الشّركسيّة يعتبر استكمالا للأبادة ضد هذه الأمّة التي اكتوت بنار الأبادة الجماعيّة ما أدّى إلى احتلال وطنها الأم من قبل جحافل القوات القيصريّة الغازية.

 

ونطالب دول العالم عامة وبالأخص الإتحاد الأوروبّي لانتهاز هذه الفرصة لتأكيد حقوق كافة الشعوب الأوروبّيّة سواءاً الصغيرة أو الكبيرة منها لاستعادة حقوقها المصادرة وحريتها وحقوقها المنصوص عليها في ميثاق حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة وبالأخص فيما يتعلق بحقوق الشعوب الأصليّة.

 

وبمناسبة حلول ذكرى العيد الوطني لجمهوريّة جورجيا اليوم، المصادف للسادس والعشرين من شهر مايو/أيار، لا يسعنا إلا إلى أن نتقدم بأحر التهاني إلى الشعب الجورجي العظيم متمنين لجورجيا الصديقة دوام التقدم والإزدهار.

 

مجموعة العدالة لشمال القوقاز والجمعيات والمؤسسات الشقيقة

موقع: أخبار شركيسيا

موقع: الإبادة الجماعيّة الشركسيّة

Share Button