يوم 21 أيار عام 1864 يوم تراجيدي في تاريخ شعبنا، حيث يعتبر رسميا يوم انتهاء الحرب الروسية الشركسية التي كانت نتائجها كارثية بالنسبة لشعبنا حيث لم تعد تشركيسيا منذ تلك اللحظة موجودة كأمة واحدة أو كبلاد واحدة يجب القول إن الشراكسة قاوموا طوال 100 عام أقوى وأضخم الجيوش – جيش الإمبراطورية الروسية. لا يوجد أي مبرر لما حدث بعد ذلك وما قامت به الإدارة الروسية من أفعال غير إنسانية وإخراج ملايين الشراكسة قسرا إلى الشواطئ حيث لقوا حتفهم جراء البرد والجوع وذات المأسي استمرت على الشواطئ التركية. لم يبق في الوطن التاريخي سوى 5% من الشراكسة، واستمر التهجير الجماعي حتى عام 1914، ولو لا الحرب العالمية الأولى لانتهت مسألة الشراكسة بصورة نهائية ودون رجعة. نحن نستذكر في كل عام عندما نحيي هذه المناسبة أبطالنا ومئات الآلاف من المدنيين الذين لقوا حتفهم لكن هذا لا يكفي المطلوب اليوم أن يتحد جميع الشراكسة ويقوموا بتأسيس منظمة دولية تستطيع أن تمثل الأديغا في كل العالم وفي البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة. علينا قطع ذلك الطريق الذي قطعته الشعوب الاخرى للوصول إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية للشعب الشركسي لا شيء سواه يستطيع أن يوقف اندثار شعبنا في وطنه التاريخي وأن يعمل على استعادة وحدة الأراضي التاريخية. المنظمات التي أنشئت لحل هذه القضايا تخلت عن مهامها اليوم. فاليوم علينا أن ندرك بوضوح أننا نقف عند نقطة تحول تاريخية كتلك التي واجهت أجدادنا في عام 1864 هناك إحصائيات لم يُعلن عنها رسميا ولكنها حقيقية – أن عدد السكان الشراكسة في جمهورية أديغيا يتقلص سنويا ب 500 شخص. في الوقت ذاته هناك عقبات صارمة توضع أمام عودة الشراكسة إلى وطنهم التاريخي. لنقل بصراحة ووضوح إن روسيا لم تتخذ خلال 145 عاما مضت قرارا واحدا يساعد على حل القضية الشركسية، ولن يجدي التعويل على ذلك بعد الآن بل إنه لأمر خطير ومدمر لشعبنا لأن عددنا يتقلص سنة بعد الأخرى. كل الاحترام والتقدير لأجدادنا الذين واجهوا جيش مسلحا بأحدث أنواع الاسلحة بالسلاح الأبيض فقط. لنحني رؤوسنا أمام مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ الذين قتلوافي تلك الحرب لكن علينا أن نعي بأننا أيضا نتحمل مسؤولية خاصة وهي إنقاذ شعبنا من الاندثار التام أتوجه إلى كل من يسمعني وخاصة الشباب بالقول إن من واجبنا اليوم توحيد كافة قوى شعبنا – الأشخاص الاكثر علما والأشد تمسكا بمبدئه –للعمل على إنشاء منظمة دولية قادرة على طرح جميع القضابا المتعلقة بالإبادة الجماعية أمام المجتمع الدولي – في أوروبا والأمم المتحدة. هذه المسؤولية تقع على عاتقنا… عاتق جيلنا… عاتق الشباب. ذلك الجيل الذي دافع عن أرضه ببسالة … العالم أجمع ينحني أمامهم على شجاعتهم وبسالتهم، غير أن هذا الوضع لن يستمر إلى الأبد ولا يجوز لنا أن نستشهد فقط بهيبة أجدادنا والبطولات التي أنجزوها. صحيح أن العالم ينظر إلينا من خلال بطولاتهم التاريخية لكن علينا واجبنا – فإما أن نوحد صفوفنا وإما أن نختفي للابد.
-مراد برزج رئيس الكونغرس الشركسي-
أخبار شركيسيا