في الذّكرى الأليمة، الوطن الشركسي يبقى فوق الجميع

في الذّكرى الأليمة، الوطن الشركسي يبقى فوق الجميع

21m

إن أهمية شعور أي إنسان بأنّه يعيش حرّا كريما على أرض وطنه التّاريخي لا يضاهيه أي إعتبار آخر، ولكن ليس بطرق غير مقبولة وبأي ثمن، كمن يطالب بالعودة العشوائيّة والحصول على جنسيّة دولة لا تحترم الحقوق ولا المعايير الإنسانية المعمول بها في العالم المتحضّر!

أتوجّه في ذكرى يوم النكبة الشركسية إلى شباب وأبناء وبنات الأمّة المنكوبة والّتي نهب وطنها ودمرت أركانه من قبل القوات الهمجية، التي عمل على إرسالها إلى القوقاز المحتل حاليا، أركان الإمبراطوريّة القيصرية المجرمة، وأوجّه هذه الكلمات لكل من له غيره على عرضه ووطنه ومستقبل أهله وأبناء أمته المنكوبة والمطرودة من الوطن الحبيب إلى أرجاء العالم، والذين حرموا متعة العيش في وطن الأجداد شركيسيا، الذي عمل الأشرار على احتلاله وطمس معالمه وحتّى إسمه من الوجود الذي امتدّ من الواقع إلى الخرائط، وكذلك قاموا بتفريغ الوطن من أهله دون جدوى، فها نحن الأبناء والأحفاد ما زلنا موجودين بعزيمة قوية صلبة لا تعرف الكلل ولا الملل والوطن لا زال يحيا في كياننا الإنساني، ونعمل على تنظيم الصفوف والإعداد من أجل العمل المخلص والبنّاء وبطرق حضارية وقانونية.

إن النشاطات الشّركسيّة الهادفة دأبت تزداد وتترسّخ على أرض الواقع سواء في الوطن المحتل أو في ديار الشّتات رغم الصعوبات المتعدّدة مِمّا أدّى إلى إفراز حقائق جديدة تثبت للقاصي والدّاني بأن العمل المخلص الدؤوب سيزداد ويتسارع ويتعزّز بمشاركة المزيد من أبناء الأمّة الأوفياء الّذين نذروا أنفسهم للعمل للمستقبل الواعد الّذي لن نستشرفه دون الأخذ بأسباب القوّة والمنعة والّتي من أهمّها ترك الأنانيّة والغرور جانبا والتركيز على العمل الجماعي الذي لن تتحقّق الآمال والأهداف إن هي كانت لمآرب وطموحات شخصيّة بحتهْ.

والتّوجه الروسي بعقد الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة في عام 2014 في سوتشي الشّركسيّة وهي أرض للمذابح الجماعيّة ضد الشّراكسة الّذين استبسلوا في الدّفاع عن وطنهم لهو خير دليل على النّوايا والأهداف الرّوسيّة المبيّتة والتّي لا تقيم وزنا لهذه الأمّة الّتي حاولوا القضاء عليها بشتّى الوسائل والسّبل.

demo2010 053

ومن أمثلة حصول الشّراكسة على ما يزيد من قوّتهم ومنعتهم في مسيرتهم الطّويلة نحو تحقيق ما يصبون إليه من أهداف مشروعة، هو ما قدّمه لهم الأصدقاء من الدعم والتّأييد والّذي إن دلّ على شيئ فإنّه يدل على ثبات ورسوخ الإرادة في استرجاع الحقوق الشّركسية المنهوبة وفقا للمعايير الدّوليّة، ولا يسعني إلّا ذكر الوثائق النفيسة التي حصل عليها الشّراكسة مؤخّرا منالأرشيف الوطني في جورجيا، والّتي تحوي الإثبات القاطع والّذي خطّه المجرمون بأيديهم الشّريرة على اقترافهم المذابح والمجازر والتّهجير وكافّة أصناف الجرائم الّتي لم يتوانى جنود الإمبراطوريّة الرّوسيّة البائدة من القيام بها وبموجب أوامر رسميّة استلموها من أركان الدّولة الرّوسيّة الجزّارين الّذين أصدروا مشروعهم الهادف إلى القضاء على الأمّة الشّركسيّة واحتلال وطنها مهما كلّف الأمر أو على الثّمن!

إيجل

21 – مايو/أيّار – 2010

Share Button