نشرت صحيفة سان بطرسبرغ تايمز (St. Petersburg Times) في إصدارها رقم 1680 على الإنترنِتْ باللغة الإنجليزيّة بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011 مقالا للكاتب نيكولاس فون تويكل (Nikolaus von Twickel) بعنوان القبض على “جواسيس” في ألمانيا، وجاء فيه:
تعرضت المخابرات الروسية لوابل من الانتقادات الجديدة لاستخدامها تكتيكات حقبة الحرب الباردة غير الفعّالة بعد اعتقال اثنين من الجواسيس المشتبه بهما تحت غطاء محكم في ألمانيا.
وقبض على المشتبه بهما متلبسين أثناء استماعهما إلى رسائل مشفّرة بالرّاديو من موسكو على غرار سنوات السبعينيات من القرن الماضي ويبدو بأن لديهما الكثير من القواسم المشتركة مع 10 من العملاء النائمين الذين كُشفوا في الولايات المتحدة خلال العام الماضي.
وقال ممثلو الإدّعاء العام الالمان يوم الجمعة أنه تم اعتقال الزوجين الذين يعيشان في ماربورغ (Marburg)، بتهمة التجسس لصالح جهاز مخابرات أجنبي لم يحدد، حيث أن وسائل الإعلام حدّدت هويّته خلال نهاية الاسبوع بأنّه جهاز الاستخبارات الخارجية الرّوسي.
وحدد المدونون الألمان المشتبه بهما بأنهما أندرياس وهيدرون أنشلاغ (Andreas and Heidrun Anschlag)، ونشرت المعلومات أيضاً صحيفة كوميرسانت (Kommersant) يوم الاثنين.
وقيل بأن الزوجان عملا في ألمانيا لأكثر من 20 عاما، على غرار العملاء الذين اعتقلوا في الولايات المتحدة في يونيو من العام 2010. وكانا على اتصال وثيق مع تشابمان (Chapman)، الّتي أصبحت من المشاهير على الصعيد الوطني منذ عودتها الى روسيا في عملية تبادل للأسرى، حسبما ذكرت مجلة فوكوس (Focus) نقلا عن محققين لم يُفصح عن هويّتهم.
وأظهر شريط فيديو لصحيفة أوبرهيسيش برس (Oberhessische Presse) المحلية منزلا من طابق واحد في ميشيلباخ (Michelbach) حيث تم إلقاء القبض على الإثنين من قبل أفراد قوّات خاصّة ملثّمين يوم الثلاثاء الماضي.
وقال جيران لهم بأن العائلة، مع ابنة كبيرة، أبديا حياة متواضعة منذ استئجار المنزل قبل عام مضى وفقا للصحيفة.
ورفض ستيفن هايدينغر (Steffen Haidinger)، وهو المتحدث باسم مكتب المدعي العام الألماني، التعليق على التقارير، كما فعل متحدث باسم السفارة الروسية في برلين، ممّا يفسّر بأن السلطات الألمانية لم تقدم أي معلومات رسمية حول هذه القضية.
وأعرب خبراء عن الحيرة في كيفية استطاعة الزوجين ومقرّهما في ألمانيا من جمع أي معلومات مفيدة. وأشاروا إلى أن ماربورغ، التي فيها جامعة شهيرة ذات ميول يسارية، قد تكون بمثابة أرضية لتجنيد جواسيس خلال الحرب الباردة، ولكن يمكن من الصعب أن تكون قاعدة مفيدة اليوم.
“هذا أمر سخيف. لا توجد قوات للولايات المتحدة أو أي شيء آخر يثير الإهتمام في أي مكان قريب”، قال الكسندر راهر (Alexander Rahr) المحلل مع مجلس العلاقات الخارجية الألماني.
لكن تقارير وسائل الإعلام الألمانية أشارت إلى أن الزوجين كانا متورّطين في التجسس الصناعي وأن أندرياس أنشلاغ (Andreas Anschlag) عمل في شركة لصناعة مكوّنات السيارات.
والبحث الّذي أجرته سانت بطرسبرغ تايمز أظهر أيضا أن الأسرة كانت تعيش ليست بعيداً عن قواعد الولايات المتحدة الجوّيّة رامشتين وبفيشل (Rammstein and Bƒchel) قبل ان ينتقلا إلى ماربورغ.
وقال خبراء آخرون أن العمل مع رسائل لاسلكية مشفرة لغريب في القرن الحادي والعشرين، حيث يوفر الإنترنت لوكالات الإستخبارات إتّصالات أسهل وأكثر أمناً. وأشار فلاديسلاف بيلوف (Vladislav Belov)، الباحث في مركز الدراسات الأوروبّيّة (European Studies Center) وفي معهد العلاقات الدولية التابع للدولة في موسكو (Moscow State International Relations Institute)، إلى أن جهاز الأمن الاتحادي(Federal Security Service) أبدى مخاوفه في وقت سابق من هذا العام من أن الاستخدام غير المقيد لخدمات بريد إلكتروني وصوتي معينة يمكن أن يهدد الأمن القومي.
وقال مسؤول في جهاز الاستخبارات الخارجية (Foreign Intelligence Service) لأزفيستيا أن الزوجين كانا جزءا من مجموعة كانت قد تقاعدت فعلا من الوكالة.
ترجمة: أخبار شركيسيا