على هذا الأساس يورد موقع سوتشي 2014 تقريرا حول هذا الصنف من التعابير المحلّى بالجمل الرّقيقة، والتي قد تبدو جميلة شكلا إلا أنها كاذبة وفاسقة مضمونا، حيث ان هذا انتهاك واضح لحرية التعبير عن الرأي وحرية شعب في تقرير مصيره؛ وهذا ليس بغريب، حيث يورد التقرير ان هذه المهزلة هي لقاء بين المصالح الرّوسيّة والشّركسيّة، بحيث أن الشّركس هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الروسي على أرض سوتشي. فمثل هذا القول يُفقد بشكل مباشر شرعية المتحدث به فيما يتعلق بتمثيل الشعب او حتى المجتمع نظرا لمكان إقامته، ونظرا للحياة السياسية في هذا المكان، لذا لا تمثيل في ذلك عن شعب يتواجد 90% منه مشتّت في أرجاء المعمورة.
وهنا يبرز الذكاء الروسي من ناحية في ادارة سياسة محنكة هدفها محو آثار التاريخ الشركسي من أرض الإبادة، والتي ما زالت تحمل في طياتها رفات ضحايا الكارثة حتى يومنا هذا، فكيف يتأتّى لشركسي ان يكرم هذه الجهود؟ وكيف يكون تدنيس قبور الأجداد هو بمثابة عزة وشرف؟ وقد أتت روسيا لتسحق هذا العز وهذا الشرف مرةً أخرى بعد ان سحقته بمبادرتها للإحتفال في الذكرى السنوية لانضمام الشراكسة الطوعي لروسيا وهذا من ناحية أخرى؟ وكيف يأتي هذا كله مع الطلب من روسيا ان تعترف بالمأساة الشركسية؟ وهي التي تنكر الكارثة أصلا وتسميها بالانضمام الطوعي، هل في ذالك أي ذكر بشركسيّة أرض سوتشي؟
المبادرة الروسية في استضافة الألعاب الأوليمبية في سوتشي ما هي إلا ترسيخ وتعزيز الاحتلال الروسي لشمال القوقاز، وليس لتعزيز السلام بين الشعوب القوقازية كما يدعي من يدعون أنفسهم بزعماء شركس، وهي تتخذ من قبور أجدادنا ملاعب رياضية تتنافس فيها، وتغني عليها لشدة فرحها في الانتصار، فهل من الممكن ان نوافق على إقامة هذه الألعابفي هذا المكان، حتى ولو كانت في إطار الرموز الشركسية؟ واية رموز؟ بل هي أصلا فتحت مجالا آخر للتفرقة، وتعميق الهوة بين المجتمعات الشركسية عامة، وبين المهجر والوطن المقهور خاصة.
ولهذا فان التجاهل الروسي للسكان الأصليين في سوتشي هو حتما مقصود، ولهذا الموضوع أبعاد سياسية على الصعيد الداخلي والخارجي، وهي معروفة منذ ان قامت برفض الإعتراف بالإبادة الجماعية بل حتى البت فيها, ولهذا يشاهد بِأن روسيا لن تعترف قط على هذا النمط بِأن الشراكسة هم سكان سوتشي الأصليين ولن تعترف بالجرائم البشعة التي ارتكبتها بحق الشراكسة في الحروب الرّوسية القوقازيه، وبالتالي لن تعترف بالتهجير القسري الوحشي لشراكسة القوقاز المحتل.
لا مكان للتوجهات المطرزة باللطافة لمعارضة أوليمبياد سوتشي, فالشركسي لا يمكن ان يكون عدوٌ لنفسه، إلا اذا كان له ضلع في دور روسيا التي تفرض سيطرتها في تحريك عجلة السياسة العالمية في المسار الّذي تشتهيه من هذه الناحية، حتى ولو استخدمت القوة او اثارة السياسة البريطانية القديمة والتي ما زالت تنتهجها حتى اليوم والمعروفة ب :” فرّقْ تسُدْ”، من هنا يجب ان نتوخّى الحذر الكامل في كل ما نقرأه ونسمعه وبالذات في الأمور المتعلقة في التاريخ والسياسة الحصرية الصادرة عن روسيا، لما فيها من مغالطات خبيثة لترويس الأرض والشعب على حد سواء، ومن التعابير الخطيرة أطرح ما يلي:
شمال القوقاز الروسي.
الشرف الممنوح لسوتشي في استضافة الالعاب الوليمبية.
إهتمام الشراكسه في إنجاح هذا الأمر العظيم.
حب الضيافة.
المتاجرة والاستفادة من وقائع التاريخ المأساوي للشراكس!!
وغير ذالك من المصطلحات الحصرية المتداولة على هذه المائدة.
من ناحية أخرى، يجب التنويه بأن روسيا لا تتجاهل الشركس من المفهوم الشكلي فقط، بل أيضا هي تتجاهلهم من المنظور التاريخي العرقي والاقليمي وحتى النفسي، حيث انها ستحتفل بافتتاح هذه الدورة في الوقت الذي يلازم كل شركسي أصيل الشعور بالألم لذكرى مرور 150 عاما على إنتهاء الحرب وتهجير الشراكسة من وطنهم، وهذا طبعا على صورة أولمبياد سوتشي 2014، فأين العزة وأين الشرف في هذا؟
دعوة المروجين لدعم ألعاب سوتشي مرفوضة قلبا وقالبا، نحن لسنا ممن يبيعون أنفسهم ولا تاريخهم ولا عزتهم ولا شرفهم، وهذا دون المساس بحرية أي إنسان في التعبير عن رأيه الشخصي بوجه حق، وعن رأي آخرين بشرط ألا يكونوا تحت أي تأثير خارجي أو داخلي.
http://www.radioadiga.com/arb/artikkk.php?ind=59
امنح لنفسك الحق في التعبير الصادق عن مشاعرك
لتسنح لك الفرصة في الحياة بشرف
لا تقبل ان تبيع ماضيك الى من هم ليسوا اهلا له
لألا يأتي المستقبل بما هو عار عليك
نقل عن: راديو أديغا