نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الإنترنت بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأوّل 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev) بعنوان: “تزايد خيبة أمل الشركس من روسيا“، وجاء فيه:
في الثاني من ديسمبر/كانون الثاني، ناشد تنظيم الكونغرس الشركسي في قراشيفو – شركيسيا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف “لتهيئة الظروف دون عائق لعودة الشتات الشركسي في سوريا إلى الوطن في روسيا وشمال القوقاز. وادعى رئيس الكونغرس الشركسي، كاسي كيكا (Kase Kika)، بأن هناك عشرات الآلاف من “المواطنين الروس” في سوريا، بمن فيهم من الإثنيّة الشركسيّة. مشيرا إلى التجربة الإيجابية فيما يتعلّق بالشركس الذين أعيدوا من كوسوفو إلى شمال القوقاز في الفترة 1998- 1999، وطالب كيكا ميدفيديف للتصرف بطريقة مماثلة في سوريا. ووفقا للكونغرس الشركسي، فإن دعم موسكو لإعادة الشركس الذين يعيشون في سوريا سيسهم في “تعزيز المكانة الدولية المتزايدة للفيدراليّة الرّوسيّة كقوة تأتي لانقاذ مواطنيها بغض النظر عن البلد الذي يقيمون فيه والعرق الّذي ينتمون إليه (http://www.aheku.org/page-id-2736.html, December 3).
لا يمكن لمسألة العرق أن تمر دون أن يلاحظها أحد في روسيا. بينما يعتبر رسميا كافّة المواطنين الروس والجماعات العرقية على قدم المساواة، وفي الممارسة العملية هناك تفاهم ضمني بأن بعض المجموعات العرقية هي أكثر أهمية من غيرها. أيضا، كانت هناك حملة شعبيّة متسقة لجعل ذوي الإثنيّة الروسيّة هم العرق الّذي “يؤسّسس الدّولة” لإضفاء الطابع الرسمي لسيطرتهم في البلاد.
وفقا للمؤرخ الشركسي أنزور كوشخابييف (Anzor Kushkhabiev)، الذي كتب العديد من الكتب عن الشتات الشركسي في الشرق الأوسط، فإن ما يقرب من 80000 – 90000 شركسي يعيشون في سوريا. ويعتقد أن حوالي 90 في المئة منهم يقيمون في المدن، ولا سيما في العاصمة دمشق. وقال المؤرخ الشركسي للموقع الألكتروني كافكاسكي أوزيل (Caucasian Knot) إن ذوي العرقيّة الشّركسيّة أعيد توطينهم في سوريا من قبل الإمبراطورية العثمانية في الغالب بعد الحرب الروسية – التركية 1877-1878. وقال كوشخابييف بأنّه تم ترحيل الجزء الأكبر من هؤلاء الشركس من وطنهم في شمال القوقاز من قبل الإمبراطورية الروسية في الفترة بين 1858-1864. في حين أن المستوطنون الشركس كانوا لفترة طويلة معروفون في المقام الأول لخدمتهم في الجيش، بدأوا أيضا للانتقال خلال العقود الثلاثة الماضية إلى ميادين اجتماعية أخرى، مثل الأعمال التجارية والتعليم، وفقا لكوشخابييف. وكان هناك تغييرات في الحرفة الشركسية الأساسيّة في سورية أيضا. وروى كوشخابييف لكافكاسكي أوزيل أنه بحلول نهاية القرن الماضي كان هناك 30-35 جنرالا شركسياً في القوات المسلحة السورية. بيد أن ذلك الوضع قد تغير الآن ولم يعد يتم ترقية الشركس إلى رتبة جنرال. وبالتالي، قال كوشخابييف فإن الشّائع شعبياً بكون الشراكسة دعامة لنظام الأسد لم يكن صحيحاً، في حين أن الشّركس حالياً يشغلون فقط وظائف عسكرية ذات رتب متوسّطة. وقال كوشخابييف انه لم يسمع عن أي نداءات من قبل شركس سوريين راغبين في الهجرة من سوريا إلى روسيا، ولكن إذا ما كان هناك أناس يائسون، فإنه ينبغي أن يقدم لهم العون (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/197101/).
وفي الوقت نفسه، فإن الوضع في قباردينو – بالكاريا وقراشيفو – شيركيسيا لا يزال متوتراً. في 10 ديسمبر/كانون الأول، تم وضع نظام عمليات مكافحة الإرهاب في قرية جاخوتيكو (Zhakhoteko) في مقاطعة باكسان (Baksan) من قباردينو – بالكاريا وتم إلغائه لاحقا في اليوم نفسه من دون نتائج ملحوظة (http://kabardino-balkaria.kavkaz-uzel.ru/articles/197379, December 10). وفي يوم 6 ديسمبر/كانون الأول، تم وقف العمل بنظام عمليات مكافحة الإرهاب الّذي فرض في وقت مبكر من فبراير/شباط 2011 في قرية جيربيكيجا (Gerpegezha) من مقاطعة شيريك (Cherek) في قباردينو – بالكاريا (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/197132/, December 6).
في 7 ديسمبر/كانون الأول، ذكرت الشرطة انها قتلت زعيم التمرد في قراشيفو – شيركيسيا، بياسلان غوشييف (Biaslan Gochiyaev) وثلاثة من شركائه، بينهم امرأة. ووفقا للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية (NAK)، فإن مارينا أوروسوفا (Marina Urusova) المرأة التي تبلغ من العمر 33 عاماً، كانت قد دُرّبتْ لتنفيذ هجوم انتحاري. وقتل المتمردون المشتبه بهم في عملية خاصة بالقرب من قرية كومايشا (Kumysha) في مقاطعة قاراشاي (Karachay). وذكرت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية بأن غوشييف كان قد تم تعيينه رئيسا للمتشددين في قراشيفو – شركيسيا قبل عام واحد من ذلك (http://karachaevo-cherkesia.kavkaz-uzel.ru/articles/197255/, December 8).
ومع ذلك ، فإن بنية التمرد في شمال القوقاز لا تشمل قراشيفو – شركيسيا كوحدة واحدة. بدلا من ذلك، التمرد يضم “اتحاد ولايات قباردا وبلكاريا وقاراشاي” (www.djamaattakbir.com). لذا فليس من الواضح ما ذا كانت رتبة غوشييف الحقيقيّة في التمرد، خصوصا أن مواقع المتشددين الألكترونيّة تجاهلت هذا التطور لغاية يوم 11 ديسمبر/كانون الأوّل.
مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي، تتكثف أيضاً الصراعات لأجل الإعتبارات التاريخية بين الشركس والروس. ورصد نشطاء من الشركس لعبة للأطفال حيث القوزاق “الجيّدون” يقاتلون الجبليون “السّيئون” – وبعبارة أخرى، أناس من شمال القوقاز (http://www.kavkaz-uzel.ru/blogs/posts/10025, December 9). في جورجيا، أعلن أنه سيتم إقامة نصب تذكاري لضحايا الإبادة الجماعية الشركسية في منتجع مدينة أناكليا (Anaklia) على البحر الاسود (http://www.aheku.org/page-id-2735.html, December 2).
لذا، ففي حين يترتب على الشركس مقاومة تزوير تاريخهم في وطنهم، تبدو جورجيا الجارة أكثر تقبلا لشكاواهم. وبرغم أن موسكو تبدي تقبل القليل من مطالبات الشركس، زادت عدد مظالمهم على مدى سنوات، ويتوقع أن تكون الألعاب الأولمبية في سوتشي معلما بارزا في تحديد عصر جديد للهوية الشركسيّة.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز