نشر بول غوبل (Paul Gobl) بتاريخ 11 ينلير/كانون الثّاني 2012، مقالا على صفحته “نافذة على أوراسيا” (Window on Eurasia) مقالا بعنوان “شركس سوريا سوف ‘يتكيّفون بسرعة’ للعيْش في شمال القوقاز، تقول إحدى المعلّقات“، وجاء فيه:
أدّى عدم الإستقرار المتزايد في سوريّا إلى بروز مطالب بأن يتم السماح للإثنيّين الشركس الذين يعيشون هناك للعودة إلى وطنهم الأصلي في شمال القوقاز. لم تتخذ موسكو قرارا بعد حول هذه النقطة، ولكن أعرب بعض المدونين والمعلقين عن “الشك” بأن أي من العائدين سيتمكّن من “التأقلم” مع الظروف هناك.
لكن نعيمة نفلياشيفا (Naima Neflyasheva)، المدوّنّة لكفكاز أوزيل (Kavkaz-uzel.ru)، أشارت في مقال لها يوم امس ان “تجربة العودة إلى الوطن في سنوات التّسعينيّات من القرن الماضي إلى جمهوريّتي أديغييه (Adygey) وقباردينو – بلقاريا (Kabardino-Balkaria) (لم يكن هناك على ما يُعْتقد عائدين إلى جمهوريّة قراشيفو – شركيسيا) تبيّن ان هذا ليس في مكنون القضية (http://www.kavkaz-uzel.ru/blogs/1927/posts/10293).
وتشير إلى أنه “على سبيل المثال في الأديغيه فإن هناك بالفعل الظّروف المتعلّقة بالمحيط من حيث أن التكيف سيجري بسرعة أكبر”. هناك إثنان من الهياكل الحكومية مثل مركز تأقلم العائدين والمجموعات الإجتماعيّة والتي “تساعد العائدين ليتلائموا مع الوسط الجديد”.
وبصورة مؤثّرة تنم عن الكثير، هناك عائدين من تركيا وسوريا يعملون بالفعل في هذه المؤسسات لديهم الخبرة اللغوية والخلفيّة الضّروريّتان ليكونوا قادرين على المساعدة. هم وغيرهم أيضا “يتعاونون مع لجنة شؤون القوميّات والتواصل مع المواطنين والإعلام في جمهورية أديغيه” لتقديم الوثائق اللازمة.
علاوة على ذلك، في اثنتين من الجامعات المحلية، وهما جامعة أديغيه الحكوميّة وجامعة التكنولوجيا، هناك بالفعل طلاب شراكسة من سوريا وتركيا. وتتعاون قناة التلفزيون المحلية مع القناة الفضائية الشركسية في الأردن. والجميع يتذكر الواقعة المفيدة ألا وهي عودة الشراكسة من كوسوفو في عام 1998.
في ذلك العام، وبدعم من موسكو، تم إجلاء شركس كوسوفو من يوغوسلافيا التي مزقتها الحرب. لم تكن عودة هؤلاء “الكوسوفويّون” إلى وطنهم بسيطة، تقول نفلياشيفا، على العموم بسبب “عدم تفهم [في ذلك الوقت] مسؤولين محليين معينين والبون الثّقافي الشاسع” بين الشراكسة في الخارج وهؤلاء الموجودون في شمال القوقاز.
“مع ذلك”، وعلى الرغم من تحذيرات رهيبة في ذلك الوقت، من “200 تقريباً من الشركس اليوغوسلاف” الذي جاؤا، فقط “حوالي 30″ منهم قرروا في وقت لاحق إعادة التّوطن في ألمانيا أو تركيا. الباقي “أوجدوا أماكن عمل” لأنفسهم، وبسرعة تكيّفوا في الثقافة المحلية لكن أكثر من ذلك قاموا بتقديم مساهمة إلى بني جلدتهم في وطنهم التاريخي المشترك.
الأسباب لذلك يمكن العثور عليها في خصائص الشركس العائدين أنفسهم، تقول المدوّنة من شمال القوقاز. فمن ناحية، هي تشير ، بأن أولئك الذين عادوا “تميّزوا بإطاعتهم للقانون وولاءهم للدولة التي قبلتهم.
ومن ناحية أخرى، فإن العائدين لم يجلسوا وينتظروا مساعدة الآخرين لهم. لقد جلبوا مع عادات العمل تلك حيث الشركس المحليين [الذين تأثروا تأثرا عميقاً بالنظام السوفياتي] كانت لم تزل ليست لديهم”، وكانوا في كثير من الأحيان محترفين يمكنهم أن يقدموا الخدمات التي من شأنها أن تكون غير متوفرة.
سواء موسكو التي اختارت دعم الحكومة الحالية في سوريا سوف تكون على استعداد للسماح للشركس من هناك للعودة إلى ديارهم، يبقى أن نرى ذلك؛ لكن مثل هذه الإيحاءات أن الناس لن “يتكيفوا” مع واقع المجتمع الشركسي في شمال القوقاز لن تصمد أمام الامتحان، تختتم نفلياشيفا.