رسالة وقفة “الثبات على العهد” 21 / 5 / 2012 من الساعة 5:00 إلى 7:00 مقابل السفارة الروسية في عمان.

رسالة وقفة “الثبات على العهد” 21 / 5 / 2012 من الساعة 5:00 إلى 7:00 مقابل السفارة الروسية في عمان.

بعد حروب إبادة وتدمير وإفناء شنتها روسيا القيصرية على الأمة الشركسية في بلادهم ووطنهم التاريخي “القفقاس”، أعلن في 21 أيار 1864 وقف تلك الحروب التي استمرت أكثر من مئة سنة وانتهت باحتلال كامل أرض الشراكسة التاريخية “شركيسيا”، وأدت إلى استشهاد أكثر من مليون ونصف المليون شركسي ماتوا دفاعاً عن وطنهم وكرامتهم ووجودهم، وأعقب هذا الاحتلال عمليات تهجير قسري وحشي لم يشهد التاريخ الإنساني لها مثيلاً، حتى غدت أرض القفقاس والبحر الأسود أكبر مقابر جماعية عرفها التاريخي، وأعظم شاهد لعمليات إبادة وتهجير لا يزال الشراكسة إلى اليوم يعانون من آثارها الكارثية على وجودهم وتاريخهم ومستقبلهم.

وبعد 148 سنة من إعلان وقف الحروب على الشراكسة في القفقاس لا تزال جمهورية روسيا الاتحادية ترفض الاعتراف بما اقترفته روسيا القيصرية من عمليات إبادة جماعية واحتلال وتهجير قسري في حق الأمة الشركسية، بل تمادت في الأمر متجاهلة الحقوق التاريخية للأمة الشركسية بعزمها إقامة الألعاب الأولمبية الشتوية على جماجم أجدادنا وأجسادهم الطاهرة في مدينة سوتشي عام 2014، هذه المدينة التي شهدت وتلتها الحمراء كراسنايا بوليانا أفظع عمليات القتل والإبادة الجماعية، وكانت ميناء التهجير الذي أُخرج منه الشراكسة ظلماً وكُرهاً من وطنهم التاريخي، وهي المدينة التي كانت آخرَ عاصمةٍ لدولةِ شركيسيا خلالَ الأعوامِ 1860 – 1864. إضافة إلى أنّ عام 2014 يتزامنُ مع مرورِ 150 عاماً على إبادةِ الأمةِ الشركسيةِ وتهجيرِهم.

بعد هذه السنوات من المآسي والويلات؛ مآسي الإبادة والاحتلال والتهجير والشتات، لاتزال الأمة الشركسية تسعى بما أوتيت من قوة وقدرة لاستعادة الحقوق التاريخية لها في أرضها شركيسيا، واستمراراً لنضالنا السلمي الذي بدأناه جميعاً السنة الماضية، هذا النضال الذي تحركه دوافع قوميتنا الشركسية الخالصة وبواعث وفائنا لوطننا التاريخي ومصالح أمتنا الشركسيّة النقية من أيّ تداخلات وتوجهات دولية وإقليمية لا تنطلق من مبدأ الإخلاص لقضيتنا الشركسية، ندعوكم إيماناً بهذه القضية، وثباتاً على مسيرة العمل والبذل لأجل استعادة حقوقنا التاريخية المسلوبة، ووفاء لدماء الشهداء من أجدادنا، وإحقاقاً للعدل والكرامة والحرية لأجيال الأمة الشركسية القادمة، ندعوكم لوقفة ثبات على العهد أمام سفارة جمهورية روسيا الاتحادية في المملكة الأردنية الهاشمية يوم 21/5/2012 لنعلن لروسيا والعالم كلّه:

  1. مطالبتنا جمهورية روسيا الاتحاديّة بالاعتراف بما اقترفته روسيا القيصريّة من إبادة جماعيّة استهدفت اقتلاع الوجود التاريخي للأمة الشركسية من وطنهم القفقاس. هذا الاعتراف الذي لا يمكن دونه فتح آفاق مستقبل جديد يقوم على التفاهم والسلام؛ فإنّ دماء أجدادنا ليست رخيصة لنضعها جانباً أو نطويها في سجل النسيان والتناسي، فالاعتراف بحقوق الماضي هو السبيل الوحيد لتجاوز آثاره.
  1. إعلان رفضنا التام لإقامةِ الألعابِ الأولمبيةِ الشتويةِ عام 2014 على أشلاءِ أجدادِنا وجماجمِ آبائنا في سوتشي وكراسنايا بوليانا، ومطالبتنا روسيا واللجنة الأولمبية والعالم كلّه دولاً ومنظمات إنسانيّة إلى عدم إقامة هذه الألعاب في سوتشي. فكيف يستقيم في موازين العدل والإنسانيّة أن تُرفع الراية الأولمبية؛ راية المحبة والسلام العالمي على مقابر أجدادنا وأجسادهم؟ وكيف يرضى العالم الحرّ أن تكون عظام آبائنا ملاعب للمتزلجين؟ وبأيّ وجه تقبل روسيا والعالم أن تُشعل الشعلة الأولمبية بوقود من دماء شهدائنا الذين لم يكن لهم ذنب إلى حبّ الوطن والحرية والكرامة؟!

لذلك ندعوكم للوقوف وقفة الثبات على العهد أمام السفارة الروسية في عمان لنؤكد لأنفسنا والعالم كلّه أنّ الأمة الشركسيّة أمة عصية على الفناء والزوال، وأنّ الحقوق لا بدّ أن تُستعاد ولو طال الأمد وصعب الدرب.

نقلا عن: فيسبوك

Share Button