الشركس أشد عزماً وأكثر تصميماً

الشركس أشد عزماً وأكثر تصميماً

لا تنهض الأمم ولا تبنى الاوطان بالخنوع والوهن والخضوع والانانية والذل والمهانة والتي تؤدّي بالنهاية للعبوديّة، بل بالعزة والإباء والشهامة والإيثار، حيث أن الأجداد العظماء لو أرادوا ان يعيشوا أذلاء في ظل قوات الإحتلال القيصري الروسي .لاستطاعوا ذلك، لكن الشركسي الاصيل لا يرضى على نفسه الضيم والإذلال.

تطل علينا ذكرى المائة وثمانية وأربعين عاما على احتلال شركيسيا وباقي منطقة القوقاز من قبل جحافل القوات القيصرية الروسيّة الغازية، وذلك بعد انتهاء الحرب التي وضعت أوزارها بصورة رسمية في 21 مايو/أيار 1864. وقد أحدثت الثورة العلميّة في مجالات الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات تغييرا ملحوظا في مسار واستيعاب هول الكارثة والدروس المستقاة والواجب الملقى على عاتق أولئك الذين وجب عليهم اتخاذ الخطوات المناسبة لاستعادة الحقوق المنسية ما ادّى إلى ازدياد الوعي والإهتمام بشكل لم يسبق له نظير لدى قطاعات واسعة من أحفاد الضحايا الّذين قضوا نحبهم خلال وبعد الحرب الطاحنة التي فرضتها روسيا القيصرية المستعمرة على أمم القوقاز عامّة والأمّة الشركسيّة خاصّة، وتحديداً أولئك الذين وصلت اليهم الوسائل الحديثة أو وصلوا إليها.

إن اعتراف برلمان جورجيا وهي إحدى جمهوريات القوقاز والتي كانت جزءاً من الإتحاد السوفياتي المقبور، بتاريخ 20 مايو/أيار 2011 بالإبادة الجماعية الشركسية وبالتطهيرالعرقي ضد الامّة الشركسيّة والإبعاد القسري عن الوطن الشركسي وباغلبية ساحقة ساهم في منح القضية الشركسية زخماً وقوّة دفع إضافية في سبيل طرح كل ما يتصل بالإبادة والإبعاد عن الوطن في المحافل الدولية وجعلها قاعدة ينطلق منها النشطاء الشركس والمؤسّسات الشّركسيّة لتكريس هذا النصر منطلقاً هاماً لولوج آفاق وفضاءات أرحب. ويجب أن تعلم روسيا ان التمادي في غيّها سيعقّد الأمور وسيسيء للتعايش وللصداقة بين الشعوب، ونذكّر بالمثل الروسي: “تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع”.

إن إصرار الدولة الروسية على إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتويّة لعام 2014 في سوتشي، التي كانت العاصمة الشركسية وعدم إكتراث اللجنة الأولمبية الدولية لمعايير إنسانيّة محقّة وبضرورة ان تكون الألعاب سببا لنشر السلام والوئام والإحترام المتبادل بين الشعوب يوجب التريّث وعدم خلط الرياضة بالسياسة. يجب أن لا تكون الألعاب الأولمبيّة إذكاءاً للضغائن والأحقاد على مستوى الشعوب والأمم ولا وسيلة لنبش القبور والتذكير بمآسي الماضي لأن ذلك يعتبر تشبثا وإمعانا في إشعال نار الفتنة وايذاء مشاعر الشراكسة سواء في الوطن او في الشتات وكذلك عدم الإلتفات إلى مدى القلق وعدم الرضا نتيجة لتدنيس قبور الآلاف من الشركس الذين قضوا نحبهم وهم يدافعون عن وطنهم بكل ما أوتوا من قوّة واقتدار ضد الغزاة.

نشرت وسائل الاعلام الروسية مؤخراً معلومات عن مؤامرة لتقويض مواقع دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي، وعرضت أسلحة تم الإستيلاء عليها لما سمى مجموعة متطرفة تخطط لاستهداف مواقع سوتشي من أبخازيا!  تبدو وكأنها مسرحية هزلية ولعبة لخداع الشعب المقصود بها، الّذي من المفترض انه قصد بشكل أساسي المواطنين الروس من أجل تهيئتهم لتقبل أي تدابير قاسية و / أو وحشية والتي هي مخطط لها مسبقاً في منطقة القوقاز بشكل عام، وفي منطقة سوتشي بشكل خاص، من أجل التصعيد على ما يبدو لعمل استفزازي مخطط له بالفعل بشكل مسبق من قبل السلطات الروسية باستخدام معلومات مثيرة كهذه حول إجراءات مخطط لها ومعدّة مسبقاً.

يجب على العالم المتحضر أن يعلم أن أولئك الذين هم متعطّشون للحفاظ على أنفسهم في السلطة والبقاء حكاما مدى الحياة مع الإبقاء على رجالهم وطواقم لإدارة البلاد، وحكم عشرات الأمم المستعمرة لا يمكنهم تنفيذ أجندتهم الأنانية دون الخروج من وقت لآخر بمفاجآت ومعلومات مخيفة “كاذبة” من أجل الحفاظ على سياسات الدولة البوليسية سارية المفعول بدعم من أفرع وأجهزة المخابرات / الأمن ذات النفوذ الكبير، لكن مهما يكن من أمر، ستقوم الأمم يوماً من الايام بممارسة حقوقها المشروعة في تقرير المصير وفقا لميثاق الأمم المتحدة  والقانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

إيجل

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اترك تعليقاً