نافذة على أوراسيا: عشرة أسباب – والعد لا يزال مستمراً- لعدم الذهاب إلى سوتشي
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستاونتون 15 يناير/كانون الثاني – قبل شهر، وبعد أن أعلن الرئيس الألماني أنه لن يحضر حفل افتتاح اولمبياد سوتشي، يوليا سميرنوفا (Yuliya Smirnova)، التي تكتب بانتظام عن روسيا لصحيفة “دي تسايت” (Die Zeit) نشرت قائمة دعتها “عشرة أسباب لعدم الذهاب إلى سوتشي.” ومنذ ذلك الحين، ازداد التّأييد لكل من هذه الأسباب، وبرزت أسباباً إضافية إلى الواجهة.
ومع ذلك، لا تزال قائمة سميرنوفا مرجعية مفيدة للمشاكل المرتبطة بألعاب سوتشي الّتي يجب على جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة أن يكونوا قلقين بشأنها. أدناه، تلك القائمة، كما تم إيجازها على موقع أبسني (APSNY.ge)، جنبا إلى جنب مع بعض التطورات في الآونة الأخيرة والتي تضيف وزنا لحججها (apsny.ge/2013/pol/1387332519.php).
أولا، كما تشير، فإن العديدين أصيبوا بالذهول من جراء تداعيات القانون الرّوسي الجديد بشأن حظر “دعاية” الشذوذ الجنسي للأطفال. بينما يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يؤثر على زوار سوتشي، وقد دشّن في الواقع القانون الجديد موجة من العنف المناهض لمثليي الجنس في الفيدراليّة الرّوسيّة. البقاء بعيدا عن سوتشي هو وسيلة مفيدة للإحتجاج على ذلك.
ثانيا، تتساءل سميرنوفا، هل القانون يعتبر المنظمات غير الحكومية الروسية التي تحصل على بعض التمويل من الخارج “عملاء أجانب”. وكما تشير “لا أحد يريد أن يطلق ذلك على نفسه لأن في روسيا بالفعل منذ العهد السوفياتي، يرتبط هذا المصطلح مع الكلمات جاسوس وهدّام”. وفي الشهر الماضي، تواصلت هذه الحملة، منتهكة وعود روسيا إلى أوروبا.
ثالثاً، في عهد بوتين، تم التّضييق على حرية الصحافة على نحو متزايد. ووفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود، تحتل روسيا الآن المركز 148 من حيث حرية الإعلام. وقد أصبح الوضع أكثر سوءاً في الأسابيع الأخيرة مع سعي موسكو لفرض ضوابط مشددة على المدونات ورفضها منح تأشيرة دخول لديفيد ستار (David Satter)، الصحفي الأمريكي البارز.
رابعاً، إن ألعاب سوتشي لم تكن فقط الأغلى في التاريخ ولكن أيضا الأكثر فسادا. النشطاء الروس مثل بوريس نيمتسوف (Boris Nemtsov) أشار في الصيف الماضي إلى أن ثلث المبلغ الّذي يتعدّى 50 مليار دولار أمريكى والّذي أنفقته موسكو قد ذهب إلى جيوب القلّة والمسؤولين. في الأسبوع الماضي، اقرّ عضو في اللجنة الاولمبية الدولية بنفس القيمة.
خامساً، وكان نهج موسكو نحو جيرانها مثل جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا أي شيء باستثناء ذلك المواطن الدولي الجيّد. واصلت الحكومة الروسية بوضع ثقلها على ما حولها وتطالب هذه الدول والمجتمع الدولي الاعتراف بحقها في القيام بذلك. وقد زاد ذلك كثافة فقط خلال الأسابيع الماضية.
سادساً، ووفقا لسميرنوفا، يستمر العنف في شمال القوقاز وكذلك التهديد من الأعمال الإرهابية في أو على الأقل خلال الأولمبياد. منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول، كانت هناك أعمال إرهابية في فولغوغراد و ستافروبول، وعلى الرغم من جهود أمنية غير مسبوقة، يعتقد قليل من الخبراء أن موسكو ستكون في وضع يمكنها من منع كل التحركات من قبل الجماعات الإسلامية.
سابعاً، تشير سميرنوفا إلى قيود موسكو بشأن الاجتماعات العامة من قبل جماعات المعارضة وفرض حظر على الاحتجاجات في سوتشي. منذ ديسمبر/كانون الاول، واصل المسؤولون الروس حظر الاحتجاجات، وكان آخرها مجموعة في موسكو سعت للتظاهر ضد كراهية الأجانب، ولكن حصل بوتين على الفضل لرفعه حظر كامل عن الاحتجاجات في سوتشي.
في الواقع، فإن إجراءات بوتين لا تعيد الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها الروس بموجب الدستور. باسم الأمن، سوف تحد حكومته من أي احتجاجات إلى مكانٍ بعيدٍ كل البعد عن المنافسة، وأي شخص يريد الانخراط في احتجاج فعليه الحصول على إذن من جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، وهو احتمال مستبعد في أفضل الظروف.
ثامناً، كما ترى سميرنوفا، فرض نظام بوتين السيطرة الكاملة تقريبا على المحاكم، مستخدماً عدالة الهاتف من الحقبة السوفياتية لإعطاء مظهر الشرعية في الاستخدام السياسي لنظام المحاكم ضد أي شخص يعارض الكرملين. استمر ذلك الوضع، على الرغم من أن بوتين حصل على تأييد قوي عندما أطلق سراح جزءٍ ضئيلٍ من السجناء السياسيين في البلاد.
تاسعاً، تلاحظ سميرنوفا أن نظام العقوبات في روسيا لا يتوافق مع المعايير الدولية سواء من حيث السلامة أو النظافة. وقد تم الإبلاغ عن هذه العيوب كثيراً في الأيام الأخيرة من قبل بعض الذين أفرج عنهم من قبل بوتين كجزء من مسعاه لعلاقات عامة تسبق سوتشي.
وعاشراً، تكمل، هناك أدلة متزايدة لاستخدام المسؤولين الروس للتعذيب والاعترافات القسرية، وذلك انتهاكا للقانون الدولي ولالتزامات موسكو. والدليل على هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان هو الاستمرار في ازديادها على مدى الأسابيع الماضية، ومرة أخرى في كثير من الحالات على وجه التحديد بسبب العفو العام وحالات العفو الّتي منحها بوتين.
وما يبعث على القلق حول قائمة سميرنوفا ليس طولها، ولكن النقص فيها. هناك العديد من الأسباب الأخرى التي لا ينبغي لأي شخصية سياسية أن يحضر دورة ألعاب سوتشي بسبب سلوك موسكو وأنه إذا شارك الرياضيين، فإنهم يجب أن يكونوا مؤيّدين من قبل حكوماتهم إذا كانوا يريدون الإحتجاج على ما يقوم به الروس.
بين هذه الأسباب الأخرى، هناك ثلاثة مقنعة بشكلٍ خاص: إن تدمير روسيا للبيئة ومحاولاتها لإخفاء ما تقوم به في هذا القطاع، واختيارها سوتشي لدورة الألعاب على الرغم من أن تلك المدينة كانت مسرحاً لجرائم الإبادة الجماعية التي جرت ضد الشراكسة قبل 150 عاما، وقتل الحيوانات الضّالّة على الرغم من الوعود الروسية بعدم فعل ذلك.
وقد أدى الاستعداد لأولمبياد سوتشي إلى تدمير البيئة على نطاق واسع لواحدة من المناطق الأكثر جمالا وهشاشة في شمال القوقاز. أفراداً وجماعات بيئية مثل إكولوجيكال ووتش (Ecological Watch) في شمال القوقاز والتي حاولت أن توثّق ذلك قد تم التّضييق عليها، واعتقل قادتها وحكم عليهم بالسجن، بما في ذلك في الأسابيع القليلة الماضية.
تحقّقت الحملة الشركسية ضد ألعاب سوتشي التي التزم بها الشركس في المنطقة والخارج منذ منحت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا عقد الالعاب. وقد اتخذت مطلباً إضافياً ملحاً لأن موسكو فرضت قيودا على عودة الشركس إلى وطنهم من سوريا التي مزقتها الحرب، ولأن منظمي دورة الألعاب الأولمبية أعدّوا برنامج الحفل الختامي للألعاب في ذكرى ترحيل ستالين للشعوب من شمال القوقاز.
ومؤخراً، ومرة أخرى وعلى الرغم من الوعود بعدم القيام بذلك، أفاد سكان سوتشي أن المسؤولين الروس يقومون بجمع وقتل الحيوانات الضّالّة في المدينة. وكان عمدة سوتشي أناتولي باخوموف (Anatoly Pakhomov) قد وعد ببناء مركز للحيوانات، لكنه لم يفعل ذلك وقتل الحيوانات البريئة في تزايد مستمر (privetsochi.ru/blog/AmphiReptilia/40477.html).
إن حال مقاطعة دورة ألعاب سوتشي من قبل كبار المسؤولين في البلدان الأخرى كان دائما مقنعاً، حتى إذا كان قد تم الطّعن بما يتعلّق باشتراك الرياضيين. وما هو مروّع حقا أن بوتين ونظامه جعلوا هذه القضيّة أقوى في الأسابيع الأخيرة، حتى أنهم قد ندّدوا بهؤلاء القادة الغربيين الذين قرّروا بالفعل عدم الذهاب.
المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/01/window-on-eurasia-ten-reasons-and.html)