نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون 18 مارس/آذار – إثنان من كبار قادة تتار القرم، مصطفى جميلوف (Mustafa Cemilev)، الزعيم السابق للمجلس، ورفعت جوباروف‎ (Refat Chubarov)، الرئيس الحالي لذلك المجلس، يقولان أن الكثيرين من أمتهم يخشون من ان موسكو ستحاول ترحيلهم من أراضيهم مرةً أخرى، ويصرّون على أنهم سيقاوموا أي جهد من هذا القبيل.

            وقال جميلوف لقناة أوكرانيا الخامسة انه ومواطنيه تتار القرم الذين تم ترحيلهم من قبل ستالين في عام 1944 إلى آسيا الوسطى “كافحوا لمدة 50 عاما للعودة إلى وطنهم الأم، و [أن معظمهم يعتقد الآن] أن من الأفضل الموت هنا بدلاً من أن نتعرض مرة أخرى للترحيل” (nazaccent.ru/content/10983-krymskotatarskij-medzhlis-boitsya-novoj-deportacii-i.html).

            وعلى الرغم من أنّه أشار إلى أنّ التّوصّل إلى حل سلمي للأزمة ليس محتملاً جداً”، إلا أن زعيم تتار القرم منذ فترة طويلة قال بأنّهم لوحدهم، “تتار القرم لا يمثّلون قوّة قادرة على إعلان الحرب على روسيا وأن يقوموا بها بنجاح”.

            وقال “اننا قليلون، و ليس لدينا أسلحة”. وعلاوة على ذلك، فإنّ تتار القرم قلقون للغاية بشأن الاستفزازات ضدهم. واضاف “لكن عندما يحتل وطنك الأم من قبل جنود أجانب، فإنه من الصعب أن نتوقع أن كل شيء سيكون سلميا”.

            وفي الوقت نفسه، اعترف جوباروف أن العديد من تتار القرم يخشون الآن بأنهم سيكونوا عرضة للترحيل. “الجميع يعلم أننا لا نؤيد الروس” كما قال، وبالتالي “إذا أصبحت شبه جزيرة القرم تحت حكم [موسكو]، فإن القوات الموالية لروسيا قد تقدم على مثل هذه الخطوات ضد شعبنا” (bbc.co.uk/ukrainian/ukraine_in_russian/2014/03/140317_ru_s_chubarov_int.shtml).

            في الوقت نفسه، أوضح زعيم المجلس الحالي ايضاً تصريحات جميلوف. وقال سلفه، جوباروف، بأنّه لم يقل أن تتار القرم سوف يستخدمون العنف أو الانخراط في الجهاد. وقال جوباروف “نحن أقلية” في شبه جزيرة القرم، وبالتالي، فإن تتار القرم يأملون تجنب العنف ولكن سيدافعوا عن أنفسهم ضد الاستفزازات والترحيل.

            وفي تصريحات أخرى، قال جوباروف أن تتار القرم لم يشاركوا في “الإستفتاء” الّذي نظّمته موسكو لأنه كان غير قانوني، ولأنه عقد تحت فوهات البنادق الروسية، ولأنّه كان مدبرا على عجالة وبطريقة حالت دون حدوث أي نقاش جدي بشأن القضايا ذات الأهمّيّة.

            وقال زعيم المجلس انه ومواطنيه تتار القرم “لا يعرفون” ماذا سيجلب لهم المستقبل، ولكنهم يأملون كثيرا في أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي سوف يتخذوا قرارات ضد أي “ظلم” قد يلحقه الروس بهم. و”نحن كتتار القرم لا ننوي الموافقة على هذا الظلم”.

            لا تزال المواقف الروسية تجاه تتار القرم وخطط موسكو الممكنة تجاههم غير واضحة. وكانت العلاقات بين تتار القرم والعرقيّين الروس في شبه الجزيرة منذ مدّة طويلة متوترة لأن الروس يعارضون السماح لتتار القرم بحق العودة وبالمطالبة بإعادة الممتلكات والأراضي التي تم ترحيلهم منها.

            لكن اثنين من التعليقات هذا الأسبوع كانا ذو دلالة ومثيرين للقلق على حدٍ سواء. يقول فلاديمير زورين (Vladimir Zorin) نائب رئيس معهد موسكو لعلم الأعراق البشريّة (Ethnology) وعلم الإنسان (Anthropology)، أن المجلس ارتكب “خطئاً فادحاً” في عدم دعم الاستفتاء حول الوضع المستقبلي لشبه الجزيرة (nazaccent.ru/content/10967-ekspert-bojkot-referenduma-byl-bolshoj-oshibkoj.html).

            يقول الباحث من موسكو أن قيادة تتار القرم أثبتت “عدم قدرتها على تقييم الحقائق التاريخية الجديدة، وفهم مواقف غالبية سكان القرم”. يجب على تتار القرم اان يعملوا ليسيروا جنبا إلى جنب مع الآخرين وليس “إحياء الذاكرة التاريخية اللعينة”، في اشارة الى الإبعاد الجماعي لعام 1944.

            وتعليق ثانٍ، من قبل فلاديسلاف غوليفيتش (Vladislav Gulyevich)، وهو محلل في مركز جامعة موسكو التّابعة للدّولة للبحوث المحافظة، وهو أكثر مدعاة للقلق. انه يوحي بأن حركة تتار القرم، مثل الحركة الشركسية في القوقاز، والّتي كانت مشروعاً “فاشلاً” موجهاً ضد روسيا من قبل الحكومات الغربية (regnum.ru/news/polit/1778717.html).

المصدر:

 (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-crimean-tatars-fear.html)

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672501
Share Button

نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون 18 مارس/آذار – إثنان من كبار قادة تتار القرم، مصطفى جميلوف (Mustafa Cemilev)، الزعيم السابق للمجلس، ورفعت جوباروف‎ (Refat Chubarov)، الرئيس الحالي لذلك المجلس، يقولان أن الكثيرين من أمتهم يخشون من ان موسكو ستحاول ترحيلهم من أراضيهم مرةً أخرى، ويصرّون على أنهم سيقاوموا أي جهد من هذا القبيل.

            وقال جميلوف لقناة أوكرانيا الخامسة انه ومواطنيه تتار القرم الذين تم ترحيلهم من قبل ستالين في عام 1944 إلى آسيا الوسطى “كافحوا لمدة 50 عاما للعودة إلى وطنهم الأم، و [أن معظمهم يعتقد الآن] أن من الأفضل الموت هنا بدلاً من أن نتعرض مرة أخرى للترحيل” (nazaccent.ru/content/10983-krymskotatarskij-medzhlis-boitsya-novoj-deportacii-i.html).

            وعلى الرغم من أنّه أشار إلى أنّ التّوصّل إلى حل سلمي للأزمة ليس محتملاً جداً”، إلا أن زعيم تتار القرم منذ فترة طويلة قال بأنّهم لوحدهم، “تتار القرم لا يمثّلون قوّة قادرة على إعلان الحرب على روسيا وأن يقوموا بها بنجاح”.

            وقال “اننا قليلون، و ليس لدينا أسلحة”. وعلاوة على ذلك، فإنّ تتار القرم قلقون للغاية بشأن الاستفزازات ضدهم. واضاف “لكن عندما يحتل وطنك الأم من قبل جنود أجانب، فإنه من الصعب أن نتوقع أن كل شيء سيكون سلميا”.

            وفي الوقت نفسه، اعترف جوباروف أن العديد من تتار القرم يخشون الآن بأنهم سيكونوا عرضة للترحيل. “الجميع يعلم أننا لا نؤيد الروس” كما قال، وبالتالي “إذا أصبحت شبه جزيرة القرم تحت حكم [موسكو]، فإن القوات الموالية لروسيا قد تقدم على مثل هذه الخطوات ضد شعبنا” (bbc.co.uk/ukrainian/ukraine_in_russian/2014/03/140317_ru_s_chubarov_int.shtml).

            في الوقت نفسه، أوضح زعيم المجلس الحالي ايضاً تصريحات جميلوف. وقال سلفه، جوباروف، بأنّه لم يقل أن تتار القرم سوف يستخدمون العنف أو الانخراط في الجهاد. وقال جوباروف “نحن أقلية” في شبه جزيرة القرم، وبالتالي، فإن تتار القرم يأملون تجنب العنف ولكن سيدافعوا عن أنفسهم ضد الاستفزازات والترحيل.

            وفي تصريحات أخرى، قال جوباروف أن تتار القرم لم يشاركوا في “الإستفتاء” الّذي نظّمته موسكو لأنه كان غير قانوني، ولأنه عقد تحت فوهات البنادق الروسية، ولأنّه كان مدبرا على عجالة وبطريقة حالت دون حدوث أي نقاش جدي بشأن القضايا ذات الأهمّيّة.

            وقال زعيم المجلس انه ومواطنيه تتار القرم “لا يعرفون” ماذا سيجلب لهم المستقبل، ولكنهم يأملون كثيرا في أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي سوف يتخذوا قرارات ضد أي “ظلم” قد يلحقه الروس بهم. و”نحن كتتار القرم لا ننوي الموافقة على هذا الظلم”.

            لا تزال المواقف الروسية تجاه تتار القرم وخطط موسكو الممكنة تجاههم غير واضحة. وكانت العلاقات بين تتار القرم والعرقيّين الروس في شبه الجزيرة منذ مدّة طويلة متوترة لأن الروس يعارضون السماح لتتار القرم بحق العودة وبالمطالبة بإعادة الممتلكات والأراضي التي تم ترحيلهم منها.

            لكن اثنين من التعليقات هذا الأسبوع كانا ذو دلالة ومثيرين للقلق على حدٍ سواء. يقول فلاديمير زورين (Vladimir Zorin) نائب رئيس معهد موسكو لعلم الأعراق البشريّة (Ethnology) وعلم الإنسان (Anthropology)، أن المجلس ارتكب “خطئاً فادحاً” في عدم دعم الاستفتاء حول الوضع المستقبلي لشبه الجزيرة (nazaccent.ru/content/10967-ekspert-bojkot-referenduma-byl-bolshoj-oshibkoj.html).

            يقول الباحث من موسكو أن قيادة تتار القرم أثبتت “عدم قدرتها على تقييم الحقائق التاريخية الجديدة، وفهم مواقف غالبية سكان القرم”. يجب على تتار القرم اان يعملوا ليسيروا جنبا إلى جنب مع الآخرين وليس “إحياء الذاكرة التاريخية اللعينة”، في اشارة الى الإبعاد الجماعي لعام 1944.

            وتعليق ثانٍ، من قبل فلاديسلاف غوليفيتش (Vladislav Gulyevich)، وهو محلل في مركز جامعة موسكو التّابعة للدّولة للبحوث المحافظة، وهو أكثر مدعاة للقلق. انه يوحي بأن حركة تتار القرم، مثل الحركة الشركسية في القوقاز، والّتي كانت مشروعاً “فاشلاً” موجهاً ضد روسيا من قبل الحكومات الغربية (regnum.ru/news/polit/1778717.html).

المصدر:

 (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-crimean-tatars-fear.html)

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672501
Share Button

نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون 18 مارس/آذار – إثنان من كبار قادة تتار القرم، مصطفى جميلوف (Mustafa Cemilev)، الزعيم السابق للمجلس، ورفعت جوباروف‎ (Refat Chubarov)، الرئيس الحالي لذلك المجلس، يقولان أن الكثيرين من أمتهم يخشون من ان موسكو ستحاول ترحيلهم من أراضيهم مرةً أخرى، ويصرّون على أنهم سيقاوموا أي جهد من هذا القبيل.

            وقال جميلوف لقناة أوكرانيا الخامسة انه ومواطنيه تتار القرم الذين تم ترحيلهم من قبل ستالين في عام 1944 إلى آسيا الوسطى “كافحوا لمدة 50 عاما للعودة إلى وطنهم الأم، و [أن معظمهم يعتقد الآن] أن من الأفضل الموت هنا بدلاً من أن نتعرض مرة أخرى للترحيل” (nazaccent.ru/content/10983-krymskotatarskij-medzhlis-boitsya-novoj-deportacii-i.html).

            وعلى الرغم من أنّه أشار إلى أنّ التّوصّل إلى حل سلمي للأزمة ليس محتملاً جداً”، إلا أن زعيم تتار القرم منذ فترة طويلة قال بأنّهم لوحدهم، “تتار القرم لا يمثّلون قوّة قادرة على إعلان الحرب على روسيا وأن يقوموا بها بنجاح”.

            وقال “اننا قليلون، و ليس لدينا أسلحة”. وعلاوة على ذلك، فإنّ تتار القرم قلقون للغاية بشأن الاستفزازات ضدهم. واضاف “لكن عندما يحتل وطنك الأم من قبل جنود أجانب، فإنه من الصعب أن نتوقع أن كل شيء سيكون سلميا”.

            وفي الوقت نفسه، اعترف جوباروف أن العديد من تتار القرم يخشون الآن بأنهم سيكونوا عرضة للترحيل. “الجميع يعلم أننا لا نؤيد الروس” كما قال، وبالتالي “إذا أصبحت شبه جزيرة القرم تحت حكم [موسكو]، فإن القوات الموالية لروسيا قد تقدم على مثل هذه الخطوات ضد شعبنا” (bbc.co.uk/ukrainian/ukraine_in_russian/2014/03/140317_ru_s_chubarov_int.shtml).

            في الوقت نفسه، أوضح زعيم المجلس الحالي ايضاً تصريحات جميلوف. وقال سلفه، جوباروف، بأنّه لم يقل أن تتار القرم سوف يستخدمون العنف أو الانخراط في الجهاد. وقال جوباروف “نحن أقلية” في شبه جزيرة القرم، وبالتالي، فإن تتار القرم يأملون تجنب العنف ولكن سيدافعوا عن أنفسهم ضد الاستفزازات والترحيل.

            وفي تصريحات أخرى، قال جوباروف أن تتار القرم لم يشاركوا في “الإستفتاء” الّذي نظّمته موسكو لأنه كان غير قانوني، ولأنه عقد تحت فوهات البنادق الروسية، ولأنّه كان مدبرا على عجالة وبطريقة حالت دون حدوث أي نقاش جدي بشأن القضايا ذات الأهمّيّة.

            وقال زعيم المجلس انه ومواطنيه تتار القرم “لا يعرفون” ماذا سيجلب لهم المستقبل، ولكنهم يأملون كثيرا في أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي سوف يتخذوا قرارات ضد أي “ظلم” قد يلحقه الروس بهم. و”نحن كتتار القرم لا ننوي الموافقة على هذا الظلم”.

            لا تزال المواقف الروسية تجاه تتار القرم وخطط موسكو الممكنة تجاههم غير واضحة. وكانت العلاقات بين تتار القرم والعرقيّين الروس في شبه الجزيرة منذ مدّة طويلة متوترة لأن الروس يعارضون السماح لتتار القرم بحق العودة وبالمطالبة بإعادة الممتلكات والأراضي التي تم ترحيلهم منها.

            لكن اثنين من التعليقات هذا الأسبوع كانا ذو دلالة ومثيرين للقلق على حدٍ سواء. يقول فلاديمير زورين (Vladimir Zorin) نائب رئيس معهد موسكو لعلم الأعراق البشريّة (Ethnology) وعلم الإنسان (Anthropology)، أن المجلس ارتكب “خطئاً فادحاً” في عدم دعم الاستفتاء حول الوضع المستقبلي لشبه الجزيرة (nazaccent.ru/content/10967-ekspert-bojkot-referenduma-byl-bolshoj-oshibkoj.html).

            يقول الباحث من موسكو أن قيادة تتار القرم أثبتت “عدم قدرتها على تقييم الحقائق التاريخية الجديدة، وفهم مواقف غالبية سكان القرم”. يجب على تتار القرم اان يعملوا ليسيروا جنبا إلى جنب مع الآخرين وليس “إحياء الذاكرة التاريخية اللعينة”، في اشارة الى الإبعاد الجماعي لعام 1944.

            وتعليق ثانٍ، من قبل فلاديسلاف غوليفيتش (Vladislav Gulyevich)، وهو محلل في مركز جامعة موسكو التّابعة للدّولة للبحوث المحافظة، وهو أكثر مدعاة للقلق. انه يوحي بأن حركة تتار القرم، مثل الحركة الشركسية في القوقاز، والّتي كانت مشروعاً “فاشلاً” موجهاً ضد روسيا من قبل الحكومات الغربية (regnum.ru/news/polit/1778717.html).

المصدر:

 (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-crimean-tatars-fear.html)

Share Button