نص الكلمة التي كنت أعتزم تقديمها ممثلاً عن المجلس العشائري الشركسي الأردني

الأخوة والأخوات الأعزاء : تحية
هذا نص الكلمة التي كنت أعتزم تقديمها ممثلاً عن المجلس العشائري الشركسي الأردني ، ومَنعني مجلس إدارة الجمعية الخيرية الشركسيةالمركز من إلقائها .
أرجو الإطلاع وإعلامي مم تشكو ، خاصة وأن هذه هي السنة الثانية التي يتم فيها منعي من الكلام .

سعادة العين سمير قردن المحترم
رئيس مجلس الإدارةالجمعية الخيرية الشركسيةالمركز
ضيوفنا الأكارمالأخوات والأخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تهل علينا الذكرى الثانية والخمسون بعد المائة لمأساة التهجير الشركسي وما رافقها من ويلات ، وسط تحرك شعبي شركسي لافت للانتباه ، بدءاً من الأردن وحتى الجمهوريات الشركسية الثلاث ، مروراً بسورية وتركيا وفلسطين المحتلة وكل دول الشتات .
ولابد من الإعتراف هنا أن لأساليب التواصل الإلكترونية فضل كبير في إذكاء روح الوعي والإهتمام بقضيتنا الكبرى ، حيث أصبحنا اليوم نرى فضاء الانترنت يزحم بالأخبار والمقالات والتعليقات المتبادلة والآراء والمبادرات في زوايا الدنيا الأربع.
وقد جاءت مبادرة سعادة النائب الزميل خير الدين باشا هاكوز في مشروع الدينار الشركسي في مقدمة هذه الأفكار البناءة والتي تهدف الى قيام كل شركسي بدفع مبلغ دينار واحد سنوياً في صندوق خاص ، يخصص ريعه لمساعدة الشراكسة غير القادرين على تسديد التزاماتهم التي تفرضها عليهم حوادث وقضايا خارجة عن السيطرة .
وإذا كنا نرى في هذا التوجه ضرورة آنية ، فهذا الصندوق يحمل بشائر وامكانات عديدة مستقبلاً ، اهمها أنه في حال تطبيقه على جميع الشراكسة في العالم ، سيصبح بمقدوره تمويل كافة احتياجات العمل الجدي سياسياً واقتصادياً وقانونياً على قضيتنا الكبرى . وللعلم فقد قام سعادة النائب ورفاقه بزيارة فروع الجمعية الخيرية الشركسية في جرش وصويلح والزرقاء والرصيفة وناعور حتى تاريخه ، ويخططون لاستكمال زيارة فرع وادي السير والمركز والفرع النسائي قريباً ، لشرح أهداف الصندوق ومراميه وفوائده .
وعلى المستوى العالمي ، فقد دعا وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الى عقد اجتماع لمجلس الأمن يوم 27 آذار عام 2015 لبحث وضع الأقليات في الشرق الأوسط ، الأمر الذي يمكن تفسيره بقلق الدول الغربية على الأقليات العرقية والدينية في سورية والعراق نتيجة الأوضاع المتردية في القطرين الشقيقين .
كما نشر ممثلو عدة منظمات وجمعيات سياسية أرمنية بياناً ضمنوه ما يلي :
1-
إدانة سياسات القصيرة الروسية التي نظمت الإبادة والترحيل ضد الشراكسة في الأعوام 1861 – 1864 ، مما أدى الى حدوث تغييرات جذرية في الوضع الديمغرافي في القفقاس. واعتبار يوم 21 آيار يوما للإبادة الجماعية الشركسية .
2-
حث حكومتي ارمينيا وناغورنو كراباخ وجميع المنظمات الأرمنية في العالم على الإنضمام الينا وتوقيع بياننا (Justice for north Caucasus.info)
كذلك ، فقد كان للأزمة التي وقعت بين روسيا وتركيا قبل حوالي ستة أشهر ، تأثير سلبي على شراكسة تركيا الراغبين في إقامة مشاريع اقتصادية في القفقاس ، أو الطلاب الراغبين بالدراسة في الجامعات الشركسية ، إضافة الى التضييق على طالبي الإقامة والعودة الى القفقاس من حملة الجنسية التركية .
وفي تطور آخر ، قامت دائرة الهجرة الفدرالية الروسية بارسال رسائل الى اولئك الذين تم السماح لهم بالعودة الى القفقاس ، تفيد بإلغاء تصاريح اقامتهم ، ووجوب مغادرة الفدرالية والعودة الى تركيا .
يضاف الى ما تقدم ، الإجراءات التعسفية التي تقدم عليها الحكومات المحلية ، مثل إعلان حكومة كراشيڨوشركيسيا عن نيتها إغلاق الأديغة خاسة المحلية ، الأمر الذي أجبر المنظمات الشركسية في جمهوريتي قباردينو بلقاريا ، وشيركيسيا على اعداد الخطط لإنشاء منظمة اقليمية مستقلة جديدة .
كما أعرب العديد من النشطاء الشراكسة عن شعورهم بالخيبة من أنشطة الجمعية الشركسية العالمية (ICA) والتي ايدت قيام اولمبياد سوتشي عام 2014 .
أما بالنسبة للشراكسة السوريين الذين أرادوا اللجوء الى احدى الجمهوريات الشركسية ، فقد ظهر تقصير واضح في معاملة هؤلاء الأخوة ، إذ لم تقبل روسيا اللجوء سوى لأعداد قليلة جداً ، وأغلقت الباب بشكل شبه كامل في وجه المزيد من طالبي اللجوء ، وحتى طالبي البقاء المؤقت لحين انتهاء الأزمة .
كذلك ، فقد قامت لجنة من ممثلينا القادمين من الأردن وتركيا والولايات المتحدة بزيارة الى برلمان استونيا يوم 04/06/2015 ، حيث التقت بمجموعة من النواب لحثهم على العمل لإصدار بيان حول اعتبار ما حدث للشراكسة عام 1864 ، إبادة جماعية .
يجيء كل هذا النشاط مع نشاط آخر مقابل ومعادي من جانب اليمين الروسي المتطرف الذين طرحوا شعارتوقفوا عن إطعام القفقاس !” . والذي يقصد به احراج الرئيس بوتين وإجباره على التخلي عن دعم القفقاس . هناك موقع عنكبوتي اسمهوداعاً أيها القفقاسيسمح لزواره بالتصويت على فصل القفقاس عن روسيا كوسيلة لتخليصها من مكان خطير ومتخلف اقتصادياً. بتاريخ 29/06/2015 كان قد صوت فيه 9500 شخص لصالح الانفصال و 2500 ضده .

أيها الحضور الكريم :
قد تختلف الآراء والرؤى في أسلوب العمل الواجب سلوكه لتحقيق آمال وتطلعات امتنا ، لكن الأمر الذي ينبغي أن نتفق عليه جميعاً هو احترام الرأي الآخر وعدم إقصاء صاحبه ، ومحاولة ايجاد نقاط مشتركة في الرؤى المختلفة والعمل على تطويرها .
ولعلي هنا أنوه الى أن العمل على قضيتنا الكبرى يتطلب الكثير من الصبر والجرأة ، وهما صفتان ملازمتان للخلق الشركسي ، وأن نظل على إتصال وتواصل وإطلاع على كافة المستجدات في هذا العالم المتسارع .
هنا ، أرجو أن يتسع صدركم لسماع هذه الرسالة التي أرسلها محدثكم الى فخامة الرئيس بوتين يوم 29/04/2015
صاحب الفخامة السيد فلاديمير بوتين
رئيس الفدرالية الروسية الاكرم

تحية واحترامأ
راقبنا وتابعنا باهتمام شديد ، دقائق زيارتكم التاريخيه الى مدينة يريڨان ، وتأثرنا بخطابكم البليغ يوم 24 الجاري وقولكم نحن نتعاطف باخلاص مع الشعب الارمني الذي عانى من اكبر الكوارث في تاريخ البشرية ، واكثر من 1.5 مليون مدني قتلوا وجرحوا ، واكثر من 600 الف طردوا من بيوتهم وتعرضوا للقمع على نطاق واسع.
كذلك دعوتم فخامتكم المجتمع الدوليالى ابرام الاتفاقيات والمعاهدات الكفيلة بتجنيب الشعوب التعرض لجرائم ضد الانسانية والابادات “.
كما أكدتم فخامتكم على ان احداث 1915 هزت العالم كله ، بينما اعتبرتها روسيا مأساة ، وان مئات الآلاف من الارمن حصلوا على اللجوء في روسيا كما قلتم ان موسكو بادرت دوليا الى اعتبار مذبحة الارمن جريمة ضد الانسانية.
هنا ، ارجو ان يتسع حسكم الانساني الرفيع وصدركم الرحب لاشارة بسيطة الى احداث اكثر جسامة ومأساة اعمق اثراً ، حدثت ليس في سنة واحده فقط ، بل على مدار قرن كامل ، لاحد شعوب الفدرالية الروسية في ايام القياصرة .

يا سيدي الرئيس بوتين : انا فقط اريد ان ارجوكم العودة الى الارشيف العسكري القيصري الروسي ، والى مراسلات وزراء الدفاع وقادة الجيوش حول عملياتهم في بلاد اجدادي القفقاس ، والتهجير المنظم الذي تعرض له الشراكسة بعد مئة سنة من القتال ، افضت بحسب الارشيف العسكري نفسهالى ابادة نصف امتنا في ساحات القتال والقرى الآمنة ودروب التهجير التي خلت من ابسط المتطلبات الانسانية .
سيخبر فخامتكم الارشيف نفسه كم غارة شنت على القرى ، وكم عدد القتلى والغنائم من الشراكسة، بتفصيل مذهل .
بعد ان تقرأوه فخامتكم ، ونرجو ان تفعلوا ذلك ، فأننا نتوجه الى فخامتكم بطلباتنا البسيطة التي تكفلها كل الشرائع الدولية ويقبلها حسكم الانساني الرفيع ، والتي تتلخص في حق العودة وكل ما يرتبه ذلك الحق من تبعات تجاه روسيا الفدراليه ، الوريث الشرعي والسلطة القائمة في القفقاس.
نحن يا صاحب الفخامة ، نتوجه في هذه المناسبة المؤثرة الى كل روسي بالقول اننا لا نحمل ضغينة ضد احد منكم ، ولكننا نريد ان نمتلك الحق في العودة الى بلاد اجدادنا ، والتعويض العادل على كل ما سلب منا على مدى قرون.
ان ما شجعني على مخاطبتكم يا سيدي ، هو تأثري العميق بخطابكم الذي يدل على عمق حسكم الانساني ، فأرجو ان تترجم هذا الاحساس الى بداية عمل منظم يعيد للشراكسة حقوقهم.

أشكر لكم حسن استماعكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد أزوقه

Share Button

اترك تعليقاً