يحيي الشركس ذكرى مناسبتين سنويتين ويتطلعون إلى المستقبل بثقة

يحيي الشركس ذكرى مناسبتين سنويتين ويتطلعون إلى المستقبل بثقة

بول غوبل (Paul Goble)

21مايو/أيار 2019

ترجمة: عادل بشقوي

22 مايو/أيار 2019

 

(Source: WXVU)
(Source: WXVU)

الحادي والعشرين من  مايو /أيار هو أكثر أيام العام حزنًا لأكثر من نصف مليون من الشراكسة الذين ما زالوا يعيشون في موطن أجدادهم وأكثر من خمسة ملايين يعيشون في المنفى القسري. في ذلك التاريخ، من عام 1864 بعد حرب استمرت أكثر من قرن من الزمان أجبر الجيش الروسي القيصري تقريبا جميع الشراكسة الباقين على قيد الحياة على الانتقال إلى الإمبراطورية العثمانية، وهو عمل يعتبره جميع الشراكسة وكثيرون غيرهم تقريباً في الوقت الحاضر بمثابة ”إبادة جماعية“. جمهورية جورجيا، على سبيل المثال ، أعلنت ذلك  رسميًا في عام 2011 (Circassiancenter.org, May 20).

يصادف هذا العام الذكرى 155 لهذه الأحداث المروعة التي لا تزال تلقي بظلالها على الأمة الشركسية. وفي داخل الفيدرالية الروسية، يظل الشركس منقسمين إلى ست ”قوميات“مختلفة دون مؤسساتهم الخاصة بهم وتتعرض لغتهم للإنتهاك بشكل متزايد. علاوة على ذلك، لا تزال الحكومة الروسية تحاول منع عودة الشراكسة من سوريا التي مزقتها الحرب (see EDM, October 6, 2014). والشركس في الخارج الذين يصل عددهم إلى ملايين في تركيا وفي 55 دولة أخرى يتعرضون لضغط تذويب وانصهار قوي.

لكن يوم 21 مايو /أيارالحالي هو الذكرى الشركسية الهامة الأخرى، وهي الذكرى الثلاثين، لبدء الحركة الوطنية (القومية) الشركسية في الإتحاد السوفيتي. في العديد من النواحي المهمة، لم ينجح في نهاية المطاف هذا النشاط: ولم يؤدي في ذلك الوقت إلى إحياء جمهورية شركسية موحّدة، وإلى اعتراف الحكومة بأن الشراكسة كانوا أكثر الناس تعرضا للمعاملة السيئة في البلاد داخل الحدود الذين يجدون أنفسهم بها، أو لعودة الشراكسة من الخارج. ولأنها لم تحقق تلك الأهداف، فقد تم تجاهل عن هذا النشاط إلى حد كبير. ومع ذلك، فإن هذا العام، ربما لأن الذكرى تأتي ”عشرية“ فإن الشركس يتوقفون عن أحزان عام 1864 ليفخروا بما حدث في عام 1989. ويرى الكثيرون الآن أنه تم وضع جدول الأعمال الذي تابعوه في الماضي ويعتقدون أنهم يستطيعون تحقيقه في المستقبل (Habze.org, May 20).

وفي السنوات التي بلغت ذروتها في الفترة السوفيتية، كان النشطاء الشركس، وإن كانوا يعلمون بعمل جبهات الشعوب في دول البلطيق، التي كانت أكثر راديكالية، لم يُنصِّبوا أنفسهم كمدافعين عن البيريسترويكا (perestroika) للزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف (Mikhail Gorbachev) مثلما فعل في البداية أعضاء حركة الإصلاح في ليتوانيا (Sajudis). بدلاً من ذلك، نظم الشراكسة  أنفسهم كحركة تحرر قومي ملتزمة بتغيير عكسي لنتائج الحرب الروسية ضدهم  التي جرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وطردهم من وطنهم التاريخي والحملة السوفيتية ضد هوية وأرض شركسية موحّدة، والتعدي على لغتهم وثقافتهم منذ عام 1920 إلى الوقت الحاضر.

ولأنهم لم يكن لديهم في ذلك الحين جمهورية فيدرالية خاصة بهم، فشلت الحركة الشركسية في جذب انتباه واسع النطاق في الغرب، على الرغم من أن الشراكسة في تركيا وأماكن أخرى في الشتات تابعوها عن كثب. ولم يُلْفت انتباه المجتمع الدولي إلى أمتهم إلا نتيجة لقرار فلاديمير بوتين بتنظيم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي وعلى وجه التحديد في الموقع الذي طرد منه الشراكسة. ونظم النشطاء الشركس في الغرب احتجاجات حول ذلك في فانكوفر قبل أربع سنوات واستمروا في نشاطهم من خلال ألعاب سوتشي، واكتسبوا اهتمامًا غير مسبوق بالشركس (see EDMJanuary 19, 2011May 23, 2012November 6, 2013). وفوق ذلك، نظرًا لأن موسكو لا تزال تتجاهل مطالبهم، فقد قرر الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم في نهاية المطاف أن الشركس كانوا قوة مستهلكة، وأشاحوا بوجههم عنهم.

 بالتأكيد، وفي أعقاب ألعاب سوتشي، كانت هناك حقًا فترة من خيبة الأمل حتى بين الشراكسة أنفسهم. لقد عملوا بجد لكن ابدوا عجزا في الاستمرار. لكن الكثيرين منهم لم يستسلموا؛ وفي العام الماضي، حققوا بعض الأشياء الرائعة. ومن بين أبرز هذه التطورات التي تشبه طائر العنقاء ما يلي:

افتتح الشراكسة مكتبًا جديدًا في إسطنبول واكتسبوا فرصة جديدة للحياة لمكتبهم في تبليسي، مما يضمن لهم استمرار الاتصالات بين الشركس في الوطن والشركس في الخارج (Kavkazsky Uzel, April 27).

لقد اطلعوا على دراسة نشرت في روسيا تحاجج بأن الشركس ربما كانوا أكثر الشعوب تعرضا للمعاملة السيئة في العهد السوفيتي، وليس فقط تحت حكم القياصرة الأمر الذي أضفى أمراًَ ملحاً جديداً لحركتهم  (NatPress, April 12).

أطلق الشركس حركة جديدة في شمال القوقاز لجعل أعضاء من مختلف المجموعات الفرعية التي قسمتهم موسكو إلى إعلان أنفسهم ”شراكسة“ في تعداد عام 2020 القادم (Kavkazsky UzelMarch 7April 12).

رغم مواجهة معارضة موسكو المستمرة، فقد نظّم الشراكسة في شمال القوقاز مجموعاتهم الخاصة بهم لمساعدة أخوتهم من سوريا ودول أجنبية أخرى للعودة إلى وطنهم (Habze.org, May 15).

صعّد الشركس من استخدامهم للإنترنت بشكل كبير، حيث يعتبر الكثير منهم الآن انه يؤدي إلى خلاص شعبهم وأساس نجاحه في المستقبل (Open Democracy, April 18).

لقد طالب قادتهم في الآونة الأخيرة علنًا بمنح الشراكسة الحق في إدارة شؤونهم الخاصة، وربما يكون التحدي الأكثر مباشرة لحكم موسكو في شمال القوقاز منذ الأيام المجيدة لعام 1989 (Habze.org, May 18).

وقد احتفل الشركس في شمال القوقاز وكذلك في جميع أنحاء الشتات بالانتصارات الانتخابية التي فاز بها الإثنيون الشركس في تركيا، والانتصارات التي ستمنحهم نفوذاً جديدًا هناك وفرصًا جديدة للنهوض بقضيتهم بشكل عام (Kavkazsky UzelMarch 12April 6).

وبطبيعة الحال، هذه ليست انتصارات نهائية، لكنها تمثل إنجازات ملحوظة في وقت اعتقد فيه الكثيرون أن القضية الشركسية في حالة كسوف. ونتيجة لذلك، ومع إحياء الشركس للذكرى الـ 155 لمأساة عام 1864 وتذكر حركة عام 1989، يمكنهم التوجه للمستقبل بثقة أكبر من أي وقت مضى وربما بتفاؤل تحقق ذاتيا يشعرهم بأنهم يسيرون على الطريق الصحيح (Circassian ProgressKavkazr.com, March 20; Justice for North Caucasus, May 21).

المصدر:

https://jamestown.org/program/circassians-mark-two-important-anniversaries-and-look-to-future-with-confidence/

Share Button

اترك تعليقاً