الاثنين 27 مايو/أيار 2019
تقول نيفلياشيفا إن إحياء تقاليد الفروسية الشركسية يمكن أن يعرقل التطرف في شمال القوقاز
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
29 مايو/أيار 2019
ستاونتون، 26 مايو/أيار — كان أحد الأساليب الأكثر إثارة للاهتمام، إن لم يكن دائمًا أنجح الوسائل التي استخدمها السوفييت لتهدئة السكان المسلمين والسيطرة عليهم داخل الإتحاد السوفيتي، هو لعبة التناوب التي تقضي بتأييد ممارسة التقاليد القومية لإضعاف الإسلام، ونادراً ما تم دعم بعض الأنشطة الإسلامية من أجل إضعاف القومية.
الآن، وفي نسخة محدثة من هذا القبيل، تقترح نعيمة نيفلياشيفا (Naima Neflyasheva)، وهي أبرز باحثة في شؤون شمال القوقاز، أن تستخدم موسكو واحدة من أقدم وأكثر تقاليد الثقافة الشركسية فخراً — والمتعلقة بالخيول ومسابقات الفروسية — كوسيلة لمنع تطرف الشباب هناك (kavkaz–uzel.eu/articles/335716/).
وتقول الباحثة البارزة في أكاديمية العلوم الروسية للأبحاث الحضارية والإقليمية (Russian Academy of Sciences Center for Civilizational and Regional Research) أنه في الوقت الذي أدى فيه التغير الاجتماعي السريع إلى انهيار الروابط التقليدية بين الأجيال وفتح الطريق أمام تطرف الشباب، إلا أن الترويج لمسابقات الفروسية يمكن أن يعيد الروابط التي تساعد على منع مثل هذا التطور.
وتواصل نيفلياشيفا إن اتباع التقاليد الشركسية في تربية وركوب الخيل، يمكن أن تفعل الكثير لأنها ”جاذبة للشباب المعاصر ولديها أساس في الثقافة التقليدية.“ إن الشباب الذين يشاركون في تربية وركوب الخيل وخاصة المنظمة تنظيماً جيدًا في مجال الخيول هي ببساطة تجعل الشباب ينظرون إلى ماضيهم وحاضرهم بشكل مختلف.
وتقول إن مثل هذه الأنشطة، مثل برنامج المؤتمر (الخاسه) لركوب الخيل الذي أنشئ في عام 2017 “يمكن أن يعمل ليس فقط كآلية للحفاظ على أشكال مستقرة للثقافة، لكن إعادة تفعيلها وترجمتها، بل وتوفر اتجاهًا جديدًا لمستقبل أفضل وليس مجرد معنى من الماضي الأسطوري“.
يشمل هذا البرنامج الشباب في رعاية الخيول ثم المشاركة في ركوب الخيل مع الآخرين من خلال أماكن مختلفة حيث يتم الاحتفاء بالخيول والفرسان كأبطال قوميين. وتقول الباحثة إن الشباب الذين لديهم تلك التجربة هم أقل عرضة للإغراء بأي خطاب إسلامي.
وتقول نيفلياشيفا: ”إن هدف الخاسه هو إحياء سلالة خيول القباردين (Kabardin)، وتشجيع قواعد رعاية الخيل والفروسية، وإحياء الحرف التقليدية المرتبطة بتربية الخيول“. ومن أبرز معالم حملات ركوب الخيل الجماعية أنّهُ يمكن من خلالها استقطاب الشباب بسهولة.
وتتسائل بموضوعية: ”لماذا نعتبر أن مثل مسابقات ركوب الخيل هذه يمكن اعتبارها ممارسة لها تأثير وقائي على الشباب؟ وتكمل بان مثل هذه الأنشطة ليست جديدة. بدلاً من ذلك، يعتمدون على تقليد قديم يتمتع فيه المتسابق الذكر دائمًا بالمكانة في المجتمع
”إن الترابط النفسي العميق بين الحصان والفارس يظهر بالفعل في تعبير ملاحم النارتيين — {فكيفما كان الحصان يكون الرجل}. المصادر التاريخية مليئة بشهادات تفيد بانه لم يسبق للأمراء الشركس أن استخفوا بالعمل البدني المطلوب لرعاية خيولهم“.
وبالتالي، فإن تشجيع إحياء هذا التقليد سيمنح الشباب شيئًا ما يتمسكون به، مما يتيح لهم مقاومة أغنية صافرة الإنذار للإسلاميين. لكن يجب أن تنظم الأمور بعناية، كما تقول نيفلياشيفا. وإلا فإن الاحتفال بهذا الجانب من الثقافة القومية قد يؤدي إلى اشتباكات كما حدث في سبتمبر/أيلول الماضي (windowoneurasia2.blogspot.com/2018/11/land–shortages–in–north–caucasus–make.html).
من الواضح أنها محقة في أن تشجيع وتطوير الثقافة الشركسية من شأنه أن يمنع انتشار الأفكار الإسلامية بين الشباب. لكن لسوء الحظ، من المحتمل جدًا أن ينظر كثير من المسؤولين الروس إلى ظهور الهوية القومية الشركسية بقدر ما يمثله الاسلاميين تهديدًا لسيطرتهم على المنطقة.
وإذا ثبت أن هذا هو الحال، فإن هذه الفكرة الأكثر فائدة سيتم رفضها بالكامل أو تنفيذها جزئياً فقط وبالتالي تقليل تأثيرها. لكن حقيقة أن هذه الأفكار يجري مناقشتها الآن يظهر امكانية وجود الخيار الوحيد (Hobson’s choice) الذي يواجه موسكو في شمال القوقاز: إذا لم تسمح للثقافات القومية بمزيد من التطور، فسوف تواجه تحديًا إسلاميًا جديدًا.
لكن إذا سمحت لهم بذلك من أجل منع انتشار التطرف، فسوف تواجه موسكو تحديا آخر، قد يكون بنفس القدر من الهزيمة للسيطرة الروسية.
المصدر:
https://windowoneurasia2.blogspot.com/2019/05/reviving-circassian-equestrian.html