أرشيف التصنيف: إعرف عدوّك

إعرف عدوّك

ترجمة لفقرة من مقال “إلى رئيس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة الرّوسيّة”

نشر موقع “مجموعة العدالة لشمال القوقاز” مقالا بالّلغة الإنجليزيّة بعنوان “إلى رئيس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة الرّوسيّة” لكاتب لقّب نفسه “شركسي حقيقي” تناول فيه ما وصلت إليه الجمعيّة من مستوى متدنٍ من التّعامل الأعمى والإستسلام للخطط الروسيّة بتفريغ الجمعية ومبادئها وأهدافها من أي محتوى إيجابي، وذلك للإجهاز على أيّة إنجازات أو خطوات يمكن أن تؤدّي إلى أي بادرةٍ قد تؤدّي إلى حل القضيّة الشّركسيّة!

فيما يلي إحدى الفقرات مترجمة إلى الّلغة العربيّة بحيث تصف العملاء والجواسيس الّذين باعوا أنفسهم للعدو ويعملون ليل نهار على خدمة المستعمرين إخوان الشّياطين:

“الأنشطة الشركسية الأخيرة تقلق الروس والمتعاونين معهم وعملائهم وجواسيسهم، فلذلك يريدون السّيرَ بالتوازي مع الأنشطة الحالية لجذب كل الاهتمام نحوهم، وجعل الناس من خلال سفاسف أمورهم لا يصلون إلى شيء، وبدون أهداف مناسبة والتي سوف تكون خطابات بلاغيّة، لكن بدون أساس تستند إليه وكذلك فارغة من أي محتوى. هم يعتقدون بأنّ هذه الطريقة الإحتكاريّة، سوف توقف الشراكسة من مُطَالًبَتَهُمْ للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة لعمل شيءٍ ما للشّراكسة بدلا من أنموذجهم السوفياتي في التّجمّعات والإجتماعات، وستكون أسلوبا للفرار من الانتقادات، وفي نفس الوقت يشوّشون النوايا والاتجاهات الإيجابية من أجل تقديم جدول أعمالهم بتلفيقات روسيّة لن تقدم أيّ نتائج ملموسة، والّتي من شأنها أن تؤدّي إلى حالة من الارتباكِ داخل المجتمعات الشّركسيّة.”

Share Button

الجبليّون والقوزاق: موسكو تشهر مرة أخرى السّلاح القديم

الجبليّون والقوزاق: موسكو تشهر مرة أخرى السّلاح القديم

موسكو تتطلع إلى القوزاق للتعامل مع عدم الاستقرار في شمال القوقاز
ظهر القوزاق للمرة الأولى في منطقة القوقاز عندما فرّوا من أسيادهم في روسيا.  باختبائهم في سفوح التلال في شمال القوقاز، فإنهم استوعبوا العديد من أنماط الحياة من القوقازيّين الجبليّين (the Gortsy)، من ثيابهم وأسلحتهم إلى تبنّي عقليّتهم. مع مرور الوقت، وعلى الرغم من أنّ القوزاق تحوّلوا إلى أداة بيد الإمبراطوريّة الرّوسيّة ضد الجبليّين أنفسهم وهم الّذين قدّموا لهم المأوى في البداية. وكان القوزاق عندها قد استوطنوا في أراضٍ احتلّها القياصرة من الجبليّين. وكانت الأراضي هي بالضبط السلعة التي أصبحت مصدر العداء لقرون بين الجبليّين (Gortsy) والقوزاق. واستغلّ البلاشفة بمهارة العداوات بينهما في سنوات 1918-1922. بالتحالف مع الجبليّين (Gortsy)، قضى البلاشفة بنجاح على أعدائهم الّلدودين، قوزاق تيريك وكوبان، الّذين عاشوا في وادِيَيْ النّهرين.

وبالنظر إلى هذه الخلفية من العداوة التاريخية، فمن الغريب أن نسمع بعض كبار المسؤولين الروس يقولون شيئا كهذا: “حقا لدينا وضعا صعبا في داغستان، وضعا صعبا في إنغوشيتيا وفي عدد من الجمهوريات الأخرى. وسيكون من المرغوب فيه إذا تم تعزيز تواجد القوزاق هناك، في تلك المناطق، سنتمكن من تقوية السكان الناطقين بالّلغة االروسية في تلك الجمهوريات. وهذا أيضا اتجاه سياسي هام للغاية”. وهذا ما قاله الكسندر خلوبونين (Aleksandr Khloponin)، مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة شمال القوقاز الاتحادية، لمجتمع القوزاق في تيريك خلال اجتماع عقد يوم 18 أبريل/نيسان (http://www.chechnyafree.ru/article.php?IBLOCK_ID=388&SECTION_ID=0&ELEMENT_ID=92256).

والحقيقة أن الاجتماع الذي عقد بين خلوبونين ومجتمع قوزاقي محلي حضره أيضا نائب رئيس “إدارة الرئيس الروسي”، الكسندر بغلوف (Aleksandr Beglov)، هو دليل هام بأن ذلك سيصبح في صلب سياسة الدولة بدلا من مبادرة خاصة كممثل جديد لميدفيديف إلى المنطقة. ما يقترحه خلوبونين هو أن يصبح القوزاق كما كانوا عليه خلال فترة الإمبراطورية الرّوسيّة. وإذا أخذنا بعين الإعتبار أن عدد القوزاق المحليّين في تيريك يبلغ حوالي 35،000 نسمة – فإنّه يترتب على ذلك بأنّهم قوة قد تسبب تدريجيّا اشتباكات بين الأعراق مع الجبليّين المحلّيّين. ومن المهم أن نلاحظ بأنّ تقوية القوزاق لم يقصد منه المساعدة في الدفاع عن منطقة القوقاز وسكّانها من عدو أجنبي. بدلا من ذلك، لوحظ بشكل قاطع خلال الاجتماع بأن القوزاق سوف يخدمون بشكل أفضل كقوة دفاع عن السكان المحليين من العرق الروسي. إنّ ذلك في الحقيقة يعني بأنّ وحدة شبه عسكرية تقوم على أساس عرقي ضد الشّعوب الأصيلة في شمال القوقاز. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا القرار يشير إلى أن الوضع في كافّة أنحاء المنطقة لا يبدو جيدا.

ليس من الصعب التّخمين بأن سياسة الكرملين الجديدة تكتسب السرعة، وسوف تكون مصحوبة بحملة دعائية قوية في الدفاع عن القوزاق ومهمتهم التاريخية. ومن المنطقي أن مسألة الأرض أصبحت قضية فوريّة. فعلى سبيل المثال، القوزاق يقترحون بأن تخصّص لهم أراض في كل جمهوريّة روسيّة. ومساحة الأرض الّتي ستخصّص هي بالفعل معرضة للصراعات. والقوزاق يحسبون أن “لكي تتطوّر مزرعة قوزاقيّة بصورة طبيعيّة، فإنّ هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 100 هكتار” (http://www.interfax-russia.ru/South/view.asp?id=139087). في هذه الأثناء، فإنّه بالكاد يمكن للجبليّين أن يقدروا على امتلاك حتّى هكتار واحد.

سياسة موسكو الجديدة ليست بغريبة على الإطلاق.  حيث كان أول من أعرب عنها قبل حوالي خمس سنوات الرئيس في حينها فلاديمير بوتين، الذي اقترح عددا من التدابير الرامية الى فرض نفوذ القوزاق في المنطقة. في ضوء تلك الخطوات، بدأت السلطات المحلية إنشاء برامج خاصة للقوزاق لتسهيل عودة من هم من أصل روسي، من الذين غادروا جمهوريات شمال القوقاز ردا على عدم الاستقرار في الشيشان. في بعض الجمهوريات، مثل الشيشان وانغوشيتيا وداغستان، تم وضع هذه الأنماط من البرامج الحكومية منذ عام 2006. ومع ذلك، فإن مستقبل هذه البرامج هو بعيد المنال في ظل عدم الاستقرار الكلي لمنطقة شمال القوقاز بأسرها. ومن المثير للاهتمام، بأنّ تلك البرامج الّتي مدتها خمس سنوات ستنتهي في عام 2010، وأنه يمكن الاستنتاج بأنها كانت تمثّل فشلا ذريعا (http://skfonews.ru/article/12). فبدلا من العودة، هناك المزيد والمزيد من ذوي الإثنيّة الرّوسيّة — وأولا وقبل كل شيء القوزاق – يقومون بمغادرة المنطقة (http://skfonews.ru/article/31). أولئك الذين شملهم الاستطلاع ينوّهون إلى “الوضع غير المستقر في المناطق المجاورة” كسبب رئيسي لمغادرتهم(http://skfonews.ru/article/4). هذا هو السبب لمحاولة إحياء قضية القوزاق الّتي هي بالفعل في وضع سيئ جدا من أدّى إلى كشف من شأنه أن يؤدي إلى التوترات بين الجبليّين وذوي العرق الرّوسيّ. وعلى ما يبدو، فإنّ أولئك الذين يحاولون جعل الوضع أسوأ ممّا هو عليه يأملون بأن يوجّهوا قوات أمن إضافية (الحرس القديم) (siloviki) — وزارة الدفاع وجهاز الأمن الفيدرالي (FSB) ووزارة الداخلية — إلى المنطقة باسم إنقاذ الرّوس وهزيمة قوى التّطرّف والنزعة القومية.

إنّ الوضع غير المشجع في شمال القوقاز يتطلب على ما يبدو حلولا إستثنائية من قبل الحكومة. في الواقع، على الرغم من الخطوات التي تتّخذها موسكو فإنّها تماثل الدمية الروسية ماتريوشكا. بغض النظر عن عدد المرات التي تفتحها، فأن لعبة أصغر تبقى موجودة. في بعض الأحيان، فإنّ موسكو توحد أفراد الحرس القديم ومن ثم تبعثرهم. تخضعهم لبعضهم البعض، بتغيير جهاز الأمن الفيدرالى الى وزارة الداخلية أو العكس، فإنها دائما تدور حول المنظمات نفسها التي تعتمد عليها الحكومة: جهاز الأمن الفيدرالى (FSB) ووزارة الدّاخلية ومكتب المدّعي العام.

هكذا، في 19 أبريل/نيسان، وبعد ثلاثة أسابيع فقط من زيارة الرئيس ميدفيديف للعاصمة الداغستانيّة محج قلعة، فقد أعلن أنه تم إنشاء مجموعة عاملة لوكالة دائمة لمكافحة الإرهاب في منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة التي تضم ممثلين عن جهاز الأمن الفيدرالى ووزارة الداخلية ولجنة تحقيق الإدّعاء العام. والمجموعة أنيط بها مهمّة التحقيق في الأنشطة الإرهابية (http://gazeta.ru/news/lenta/2010/04/19/n_1485130.shtml). وغني عن القول بأن هذه الوحدة ستقدم للجمهور باعتبارها ابتكارا على مستوى عالمي والّتي سيكون وجودها يثير نتائج تصم الآذان. ولكن ما تمثله في واقع الأمر يمكن تفسيره مع التعبير الشعبي الروسي، وترجم بالتقريب إلى الانكليزية بشكل “بذل المحاولات العقيمة” أو “طاحونة الهواء”. تعيش موسكو بمفردها في عالمها الزائف والإفتراضي، ويبدو بأنها سعيده في خداع نفسها وكذلك الشعب الرّوسي — الذي، بالمناسبة، لا يفهم لماذا لم يكن ممكنا هزيمة المتمرّدين خلال 11 سنة من الحرب الّتي تم خوضها ضدّهم في شمال القوقاز، ولماذا هم عوضا عن ذلك يتوسّعون ببطء ويقومون بتوسيع مجال نفوذهم ليشمل روسيا بشكل ملائم.

إنّ القوزاق والبنية الجديدة لن يكونوا قادرين على تصحيح الصورة المتغيرة في شمال القوقاز. عدد الأشخاص الذين يرفضون الثقة بأيديولوجية الدولة في تزايد مستمر وانهم يبحثون ويعثرون على إجابات في الشعارات القومية والراديكالية. إنها ليست مجرد حزب أو جماعة وإنما جزء متكامل من المجتمع الذي أصبح متطرّفا، وأنه من المستحيل تصحيح الوضع ببساطة مع شعارات تنتقد الفساد.

ميربيك فاتشكيف (Mairbek Vatchagaev)

ترجمة:  أخبار شركيسيا

Share Button

مهزلة “شركسياد” تكشف نفسها

مهزلة “شركسياد” تكشف نفسها

زيارة السادة الكسي بيكشكوف وسفيان جموخة للمجتمع الشركسي في الاردن بتاريخ 13/1/2010 اثبتت انها زيارة “الحقيقة” لانها وضعت حدّا لمسلسل سخيف ومتواصل من الاكاذيب والخداع والتحركات المشبوهة والغير مفهومة، والتي كان هدفها الاول والأخير احداث شرخ في صفوف الشراكسة؛ لقد كانت الطريقة التي طرح من خلالها مشروع شركسياد مثار تساؤل، حيث أنه من الطبيعي ان يكون هناك وجهات نظر مختلفة وقد تكون متعارضة، ولكن ما كان غريباً هو أسلوب وطريقة طرح الموضوع من قبل السيد سفيان والتي اعتمدت على اسلوب” نقل الكلام” بصورة غير صحيحة وافتعال المشاكل وترويج الأكاذيب، وفي النهاية الاستخفاف بالعقل الشركسي رغم أن السيد سفيان يوصف بالمؤرخ (على اعتبار ان شهادته “الدكتوراه” في التاريخ صحيحة).

اخر فصول المسلسل السخيف المفرق للوحدة الشركسية كان في مقال نشر عن مقابلة للسيد سفيان جموخة بتاريخ 29/1/2010 على الموقع الاخباري ناتبرس نقلا عن الموقع الإخباري (Caucasian.kont) بعنوان “ألعاب شركسيادا الثّانية ستعقد في الأردن” وكان الرّابط للخبر هوhttp://www.natpress.net/stat.php?id=4908 ولكن بقدرة قادر تم تغيير عنوان المقال والرّابط إلى “الشّركس الأردنيّون يؤيّدون شركسيادا 2012” http://www.natpress.net/stat.php?id=4918 ! وحمل المقال معلومات كاذبة ليس لها أي اساس من الصحة، حيث أن المقال اشار الى موافقة غالبية المجتمع الشركسي في الاردن على مشروع شركسيادا ويوجد هناك اقلية قليلة فقط تعارضه، وان هنالك اتفاقيات تم توقيعها بين الطرفين، وهذا المقال يكشف من خلال كلماته وما احتواه من تزييف وتضليل حقيقة مشروع السيد سفيان، وسمح بإظهار مجموعة من الحقائق المثبّتة “بالدليل” وليس بالكلام فقط، وهي كما يلي:

اولاً: بعد انتهاء زيارة السيد سفيان الى الولايات المتحدة نشر مقالاً بنفس الأسلوب على موقع ناتبرس الاخباري يتحدث فيه عن موافقة المجتمع الشركسي في الولايات المتحدة بما في ذلك المجلس الثقافي الشركسي على مشروعه، ولكن بتاريخ 13/1/2010 قام رئيس المجلس الثقافي الشركسي السيد  زاك برسيق بإرسال رسالة الى ابناء المجتمع الشركسي في الاردن يعلن فيها رفض المجلس للمشروع كونه جسر العبور الى سوتشي، ارض الإبادة الجماعية الشركسية؛ من هنا نلاحظ الاسلوب الغريب الذي يقوم على نقل اخبار ومعلومات غير صحيحة بين شراكسة الوطن والمهجر وبطريقة تثير المشاكل والقلاقل بينهم، فموقع ناتبرس نشر مقال السيد سفيان وتفاجأ برسالة السيد زاك برسيق  التي كانت مغايرة لأقوال السيد سفيان، فكان هناك تناقضا في المعلومات التي يقوم بنقلها مستغلاً ضعف الاتصال والتنسيق بين المنظات الشركسية في العالم، هذه إذاً الكذبة الأولى، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!

ثانياً: في مقاله المشار اليه أعلاه تمت الاشارة الى  توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية الخيرية الشركسية في الاردن وبين السيد سفيان، لكن وبعد الاتصال مع أحد أعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية لطلب الحصول على نسخة من هذه المذكرة، أكد انه ليس هناك اية مذكرات تم توقيعها وانه في حال التوقيع على مثل هذه الامور فلا بد من عرضها على الهيئة الادارية في الجمعية بداية، ومن ثم التصويت على توقيعها أم لا، وعندما سئل عن امكانية قيام “الزعيم الملهم” رئيس الجمعية بالتوقيع على هذه المذكرة منفرداً اجاب العضو الكريم بأن هذا الامر”مستحيل وغير جائز” من الناحية القانونية، ومنعاً للإحراج طلب عدم ذكر اسمه لكنه اشار الى امكانية قيام اي شخص من المهتمّين بالموضوع بزيارة مبنى الجمعية والتأكد من ذلك الأمر بنفسه!

الحقيقة ان الجمعية  الخيرية الشركسية ممثلة برئيسها هي من تتحمل مسؤولية الاشتراك في هذه المسرحية الفاشلة، لأن الجمعية قامت باستضافة السيد سفيان بناء على أوامر الجمعية الشركسية العالمية، وقامت بتقديمه للناس والهيئآت المختلفة وسمحت له بطرح أفكاره، إلا أنّها لم تحترم  تعددية الآراء في المجتمع الشركسي، فأدّى ذلك إلى حالة من التناحر، وبدلاً من ان تكون الجمعية اداة لتوحيد الكلمة الشركسية وان تعمل وفق مبدأ ( العاقل يحتويها والجاهل يشعلها) لعبت الجمعية الخيرية الشركسية هنا دور الجاهل، فلم تصدر اي بيان او تصريح يبين موقفها الصريح من الموضوع، ولكن وبطريق الصدفة، اكتشف لماذا لم يصدر مثل هذا التصريح أو البيان الذي يمكن ان يقطع الشك باليقين ويضع حد “للقيل والقال”، فقد تمت ملاحظة غياب غير مفهوم لرؤساء الفروع الأخرى للجمعية، اي أفرع الجمعية الشركسية في كل من وادي السير وناعور وجرش والرصيفة والزرقاء وصويلح، وتبين بأنّه لم يتم دعوتهم من قبل رئيس الجمعية الأم لأي اجتماع او أية محاضرة تتعلق ب”شركسياد”، بل ان أغلبية أعضاء ادارة الجمعية الام لم يحضروا الاجتماع، وهنا نتساءل عن حقيقة الدور المشبوه الذي وللاسف لعبته الجمعية الخيرية الشركسية في اثارة النعرات بين ابناء المجتمع الواحد، فقد كان لزاماً بأن يتم احترام رؤوساء الفروع ودعوتهم للحضور وعدم وصفهم “بانهم غير مهتمين” بالأمر، واذا كان كذلك فباي حق وشريعة توقع مذكرة تفاهم مع طرف أجنبي (حسب نص القانون الأردني) دون حتى اعلامهم؟! فلو خرج أحدهم الآن وأعلن رفضه لشركسياد فماذا سيكون موقف الجمعية الأم ورئيسها “القائد الملهم!!؟؟ ولهذا وخوفاً من رد الفعل القوي والمعارض لمشروع ما يسمى”شركسياد” كان هناك خطة محكمة لابعاد ابناء المجتمع الشركسي قدر الامكان عن الحضور واختيار بعض الشخصيات المبرمجة سلفاً.

إذا، فإنّ هناك أمر مبهم وغير واضح في تصرفات الجمعية الخيرية الشركسية، وهي مطالبة اليوم بتفسير تصرفاتها الغير مفهومة، مثل: لماذا تم استضافة السيد سفيان بطريقة مفاجئة وتم تقديمه للناس وغادر البلاد دون ان يصدر بيان يوضح موقف الجمعية مما ادى الى حالة من البلبلة والسخط بين ابناء المجتمع الشركسي في الاردن ومن المسبب في ذلك كلّه؟! الجمعية يفترض ان توحد الكلمة وتتقبل الراي الآخر وتحافظ على روح الجماعة والتعاون بين الجميع.

علماً بان الجمعية الخيرية الشركسية لا يسمح لها قانونياً بلعب أية ادوار ذات طابع سياسي او جمع اية اموال لجهات اجنبية الا بموافقة رسمية بذلك، علماً بأن هذه كانت حجة الجمعية الدائمة لرفض انشاء صندوق قومي شركسي يعنى بتمويل المشاريع ذات الطابع القومي مثل العودة! فسبحان الله ان جمع الاموال من اجل عيون السيد سفيان يصبح امر مسموح به، أما جمع الاموال من اجل اعادة اسرة شركسية واحدة فقط الى القفقاس فإنّها تكون مخالفة للأنظمة والقوانين!!!! هل الاولمبياد أهم من قضية وطن بكامله؟؟!

الخلاصة انه ليس هناك أيّة مذكرة تم توقيعها بين الطرفين! إذاً هذه هي الكذبة الثانية، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!

ثالثاً: هناك انتقائية وعدم موضوعية في الطرح، فالسيد سفيان ذكر معالي الدكتور والعين الحالي محمد خير مامسر وكذلك كلمته الّتي ألقاها في اجتماع النادي الأهلي ولكنه اغفل العديد من الكلمات الاخرى، ونتساءل لماذا قام بذلك؟! والجواب ان السيد سفيان قام بانتقاء الكلمات التي جاءت في مصلحته وهمّش وتجاهل العدد الضخم من الكلمات التي انتقدت مشروعه. وهنا اناشد معالي الدكتور والعين الحالي ان يغلب مصلحة الجماعة على مصلحته الشخصية ولو لمرة واحدة في حياته، وان يراجع سجلات الامم المتحدة المتعلقة بالمواليد ليتأكد بان النساء ما يزلن يلدن وان “مادح نفسه كذاب”، وان قيامه يوم محاضرة السيد سفيان بالتحدث باللغة الشركسية وتوقفه فجأة ليتحث باللغة العربية ليعلم الحاضرين انه يحمل ميدالية لا يحملها سواه في الوطن العربي كان دليلاً قاطعاً على ان “الأنا العليا” ما تزال تهيمن على فكره وانه لا توجد كلمة او مقابلة او حديث لمعاليه لا يخلو من مدح نفسه وينسى ويتناسى بأن الجاهل من قال اني علمت!!.

اما بخصوص الشباب الشركسي وهنا نلاحظ ان السيد سفيان ومن خلال زياراته السابقة إلى (تركيا والولايات المتحدة وغيرها) لم يتطرق الى رأي قطاع الشباب بصورة مباشرة ولكنه هذه المرة تطرق له مرغماً لان معظم الشباب الحاضرين كانوا رافضين لمشروعه، فعمل على اختيار كلمات اثنين من الشباب وبصراحة لم تكن مفهومة وتجاهل كلمات أخرى مثل كلمة الشاب عماد شابسوغ الذي استخف بالسيد سفيان عندما تساءل لماذا لا نقيم الألعاب الاولمبية بعد عودة شركيسيا فما كان من السيد سفيان ان قال له وبالحرف الواحد، “ومتى تظن شركيسيا “هذه” ستعود؟!” وعندما أجابه الشاب: بالعمل المشترك بين الشراكسة حيث اشتعلت القاعة بالتصفيق الحاد لجواب الشاب واحمرّ واصفرّ واخضرّ وازرقّ وجه السيد سفيان ليس خجلاً او حياءاً فهاتين السمتين مفقودتين عنده، بل لانّه تيقّن بان الشباب الشركسي ليسوا ألى جانبه في هذا المشروع المشبوه!!.

الخلاصة لم يكن هناك موضوعية ولا حيادية في اظهار وجهات النظر ولن نتحدث هنا عن الامانة التي هي من صميم الاخلاق الشركسية لكي لا نجرح انفسنا كون السيد سفيان لا يتحرى الامانة (ومحسوب علينا بأنّه شركسي) مطلقا، اذاً هذه هي الكذبة الثالثة، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!

ً

رابعاً: يمكن لاي شخص ان يتصل مع قناة نارت الفضائية ليتأكد من عدم وجود اية اتفاقية تنص على ان تكون القناة الشريك والراعي الرسمي لمشروع “شركسياد”وهذه كذبة لا يفهم كيف تمكن السيد سفيان من صياغتها وللعلم فان السيد مصطفى ناغوج (والذي قال السيد سفيان انه هو من تم الاتفاق معه كونه مدير القناة في مقالته المشبوهة) هو عضو ادارة في الجمعية الخيرية الشركسية وليس رئيس او مدير قناة نارت ابداً ويمكن التأكد من ذلك من السيد ناغوج شخصياً او قناة نارت، إذاً هذه هي الكذبة الرابعة، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!

خامساً: اما بالنسبة للتوقيع بين السيد سفيان والنادي الاهلي وادّعاء تغيير اسم النادي الاهلي الى (شركسياد الاهلي) فهذا محط من الخيال وتم التحدث في الموضوع ولم يتم التوقيع على اية اتفاقيات، ويمكن التأكد من النادي الاهلي نفسه عن مدى صحة هذا الكلام، وللعلم فقط ذكر السيد سفيان بأن النادي الاهلي حالياً يعتبر من أقوى الاندية الأردنية في رياضة كرة السلة والرجبي، ولعلم القرّاء فانّه ليس هناك فريق كرة سلة في النادي الاهلي حالياً، وهو يقوم فقط على تدريب الفئات العمرية ويمكن مراجعة موقع “كوورة الرياضي” للتأكد من ان الدوري الاردني لكرة السلة لا يضم النادي الاهلي حيث انه قد تم تجميد اللعبة منذ سنوات طويلة على اثر خلاف بين النادي واتحاد السلة الاردني، اما فريق الرجبي فاظن ان المقصود فيه فريق كرة القدم الذي امضى آخر ست او سبع سنوات وهو يلعب في الدرجة الاولى بعد ان هبط اليها من الدّور الممتاز وعاد حديثاً اليه ولكنه لا ينافس على البطولة مطلقاً بل هو الحلقة الأضعف وللأسف هذه هي الحقيقة.

اما بالنسبة لموضوع وجود رياضيين شراكسة يلعبون في المنتخبات الاردنية فهم قلة بالمقارنة مع غيرهم، فمثلاً المنتخب الأردني لكرة القدم لا يضم اي لاعب شركسي في صفوفه، بينما يضم منتخب كرة السلة لاعبين من أصول شركسية ولكنهم يلعبون لنادي زين الرياضي وليس للنادي الاهلي الذي ما يزال هو وادارته يعيشون على وقع امجاد الماضي فقط لاغير، والخلاصة، أن هذه هي الكذبة الخامسة، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!

سادساً: الفرع النسائي الشركسي وزيارة السيد سفيان لمقر الفرع ومقابلة رئيسة الفرع (حسب ادّعاء سفيان) عضو مجلس الأعيان الأردني السيدة جانيت المفتي ودعمها المطلق للمشروع، للعلم فقط السيدة المفتي هي عين سابق في مجلس الأعيان الاردني. فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!

وفي ختام المقال يعترف السيد سفيان وبكل وضوح ودون اي ضغط أو إكراه بان مشروع شركسياد مرتبط بأولمبياد سوتشي أرض الابادة الجماعية الشركسية وهي الارض التي تمنعون دخول بعض مناطقها على الشراكسة. هذه هي الحقيقة “يا أيها الشراكسة”، فسوتشي هي أرض الوبيخ فأين هم الآن؟! ذبحهم الروس المجرمون يا أيّها الشّراكسة!! وتمّت إبادتهم عن بكرة أبيهم! تصوروا لقد  تم ابادة اخوانكم، فأين الكرامة؟! أين الشرف الشركسي؟! كيف نحتفل فوق قبور أجدادنا؟! اي منفعة اقتصادية تساوي ذرة كرامة او قطرة دم شركسية واحدة؟! تباً لاموال الدنيا كلها، إنّناا لا نبيع شعارات في هذا المقام، بل نرفض سياسة الرّوس بإلقاء العظام الشّركسيّة وهم لا يعترفون بسوتشي شركسية. قوموا بزيارة أي موقع إلكتروني روسي، فستجدون بأنّه لا يذكر ان سوتشي شركسية، سوتشي خالية اليوم من الشراكسة، فلو أعاد الروس الشراكسة اليها وبعثوا شعب الوبيخ من جديد وقتها من الممكن ان نفكر بدعم شركسياد، وهي حصان طروادة لدخول سوتشي من قبل الروس؟ لا ترضوا أن تكونوا ايها الشراكسة هذا الحصان، بل امتطوا صهوات جيادكم كما فعل أجدادكم وذكّروا الروس وغيرهم بأن سوتشي هي مدينة شركسية وليست روسية. لا تستمعوا الى كلام هذا العاجز سفيان بأن سوتشي ستشتهر كونها مدينة شركسية! فكيف سيحصل ذلك؟ وأسيادك يا سفيان يرفضون حتى ان يذكروا أنها مدينة لنا، ولا نريد ان يتحدثوا عما وقع في سوتشي! نريد فقط ان يعترفوا بانها شركسية وحتى هذا الأمر يرفضونه، أيّها الرّويبضة من الزعامات والقيادات الشركسية المفروضة علينا، إلى متى هذا الذل والامتهان؟! الى متى نبقى مسلوبي العقل والارادة؟! حسبنا الله ونعم الوكيل على كل جاهل متآمر زنديق يدعم هذا المشروع المشبوه.

في النهاية فانه لا بد من التذكير بأن مشروع شركسياد هو يمكن أن يكون طرحا قابلا للنقاش والتحليل والدراسة ولكن ان يصبح سلاحاً لتخريب الصف الشركسي فهو أمر مرفوض تماما، والجهة الّتي تتحمل هذه المسؤولية كما ذكرنا سابقاً هي الجمعية الخيرية الشركسية في الاردن والممثلة برئيسها “الزعيم الملهم” التي سمحت لنفسها باستضافة المدعو سفيان وزمرته وهي مطالبة برأب الصدع الذي كشف الكثير من التجاوزات الأخلاقية والإدارية وفرّقت الصّف في المجتمع الشركسي في الاردن، ولماذا؟! من أجل عيون سفيان جموخة؟!!!!!

بقلم: شركسي أردني غلبان

2 – شباط / فبراير – 2010

وصل المقال المذكور أعلاه إلى موقع أخبار شركيسيا، ولاحترامنا لحرّيّة الرّأي الشّركسي ولأهمّيّة الموضوع المتناول فإنّنا نقوم بدورنا بنشره كما وردنا من المصدر.

Share Button

مهزلة “شركسياد” تصل الى المجتمع الشّركسي في الأردن

مهزلة “شركسياد” تصل الى المجتمع الشركسي في الأردن

 

مشروع الالعاب الشركسية او ما يعرف باسم “شركسياد” المزمع اقامته في عام (2012) في القفقاس  يهدف الى توحيد ابناء الشعب الشركسي في الوطن الأم والشتات كما يزعم! انطلق السادة سفيان جموخة والكسي بيكشوكوف في جولة داخلية واخرى خارجية للترويج لهذه الالعاب، السيد سفيان هو اكاديمي شركسي كان رئيسا لتحرير صحيفة برافدا ذائعة الصيت والسيد الكسي هو رئيس رابطة متطوعي ابخازيا.

بعد الإنتهاء من جولة واسعة شملت القفقاس والعاصمة الروسية موسكو ومدينة سانت بطرسبورغ وتركيا والولايات المتحدة، ألى أن جاء دور المجتمع الشركسي في الاردن، إلّا أنّ الزيارة او الجولة الى الاردن حملت طابعاً غريباً واثارت العديد من علامات الاستفهام قبلها وبعد نهايتها.

الزيارة خطط لها ان تبدأ في 12/1/2010 حيث تم الاتصال برئيس الجمعية الخيرية الشركسية في الاردن من قبل السيد سفيان شخصياً من خلال ارسال “ايميل” يعلمه بانه سوف يحضر للترويج لمشروعه الى عمان، هذه الزيارة جاءت على ما يبدو بايعاز من الجمعية الشّركسيّة العالمية الى نظيرتها في الاردن لاستقبال السيد سفيان وتخفيف حالة الرفض والمعارضة لمشروعه بين ابناء المجتمع الشركسي  في الاردن، خاصة وان الجمعية الشركسية العالمية قامت بتوجيه رسالة الى الرئيس الروسي ترجو منه التكرم والسماح لها بالمشاركة الثقافية في اولمبياد سوتشي لكي يرقص الشراكسة انفسهم فوق جماجم اجدادهم، علماً بان الجمعيات الشركسية اجتمعت في تركيا في شهر كانون الاول من عام (2009) بشكل شبه خفي وبالتحديد وقت تعرض الرموز القومية الشركسية في القفقاس للاعتداء والتهجم ولم يصدر عنهم بيان واحد للتنديد بهذه الاعتداءات لانهم على يبدو كانوا يتلقون التعليمات الروسية بضرورة انجاح مشروع شركسياد ليكون حصان طروادة لدخول سوتشي.

الا ان السيد سفيان وشريكه حضرا قبل الموعد بيومين اي في 10/1/2010 حيث تم وضع برنامج لهم لزيارة المؤسسات الشركسية في الاردن، حيث اقتصر اليوم الاول على زيارة فردية لمبنى الجمعية الشركسية والإتقاء سراً بالسيد رئيس الجمعية واعوانه، ثم تم تحديد يوم 11/1/2010 موعداً لزيارة جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية من قبل السادة سفيان وشريكه ورئيس الجمعية الشركسية الاردنية، وهناك وبتمام الساعة السابعة بدأت الجلسة الحوارية للسيد سفيان الا انه فاجأ الجميع باسلوبه المتغطرس فتعدى حدود الادب عندما وجه كلاماً بصيغة الاوامر الى اعضاء جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية بعدم اصدار اية بيانات او تصريحات ضد مشروعه او مشروع أولمبياد سوتشي والتراجع عن البيانات والتصريحات السابقة بهذا الخصوص، ويبدو ان الامر اختلط على السيد سفيان فظن بأن جمعية الاصدقاء هي مثل الجمعية الخيرية الشركسية التابعة للجمعية الشركسية العالمية ربيبة موسكو، ونسي ان جمعية الاصدقاء لا تدور في فلك المصالح الروسية مثل الجمعية الخيريّة الشركسية وانما تدور في فلك المصالح الشركسية فقط لاغير، فكان الجواب لاسلوبه الغير مهذّب بان مصالح الشعب الشركسي هي “خط احمر” وسيتم رد اي محاولة لاجتيازه بالسبل السلمية المتاحة.

بعد ذلك انهمك السيد سفيان في شرح فكرته التي تقوم على اقامة العاب رياضية في القفقاس تحت مسمى الاولمبياد الشركسية وذلك من اجل توحيد الشعب الشركسي من خلال الرياضة وللملمة صفوفه، وان هذا المشروع سيحقق العديد من الفوائد المادية والمعنوية للشعب الشركسي، وانتقل الى نقطة الخلاف المتعلقة بكون “شركسياد” هي موافقة شركسية على أولمبياد سوتشي (وهذا هو الجزء الذي يحاول ان يكون مقنعاً فيه) حيث اشار السيد سفيان ان اولمبياد سوتشي امر واقع ولدى عقد مقارنة بين الامكانيات الروسية والشركسية فان الميزان سيصب في مصلحة روسيا ولذلك فانه لا بد من استغلال أولمبياد سوتشي وتحويلها او تجييرها لصالح الشراكسة من خلال “شركسياد” لانه يمكن ان يتم طرح القضية الشركسية من خلال هذه الأولمبياد لتعريف العالم بالقضية الشركسية في داخل روسيا وفي المحافل الدولية، وفي ذات الوقت فانه يؤمل ان يتم حمل الشعلة الاولمبية من “شركسياد” الى سوتشي لاعطاءها الصبغة الشركسية وبالتالي سيعرف كل العالم ان سوتشي شركسية وباسلوب مسالم ودون التصادم مع روسيا في مواجهة ستخسر فيها المعارضة الشركسية.

وجهة النظر المقابلة اكدت على “منطقية” الطرح من الناحية “النظرية” ولكنها اكدت على ان شركسياد اختارت الزمان والمكان الخاطئين، فطرحت اسئلة واقعية ومنطقية تتساءل فيها حول مدى قدرة الشراكسة على طرح قضيتهم بالشكل الذي يريدونه في “شركسياد” خاصة انها ستقام تحت اعين السلطات الروسية وبصرها، فهل سيسمح مثلاُ بالحديث عن ابادة شعب الوبيخ وتدمير عاصمته سوتشي مثلاً!؟؟ واصر الحضور على ان طرح هذا الموضوع لا بد ان يكون باسلوب متحضر وعلمي مستندا الى الاثباتات التاريخية بهذا الخصوص ولكن هل سيسمح بذلك؟!! او هل سيضمن على الاقل طرحه؟! اسئلة اخرى تناولت موضوع نقل الشعلة الاولمبية من قبل الشراكسة الى سوتشي لاضفاء الطابع الشركسي كما يدعي السيد سفيان، حيث تساءل البعض هل سيقوم الشراكسة بذلك دون تدخل السلطات الروسية؟! علماً بان المواقع الرسمية لأولمبياد سوتشي  لا تشير إلى ان سوتشي مدينة شركسية ولغاية الآن وهناك اشارة على ان الشراكسة سكنوا المنطقة (وليس مدينة سوتشي) مع غيرهم من الشعوب الاخرى، اي ان روسيا لاتزال للآن تشوه تاريخ سوتشي، فهل سترضى ان يتم “الضحك” عليها واستغلال الموضوع من قبل الشراكسة وتحويله لصالحهم بهذه البساطة؟! هل موسكو ساذجة لهذه الدرجة؟!! فلم يستطيع السيد سفيان الاجابة ولجأ الى اسلوب المراوغة.

السيد سفيان حاول التملص من الاجابة على هذه الاسئلة “المحرجة” من خلال التحدث في مواضيع اخرى عاطفية تمس المأساة الشركسية تارة او من خلال التظاهر بعدم فهم السؤال تارة اخرى على الرغم من انه وجد من يطرح الاسئلة بثلاث لغات الشركسية والانجليزية والروسية، وكان هناك من هو على استعداد لطرح الاسئلة باللغة الالمانية والفرنسية أيضا (فقط من اجل ان يفهم السؤال ويكف عن الاستخفاف بعقول الحاضرين) وتراجع السيد سفيان وترك موضوع الحوار الى رفيقه الكسي كونه يتمتع باسلوب خطابي قوي لكن شريكه وجد نفسه مضطرا الى التراجع جراء الاسئلة الذكية التي لا تتحتمل المراوغة مثل (لماذا لا تقام شركسياد في عام 2015 او 2016) اي بعد سوتشي لرفع الشبهات عنها،  ورغم تدخل السيد سفيان لانقاذ الوضع والتحدث عن تاريخ سوتشي الا انه فوجئ باشخاص قارئين ممتازين للتاريخ الشركسي، ففي الوقت الذي حاول به سفيان ان يفند وجود “وبيخيا” أو أن سوتشي كانت العاصمة الاخيرة للشراكسة تصدى له اناس مثقلين بالحجج القوية التاريخية المثبتة.

في نهاية الجلسة غادر السيد سفيان وشريكه الكسي القاعة وهم “يترنحون”، فهم لم يتوقعوا رؤية كم هائل من الوعي الثقافي والقومي الشركسي وتأكدوا ان ما فعلوه من اساليب للادعاء بان مشروعهم قد حصل على دعم الشتات الشركسي لن ينجح هنا، ففي تركيا قام السيد سفيان ومن معه بمقابلة من يعمل ويتلقى الاوامر من الجمعية الشركسية العالمية وقاموا بتهميش واستثناء اية وجهات نظر قومية شركسية اخرى، وفي الولايات المتحدة الامريكية قام بارسال رسالة الى القفقاس وخاصة المواقع الشركسية تنبأ بان الشراكسة وافقوا على مشروعه رغم ان هذ الامر كذب ودليل على ذلك ارسال السيد زاك برسيقوة رئيس المجلس الثقافي الشركسي في اميركا الى السادة الجمعية الخيرية الشركسية الاردنية خلال زيارة السيد سفيان الى الاردن يعلن فيها رفض مشروع “شركسياد” من قبلهم.

ولتكتمل الصدمة كان بيان جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية قد وصل الى مايكوب قبل ان يصل السيد سفيان وشريكه الى مكان اقامته في فندق جنيفا في عمان في نفس الليلة.

اليوم الذي يليه، أي في 12/1/2010 صباحاً، توجه السيد سفيان وشريكه الكسي الى السفارة الروسية في عمان، وفي المساء كان هناك على ما يبدو خطة موضوعة للتنفيذ وتوجه الجمع الى مبنى النادي الاهلي للاجتماع مع مسؤولي النادي للتنسيق معهم بهدف فتح مكتب إرتباط على غرار ما حصل معهم في تركيا، ومن جهة اخرى قام احد معاوني رئيس الجمعية الشركسية باستدعاء بعض اعضاء مجلس ادارة قناة نارت الفضائية، وذلك لاقناعهم بتبني المشروع، وكان الاجتماع عبارة عن استعراض لانجازات خرافية غير موجودة على أرض الواقع من قبل جميع الاطراف، ولكن الاجتماع انتهى بابتسامة علت وجه السيد سفيان لانه شعر ان هناك بعض الشراكسة في الاردن غير متابعين للاحداث والمجريات والتطورات التي تعصف بالشعب الشركسي، وهنا تكمن قوته بالقدرة على اقناع من ليس له مناعة قومية وتسييره وفق توجهاته الخاصة وتهميش الراي الاخر واتهامه بالعمالة والتعصب والتخلف.

وجاء يوم 13/1/2010 وهو يوم الاجتماع الرسمي بين السيد سفيان وابناء المجتمع الشركسي في الاردن وكان الاجتماع في مبنى النادي الاهلي (حيث استبشر السيد سفيان على ما يبدو فيه خيراً)، وامام حضور قليل العدد نسبياً لكنه كا متميزاً بتواجد عنصر الشباب اليقظ، دخل السيد سفيان القاعة وهو يوزع نظرات متعالية ومستحقرة للوجوه التي حفظها في الاجتماع السابق المعارض له، بل ان قلة تهذيبه وصلت الى الرد البارد على اي تحية من أي شخص لم يوافقه الراي، وكأنه يقول، “من انتم لترفضوا أوامر السيد الروسي”؟ ورغم ان احد لم يتهمه حتى هذه اللحظة بالعمالة لايّة جهة مهما كانت إلا ان صديقه رئيس الجمعية الخيرية الشركسية اسحق مولا فضح الامر، ففي افتتاح الحديث طلب أو “أمر” السيد مولا الجميع بالاستماع للسيد سفيان كون كلامه “منطقي” وانهم ليسوا مرسلين من أية جهة كانت؟!! وهنا بدأت علامات التساؤل تظهر بين الحاضرين لانه لم يوجه أحد مثل هذا الاتهام مطلقاً، ولأن وجه السيد مولا كان شاحباً متوتراً وعدوانياً بلهجته، كما لو كان متحفزّا للقتال والصراخ وليس لتقديم ضيوفه؛ وجاءت الكلمة التي اثبتت ان السيد مولا كان بالتأكيد برفقة السادة الكسي وسفيان في زيارتهم الصباحية “المعتادة” للسفارة الروسية ويبدو ان سيل من التوبيخات قد هطلت عليه هناك، لذلك أصدر السيد مولا أمره الثاني بان تتم الموافقة على دعم وتأييد السادة ضيوفه من قبل الحضور بكل مافي الكلمة من رعونة واستفزاز للحاضرين كما لو أنهم لا يملكون القدرة على اتخاذ القرار بعيداً عن الزعيم “الملهم”، عندها تدخل رئيس جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الاردنية الدكتور روحي شحالتوغ مقاطعاً ومشيراً الى ان موضوع التأييد او عدمه سيقرر من قبل الحضور تبعاً لآراءهم الشخصية وليس نتيجة “أمر” موجه لهم، لانه اذا كان الامر كذلك فما الحاجة الى  هذا الاجتماع؟ وهنا انطلق رئيس الجمعية الخيرية الشركسية إسحق مولا مهاجماً لدرجة أن البعض ظن ان الدكتور روحي قام بشتم أحدهم لا سمح الله، وقال مخاطبا الدّكتور روحي ً (بالّلهجة الاردنية) وبالحرف الواحد: “دكتور بلّشنا مشاكل؟ بدّك تسمع إلهم وتخلّيني أخلّص حكي وما تقاطعني، فاهم!!؟؟” وهو ينظر الى السيد سفيان وشريكه ولسان حاله يقول “أرجو ان توصّلوا موقفي البطولي هذا”؟! ونسى وتناسى إسحق مولا بان الدكتور روحي شحالتوغ أكبر منه سنا،ً وهو نائب شركسي سابق في البرلمان الاردني ولواء سابق في الجيش العربي الاردني، وهو النائب الشركسي الوحيد الذي قد يكون وصل الى قبة البرلمان بأصوات شركسية خالصة ودون اي تدخل من اصوات العرقيات الاخرى، ونسى وتناسى إسحق مولا ان الظروف السيئة هي التي أوصلته الى رئاسة الجمعية بعد ان امتطى موجة الصّراع السخيف المفرّق والمفتّت للمجتمع الشركسي في الاردن، بينما  يسمى معسكر “شركس وادي السير وعمان”، وانّه لولا هذا الخلاف المفرّق للجماعة ما وصل الى مركزه الحالي.

الدكتور روحي بتربيته الشركسية الأصيلة احتوى الموقف مؤكداً انه لا يهدف الى اثارة المشاكل لانه ليس “أزعر” بل انه يطلب فقط احترام حرية التّعبير والرّأي.

بعدها بدأ السيد سفيان وأعوانه بطرح مشروعه متحدثاً باللغة الشركسية ومستعيناً باحدى شاشات العرض، وفي نهاية حديثه قام هو ورفيقه الكسي بعرض العلم الشركسي وياليتهم لم يفعلوا!! حيث            كان العلم الشركسي مثقوباً مما يدل على مدى احترامهم وتقديرهم لعلم شعبهم !!.

بعدها سمح بفتح باب النقاش حيث حاول رئيس الجمعية جاهداً، هو وأحد أعوانه منع الدكتور روحي من التكلم لكنهم لم يفلحوا في ذلك، فتحدث الدكتور روحي حول الموضوع بكل شفافية وذكر الجميع ب”كراسنايا بوليانا” وهي تلّة يمنع الشراكسة من دخولها إلى يومنا هذا، كونها تضم العديد من المقابر الجماعية، واختتم حديثه بالاشارة الى إنبثاق برنامج منظم لمعارضة أولمبياد سوتشي او أي شيء يتصل بها. بعدها تحدث عدد من الشخصيات الشركسية التي كانت تعتبر مرموقة ( قبل ان تتحدث في هذا الشان)، فمثلاً احدى الشخصيات قام بالتحدث عن خبرته الواسعة في تنظيم الأولمبياد كونه عمل وزيرا ومشرفا سابقا لمثل هذه الفعاليات مستعرضاً منجازاته الشخصية وبطولاته، وأجزم انه لم يشير الى موضوع شركسياد مطلقاً، بل أنه وفي احدى اللحظات ترك الحديث باللغة الشركسية وتوجّه الى الحاضرين متكلماً بالعربية ليخبرهم بأنّه يحمل ميدالية ليس لها نظير في الوطن العربي، ولم يفسر احد هذا التصرف سوى حاجة الأخ الفاضل الى اشباع غروره وحب الذات المترسّخ في نفسه ناسياً أو متناسيا بأن النساء وحتى هذه اللحظة ما زلن يلدن الأطفال!!!.

شخصية شركسية أخرى، عسكرية سابقة رحبت بأولمبياد “شركسياد” وسوتشي ايضاً؟؟!! وعندما وضح له ان سوتشي يتم تشويه تاريخها وان سكانها في غالبيتهم العظمى روس وليسوا شراكسة وترفض السلطات الروسية الاعتراف بأنها مدينة شركسية لم يستوعب الامر، ولم يملك السيد سفيان سوى الصّمت المطبق لانه اكتشف ان من يناصره هم السذج فقط لا غير.

لكن كان هناك العديد من الكلمات القوية من قبل الحاضرين التي تناولت الموضوع، ابرزها كانت كلمة لاحد الشبان الشراكسة الذي طالب بعقد “شركسياد” عند عودة أو إقامة دولة “شركيسيا”، وهنا قام السيد سفيان بتوجيه سؤال لا يخلو من الاستهزاء والاستخفاف بقوله: ومتى تظن بأن شركيسيا “هذه” ستقام؟” عندها اجاب الشاب: عندما نوحد جهودنا فانها سترى النور، عند ذلك صفق الحضور بحرارة لجواب الشاب الأمر الذي أكّد للسيد سفيان بأن جهوده ذهبت هباءاً منثورا وباءت بالفشل الذّريع، بل ان السيد سفيان بقي طيلة الجلسة وهو يدير وجهه ويتحدث مع السيد رئيس الجمعية الخيريّة الشركسية كما لو أنه كان يستحقر كل المتكلمين ولا يريد الاستماع لهم،  فترك اجابة بقية الاسئلة الى رفيقة صاحب “الخطابة القوية” الكسي، ورغم الاعلان عن أن قناة نارت قد أصبحت راعيا رسميّا للأولمبياد، إلّا ان احد الاسئلة التي وجهت حول توقيع اتفاقية مع القناة بهذا الخصوص كشفت الخدعة حيث لم يتم توقيع اي شيء،  وتبين بأن السيد سفيان يؤيده فقط من هم على شاكلتة، كشخص رئيس الجمعية الخيريّة الشركسية فقط لا غير وان معظم الشباب يرفضون المساس برمز المقاومة وكرامة الشعب الشركسي “سوتشي”، مؤكّدين بانها ستبقى رمزاً للصمود البطولي للشراكسة وان احفاد الضحايا لن ينسوا تلك المقابر الجماعية الى ان يعودوا ويقوموا بدفن شهدائهم بالطريقة التي تليق بهم، وان هذا الامر هو السبب الوحيد الذي سيجعلهم يذهبون الى” سوتشي”. خلاصة هذه الجلسة ان السحر انقلب على الساحر، فجوهر الموضوع لم يتكلم عنه سوى بعض المثقفين أمّا بقية الكلمات فكانت فقط لاظهار واثبات الوجود، ولتزداد محنة السيد سفيان اخبره احدهم بأن جمع الاموال لجهة اجنبية في الاردن هو نشاط “غير مشروع” مما أدّى الى فقدانه للورقة الأخيرة وتيقن بأنّه فشل في ترويج مشروعه لدى شراكسة الاردن.

عند انتهاء الجلسة أو المحاضرة قام العديد من معارضي فكرة “شركسياد” بالسلام على ومصافحة السيد سفيان لان تربيتهم “الأديغة خابزة” تحثهم على احترام الضيف، وبالمقابل كان الرد من سفيان بالسلام باطراف أصابعه وقيامه بلف وجهه في محاولة لتهميش الواقفين معه والاستكبار عليهم، وخرج من القاعة برفقة السيد رئيس الجمعية ولأول مرة أرى رجلا يمشي متكبراً متجبراً، وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة!!! السيد سفيان وجد بين الحضور نسبة مثقفة وواعية ودارسة ومدركة للواقع الشركسي، تهمها كرامة الشعب وتاريخه وتحترم شهداءه وتمجّدهم، وفي ظل وجود هؤلاء كان من المستحيل على مناصري السيد سفيان كسب أي شيء لان الشراكسة قالوا كلمتهم: طالما أنّ الدماء ما تزال تسيل في شركيسيا فانه:

“لا لأولمبياد سوتشي………….لا لأولمبياد شركسياد”

 

 

 

بقلم: شركسي أردني غلبان

24 / 1 / 2010

وصل المقال المذكور أعلاه إلى موقع أخبار شركيسيا، ولاحترامنا لحرّيّة الرّأي الشّركسي ولأهمّيّة الموضوع المتناول فإنّنا نقوم بدورنا بنشره كما وردنا من المصدر.

Share Button

الإستعمار الرّوسي ودكتاتورية حكم الشّعوب

الإستعمار الرّوسي ودكتاتورية حكم الشّعوب
دأبت الدولة العنصرية الروسية الجاثمة على صدور ورقاب الشعوب المستعمرة والأمّة الشّركسيّة هي واحدة منها، وعلى مر الأعوام على التّعامل مع كل من حولها بفوقيّة وعنجهيّة وعداء مستأصل مدعومة بالأساليب الأكثر دمويّة ووحشيّة وبربريّة وهمجيّة قلّ مثيلها بالتّاريخ الإنساني، وإنّ السّكوت على ما اقترفته من مجازر وإبادة وتطهير عرقي منذ إنشائها ليعتبر تأييدا لدولة قامت بتنفيذ أكبر الجرائم في حق الإنسانيّة.
 
فكيف بنا نرى أصحاب الحقوق المسلوبة وهم نياما ولا يأتون بأيّ ساكن مهما كان، إلّا أنّهم وعلى الدوام يعلنون ويبطنون ويظهرون وينتحبون أحيانا أخرى بأنّهم من تلك الأقوام التي قامت القوّات الهمجيّة الرّوسيّة باحتلال أوطانها وانتهاك حرماتها وأعراضها وقتل أفرادها نساءا وشيوخا وأطفالا من دون تمييز أو شفقة وكذلك بتهجير أبنائها خارج الوطن، فلا يكون هناك أيّ تأثير يذكر في الإنتماء الوطني مع أن الواجب القومي يدعو لأن ينمو ذلك الشّعور كلّما ازدادت وعظمت هموم الوطن، ويجب التّذكر بأنّ السّكوت أو القبول بالأمر الواقع يعني الرّضى، وحسب الحكيم كلمةٌ واحدة، حيث يكفي التّأمّل في قول الشّاعر: “العبدُ يُقْرعُ بالعصا/والحُرّ تكفيه الإشارهْ!
 
ينتاب الإنسان في بعض الأحيان  شعور القبول بالأمر الواقع وربّما الإستسلام للقدر، حيث أن ذلك الشعور قد يصيب الجميع في بعض الأحيان. إلا أنّ الحياة مغامرة، وفي بعض الأحيان هي مغامرة قد تصيب البعض منّا، لكن يجب علينا التّمسّك بالإستمراريّة، لأنه ربّما تأتينا المفاجأة التي لم نرها من قبل، وستكون شيئا رائعا.
 
والأساليب المتّبعة في سياسة ما يسمّى بالفيدراليّة الرّوسيّة في الوقت الحاضر هي مزيج من الأساليب الإعلاميّة والمخابراتيّة والقمعيّة، فهي تريد الإبقاء على مستعمراتها ومن خلال الحكم المطلق ضمن الحكم البوليسي الّذي تنفّذه أجهزة المخابرات والإستخبارات مدعومة من قبل الأكثريّة السلافيّة والمرتزقة كالقوزاق وكذلك العملاء والجواسيس الّذين قد يكونوا أفرادا منتقون ومعيّنون من الشّعوب المحكومة بالحديد والنّار، لكنّهم مروّضين ومدرّبين وفقا للسَياسات الإستعماريّة لتنفيذ أوامر السّلطات الإمبرياليّة في المناطق المحتلّة، والشّاهد الأكبر على ذلك ما يحدث في شمال القوقاز المحتل!
 
إنّ سياسة الدّولة العامّة المتبدّلة والمتأرجحة بصورة دراماتيكيّة أحيانا، تتراوح بين الهدنة غير المعلنة مع البعض وفتح الجبهات سواء المحدودة أو المفتوحة مع آخرين سواء في الدّاخل أو في الخارج، فيتم من خلال ذلك لعب أدوار مختلفة كلعب دور الشّرطي الطّيّب أو الشّرطي السّيّئ، فيقوم أقطاب السّياسة مدعومين أحيانا بالأذرع العسكريّة بلعب أدوارهم وفقا للمقتضيات والمتغيّرات التي تطرأ على السّاحة غير مكترثين بالآثار السّلبيّة التي يخلّفوها عادةً للآخرين، فهم كما قال فولتير، “يقوموا بصنع الأمواج، ثمّ يجعلوك تظن أنّهم الوحيدين الّذين يمكنهم أن يقودوا السّفينة إلى شاطئ الأمان”.
 
إنّ الشّعوب مسلوبة الحقوق، كلّها أمل وعشم بالشّرفاء وأصحاب الضّمائر الحيّة النقيّة المتمسّكين بالمبادئ الإنسانيّة الحقّة للتّصدي لما تمارسه هذه الدّولة العنصريّة الرّوسيّة بحق الشّعوب العزلاء لأنّه من واجب كل إنسان التّصدّي لهذا الكابوس وهو كيان مزعوم نشأ وترعرع على دماء وعظام الأبرياء وكذلك الإفساد في الأرض، حيث أنّهم لم يبالوا مطلقا بحرمة الإنسانيّة، وفي نفس الوقت يتشدّقون كذبا وبهتانا بأنّهم سنّوا قوانين (لم يطبّقوها بطبيعة الحال) تلزم باحترام الأمم والشّعوب الصّغيرة والمشارِفة على الإنقراض، ولماذا؟ لأنّ جيوشهم ومرتزقتهم المجرمين شنوا شرّ الهجمات وأعنفها ضد كل من هو ليس مسكوفيّا أو سلافيّا ما أدّى إلى تقليص هذه القوميّات بدرجات متفاوتة في حين أنّ هناك قوميّات كاملة، كانت قد أبيدت عن بكرة أبيها، والعالم لم يحرّك لها ساكنا ولم يقم للآن بمحاسبة المجرمين. إنّهم تجاوزوا يكثير ما قاله باسكال، بأنّ “عظمة النّفس البشريّة في قدرتها على الإعتدال لا في قوّتها على التّجاوز.”
 
إنّ الكثيرين في هذا العالم المترامي الأطراف لا يعلمون بأن المدعوّة زورا وبهتانا بجمهوريّة روسيا الإتّحاديّة أو الفيدراليّة لهي أكبر كيان مغتصبٍ ومعادٍ للإنسانيّة عرفه التاريخ. إنّ مقارنة أفعال هذا الكيان الإستعماري بالعنصريّة النّازيّة خلال الحرب العالميّة الثّانية ونظام التّمييز العنصري الّذي حكم جنوب أفريقيا إلى حين، يجعل الحقيقة تنجلي وهي أنّ الأعمال الشّائنة والموثّقة التي اقترفتها السّلطات الروسيّة على مر السّنين لهي أعمال يندى لها الجبين الإنساني وهي أشدّ وقعا وأكثر فتكا وأطول ديمومة من تلك الجرائم التي اقترفها النّظامين النّازي في أوروبّا والعنصري في جنوب أفريقيا مجتمعين.
 
إنّه لمن الجدير أن نذكر ما قاله توسان: “أيّها العبيد… انهضوا. إنّهم لا يبدون أمامكم عظماء إلّا لأنّكم راكعون”، ويجب التّنبّه إلى ما نقل عن جبران خليل جبران: “قال ذئبٌ مضياف لحملٍ مسكين: هل تريد أن تشرّف منزلنا بزيارة؟ فأجابَه الحمل: كم كان فخري بزيارتك عظيما لو لم يكن منزلك في معدتك!”  
 
إنّ أحلك السّاعات تلك الّتي تسبق الفجر.
 
إيجل
24 آب / أغسطس 2009
Share Button