أرشيف التصنيف: رموز ومواقف

رموز ومواقف

مشاركة فاطمة تليسوفا بمؤتمر عن الشراكسة

مشاركة فاطمة تليسوفا بمؤتمر عن الشراكسة

21 مايو/أيار 2007

ترجمة: عادل بشقوي

فيما يلي نص الكلمة التي القتها الصحفية الشركسية فاطمة تليسوفا، المراسلة السابقة لوكالة أنباء رغنوم الروسيّة في شمال القوقاز، وذلك في مؤتمر عقد من قبل مؤسسة جيمس تاون بعنوان “الشراكسة: الماضي والحاضر والمستقبل”، وذلك في واشنطن العاصمة بتاريخ 21 مايو/أيار 2007:

في يوم يشبه هذا اليوم وفي التاريخ نفسه، لكن قبل اكثر من مئة عام، أعلنت روسيا انتصارها على الشراكسة. وأقيم العرض احتفاءا بالانتصار فى نفس السّاحة أو المنطقة الّتي يأمل الروس في اقامة العاب اولمبيه جديدة فيها.

هذا هو مكان مفضل للترفيه وقضاء الاجازات للرئيس الروسي بوتين، وبالتالي فانّ ذلك المرج اعد وأنشئ بسرعة فائقة وبكفاءه عالية، وعندما كانوا يقومون بالعمل قاموا بتطهير هذا المرج من العظام الشركسيه التي كانت مدفونه، وجرفت بعيدا بواسطة الجرافات (البلدوزرات) وتسويتها في منحدر التّزلج الجديد.

هذا التّصرف بالعظام رمزي جدا من خلال الكيفيّة الّتي تمّ التّعامل بها بتاريخ وثقافة الشراكسة من قبل الحكومة الروسيه. ويمكن القول باليقين ان سياسة روسيا تجاه شيركيسيا لا علاقة لها مطلقا مع المتطلبات المختلفة التي يمكن ان تسود ويمكن اقامتها في موسكو على مدى 200 عاما، والخصائص المشتركة لهذه السياسة كانت الابادة الجماعيّة.

روسيا تدّعي بانها جلبت الثقافة للشراكسة المتوحّشّين، ولكن ماذا يقول الواقع؟ بعد ثلاث سنوات من انتهاء حرب المئة عام، في عام 1867 وصلت أول بعثة للاكاديميه الروسيه للعلوم الى شركيسيا، والّتي كانت في ذلك الوقت مفرّغة تماما من سكانها. الحفريّات الّتى كانت قد أنجزت، أظهرت نتائج مذهله. اكتشف علماء البيئة نماذج لا تصدّق وكذلك قيّمة جدا لحضارة عريقة. ولمدة 140 عاما لاحقة استمرّت الحفريات. عشرات الآلاف من التحف تم العثور عليها خلال المائة والأربعين عاما (140 سنة) وقد ارسلت وهي موجودة الآن في متاحف مختلفة في موسكو وسان بطرسبرغ.

وانتم ترون هذه الكنوز، هل تجدون أيّ ذكر لشركيسيا؟ طبعا لا. انّ تاريخ شركيسيا القديم قد اختطف. كل من الثّلاث جمهوريات التي قسّمت اليها شركيسيا لها وزير الثقافة الخاص بها. والمفترض انّ الوزراء مكلفون بالحفاظ على كنوز شركيسيا؟ لكن هذه ليست سوى دعايه. لا احد من الرّسميين ومن ضمنهم وزراء وزارات الثقافة له الحق في التوقيع على أيّة وثائق لها علاقة بالحضارة القديمة والكنوز. هذه الامتيازات تخص المجلس الثقافي لمقاطعة كراسندار.

لا أحد في المعهد الثقافي الخاص بكل من الثّلاث جمهوريات وهي قباردينو – بلكاريا، و كاراشيفو – شركيسيا، و اديغييا، له حق التّصرف باستقلاليّة للتصرّف والتّعامل مع هذه الكنوز. مرة اخرى هذا الحق يعود للمجالس الثّقافيّة لكل من مقاطعتي سترافوبول و كراسندار. الإرث الثقافي للأديغة كان يدمّر باستمرار خلال فترات حكم ستالين. أحد الأمثلة: في عام 1937 وبشكل متزامن في جميع الجمهوريات الثلاث، القي القبض على حوالى خمسين من العلماءالأديغه. هؤلاء اللغويون، والمؤرّخون والفولكلوريّون والشّعراء والغالبية منهم قتلوا رميا بالرصاص على الفور تقريبا. كافّة المحفوظات (الأرشيفات) دمّرت وأحرقت. ومن بين الذين تم اطلاق النّار عليهم مجموعة من العلماء الّذين ولأوّل مرة قاموا بجمع الملاحم الشّعريّة للأمّة الشّركسيّه.

ومن بين الوثائق التي احرقت كان هنالك 20000 من القصائد و الأمثال و الأشعار المتعلّقة بالأخلاق الشركسيّة، والتي تم جمعها في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهذه الخسائر لا يمكن تعويضها.

حتى سنوات الخمسينيات من القرن الماضي استمرّ ضم الأراضي الشركسيّة، وقُسّم الوطن بشكل مصطنع الى ثلاث هياكل ووضعيّات، وإن أسماء هذه التشكيلات السياسية قد غُيّرت عدة مرات. في البداية كانت مناطق ذات حكم ذاتي ثم جمهوريات ذات حكم ذاتي، وأوجدت الحدود بين هذه الجمهوريات الثلاث باستمرار مشاكل فى الرّوابط الثّقافيّه والاقتصاديّة. القباردي و شيركيسك وحتى وقت قريب جدا كانت لها حدودا مشتركة قرب مدينة مينيرال بودي. إن هذا الامر يبعث على الشك لأنّه مفيد جدا للسياحة في المنطقة، وفرض  الأمر على الجمهوريّات الثّلاث واصبحت المنطقة جزءا من مقاطعة سترافوبول.

وسادت الحاله نفسها على الحدود بين شيركيسيك وأديغييا. مناطق شاسعه كانت ضمن حدودنا وقد أعطيت لمقاطعة كراسندار، وحتى سنوات عديدة بعد انتهاء الحرب، واصلت روسيا سياستها العدوانية تجاه اراضي شيركيسيا. حاليا تستمر هذه السياسات قليلا في طرق مختلفة نوعا ما، منها على سبيل المثال: مواطني روسيا من العرق الشركسي لا يستطيعون الحصول على اذن للاقامة الدائمه في مدينة سوتشي. هناك تعليمات خاصة اعطيت للسلطات تمنع السكن الدّائم للشراكسة على حدود البحر الاسود. الروس لا يتورعون عن اي وسائل لمنع عودة ظهور الشركس في مناطقهم التاريخية السّابقة.

حاليا الثّلاث جمهوريات، قباردينو – بلكاريا و كاراشيفو – شركيسيا و أديغييا، هي علامات مطروحة يمكن اعتبارها جمهوريات اتحادية ذات سيادة، وذلك في المعادلة ضمن روسيا، ولها رؤساء وهؤلاء الرّؤساء هم رؤساء للسلطة التنفيذية ورئيس مجلس النواب فهو يمثل السلطة التشريعيه؛ ولكن هذا بالحقيقة نوع من الخرافة، وما هي الحقيقة؟ هؤلاء هم رؤساء ليس لهم اى سلطة حقيقية وانهم ادوات للكرملين.

وكالات الأمن وأجهزة تنفيذ القانون لا ياتمرون بأوامر الرؤساء، لان قادة هذه الاجهزه هم تحت السيطرة المباشره للسلطة الفيدراليّة والهيكل الامني، وذلك يوضّح ان هؤلاء الرؤساء هم من الإدارييّن ومهامّهم هي بالحقيقة نفس مهام ممثلي الجمهور والمسؤولين في السلطة التنفيذية.

أما البرلمان، ففي منتصف التّسعينيات من القرن الماضي، قامت برلمانات الجمهوريات الثّلاث باقرار دساتيرها الخاصّة بها، وتلك هي القليل من بعض ما تعتبر دوافع طبيعيّة لكن ليست لقوانين دول ذات سياده. لكن بدءا من عام 2002، وحسب طلب أو قرار من مكتب المدعي العام في روسيا، بُدئ باستئصال أيّ شيء في هذه الدساتير يختلف عن الدستور الروسي. والّذي تمّ الغاؤه على سبيل المثال، المادة التي جعلت اللغة الشركسيه غير الزاميّة في المدارس الشّركسيّة / أي في المدارس التّابعة للدّولة. بعد ذلك، أصبح واضحا أن المهمّة الوحيدة للبرلمانات أصبحت تلبية مطالب ورغبات الحكومة المركزية.

في ذلك إطار ما يسمى جمهوريّة ذات سياده، وينبغي للمرء ان يلاحظ بشكل خاص دور أجهزة الأمن وأجهزة تّنفيذ القانون. وفي هذه الجمهوريات فانّ مناصب رؤساء الإستخبارات الروسيه ووزارة الشّؤون الدّاخليّة ، ومكاتب الأمن الفيدرالي يمكن ان يتبوّأها فقط من هم من أصل روسي.

نظام التعليم ووسائل الإعلام الموجّه مسيطر عليها تماما من موسكو. وعلى سبيل المثال فانّ الكتب المدرسيّة والكتب الدّراسيّة الّتي يستخدمها أطفالنا لا تتضمّن ايّة اشارة الى شيركيسيا كدوله (وطن)، ولا حتى كشعب، وتُدرّسْ كل المواد في المدارس باللغة الرّوسيّة.

والّلغة الروسية تدرّس مدّة 14 ساعة في الاسبوع. أما الّلغة القوميّة، فانّه يكرّس لها ساعتان فقط في الاسبوع. الادارة المدرسيّة يمكن ان تعفي الطّلاّب من الدراسه لمدة عام كامل من موضوعين اثنين، أحدهما التّربيه البدنيّه والثاني هو الّلغة الشّركسيّه (الأديغيّه)، ولذلك فانّ الّلغه الشركسيه تفقد تدريجيّا وظيفتها الهامّة كونها لغة حيّة.

انها تفقد نفوذها بسرعة في المجالات السياسية والاقتصادية و التجارية وكذلك في المجالات العلميه. هذه الكارثة، وفقدان لغتنا أصبح حقيقة واقعة. فيتالي فيلاسورا في كتابه، التركيبه العرقيه لجنوب القوقاز يصف سياسة روسيا بالاباده الّلغويّه. وبخصوص المنطق اللاهوتي في العمل، فقد عمل العلماء على التحديث في تحقيق نماذج حديثة للّغة الشّركسيّه، حيث لا يوجد عمل قد تمّ انجازه في هذا المجال.

للأسف ، ليس هناك وقت لحصر جميع مجالات الحياة الوطنية والّتي يعاني الشّراكسة فيها من ضغوط. إنّي كثيرا ما أتحدث مع أناس من الممكن ان أدعوهم أناس على جانب من الاقتناع الحذر والّذين يقولون: هيّا تفهّموا، ان الأمور ليست على هذه الدرجة من السوء، ومعنى ذلك اننا لسنا في حالة حرب الآن مع روسيا، كذلك يقولون بأنّه يجب علينا ان نقول بانّا يجب أن نكون اصدقاء مع روسيا. انّ هذا النوع من الصداقه في رأيي الشخصي كمثل الصّداقه بين شريحة لحم البقر والجهاز الهضمي.

لقد تمّ ابتلاعنا، ولكن هناك مشكلة هضمنا، بيد ان الاحماض الموجودة في السّياسة الرّوسيّه تعني بانّ النّهاية ليست ببعيدة عن الشراكسة. ومن المهم جدا ان نفهم ان السبب في استطاعة روسيا ان تحافظ على موقعها في القوقاز يعود حصرا الى استخدام القوة والتهديد باستخدام القوّة، ونحن الشّراكسة بفضل روسيا نقف على حافة الفناء.

شكرا لكم.

Share Button

رسالة من رئيس الحركة الاجتماعية “أديغا خاسا – القرن الحادي والعشرون” أمين زيخوف إلى مجلس الدوما الروسي ووزارة تنمية المناطق الروسية

رسالة من رئيس الحركة الاجتماعية “أديغا خاسا – القرن الحادي والعشرون” أمين زيخوف إلى مجلس الدوما الروسي ووزارة تنمية المناطق الروسية

إلى مدير دائرة العلاقات القومية في وزارة تنمية المناطق للفيدرالية الروسية جورافسكي أ.ف.

نسخة إلى لجنة العلاقات القومية في مجلس الدوما الروسي

السيد جورافسكي المحترم!

باسم أعضاء الحركة الاجتماعية وباسمي شخصيا وباسم شراكسة شمال وغرب القوقاز أشكرك على ردك رقم 31368 /04 تاريخ 21 / 12 / 2012 إذ أنك الشخص الوحيد الذي وضع (النقاط على الحروف) النقطة في الكذبة التاريخية المستمرة منذ 500 عام حول ما يسمى ب انضمام شركيسيا الطوعي إلى روسيا.

إن ردك صحيح ويعني ما يلي:

–         الشركس شعب محتل،

–         أراضينا مستعمرة من قبل الدولة الروسية،

–         نحن أحفاد الشعب المحتل،

–         ما دامت شركيسيا ضمن الفيدرالية الروسية فليس للشراكسة سبيل للعودة،

–         حكام منطقة شمال القوقاز هم حكام الإدارات الاستعمارية في القوقاز،

–         يجب إزالة تمثال ماريا زوجة القيصر الروسي المُقام في مدينة نالتشيك.

وهذه بعض من الأمور التي فتحتم أعين الشراكسة والشعوب القوقازية الأخرى عليها.

مع تمنياتي بالهناء والازدهار لك ولكل الشعب الروسي،

رئيس الحركة الاجتماعية “أديغا خاسا القرن – الحادي والعشرون”

أمين زيخوف

18 / 01 / 2013

المصدر:

hekupsa

ترجمة ونشر: الحركة القومية الشركسيّة

نقل عن: موقع الحركة القوميّة الشّركسيّة

Share Button

رداً على تشبث “روسيا اليوم” بالتضليل

رداً على تشبث “روسيا اليوم” بالتضليل
images (5)

في سلسلة من اللقاءات التي أجرتها قناة “روسيا اليوم” الفضائيّة مع السيد محي الدين قندور تم بث المقابلة الثالثة على التوالي بتاريخ 7 سبتمبر/أيلول 2012 بعنوان “شركس المهجر والوطن الأم” فيما يخص أمور وصفت على أنها تتعلق بالقضيّة الشّركسيّة، إلا انها جاءت بإطار آخر وبمقدمة مختلفة نوعا ما ابتدأت بالتنويه على أن المقابلة هذه المرّة جرت في المكان الّذي اطلق عليه “المركز الدولي للدراسات الشركسية” في العاصمة الاردنية، عمان، ذكر مُجْري اللقاء من “قناة روسيا اليوم” سرجون هدايه، في برنامجه الّذي أطلق عليه اسم “بين السّطور”، حيث قدم الحوار: “اعزائي المشاهدين احييكم من المركز الدولي للدراسات الشركسية في العاصمة الاردنية عمان، نواصل اليوم الحديث مع المفكر والمؤرخ الشركسي محي الدين قندور. ونقرأ بين السطور العلاقات بين شركس المهجر والوطن الام”.

وابتدأ الحوار الّذي جاء هذه المرّة بطريقة أكثر حذراً في انتقاء الكلمات بالأوصاف!

 سأورد تعليقي المدعم بالروابط إن أمكن، ومُرَقّماً بموجب النّقاط التي ارتأيت أن فيها ما يجب التركيز عليه من حيث التاثير على مجرى اللقاء.

جاء أول سؤال لمجري الحوار: دكتور محي الدين، بداية نحن الان متواجدون في المركز الدولي للدراسات الشركسية، ماهي الأسباب التي دفعتك لتاسيسه ولماذا؟

حيث جاءت الإجابة: “الحقيقة انه قبل عامين اقيم في عمان اجتماع كبير جدا يخص اللغة الشركسية والحفاظ على اللغة الشركسية ودعي اليه(ا) اكاديميين من روسيا، من البلاد الشركسية في روسيا ومن امريكا ومن اوروبا من جميع انحاء العالم (التي) تخص الشركس. وتقرر في هذا الاجتماع ان يقام مركز دولي للدراسات الشركسية ولكن للاسف الجمعية الخيرية الشركسية هي جمعية خيرية لم تتمكن من استئناف هذا الموضوع ومن طرح هذا الموضوع بشكل اكاديمي واقامته. وبعد فترة سنة تقريبا من الانتظار نفذ صبري وقررت ان افتح بنفسي هذا المركز للقيام بهذه الاعمال التي تخص الثقافة الشركسية”. (1)

في سؤال ل”روسيا اليوم”: “كيف يساهم هذا المركز في دعم العلاقات بين شركس المهجر وبالأخص المتواجدين بالأردن وبين الوطن الأم في روسيا”؟ تاتي الإجابة بان “الثقافة الشركسية الغنية فعلا، الكنوز الشركسية، الثقافة موجودة في الوطن الام”، ويضيف بأن هناك “عندنا تواصل، عندنا سفرات بيجوا واحنا بنروح، بروفسورية مختصين في اللغات مختصين” بما وصفه “مشكلة اللغات الشركسية” ويتابع “وأقول لغات، لأنّه عندنا فعلا، عندنا لغات، مش لغة واحدة موحدة”، حيث أكمل بأن هذا موضوع يمكن التطرق اليه فيما بعد. (2)

ثم استرسل في إجابته: “انا اعتقد ان التواصل بين المهجر الشركسي، ليس الاردن فقط ،ولكن المهجر عامة مع الوطن الأم مهم جدا لضمان(ة) العلاقة وضمان(ة) استمررية العمل في الحقل … في الحقل الثقافي الشركسي … عندنا مشاكل، مشاكل لغوية، مشاكل بعضها شبه سياسية”، وأضاف “أُسّست في عام 1991، قبل 20 عام، أُسّست المنظمة الشركسية العالمية في نالتشك، في الوطن الأم، وهذه المؤسسة تحوي جميع الجمعيات والمؤسسات الشركسية حول العالم، وهم يعقدون اجتماع(…) سنويا، ويدرسون الوضع بالنسبة للشركس … بالنسبة للثقافة الشركسية، بالنسبة للوضع السياسي كمان للشركس، وهذه الجمعية كان اخر اجتماع إلْها في مايو السابق … يعني في هذا العام، احتفلوا بالعشرين سنة؛ هذه الجمعية عملها الوحيد للآن هو ربط جميع الهيئات الرسمية الشركسية في العالم”. (3)

وعن سؤال المحاوِر، مندوب قناة “روسيا اليوم” الفضائيّة: “إلى أي حد تنجح”؟ أجاب المحاوَر بأنه لغاية الآن لم يحالفه الحظ في النجاح المرتجى، ويذهب بعيداً بأن “طلبات شركس المهجر طلبات صعبة، وأحياناً غير معقولة”، ويتابع بأنّ من وجهة نظره هو، “احنا بلدنا في الفيدرالية الروسية”، “فمن صالحنا في المهجر كشركس أن (ي)كون علاقتنا مع الفيدراليّة الروسيّة ممتازة، عشان نساعد إخوانّا في الوطن الأم” ويتابع “الوطن الأم بعدين بقدروا يساعدونا احنا في المهجر، خاصة من الناحية الثقافية، اللغات والانتاج الثقافي الغني في الوطن الام”! (4)

وفي إجابة لسؤال المحاوِر عن “مدى نجاح هذا الفلم”؟؟

يجيب المُحاوَر ان “الفيلم ابرز نجاح بالنسبة النا هائل لم نكن نتصور نجاحه، اخذ عدة جوائز عالمية واخذ كمان في الوطن الام، كان له استقبال هائل ونجاح باهر واعطونا كمان جوائز في الوطن ألام، وفي موسكو انعرض في مهرجان موسكو” وأضاف بان الفيلم حصل في مهرجان موناكو الدولي على عدد من الجوائز، ويضيف بأن “الفلم ناجح ليس فقط للشركس، وانما بنظري المتواضع انه بدأ يعرف العالم كلمة شركس ومن اين هم ومن هم الشركس” لأنه على حد قوله بأن العالم لم يكن يعرف عن الشّركس، ويزيد “لما يشوفوا الفيلم بِبْدوا يحسوا انه في شعب اسمه شركسي وفي شعب في إله تاريخ وفي إله قصة وفي إله عادات وفي إله تقاليد هذا يساعدنا احنا في المستقبل، في مستقبلنا، احنا الشركس، لما ننظر نظرة بعيدة يعني املنا…املنا كشركس انه يوما ما نعود الى الوطن الام. “اذا احنا ماعدنا اولادنا يعودوا، احفادنا يعودوا.”! (5)

وعن سؤال عن امكانية وجود هجرة معاكسة إلى بلدان الشتات لشركس كانوا قد عادوا إلى الوطن، وعن امكانيّة وجود استثمارات هناك، أجاب المحاوَربأنه بعد “انحلال الدولة السوفياتية بدأت هجرة جديدة خاصة من تركيا وفتحوا مصانع بالبلد وفي رجال اعمال أتراك يعملون الان في مايكوب وفي نالتشيك، من الاردن ذهب قلة قليلة عادوا الى البلد”. (6)

ويتابع المحاوِر بالسؤال: “ماهي الأسباب”؟ يجيب المحاوَر، “أولا القانون الجديد الروسي يقول: انه لكي تصبح ..لكي تأخذ الجنسية الروسية يجب ان تتكلم الروسية، ويطبقوه(ا) على الإقامة، فصار صعب للشركس, شركس المهجر، إنهم يفكروا بالعودة والاقامة في الوطن الأم. لهذه الاسباب، وهذه أسباب سياسية، يعني في مشاكل صارت، إحنا كلنا بنعرفها، مشاكل الحرب في الشيشان. وكل هاي المشاكل سببت التعصب الروسي بالنسبه للشركس المقيمين في المنطقة العربية”. (7)

فيسأل المحاوِر “تتحدث عن تعصب روسي لكن هناك ايضا من ناحية اخرى تعصب لدى الشباب الشركسي في التعامل مع الفدرالية الروسية ؟ يعني المشكلة من جانبين، كيف ترى المخرج من هذه الازمة”؟

تأتي الإجابة: “شوف التطرف سيء في اي حال، إحنا عنا شباب يمكن القول اذا سمحوا لي متهوّرين، الشباب متهور، ومطالبهم صعبة، مطالبهم صعبة، ولكن في عقلاء في – الشعب – المهجر الشركسي الذين يبحثون عن وسائل وطرق لمخاطبة البرلمان الروسي ومخاطبة الحكومة الروسية لحل مشاكل تاريخية، وحل مشاكل جذرية، وهذه الطريقة الوحيدة التي يمكن ان نتقرب وان ننجح فيما نبغاه وهو ان لا يضيع الشعب الشركسي في الشتات أو ربما ان يعود الشعب الشركسي الى وطنه الأم”. (8)

ثم يسأل مندوب “روسيا اليوم”: “انتم كشركس في المهجر كيف تنظرون الى واقع الشركس في الداخل؟ كيف تنظرون الى النهضة العمرانية في الجمهوريات الشركسية داخل الاتحاد الفدرالي الروسي”؟

يجيب المحاوَر: “طبعا مش كل الشركس بيعرفوا الكلام اللي عم تحكيه، صارت نهضة فعلا في آخر أربع – خمس سنين في جمهورية قباردينو – بلكاريا، وفي جمهورية الأديغيه، نهضة عمرانية، وفي شركس من الأردن استثمروا، يعملوا شركات في مايكوب مثلا، في هذا الاعمار يعني مثلا استثمروا. طبعا ننظر بمحبّة ومبسوطين كثير انه في تقدم في البلد الام، طبعا هذا التقدم لايحدث الا بمساعدة الفيدرالية الروسية”. ويشارك في الإجابة مندوب “روسيا اليوم”: “السلطة المركزية…” ويكمل المحاوَر: “السلطة المركزية..الجمهوريات الثلاث دائماً (يدعو) شركس المهجر بالاستثمار بالعمل، بالتجارة، بربط…، بايجاد علاقات بين شركس الوطن الأم وبين شركس المهجر”.

ويشارك أيضا في الإجابة مندوب “روسيا اليوم”: “لربط أبناء الشعب الواحد…” فيكمل المحاوَر: “آه، ربط، فعلا، وا… الآونة الاخيرة يعني، انا بقدر اقول إنّه بدأ تحوّل جدي في هذا المجال، في صار علاقات شبه ممتازة، مابقدر اقول ممتازة، شبه ممتازة؛ في مشاكل تاريخية هي انا باعتقادي الشخصي، هي سبب غضب {بين قوسين}، الشباب الشركسي في المهجر, اذا بتحب بقولّك الأسباب”، فقال له المحاوِر، تفضّل، ثم تابع المحاوَر في حديثه: “شوف، في وقت السوفيات، قُسّم القوم الشعب، القوم الشّركسي إلى أربع جنسيات: قبرطاي، أديغيه، شركسك، وشابسوغ. قانونيا (في القانون) صاروا أربع  جنسيات، القوم الواحد. بعدين أسسوا لغتين رسميتين لهذه الشعوب الأربعة، (ال)لغة الأديغيه ولغة القبرطاى – شركسك بيسموها. هذه بتسبب مشاكل، مش بس لغوية ومش بس سياسية، بتسبب مشاكل إلى شركس المهجر، مشاكل يعني نفسية، لانهم لايدركون الأسباب والأوضاع التي حدثت في (هذاك) الزمان. لماذا حدثت ؟ وكيف حدثت؟ نحن في المهجر يجب ان نطالب البرلمان الروسي والحكومة الروسية بتغيير هذا الوضع، كيف؟ مش بالصياح وبالتطرف، وانما بالعقلانية؛ وانا اعتقد انه يمكننا تغيير الوضع السيء واقول السيء يعني بعطيك مثل صغير، كتاب ينشر في نالتشيك بلغة القبرطاى يجب ان يترجم الى لغة الأديغيه لينشر في مايكوب. وهذا غير معقول، بينما في العربية مثلا كتاب نشر في الرياض يقرا في المغرب، يُقرا في جميع العالم العربي، هذه بتسبب مشكلة… بتسبب مشكلة النا لانه احنا عِنّا مدرسة مثلا، هسه في المدرسة شو نعلم؟ اي لهجة نعلم؟ اي لغة نعلم؟ لانه في عنا تِنين مقسّمين، إحنا بدنا توحيد اللغة، توحيد اللغة ضروري(ة) وبدون مساعدة المؤسسات الثقافية في الوطن الأم لايمكن توحيد اللغة. احنا في المهجر لايمكن ان نوحد اللغة”.

ويسأل مندوب “روسيا اليوم”: “أُريد أن أسألك، ماالذي تستطيعون ان تقدموه للوطن الأم كشركس المهجر؟ وما الذي تنتظرونه من روسيا”؟

يجيب المحاوَر: “ننتظر من روسيا ان تنظر الى شركس المهجر وكأنهم، كما ينظرون الى (روس) الموجودين في المهجر الامريكي او في المهجر الاسرائيلي او اي مهجر ثاني، للآن ليست لهم هذه النظرة، ونحن نطلب منهم ان ينظروا الينا كمهجر روسي شركسي”. (9)

ويسأل مندوب “روسيا اليوم”: وما الّذي تستطيعوا تقديمه”؟

يجيب المحاوَر: نحن… يعني البعد الاقتصادي والسياسي بالنسبة للمهجر الشركسي قائم، موجود، إحنا زي ما ذكرنا في الماضي، احنا تعدادنا يعني تقريبا لو قلنا 10 مليون، 10 مليون نسمة (هائلة)، وإحنا الشركس في المهجر في مواقع يعني في مواقع سياسية قوية جدا، في مواقع اقتصادية قوية جدا، يعني مثلا، انا عم بحكي اكتر شي عن تركيا، لانه في تركيا يعني اكتر مليونيرية في العالم الشركسي موجودين في تركيا، ميليارديرية واقتصاد هائل عندهم، امكانيات هائلة عندهم، هدوله بيقدروا يعني يدخلوا في السوق الروسي، ودخلوا فعلا، دخلوا في السوق الروسي، بس بشكل (ضيق) جدا، إذا العلاقة الروسية الرسمية بالمهجر الشركسي تحسّنت الى درجة مقبولة عند الشركس في المهجر، الباب مفتوح لتطوير علاقات جيدة جدا، جيدة جدا”. (10) لكن يغيب عن بال البعض أن السّياسة الإستعماريّة الرّوسيّة تنظر للأمور من باب الأنانيّة الصّرفة، ولا تريد للشركس أن يفكّروا في العودة إلى وطنهم ولو بأي أسلوب حتّى لو كان إقتصادياً.

ويسأل المحاوِر: “كيف تنظرون إلى المشاكل الّتي تحدث؟ التي تُصطنع في شمال القوقاز (الروسي)، نتحدّث عن حرب الشيشان هنا، نتحدّث عن العمليات الإرهابية التي تحدث، أنتم في الخارج، كيف تنظرون إلى هذه الآفات التي تصيب وطنكم الأم”؟

يجيب المحاوَر: “هذا سؤال … يعني شبه سياسي، لانّه نحن ندرك ونعلم ان الدور الأجنبي، الدور الخارجي في مشاكل القفقاس موجود، بكل صراحة بقدر أقول ان دوله إسلاميّة موّلت إرهابيّين في القفقاس، دولة إسلاميّة، أنا ما (عم)بحكي عن أميركان، دوله إسلامية، بعرف… في وثائق، يعني الدول العظمى دائماً تتنافس، تتنافس بطريقة إنها تسبب مشاكل للدّول الثانية، وبالنسبة للغرب القفقاس ساحة مفتوحة، وانا ما عندي شك إنه (ب)ستعملوا بعض الشّركس المتهوّرين كأدا(ء) لتسبيب المشاكل للفيدراليّة الرّوسيّة، للحكومة الرّوسيّة؛ أنا، سبق وقلنا كيف يستفيد شركسي من قتل كاتب آخر او مفكر شركسي إلا إذا كان موعز (له) من الخارج أو دُفع له، أو بستفيد شخصياً، ما في سبب قومي، يعني مش منطقي، إحنا قبل شهرين قتل واحد من أبرز العناوين الشّركسيّة في القفقاس، ولا في سبب لقتله إلا إيجاد بلبلة ومشكلة”. (11)

يسأل مندوب “روسيااليوم”: “كيف يمكن حل هذه المشاكل؟ كيف يمكن توعية الشّباب المتهوّر الّذي تحدّثت عنهم؟”

يجيب المحاوَر: “هذه وحده من الأهداف للمركز بالتّوعية، إحنا بنعرف قوّة السينما والتّلفزيون (المرئي)، وبنشتغل على توظيف هذه التكنولوجيا لتوعية الشّباب الشّركسي. إحنا في بداية المشوار، إحنا عنّا برامج، أفلام وثائقيّة راح ننتجها، عنا برامج نخرج أفلام لغويّة (س)تعلم اللغة الشّركسيّة على ديسكات، عنا برامج نوضّح العادات والتقاليد الشّركسيّة القديمة الثّمينة، ونخلّي الشّباب الشّركسي يدرك أهمّيّة ربطنا وعلاقتنا بالوطن الأم، المساندة الثّنائيّة بدّي اقول بين شركس الوطن الام وشركس المهجر، وإلا إحنا راح نضيع في المهجر”. (12)

وسأل مندوب “روسيا اليوم”: هل هناك قوى تلعب على ضرب العلاقة بين روسيا والشّركس في المهجر؟”

يجيب المحاوَر: “طبعاً، طبعاً في”! (13)

ويعود مندوب “روسيا اليوم” ليسأل: “هل نجحوا في ذلك”؟

يجيب المحاوَر: “في الوطن الأم نجحوا إلى حدٍ ما، في خارج الوطن الأم، أنا بمعلوماتي إنهم لم ينجحوا مع الشّركس، شركس المهجر لم يتقبّلوا، حتّى الِّشباب المتهوّر الّي بنحكي عنّه، شباب شركس، قوميّين، يؤمنون بالقوميّة الشّركسيّة وبالثّقافة الشّركسيّة، وبالعادات الشّركسيّة الأصيلة، ولا يمكن أن يبيعوا ضميرهم لمصلحة طرف قوى عظمى اخرى”. (14)

يسأل مندوب “روسيا اليوم”: “الآن، كيف ترى المخرج من حالة الضياع بين شركس المهجر وشركس الداخل؟ أنت تقول أفلام سينمائيّة، لكن هل يمكن التّحدّث عن تجمّعات دوليّة أكبر، تجمّعات، مساعي لجمع الشّتات؟”

يجيب المحاوّر: “في حركات جمع الشّتات واردة الآن خصوصا في التكنولوجيا الحديثة، الشبكات الإجتماعيّة، وفي حركات شبابيّة كثير مهمّة ومنطقيّة جداً، زي ما ذكرت بشكل رسمي عندنا الجمعيّة أو المؤسّسة العالميّة الشّركسيّة (ربما المقصود ذكره الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة) إلّي موجودة في نالتشيك، وهذه تربط جميع المسائل و(ال)جمعيات الأخرى، مثل لوبي سياسي ما في عِنّا، ما في عِنّا تجمّع سياسي لانّه نحن في الأردن لا نفكر سياسياّ إلا كأردنيّين، الشركس في سوريا نفس الشّي، الشّركس في أميريكا نفس الشّي، يعني ما في عِنّا تجمّع، مثلا مثل الارمن أوالأكراد ما في تجمّع سياسي بالتّفكير”. (15)

ويسأل مندوب “روسيا اليوم”: “هل هناك دعم من المركز الفيدرالي في روسيا للثّقافة الشّركسيّة، للعادات الشّركسيّة في الجمهوريّات الشّركسيّة ضمن الإتّحاد الفيدرالي الرّوسي”؟

فيجيب المحاوَر: “طبعا في دعم، طبعا في الجمهوريات في وزارة الثّقافة، هذه تدعمها الميزانيّة الفيدراليّة الرّوسيّة، ولو ما دعمتها لما وجدت، يعني الدعم أكيد، إحنا بنعرف هالموضوع هاد، وبنحب كمان نعرّف المهجر الموضوع هاد، إحنا بدنا نساعد أخوانّا في الوطن الأم على الإستمراريّة في تطويرالثقافة واللغة ومشاكل اللغة وحل مشاكل اللغة، وهذه لا تحل إلا بالحوار وبوضع برامج معيّنة مقبولة من الطرف الكبير، إلّي هوّ البرلمان الرّوسي”. (16)

 

انتهى اللقاء

التعليق

 

(1)   يجب التنويه هنا بأن المركز المشار بانّه قام شخصياً بتأسيسه لا يعرف عنه الكثيرين، خاصّة وأنه وصف بأنّه “مركزاً دولياً للدراسات الشركسية”، كذلك لم تتم دعوة أحد للمؤتمر من اوروبا وأمريكا، وفيما يخص ما ذكر عن قرار إقامة مركز دولي للدراسات الشركسيّة فإن التبرع الّذي أعلن عن نيّة جمهوريّة قباردينو – بلقاريا تقديمة للمساهمة في إقامة المركز لم يتم الوفاء به في حينه، ومع ذلك قامت الجمعيّة الخيريّة الشّركسيّة مشكورة بإقامة مركز للدراسات الشّركسيّة وعيّن أحد خيرة الأكاديميّين الشّركس مديرا وتمت الدّعوة للمهتمّين لحضور المهتمّين للإفتتاح الرّسمي وتم تاسيس موقع الكتروني متخصّص للمركز في وقت قياسي، إلا أن بعض الأطراف التي لم يرق لها تأسيس مركز بهذه الاهمّيّة وبهذا المجال الهام عملت سواءاً بشكل مباشر أو غير مباشر لإفشال هذا المشروع الرّائد وهكذا كان، وعليه كان من الأوْلى أن يساهم في دعم مركز تابع للجمعيّة الشّركسيّة بدلاً من التّفرد بالعمل الذي لن يعرف عن نشاطاته المحدودة الكثيرون. كذلك عملت جمعيّة أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنيّة على تأسيس “مركز شركيسيا للدراسات”.

(2)   هنا أود أن أقول بأن لغة الأديغه التي أسماها “الشّركسيّة” هي لغة متجانسة واحدة، ولها أصول معروفة، إلا أن هناك لهجات دارجة تستعمل من قبل مختلف مكونات الشركس كل في محيطه وبيئته ولاتصل مطلقاً إلى درجة إطلاق وصفٍ غير دقيق حيث يمكن فهمة على غير حقيقته!

(3)   إن التواصل بين الشّتات (المهجر كما وصفه كِلا المُحاوِر والمُحاوَر) والوطن الأم ضروري ليس في “الحقل الثّقافي” فقط، بل في كل مجالات الحياة، ووجود المشاكل والعوائق قائم، لكن لم يوضّح ما هي المشاكل التي “بعضها شبه سياسيّة”! وفيما يتعلق بالجمعية الشركسية العالمية  التي أسماها “المحاوَر” بال”المنظمة الشركسية العالمية”، التي أعلن عن تأسيسها في نالشيك بتاريخ 21 مايو/أيار 1991، وصادف شهر مايو/أيّار الماضي ذكرى مرور 21 عاما على تأسيسها من قبل الوطنيّين الشّركس بعدما قرروا بحضور 61 مندوبا في هولندا بين 04-06 مايوا/أيار 1990، بعقد ذلك الاجتماع التأسيسي في نالتشيك للإعلان عن هيئة شركسيّة تعمل على التواصل مع شراكسة العالم من اجل التنسيق في طرح الأمور التي تمس المصالح الشّركسيّة العليا والتي يجب معالجتها. وعن قوله أنها مؤسسة “تحوي جميع الجمعيات والمؤسسات الشركسية حول العالم”، فالمعلومة ليست بدقيقة لأنها غير رسميّة كما تم ذكره لأن “الهيئة الرّسْمِيٌّة هي ما تكْتَسِي بصِبْغَةً حُكُومِيَّةً حَسَبَ الأُصُولِ الْمُقَرَّرَةِ”، وكافّة المؤسّسات الشركسية في الشّتات هي أهليّة وغير حكوميّة، ولا يوجد ما دعاه دراسة “للوضع السياسي كمان”، ويجب العلم أنه ليس كل الجمعيات والمؤسّسات الشّركسيّة في العالم هي أعضاء في الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة.

(4)   أجزم ان المحاوَر لم ينظر في هذا المنحى نظرة شمولية للأمور العالقة التي لم تبدأ ولن تنتهي في حقيقة أن الشّركس في الوطن الأم لم يستطيعوا الحصول على حقوقهم الكاملة كشعوب أصليّة في الفيدراليّة الروسيّة (وحسب القوانين الوضعيّة الروسيّة) وهناك بنود هامّة في الدّستور الروسي تتعلق بالحقوق الأساسيّة للمواطنين معطّلة تماماً. ويكمل “المركز الدولي للدراسات الشركسية بدأ بأنتاج اول فيلم شركسي ناطق باللغة الشركسية في العالم.

(5)   هناك في هذه الإجابة بعدان، ألأول، الفيلم، حيث اعتبر العديد من الشّركس بأن الفيلم لا يفي بما يجب أن يكون عليه هكذا عمل من حيث الشكل والمضمون، لأن القصة التي من المفترض ان تكون واقعيّة تحدّثت عن علاقة كان من المستحيل ان تحدث في ذلك الوقت، كذلك هناك اختلاق لأمور لم تحدث إلا في مخيلة من أراد تغيير الحقائق وكأن الامة الشركسية خرجت عن بكرة ابيها من الوطن في نزهة وتم تقديم معلومات وهميّة لم تدر في مخيلة من ساقوا المعلومات الواردة في الفيلم، لدرجة بيان خارطة مختلقة لمسار وهمي للمهجّرين الشركس والذين أصر الفيلم على وصفهم بالمهاجرين والذين ذكرت مقدمة التّقرير بأنهم “جاءوا”. لقد ذكر ان الشركس الأوائل وصلوا للأردن على متن قطار الخط الحديدي الحجازي وهذا أمر مغلوط من الاساس لأن الشركس كان قد بدئ بتهجيرهم عن أرض وطنهم قبل عام 1860 حيث ازدادت الأعداد  فيما بعد لتصل أعداداً غير مسبوقة في عام 1864 وما بعده، لأن تهجيرهم لم يحدث بواسطة الخط الحديدي الحجازي الذي كان قد تم تنفيذه وافتتاحه بعد سنة 1900 ميلاديّة والذي كان قد بوشر العمل في إنشائه في عام 1900 وافتتح في عام 1908 واستمر في العمل حتى عام 1916 كنتيجة للحرب العالمية الأولى. وتجاهل الفيلم بشكل سافر الإبادة الجماعيّة التي تعرّضت لها الأمة الشركسية، وكذلك احتلال الوطن الشركسي الذي كان السبب المباشر لكل المآسي التي تعرّض لها الشعب الشركسي. أما البعد الثاني فهو ما ذكره عن الرسالة المرجوّة من هكذا فيلم وهو ما يتناقض مع اتهام منفّذ الفيلم في اجابته على السؤال السابق عندما قال “طلبات شركس المهجر طلبات صعبة، وأحياناً غير معقولة”، وما دأب على وصفه لنفسه خلال الحلقات الثلاثة، بأن يتعاطى فقط بالأمور الثقافيّة وذهب إلى درجة اتهام بعض الشركس بإطلاق اتّهامات باطلة ضدّهم كالتهور والتطرف والتأثير على العلاقات بين الدّول إن نادوا بما حاول هو ذكره في هذا المجال، وأكرّر ماقاله: “أملنا كشركس انه يوما ما نعود الى الوطن الأم”.”اذا احنا ماعدنا اولادنا يعودوا، احفادنا يعودوا”!

(6)   أشار إلى أن العودة في البداية كانت سهلة ولكن الشراكسة لم ينتهزوا تلك الفرصة التي لاحت خلال حكم الرئيس الروسي السابق يلتسن، ويقر بأن هناك الآن صعوبة تواجه من يريد العودة إلى وطنه. وتجب الإضافة بأن العوائق التي وضعت من قبل المتنفّذين في ذلك الوقت سواء في الوطن أو في الشّتات ساهمت في عدم إيصال الخبر أو تعميمه على عامّة الشّركس!

(7)   هنا يقر المحاوَر أخيراً بأن سبب عدم إقدام الشّراكسة على العودة إلى الوطن هو التّعنّت (ما أسماه التعصّب) الرّوسي والعوائق التي توضع أمام من يريد العودة إلى الوطن، وكذلك ما دعي “تعصّباً روسياً” ضد “الشّركس المقيمين في المنطقة العربيّة ليس دقيقيا لأن التعصّب والتعنّت والمواقف العدائيّة الروسيّة هي ضد كل الشّركس سواء في تركيا أو المنطقة العربيّة أو غيرها. ويجب التنويه أيضاً في هذا السّياق بأن الدّولة الروسيّة المسيطرة على ألاراضي الشّركسيّة في شمال القوقاز ترفض وتُغالي في رفضها السّماح للشركس في الشّتات السّوري بالعودة إلى الوطن الأم رغم الأخطار الّتي يتعرّضون لها من جرّاء الحرب الأهليّة القائمة في سوريا في الوقت الحاضر.

(8)   كيف يأتي هذا الوصف من كلا المتحاورين حيث يجمعان بأن هناك تعصّباً من جانب الفيدراليّة الرّوسيّة ومن جانب من أسموهم الشّباب الشّركس في التّعامل مع الفيدراليّة الرّوسيّة، فهذا الإتّهام باطلا جملة وتفصيلا، ويجب وصف الأمور باوصافها وبدون تحيّز للجانب الروسي في هذا الشّأن، إذ أن الشّباب الشّركس إن أقدموا على عقد مؤتمرات ومنتديات أكاديميّة بحته لبحث الشؤون الشّركسيّة وما آل إليه الواقع الشّركسي والتحدّث في آفاق المستقبل، فإنّما يأتي ذلك من أجل المعرفة بالأمور والمعلومات الّتي طالما حاولت بعض الأطراف طمسها وتغييبها. إن المُسبب في التعصب هو الطرف الذي يريد إبقاء الامور على ما هي، لا بل بالتّسبّب في تفاقم الأمور لعدم الوصول إلى وضع يُضطّر فيه للإمتثال للعقل والمنطق. ويجب أن يقوم الطّرف المُتسبّب بالأذى المادّي والمعنوي بالإعتراف بما اقترفه أو ما اقترفته الجهة الّتي يمثّلها كانت من كانت. كل ذلك ولم نلتفت بعد إلى ما تدعو إليه التنظيمات المتطرّفة الرّوسيّة المدعومة بشكل مباشر أوغير مباشر من جهات معروفة ومن السلطات الأمنيّة الروسيّة وإطلاقها الشّعارات العدائيّة ضد القفقاسييّن في موسكو (المفترض أن تكون العاصمة الإتّحاديّة) وغيرها من المناطق، ومن الشعارات المعروفة التي يطلقونها هي “روسيا للرّوس ” (Russia for Russians)! إذن فكيف تُكال الإتهامات جزافاً ولم يتم الإعتراف بالحقوق الشّركسيّة المشروعة وبالإبادة الجماعيّة الشّركسيّة، ولم يصرف النّظر عن الإستمرار بخطط عقد ألعاب سوتشي العبثيّة الأولمبيّة المزمع عقدها في عام 2014 على قبور ومقابر الابطال الّذين ذادوا عن حياض وطنهم بالغالي والنّفيس؟! أود ان اضيف هنا أيضا خبر تعرض وزير الثّقافة في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا “زاور توتوف” لهجوم عنصري في موسكو في 2 / 4 / 2006 من قبل السلافيين الروس حسبما ذكرت وكالة نوفوستي للأنباء، وكان المهاجمون ينهالون عليه بالضّرب بوحشيّة ويصرخون بأن “روسيا للرّوس” (Russia for Russians))، وجاء فيما تناقلته وكالات الأنباء: “ووصلت الشرطة بعد قليل لكنها لم تفعل شيئا لمنع المهاجمين من الفرار كما قالت المتحدثة باسم رئيس كاباردينو – بالكاريا جميلة كاغاروفو نقلا عن اشخاص شاهدوا الهجوم. ونقل توتوف الى المستشفى للعلاج من جروح اصيب بها”! ومن هو وراء التعصب عندما يقوم بوتين نفسه بزيارة مشجعي نادي سبارتاك في موسكو ويبدي تحريضاً لقوى الأمن على القوقازيين؟ وماذا حدث للشركسي أصلان شيركيسوف من نالتشيك/قباردينو – بلكاريا عندما حاول أن يدافع عن نفسه بطريقة مشروعة ضد العشرات من مشجعي سبارتاك الّذين انهالوا عليه بالضرب وأرادوا أن يقضوا عليه؟ http://en.rian.ru/trend/football_fans_protest_2010/

(9)   من الجيد ان الإجابة لم تأتي طلبا لأن تنظر روسيا “إلينا” بعين الرأفة! كيف يريد المُحاوَر أن يغير جلده أو رقطه ليكون حسب ما أراد “روسياً” هذه المرّة، فقد تم إبعاد الشّركس عن وطنهم شركيسيا لأنّهم ليسوا من الإثنيّة الّتي يوصف بها المحتلون الرّوس أو مرتزقتهم، “لا يستطيع النّمر ان يغيّر رقطه”.

(10)                      لكن يغيب عن بال البعض أن السّياسة الإستعماريّة الرّوسيّة تنظر للأمور من باب الأنانيّة الصّرفة، ولا تريد للشركس أن يفكّروا في العودة إلى وطنهم ولو بأي أسلوب حتّى لو كان إقتصادياً.

(11)                      إنّه من الجيّد أن نعرف من هم هؤلاء القتلة ومن الّذي يدعمهم؟

(12)                      في الحقيقة، يجب النّظر إلى الأمور بطريقة اشمل ولو قليلا، فلو نظرنا إلى الطريقة المتّبعة بمعاملة الشّبان والتّعذيب الّي يتعرّضون له، لعرفت أمور كثيرة وأهمّها الإستفزاز الّذي تمارسه بعض الأجهزة الأمنيّة عند التّعاطي مع النّاس، حيث يمكن مشاهدة صورة شاب من نالتشيك قبل التّعذيب وبعده.http://www.justicefornorthcaucasus.com/jfnc_message_boards/jfnc_message_boards.php?entry_id=1134028200&title=rfe%2Frl%3A-%5Brussia%3A-lawyer-of-nalchik-detainee-says-suspects-being-tortured%5D

(13)                      الّذي يبدو في الأفق أن هناك قوى لا يمكن وصفها بالخفيّة تعمل على الأرض الشّركسيّة من أجل إبقاء رواسب الماضي على ما هي وحتّى تعمل على زيادة الهوّة بين الشّركس وغيرهم خاصّة الرّوس منهم، وذلك بالتّعامل مع الشّركس خاصّة العائدين منهم بفوقيّة وبأساليب وحشيّة ولا إنسانيّة كما حصل مع حاجي بيرم بولات وقصّته مع الأجهزة الأمنيّة والسّلطات الرّوسيّةhttp://www.kafkas.org.tr/arabic/Ajans/2003/Agustos/15.08.2003_bolat_reportaj_1.htm

(14)                      الموضوع لا دول كبرى ولا صغرى، بل هو ان الأجهزة الأمنيّة الرّوسيّة هي من ترسم وتخطّط وتنفّذ على الأرض، إن الّذي يفرض الطّريقة الّتي تجري بموجبها الأمور في شمال القوقاز عامّة وفي شركيسيا خاصّة هي الدّولة الرّوسيّة الّتي تقوم من خلال أجهزتها المختلفة بالتّاثير على الأحداث ومجريات الأمور وحتّى بتحديد اتّجاهاتها ودرجة العنف الّتي تنتج عنها وكنتيجة في بعض الحالات للإستفزازات الّتي تقوم بها الأجهزة الأمنيّة وبعض العصابات بمسمّيات مختلفة الّتي لولا ارتباطها بدعم شبه رسمي لما استطاعت الحركة والبقاء. فكيف نُفسّر الإعتداء على الرموز الشّركسيّة في الجزء الشّركسي من شمال االقوقاز كالإعتداء لمرات متتالية على إبراهيم يغنوف أو رسلان كشييف وغيرهم من أبناء الوطن الشركسي؟ http://www.circassianews.com/index.php?entry_id=1327082856 http://www.rferl.org/content/Circassian_Youth_Groups_Under_Pressure_In_North_Caucasus/1895431.html

(15)                      فأي جمعيّة تذكر هنا وهي تنفّذ سياسة روسيّة بحته في التعامل مع الشّركس الّذين لا يعيشون فقط في وطنهم الشّركسي، بل أيضاً الّذين يقيمون في الشّتات الشّركسي من خلال الجمعيّات المرتبطة معها، لكن وجب لفت النّظر هنا إلى الطّريقة المشبوهة والإنتهاكات الجسيمة وتهميش الشّباب الشّركسي، الّتي شهدتها إنتخابات الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة الّتي تمّت خلال المؤتمر الثّامن في أكتوبر/تشرين الأوّل 2009، وبحسب “المكتب الصّحفي لإدارة العمليّات في الخاسة” في نالتشيك! http://www.justicefornorthcaucasus.com/jfnc_message_boards/arabic_boards.php?entry_id=1255253086

(16)                      أي دعم يتحدّث عنه هنا، وليس هناك خطّة موضوعة للتعليم بلغة الأديغة، بل باللغة الرّوسيّة، وعدم وجود الحوافز الموجودة في أماكن أخرى من الفيدراليّة للشّباب من حيث فرص التّعليم وبناء وتجهيز مراكز العلم والثّقافة في أماكن تواجد الشّراكسة في الوطن الشّركسي في شمال القوقاز، ناهيك عن تأثير ذلك على تفشّي البطالة بين جميع فئات المجتمع وفئة الشّباب تحديداً.

Share Button

الوطن القريب البعيد

الوطن القريب البعيد
freedom_1979_1

فيما يلي الرابط الالكتروني للمقال المرفق “الوطن القريب البعيد”، والذي كان قد نشر بتاريخ 1 / 7 / 1979 في “مجلة الحرية” التي أصدرتها اللجنة الثقافية للمركز القوقازي في نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأميركيّة، وهذا يدل على أن شعلة الحرية لم تنطفئ يوما ولو كره المثبّطون للعزائم الصلبة التي لا تلين:

http://justicefornorthcaucasus.blogspot.com/2008/06/blog-post_9415.html


النص:

استيقظت من احلام الطفولة البريئة لأكون في محك الواقع الاليم.

مرحلة جديدة من حياتي بدأت بالانتقال تدريجيا من حياة البيت الذي نشأت فيه الى حياة المجتمع الذي وجدت فيه.

بدأت الأسئلة المنطقية تنهال وتتعاظم بيني وبين ذاتي، وأصبحت الاجوبة تتوارد حينا ولاتوجد جوابا شافيا احيانا.

لقد عرفت جانبا من حياتي الا وهو الجانب الشخصي ولكني لم استطع معرفة الجانب الأهم .. الا وهو الجانب القومي.

قررت البحث والعمل الدائب لمعرفة ما أردت ان اعرف. درست وسالت وتعمقت الى ان توصلت الى حقائق مؤلمة حقا.

أنا وقومي بلا وطن .. قومي أصبحوا اقليات في امصار العالم .. دبت الفرقة وحلت النزاعات الشخصية في نطاق هذه الأقليات في كل مكان وطغت محبة الذات على محبة المجموعة. جلت الحقيقة والتي يعرفها بني قومي…

كنّا أسيادا في بلادنا وأصبحنا أجراء للغير في بلاد الغرباء …

كنّا نعيش على تراب وطننا الذي ورثناه عن اجدادنا والذي روى ترابه هؤلاء الأبطال بالدماء الزكية وصرنا نعيش على تراب اوطان غريبة عنا، سقط العديد من بني قومي وهم يقاتلون لاصحاب الاوطان الجديدة والدفاع عن قضاياهم، وفِي الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم احيانا …

كنّا نعيش في الوطن الام ضمن عاداتنا وتقاليدنا وأصبحنا الان نعيش بعادات وتقاليد الغرباء، راغبين أو مكرهين أو مجبرين.

فهل هذه التحولات بدلت من مبدأ كوننا شراكسة؟ الجواب المنطقي لذلك والذي يعرفه الجميع لانها لم تبدل أو تغير من وضعنا وتكويننا القومي .. فَلَو بقينا مدى الدهر فسوف نبقى اجانب وأقليات مسلوبة الحقوق وضعت لها واجبات من قبل الغير وجب تطبيقها.

إني اخاطب اصحاب الضمائر الحية من بني قومي الشراكسة للأخذ بأسباب القوة المتوفرة لديهم للنهوض والرقي الى المستوى المطلوب من الإحساس بالمسؤولية والكرامة الوطنية من قبل الجميع ووضع المستقبل نصب اعينهم لإنقاذ مايمكن انقاذه من التائهين والضائعين.

دعونا أيها الإخوة وأيتها الأخوات، لاننتظر المنقذ المنتظر الذي لن يأتي مطلقا … الإنقاذ يأتي عن طريقة التكاتف من اجل العودة إلى الوطن ..

فنحن لن نسلب ارض أو حق احد بل نريد استعادة حقنا المسلوب والعودة الى العيش مع اخواننا الموجودين هناك.

كفى تشرداً وضياعا… فالوطن يناديكم.

 
Share Button

ردا على متابعة التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم”

ردا على متابعة التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم”

تقديم: عادل بشقوي

هذا المقال تكملة لمقال تمت كتابتة بتاريخ 22 أغسطس/آب 2012 بعنوان – ردا على التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم” – تعليقاً على مقابلة تلفزيونية مثيرة للمشاعر أجرتها القناة الفضائيّة الروسيّة “روسيا اليوم” في الموضوع الشركسي وكانت بعنوان “القضية الشركسية .. رحلة في التاريخ” (https://www.youtube.com/watch?v=l_zvlpjSsbA)، حيث قامت القناة الفضائية المذكورة بتكملة الحوار بنفس الاسلوب السابق لكن بعنوان “الشركس وبلاد المهجر” (http://www.youtube.com/watch?v=jrhiL0z6PTc)، وباستعمال نفس النهج في الإثارة الإعلاميّة إياها.

بعد البدء بنفس الديباجة التي قدّمت في اللقاء السابق بتاريخ 3 أغسطس/آب 2012 لتقديم المحاوِر والمحاوَر للمشاهدين، تبدأالأسئِلة…

أين هم الشركس في وقتنا الحاضر، وفي أي منعطف تقف القضية الشركسيّة اليوم؟

جاء الجواب بان معظم الشركس يتواجدون في تركيا وقام بتعداد بلدان أخرى، وزاد بأنه “قرأ” بأن الشركس موجودون ومنتشرون في خمسين دولة وأن الأكثريّة يتواجدون في تركيا، ولم تتم الإجابة على الشق الثاني من السؤال.

وإجابة على سؤال “روسيا اليوم” عما إذا كان الشّركس يواجهون “أي مشاكل ثقافيّة، حضاريّة، أو عرقية في دول التواجد”، جاءت الإجابة على شكل سرد لأحداث في مناطق مختلفة وتم التركيز على الإعتقادات والإنطباعات الشخصيّة متقدما على الحقائق، واللافت للإنتباه هنا قيام “روسيا اليوم” خلال الإجابة على هذا السؤال بعرض إحدى لقطات فيلمه المسمى “الشراكسة” لركاب قطار افترض ان يكونوا من الشركس الذين وصلوا إلى عمان على متنه حسب قصة الفيلم، الذي قدم وصول الشّراكسة الأُوَلْ إلى المنطقة على متن قطار سكة حديد الحجاز، التي لم يتم تشغيلها إلا في عام 1908 ميلاديّة، بينما وصل الشراكسة إلى عمان عام 1868 ومن خلال الحسابات البسيطة نجد أن الشركس جاءوا إلى عمان وأسسوا قرية عمان قبل تشغيل الخط الحديدي (الذي تم البدء ببنائه في عام 1900) بأربعين عاما كاملة، وقبل بناء محطّة سكة حديد عمّان!

وعن “ما هي المناصب التي وصل أليها الشركس في الأردن مثلا”، جاءت الإجابة بذكر بعض الشخصيات الشركسية التي وصلت إلى مناصب عليا في الأردن، إلا أن المُحاوَر عرج على موضوع آخر وقال، “يمكن القول أننا أردنيين بحت، ولكن نحافظ على القوميّة الشركسيّة، الثقافة الشركسيّة”.

وإجابة على سؤال يقول، “هناك من يقول أن القوميّة الشركسيّة بدأت بالذوبان في محيطها، في الدول التي وصلوا إليها، إلى أي درجة ذلك صحيح”، فأجاب لمُحاوَر “إلى درجة بعيدة صحيح لأنه فعلا الشباب الشركسي بدأ يفقد اللغة، وعندما تفقد اللغة تفقد الهوية الشركسية”، مكملا ان التكنولوجيا ساعدت في ظهور نشاط شبابي “لتعلم اللغة والعادات من جديد” وأضاف “والإهتمام بالتاريخ الشركسي والثقافة الشركسية”، ويبدو الجواب هنا مبهما بعض الشيئ لأن التكنولوجيا الحديثة بالإضافة إلى مساعدة الشركس في معرفة اللغة والثقافة، لكن لم يذكر في سياق الإجابة مقوّمات وركائز القوميّة الأخرى التي لا تقوم أي قوميّة بدونها، ناهيك عن عدم ذكر الجرائم اللاإنسانيّة والوحشية التي اقترفتها جحافل القوات القيصرية الروسيّة الغازية والتي أدّت إلى الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة والتهجير القسري بعيداً عن أرض الوطن.

ثم طرح سؤال آخر، “هناك من يقول بان الشباب الشركسي يكتفي الآن برفع شعارات”،  “لكنه بعيد كل البعد، حتى التاريخ الشركسي، كما قلت في الحلقة السابقة لا يعرفونه. كيف تواجهون هذا الواقع”، وجاء الجواب مفاجئا، ليس من حيث الطرح بل من حيث الفكرة التي جاءت متناقضة مع طروحات أخرى وردت في سياق الإجابات على مدى مقابلتين، حيث روى قصة التقاءه صدفة بشاب شركسي “شكله فرنسي، ثقافته فرنسيّة أوروبية بحته، ولكنه يفتخر بشركسيته” في ليون بفرنسا ولم يكن يعرف اللغة ولا العادات على حد قوله “لا يتكلم “الشركسيّة” ولا يعرف العادات الشركسيّة”، إلا انه يعرف اداء الرقص الشّركسي! هذا دليل على ان هناك من يفتخر كونه شركسيّاً ولا يعرف اللغة ولا العادات التي اعتبرها حسب قوله في الإجابة على السؤال السابق “عندما تفقد اللغة تفقد الهوية الشركسية”، بأنها هي الهويّة الشركسيّة. ليس هناك حاجة لإقحام موضوع الرقص للإجابة على هذا السؤال، وكان من الأولى تسليط الضوء على متن السؤال ألا وهو “كيف تواجهون هذا الواقع” و”التاريخ” الّذي يجب أن يذكر من خلاله الجواب وهو كيف يمكن تسليط الضؤ على التاريخ الشركسي الذي يجب على الشباب وكافة الفئات العمرية معرفته معرفة لا يشوبها شائبة، وليس من المجدي في هذا المجال ذكر تاريخ المماليك الذي يعتبرغير ذي صلة حيث أوصلتنا الإجابة إلى كل من مصر والسودان وليبيا، بل يمكن لكل من لا يعرف التاريخ الشركسي ان يستخف بالشركس الذين يضعون انفسهم في هكذا مواقف. ان الشركس المراد التركيز عليهم هم الشركس الذين طردوا من وطنهم في القرن التاسع عشر وتحديداً ضحايا عام 1864. إن الهيكل الثقافي في “الفيدراليّة الروسيّة”وحده لن ينقذ القوميّة الشّركسيّة من الذوبان بل مع ذكر ان الكثير من التاريخ والثقافة والمقتنيات القومية الشركسية كان قد تم تدميرها أو مصادرتها أو تحريفها أو التلاعب بها منذ الإحتلال القيصري الروسي لشركيسيا إلى يومنا الحاضر. كذلك لن تكون ثقافة الجمعيات ثقافة قوميّة حقيقيّة لكل الشّركس، فكيف يسهم تنظيم الجمعيات في تركيا في إيجاد وجود “سياسي”، مع أن المحاوَر يعتبر القومية هي لغة وثقافة؟ وفي نهاية الإجابة ياتي تاكيد (“أنا” بعتقد “راح” يصير ذوبان)، لكن يجب القول أن السؤال لم يكن عن الذوبان، وكذلك الشباب الواعي هو اقرب كثيرا إلى التاريخ الشّركسي مما اعتقده موجّه السؤال!

وفي سؤالين، عن “العلاقة اليوم بين الشركس والوطن الأم” وعن وجود “أكاديميّة للرقص الشّركسي”، تأتي الإجابة ويقول بأن ما يهمه هو الثقافة ويزيد، “إحنا الشركس في الوطن الأم عندنا ثقافة هائلة في الموسيقى والأدب والشعر وكل أنواع الثقافة العالمية موجودة عنا في الفيدرالية الروسيّة وفي الجمهوريات الشركسية”، ويكمل بان هناك اهتماماً في الأردن “هون”، في “عِنّا” مدرسة شركسية، و”يعلموا فيها اللغة الشركسيّة”. ويكمل بان هناك في الاردن اكاديمية لتعليم الرقص الشركسي، ويعزي السبب إلى وجود “مجال واسع انه نحافظ على القومية والثقافة الشركسية”.

ثم يجيب على سؤال عن “الحرس الشخصي للملك الاردني او حرس الشرف من الشركس كيف حصل ذلك”، بالطريقة التي ارتآها، واعتبر ذلك بأنه “دور تاريخي يثبت الوجود الشركسي”.

وتأتي الإجابة على سؤال بخصوص الشركس بالاردن وهل لديهم امتيازات ثقافيّة أو اقتصادية أو اجتماعية؟ على اعتبار انه تم التحدث عن الإمتيازات السياسية، بان الشركس لا يتمتعون باية إمتيازات وان الجميع متساوون إلا أن الدستور الأردني يخصص مقاعد “كراسي” نيابية، إلا ان الجميع متساوون كمواطنين، لكن يجب التنويه بأن المحاوَر خانته ذاكرته حينما قال أن تخصيص مقاعد نيابية للشركس والمسيحيين يجري بموجب الدستور الأردني، بينما الحقيقة أن ذلك استنادا إلى  قانون الإنتخاب المقدم من الحكومة والمصادق عليه من قبل البرلمان.

وفي سؤال، “انت كاتب مؤرخ مخرج سينمائي ملحن ما مدى النجاح الذي حققته في تعريف المجتمع العربي المجتمع الاردني بالثقافة الشركسية”؟ تاتي الإجابة كالتالي”انا طبعا اولا كتبت 6 كتب روايات شركسية تاريخية عن تاريخ الشركس وهذه نشرت في بيروت وبيعت في جميع الدول العربية وبعتقد انها ساهمت في توضيح التاريخ الشركسي الى حد معين مش كله. وبتمنى انه كان الي دور في تعريف الثقافة الشركسية مش بس بالدول العربية، حول العالم لانه كتاباتي كانت باللغة الانجيزية للاسف وكل كتبي ترجمت الى العربية, لاني بكتب انا باللغة الانجليزية, كتبي نشرت بالعالم بلغات عديدة ساهمت قدر الامكان.”

يسأل المحاور، “الا تخشون من تعدد مفهوم القومية الشركسية لدى الشركس الذين يعيشون في الخارج؟  يعني الشركسي الاردني يختلف عن الشركسي السوري، يختلف عن الشركسي البريطاني، الاميركي، الاسترالي؟”، ولطبيعة الإجابة المتشعبة، يجب ابراز الإجابة كما هي: “لا شوف يعني بتقدرتقريبا بتقدر تضاهي بالموقف العربي، العربي الروسي لما يكون عنا بالاردن هو عربي قومية عربية، واذا كان في الخليج نفس االشىء، الشركس كقومية قومية واحدة ولكن كان تاريخنا زي ماحكيت سابقا تاريخ القبرداى يختلف عن تاريخ الشركس الغربيين. اما القومية واللغة هي واحدة. اللهجات تختلف كما اللهجات باللغة العربية تختلف بين مصر وبين الخليج او سوريا، القومية، العادات، الثقافة الاصلية الشركسية واحدة مابتتغير.” لكن يجب التنويه بأن نفس المحاوَر قال في المقابلة التي سبقت هذا الحوار ما يلي: “فهناك كان تاريخ عريق وقديم جدا ولكن يجب تقسيم الشركس كما انقسم العرب. مثلا، المصري عربي والمغربي عربي لكن لغتهم لاتتطابق وعاداتهم وتقاليدهم وسياساتهم لاتتطابق هكذا عند الشركس، شراكسة المهجر لايدركون هذا الواقع، الشركس منقسمين الى قسمين مختلفين جدا ليس بالقومية وانما بالتاريخ السياسي والتاريخ الاجتماعي والترتيبة الحضارية حتى،  شراكسة الشرق وهما القبرداى الصغرى والقبرداى الكبرى، وشراكسة الغرب وهم سكان الجبال جبال القفقاس الغربية وسواحل البحر الاسود.”؛ حيث أنه ركّز في المقابلة “الأولى” على أن الشّركس منقسمين إلى قسمين مختلفين “جداً”، ليس بالقوميّة وإنما بالتاريخ السياسي والتاريخ الإجتماعي والترتيبة الحضاريّة، بينما في المقابلة الثانية قال أن الشركس قوميّة واحدة، ولكن كان التاريخ يختلف، واللغة هي واحدة لكن اللهجات تختلف، القومية العادات، الثقافة الأصليّة الشركسيّة واحدة لا تتغير، ناهيك عن أنه ركّز خلال المقابلة الأولى على تسمية من أسماهم بالشركس الغربيين بالجبليين، إلا أنّه لم يستعمل تلك العبارة خلال المقابلة “الثانية”.

وردا على السؤال التالي: “شو حققتوا على صعيد الحفاظ على هذه القومية، لديك انت أنشات مركز شركسي  ( الجاسات )، غيرك ماهي الجهود التي تبذل على وحدة هذا الشعب؟”، جاء الرد، “شوف هناك طبعا في كل بلد في وجود شركسي دائما في جمعيات شركسية وهذه الجمعيات عادة…”، إلا أن المحاوِر أكمل بسؤال آخر، “هل هذه الجمعيات فعالة هل تكفي؟”، أجاب أن الجمعيات لا تكفي لأنها في العادة جمعيات خيرية، فضرب مثلا “الجمعية الأردنية الشركسية” (تدعى الجمعية الخيرية الشركسيّة)، على اعتبار انها جمعية خيرية، لكنها تهتم “في الحفاظ على الثقافة الشركسية”، واعتبر بأن ذلك مساهمة محدودة وان على الشركس إيجاد “وسائل ومؤسسات للحفاظ على الثقافة الشركسية واللغة الشركسية”، حيث انه اختصر القومية بالثقافة فقط.

طرح سؤالا نصّه “على الصعيد الدولي هل تجتمعون مع الشركس من غير دول؟”، وجاءت الإجابة بالإيجاب، ثم طرح المحاوِر سؤالا هو: “هل لديكم اتصالات تنسيق في طريقة طرح القضية، في طريقة الحفاظ على الهوية، انشاء مؤسسات دولية، مدارس اطفال، هل يوجد مثل هذا التنسيق؟؟” جاءت الإجابة بذكر الجمعية الشركسية العالميّة طبعا واعتبرها بأنها “مؤسسة كبيرة” “موجودة في الفيدارلية الروسية”، و”بعدين في اوروبا في جمعية كبيرة كمان اسمها الفدرالية الشركسية” وهذه “عندها جهود كبيرة لانه البرلمان الاوروبي مثلا خصص يوم في السنه للالتقاء في البرلمان في بروكسل في اجتماع للفدرالية الشركسية” و”هذه تحدث في اكتوبر عادة في 15 اكتوبر في وجود شركسي في بروكسل”, وأعاد المحاوَر ذكر رأيه بأن الفكرة هي التركيز على الثقافة واللغة.

لكن يجب التنويه هنا إلى أن 1. الجمعية أسسها الوطنيون الشّراكسة نظرا لحاجة المجتمعات الشركسيه الى منظمة شركسيّة موحّدة تعمل من أجل تحديد مستقبل أفضل للشراكسة وتوحيد الوطن الأم مع الشتات، حيث عقد اجتماع استضافته الجمعية الشركسيه في هولندا في 4 مايو/أيار 1990، وحضره 61 مندوبا من الجمعيات الشركسيّة في تركيا وألمانيا مع رابطتي أشمز ورودينا من جمهورية قباردينو – بلكاريا، وقرر الحاضرون في الاجتماع إنشاء منظمه شركسية عالمية على أن يتم اعلان تأسيسها من الوطن وتحديداً من نالتشيك(http://video.google.com/videoplay?docid=-1473517769284916999)(http://circassianews.com/documents/know_your_enemy.php?entry_id=1295655978). تم إعلان تأسيس الجمعية الشركسية العالمية في نالتشيك في شهر مايو/أيار من عام 1991 وعقدت أول إجتماع لها وتم انتخاب البروفيسور يوري كالموكوف رئيساً لها، إلا أن الجمعيّة تم نقل مركزها الدائم فيما بعد إلى نالتشيك وتم تغيير أهدافها لتصبح ثقافيّة ومرتبطة إرتباطا وثيقا بالسياسات الروسيّة! 2. في الشق الثاني من الإجابة يمكن أن المتحدث يعني “فيدرالية الشراكسة الاوروبيين”، واليوم المخصص للشركس ليس تحديدا 15 أكتوبر/تشرين الاول، لأن آخر إجتماع عقد كان “اليوم الشركسي السابع في البرلمان الاوروبي” (http://www.euroxase.com/en/index.php?action=fullnews&id=50)، بتاريخ 18 يونيو/حزيران 2012، ولم تقتصر النشاطات الشركسيّة على الثقافة فقط، بل تناولت كافّة الهموم الشركسيّة مثل الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة ونيّة الدّولة الروسيّة إقامة ألعاب سوتشي الأولمبيّة الشتويّة في عام 2014 وغيرها.

وعن سؤال المحاوِر، “ماهي بغض النظر عن اللغة، ماهي أهم المشاكل التي يواجهها الشركس؟ ماهي المشاكل الأخرى التي يواجهونها في بلاد المهجر؟”، وتأتي الإجابة بأن هناك “كان محاولات من جهات دول عظمى استعمال الشركس كاداة لمصالح مختلفة ولكنهم لم ينجحوا”، ويزيد بأن هناك نجاحا أحرز بالقفقاس وكما وصفها “مشاكل كبيرة في القفقاس مصدرها ادعاءات يعني سند يأتي من الخارج هذا معروف يعني مش اشي ما عم احكي سر، في وجود منظمة (foundation  ) معروفة في واشنطن التي تسند هذه الجهات”، ويزيد بأنها “تعزم شركس، شباب الشركس متهور، بيروحوا بيلقوا محاضرات كذا.. اللي بحبوا الاميركان يسمعوه وبيرجعوا بسببوا مشاكل”، ويضيف بأن روسيا تعمل نفس الشيئ ويضيف “يعني هذه دول عظمى بتخدم مصالحها واحنا الشركس للاسف في الماضي استعملنا كاداة لمصالح اجنبية”، ثم يقول بأن هذا لم يحدث في الأردن، مكرراً ولاء الشركس للدولة الاردنيّة، ويقول بأن ذلك لا ينطبق على القفقاس. لكن يجب الإلتفات هنا إلى التصورات والتعليقات والإتهامات الواردة في الإجابة على السؤال حيث أن:

  1. “الأعمال تقاس بالنتائج”، 2. هناك تغيّراً بوصف القوميّة بأنها مقصورة تارة على اللغة وتارة على الثقافة وتارة أخرى على الرقص. 3. إن الإدّعاء بأن الشركس يُستعملون كأدوات يشوبه الغموض وتنقصه المصداقيّة والدقة لأنه لا يستند إلى أدلّة ثابتة أو إلى معطيات موثوقة، بل يبدو أنّه مبني على الشك والتخمين. 4. الاقرب إلى الدّقة هو أن القوات القيصرية الروسيّة هاجمت الشركس في وطنهم لعشرات السنين وارتُكبت المجازر الوحشيّة والإبادة الجماعيّة إلى أن تم احتلال الوطن الشركسي كاملا وتم تهجير معظم الذين بقوا على قيد الحياة. 5. فأين الحيّز المتبقّي في ذلك الوقت في إمكانية أن يعمل اي شركسي كأداة للآخرين، إلا إذا كانت هناك إمكانيّة أن يعمل البعض في خدمة الغزاة المحتلّين او التقرب منهم أو التعاطف معهم تحت أي ذريعة! 6. أما في الوقت الحاضر فإن الناشطين الشركس الذين يسعون إلى العمل من أجل فضح الجرائم الروسية في القوقاز بشكل عام وشركيسيا تحديداً يقومون بعقد المؤتمرات المختصة بالقضية الشركسيّة والوصول إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل شرح ابعاد القضية الشركسية وللمطالبة بحقوقهم المشروعة، سواءاً في الولايات المتحدة الأميركيّة أو اوروبا أو تركيا أو القوقاز أو الأماكن التي يتواجد فيها الشركس. 7. هناك جزم ويقين بأن هؤلاء الناشطين الشركس يتّخذون الخيارات الحضارية من أجل إحقاق الحقوق الشركسيّة المشروعة في تقرير المصير استناداً لشرائع حقوق الإنسان والقانون الدولي، ولا يوجد هناك شركس وشباب شركس (متهوّر حسب الوصف الظالم) قاموا بإلقاء محاضرات وعادوا وتسببوا بحدوث مشاكل (وبيرجعوا بسبّبوا مشاكل) أو قاموا بإشعال شرارة الحرب بين الدول العظمى، بل استطاعوا تقديم المعلومات والوثائق وكذلك التفاعل مع أصحاب الضمائر الحيّة وإيصال القضية الشركسيّة إلى العالم أجمع. 8. إذا كانت هناك معلومات عند المُحاوَر عن قيام روسيا بتحريض الشركس على بعضهم البعض فيجب الإفصاح عن مزيد من المعلومات (مش بس اميركا بتعملها، روسيا بتعملها)، 9. كذلك فيما يتعلّق بالعنف المستشري في القوقاز وما مصدره فإنه لن يكون صعباً على المراقب للنشاطات الروسيّة في المنطقة معرفة مصدر ومثيري أعمال العنف! 10. إن النشاط الحاصل على الساحة الشّركسيّة هو نتيجة مبادرات وطنية ذاتية صادرة عن الشركس انفسهم.

ويأتي السؤال التّالي: “لكنك قلت انها مشاكل مصطنعه وان شباب الشعب الشركسي يستعملوا كاداة لقوى خارجية؟”، فيجيب المحاوَر “مظبوط هذا مظبوط.. يعني انا الاسبوع اللي فات قرات عن تفجير في نالتشك من جهات , من مخربين, شو بستفيد شركسي انه يدمر مؤسسة شركسية ؟ او يقتل كاتب عظيم شركسي او مفكر شركسي شو الفائدة اله كشركسي؟ الا اذا كان يستعمل كاداة من الخارج.”، إن حدوث عمليات العنف لا يعني مطلقا بان الشركس هم وراء هذه العمليات، ولا يجوز الحكم جزافاً على ذلك لأن هناك قوى متعدّدة في منطقة تسيطر عليها روسيا بكل ما في هذه الكلمة من معنى…

وفي السؤال الاخير “كيف تشخصون العلاقة بينكم كشركس في المهجر والوطن الام؟ الموجود في روسيا؟”، ذكر المحاوَر بأن العلاقات “جيدة جدا”، وهناك زيارات يقوم بها شركس الأردن للقفقاس “والعكس بالعكس”، وهناك علاقات وطيدة. وقال ان هناك “إرتباط لعائلات، يعني في عائلات شركسية بالاردن الها اقارب في نالتشيك…” واعتبر بأن “شركس الاردن لايفكرون سياسيا، يفكرون فقط بالوطن الام ثقافيا”.

انتهى اللقاء بقول المحاوِر: “سنواصل حديثنا بالحلقة القادمة، سنتحدث عن العلاقة بين الشركس في دول المهجر وروسيا”.

Share Button