أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

دع شهرتنا تكون عظيمة، بقلم أوليفر بولو

دع شهرتنا تكون عظيمة، بقلم أوليفر بولو

عرض مايكل تشيرتش

الجمعة الموافق 26 مارس/آذار 2010

stat

AFP/GETTY IMAGES

موقع الإبادة الجماعية المنسية

المنتجع الروسي سوتشي علىالبحر  الاسود

—————————————————————————

عنوان اوليفر بولو يقتبس صلاة للنارتيين، الأسلاف الأسطوريين لقبائل القوقاز. لقد تعطّشوا لحياة قصيرة مجيدة، بدلا من واحدة طويلة تُقضى في الغموض المريح، لكنّهم حُرموا كِلا الخياريْن. هذا الكتاب الرائع يبين كيف لُعِنت ذريتهم بشكل مماثل – رغم أن ذلك كان بقسوة متناهية أكثر

 

بولو يأخذنا إلى قرية بالقرب من منتجع سوتشي على البحر الاسود حيث سيتم عقد دورة الالعاب الأولمبية الشّتوية في عام 2014، ويلاحظ بأنه في هذا المكان في عام 1864 أنتهى الجيش الروسي من الإبادة الجماعية بحق القبيلة الشركسية المحلية. ماذا لو كان أحد الأماكن المرشحة لاستضافة الالعاب الاولمبية كان أوشفيتز- بيركيناو(Auschwitz-Birkenau)؟ تساءلت مجموعة من الشتات الشركسي (دون الحصول على أي رد من اللجنة الأولمبية الدولية).

من يعرف الآن عن الشركس؟ لقد تمّ رَشّهُمْ من الوجود من قبل القياصرة، ثم من قبل السوفيات، والآن من قبل دولة بوتين، فهُم واحدة من العديد من الفئات المنسية ذات التواريخ المتشابكة يسجّلها بولو بتفان.

من يدري عن النّوغي والكاراشاي والبلكار؟  من خلال قراءة المحفوظات، وتتبع ذريتهم في المنفى في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، يشكّل بولو صورة عن كل قبيلة وفي الدّور، تحدّد بعذوبة مجتمعات زراعيّة متساوية وقد تم محوها من الوجود. بعض الناجين، لا سيما الشركس في إسرائيل، قاموا بتدوين جذورهم في المنفى، في حين أن الأجيال السابقة من الشركس قاموا بأداء جيد في عمان من خلال المساعدة في إيجاد تلك المدينة.

ولكن هذه هي نقطة نادرة من الضوء في دورة القمع المظلمة والمقاومة والإبادة الجماعية، والتي بدأت في القرن الثّامن عشر وما زالت تتكرر بشراسة.

بدأ كل ذلك عندما قامت كاترين الكبرى ببناء طريق سريع عبر الجبال لأصدقائها المسيحيّين في جورجيا. وقد أثار تحرّكها ردة فعل من الذي لا يزال مصدر إلهام للشيشان اليوم: راع يدعى الشيخ منصور، هو الذي قاد المقاومة لهذا الإندفاع الامبريالي، والّذي كانت صورته بارزة على حائط الرئيس الشيشاني جوهر دوداييف عندما كان يقارع بوريس يلتسين في أعوام التسعينيّات.

بفقدانه زعامة “قطاع الطرق”، القي القبض على منصور وسجن، لكنه لقّن الروس درسا بألا يقلّلوا من أهمّيّة “شعب الجبل”. ودعوته للعودة إلى الإسلام النّقي كان لها صدى من قبل خلفه العظيم الإمام شامل، الذين أبقى الجيش الروسي في وضع حرج لمدة 20 عاما مهينة وذلك في منتصف القرن التاسع عشر، قبل أن يُهزم ويُسجن بدوره.

أصبحت الإعدامات المقصودة والمذابح التي تنفّذ في القرى هي وسيلة الروس القياسيّة عند فشل التدابير الصارمة الأقل وحشيّة.  وكان أول استخدام موثّق لمصطلح “التطهير العرقي” من قبل وزير روسي في العام 1856.

أمّا أحفاد البلكار، والكاراشاي والشيشان والأنغوش الذين ذبحهم أو هجّرَهُمْ ستالين يُعامَلوا الآن على أنهم شيء أقل بكثير من مواطنين من الدرجة الثانية بعد عودتهم إلى “الوطن”. في موسكو، يوصم المسلمين ذوي البشرة الداكنة من القوقاز بذوي “البشرة السوداء”، وكثيرا ما يحرمون من الحقوق المدنية الأساسية.

الشيشان قد تكون الآن في دائرة الضوء، ولكن معاناة هؤلاء الذين يعيشون في بقية ما تطلق عليه روسيا بمصطلحات مضحكة على أنّها مناطقها “ذات الحكم الذاتي” في القوقاز قد ذهبت من غير ذكر إلى حد كبير.  من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب بقوته الكتابيّة. وبوصفه مراسلا لرويترز، قام بولو بتغطية حصار مسرح موسكو ومذبحة بسلان، وكان الأول على مسرح العمليّات بعد التفجيرات الانتحارية في موسكو. ولكن ما يجعل هذا التقرير فريدا من نوعه هو سرده لمقتطفات حصل عليها من التفاصيل الدقيقة لتقارير المحكمة الروسية، وكذلك (الجلد على الفودكا) من المستجوبين غير الموثوق بهم منذ البداية.

إنه لمن الملهم أن تسمع الملابسات خلف إحباط محاولة زاريما ماجاكوييفا لتفجير نفسها، جنبا إلى جنب مع عشرات من الرّوّاد  في مقهى بموسكو: قصّة حياتها كئيبة، كما يلاحظ بولو، بانّه تقريبا كما لو أنّه تحدٍ للإدراك. الأمر نفسه ينطبق على نورباشي كولاييف، وهو مدان لاحتجازه للرهائن، وبقي على قيد الحياة إثر مذبحة بسلان. ويجادل بولو بشكل مقنع بأنّه كان بريئا. إنّ وحشية مجزرةشيريك في عام 1942، عندما تمت ملاحقة وذبح للنساء والأطفال في وادٍ امتلأ بهم بالكامل وملاحقتهم وذبحهم، قد تم جمع المعلومات من خلال الروايات المثيرة للدهشة.  ولا تزال المسؤولية عما  جرى تلقى على عاتق النازيين، بدلا من مقترفي الجريمة السوفيات.

وفي الوقت نفسه، بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يفهموا كيف أنّ شابا مطيعا للقانون ذو الثمانية عشر ربيعا وهو سعيد ومُجِد، يمكن أن يتحوّل من قبل الدولة الروسية الحالية إلى عاجز من الناحية البدنية والنفسية مكرّسا نفسه لقضية الجهاد، إن قصة رسول كوداييف —  تركي جبلي لم يستطع دفع الرشوة الضرورية للحصول على وظيفة في الشرطة الروسية — سوف تناسب الوصف. قد يكون كل هذا يحدث في أوروبا، لكن أوروبا — في محاولة يائسة لعدم الاساءة الى فلاديمير بوتين —  تقوم بحزم على غض الطّرْف.

 

‘إن قرص مايكل تشيرتش الضغوط الخاص بتسجيل أغاني التّحدّي: موسيقى من الشيشان وشمال القوقاز’ متوفرعلى ملصق الموضوع

 

http://www.independent.co.uk/arts-entertainment/books/reviews/let-our-fame-be-great-by-oliver-bullough-1927476.html

 

ترجمة: موقع أخبار شركيسيا

 

 

Share Button

ترْويض الأُمّة الشّركسِيّة

ترْويض الأُمّة الشّركسِيّة

لا يطيب للمرء أن يصف شعبه أو أمته بما لا يليق بهيبتها وخصوصيتها وكينونتها، إلا أن دواعي النصح والتنبيه تستدعي دق ناقوس الخطر لتصل الرّسالة إلى الأغلبيّة الصامتة وإلى هؤلاء الّذين يقومون بإيذاءٍ الأمة المنكوبة سواء عن قصد أو عن غير قصد والّتي يمكن وصف المرحلة التي وصلتها بمرحلة الإحتضار الّذي لا ريب فيه لموت محتّم كون مصيرها للبقاء أمسى يشوبه الشك نتيجة لجهود الجاحدين من أبنائها والحاقدين والدّخلاء من أصول مختلفة جعلت من ظروف التهجير والعيش الظرفي المشترك مرتعا لهم للتطاول والتدخل لدرجة فرض سياسة الأمر الواقع من خلال تنفيذ إملاءات ورغبات وسياسات الأشرار وعلى رأسهم أولئك المحتلين البرابرة للوطن الشركسي الّذين أوسعوا هذه الأمة الصابرة والمرابطة تقتيلا وإبادة وكذلك يتبعهم البعض في ديار الغربة عن الوطن من غير الشراكسة من أجل صهرهم في المجتمعات والدول التي اضطروا للهجرة إليها صاغرين يساعدهم في سياساتهم الخبيثة ومحاولاتهم الدنيئة نفر ممن يريدون السؤ لمصير أمة مكافحة عملت ما في وسعها للبقاء رغما عن كل الأهوال والتحديات والقتل والتعذيب والتهجير والتغريب والتهميش والتذويب وطمس الثقافة والّلغة والهويّة الشّركسيّة.

 

ويشعر الشركسي الواعي الذي يحب وطنه وأهله والمدرك لأهمّيّة ذلك والذي لا يدخر جهدا في إبداء فخره بانتمائه إلى قوميّته بمدى التأثير الذي يريد المنتفعون وتجار الدّماء منظّموا الإنتخابات الصّوريّة في المؤسّسات الشركسيّة في الوطن والخارج والمتسكّعون والمدجّنون والمطبّعون والمتشدّقون والمُرْتشون والمستحوذون على مقدّرات الأمّة الشّركسيّة المرتكزة على حقوقها الثّابتة غير القابلة للتصرف وعلى الحقائق الموثّقة التي تثبت مدى الدمار وعمق تأثير الإبادة والجرائم المنظّمة التي اقترفتها دولة مارقة ذات عقليّة همجية نفّذت الإحتلال القيصري الروسي ضد شركيسيا ومواطنيها وطردت معظم من بقي منهم على قيد الحياة من أفراد الأمة المنكوبة بعد حربٍ ضروس استغرقت مائة وواحدة من السنوات بعيدا عن الوطن الأم.

 

ونحن في القرن الواحد والعشرين، عصر العلم والتكنولوجيا المتوفرة لكل من أراد ذلك فإنّه من غير المعقول وغير الملائم انتظار أيّ منفعةٍ تذكر من أفراد وحثالات وعصابات مهما كان وصفها، لا شرعيّة قانونيّة لها، نُصّّبتْ و/أو نَصّبَتْ نفسها بطرق شموليّة رعناء وصيّة على الأمة الشركسيّة وقامت باستضعافها (حيث يمكن وصف الشّراكسة في هذه الحالة  كالأيتام على مآدب الّلئام)، حتّى وإن قدّمت وسوّقت نفسها بأنها تتقن الّلغة الشّركسيّة (لغة الأديغة) وهي التي ارتضت على نفسها العمل لمصلحة الأجانب وسياساتهم القمعيّة مهما كانت أصولهم أو دياناتهم أو مواقعهم، وعليه فيجب أن يكون الولاء للأمّة وبقائها وشرفها واستعادة حقوقها المشروعة من الأولويّات لكل من يجد في نفسه الكفاءة لخوض غمار الجهود للعمل القومي الشركسي. إن بعض الأفراد يريدون العيش في عصور مظلمة لتكميم الأفواه وحجب الرؤيا وإغلاق قنوات السمع المختلفة ومنع التفكير في أي شيئ إيجابي أو خلاق ومصادرة العقول وذلك لطمس الحقائق وحجب المعرفة من أجل تدمير ما صنعه الأجداد وللحد من التفكير في إيجاد أي بنية ينطلق منها العقلاء للبحث عن مخرج من الطرق المسدودة التي وصلنا إليها من أجل سبر الآفاق والوصول إلى الطريق القويم.

إن هذه المجموعات والشخصيّات الزائفة مهما أطلقت من عبارات تجميلية على وصف نفسها أو على المشاريع المشبوهة الفاشلة وأفكارها السّوداويّة التي تعمل على تنفيذها وكأنّها تُنفّذ مشاريع وصفقات سرّيّة وتجاريّة لا ولن يستفيد منها غير هؤلاء أصحاب رؤوس الأموال ذوي المواصفات الإنتهازيّة والمتخلّفة الذين يتاجرون بمصائر الشراكسة لتوريطهم في المساهمة في قتل الذّات والقضاء على حاضرهم ومستقبلهم تنفيذا لسياسة الإقصاء الإستعماريّة الروسيّة.

لقد أوصل هؤلاء المتنفّذون الإنتهازيّون أبناء أمتهم لأن يكونوا أدوات لتطبيع كل شيئ حتّى تطبيع علاقات واهية وغير ندّيّة مع من يجثم على صدر هذه الأمة المنكوبة والمبتلية بمثل هؤلاء ُشذّاذ الآفاق وأشباه الرجال الذين ابتليت الأمّة الشركسيّة بهم وبأمثالهم والّذين لا يروا إلا من خلال منظار حب الذّات وبأبْعاد ذاتيّة أنانية، فعملوا على إظهار المجرمين والمحتلين والغزاة على أنهم أصدقاء وأقاموا تحالفات مع المحتلين ضد أقرانهم وبني جلدتهم وكأنّ شيئا لم يحدث بين روسيا الإمبرياليّة وشركيسيا المحتلّة.

 

إن قيام بعض الشراكسة والقوقازيّين في ديار الإغتراب تيمّنا بالشّراكسة والقوقازيّين البيروقراطيين الموالين والمتعاونين مع دولة الإحتلال في القسم الشّركسي من القوقاز بالإحتفال زورا وبهتانا بين 7-9 أيلول / سبتمبر من العام 2007 مع السّلطات الرّوسيّة الغاشمة بما سمي آنذاك بذكرى الإنضمام  الطوعي إلى روسيا لهو عمل فظ وشر مستطير، وقام بعض السّذّج بإرسال رسائل تهنئة بتلك المناسبة الطّارئة والتي لم تحدث مطلقا في التاريخ للقيادات الروسية وكذلك للزّعامات المحلية المحسوبة عليها والتابعة للسلطات الاستعمارية الروسية، ناهيك عن ان أعضاء بعض الهيئات الإداريّة في المؤسّسات والجمعيّات الشركسية في الشتات الذين لبوا دعوات للمشاركة في الإحتفالات التي جرت في المناطق الشركسية من القوقاز المحتل ضاربين عرض الحائط بايّة اعتبارات أو التزامات أخلاقية أو أدبية أو قوميّة نحو الذين قضوا نحبهم وهم يتعرضون للقتل والهلاك والإبادة والتهجير والتعذيب والمهانة من قبل جحافل القوات الغازية.

 

إيجل

17 سبتمبر / أيلول 2010

 

 

Share Button

داجبلاديت تزور موقع الإبادة الجماعية

داجبلاديت تزور موقع الإبادة الجماعية

fflag

في مقال ذو قيمة كبيرة نشر على الانترنت، من قبل مجلة “داجبلاديت النرويجية”  في اللغة النرويجية تحت عنوان: “البناء الاولمبي – على مقربة من المقابر الجماعية”، كتب من قبل استريد ميلاند، يجعل من الضروري تقديم الشكر لمثل هذه الجهود المباركة لنشر تقرير جدير بالاهتمام والذي يحتوي على دراسة ميدانية شاملة عن أمة منسيّة والّتي فقدت امتيازاتها الأساسية كأمّة أوروبّيّة أصيلة ومحترمة وهي التي كانت ولا تزال فاقدة لحقوقها المشروعة نتيجة للإبادة الجماعيّة.

لحسن الطّالع، فإنّه من الممكن أن يكون هناك ترجمة فوريّة من خلال وسائل  الترجمة المتوفّرة على الشبكة العنكبوتيّة مثل محرّك “غوغل”، وكان من الممكن تحويله إلى اللغة الإنجليزية ولغات أخرى من أجل قراءة المعلومات المثيرة للاهتمام والّتي تظهر الدرجة والقدرات المهنية العالية التي وصفت حجم الألم والظلم والعذاب الذي كان على الأمة الشركسية أن تواجهه وذلك لسبب بسيط، ألا وهو أهمية موقع وطنهم لطموحات إمبرياليّة مختلفة ومتعددة الجنسيات!

المقال برع في استعراض ما حدث للأمة الشركسية من خلال محاكاة الواقع القاسي المُعاش على طول الطريق عبر سرد تفاصيل وإجراءات  مثل:

–  بدئ بذكر سوتشي، مدعوما بمشاهد حقيقية باعتبارها جوهر صناعة السياحة الروسية في منطقة ترتكز على سلسلة من القرارات التي جعلت من ذلك ممكنا منذ السنوات الأولى للاحتلال الروسي للمنطقة، عبر الحقبة السوفياتية، وصولا الى الوقت الحاضر.

–  ذكرت الهدف الروسي الحالي لجعل سوتشي مكانا لدورة الالعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014، في حين يتم بناء المنشآت الأولمبية على أرض الإبادة الجماعية “الشركسية”، وهي المنطقة التي تعرف أيضا باسم كراسنايا بالانا “التل الأحمر”، كونه الموقع الشركسي الأخير الذي استسلم في 21 أيار / مايو، 1864، وهو المتصل بإراقة الدماء التي ارتكبها الروس، والّذي أدى إلى القضاء على 50 ٪ من إجمالي عدد السكان الشراكسة.

–  تم التركيز على اهتمام القيادة الروسية بالإستمرار للتحضير لدورة الألعاب الأولمبية بغض النظر عن النتائج والاحتجاجات والإهتمامات الشركسية. وأظهر التقرير مشهدا يظهر أحد النخب السياسية الروسية وهو يقوم بزيارة لسوتشي لرصد التقدم الّذي أُحرز في إعداد الموقع لغرض الألعاب الأولمبية، وهو الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للقيادة الروسية وخطة علاقاتها العامّة.

–  ذُكِر الترحيل القسري للشراكسة إلى تركيا ومناطق أخرى من العالم على نحو معقول، مع الدلالة على وحشية القوات القيصرية الروسية، حيث ذكر بأن عددا قليلا فقط يعرفون القصة الحقيقية والإشارة إلى الإعتراضات التي يبديها المتحدرين من الشركس المرحّلين.

–  المظاهرات والمعارضة لسياسة “الأمر الواقع الروسيّة” عبرمناطق الشتات لاظهار الاحتجاج الشّركسي ضد تصفية هويتهم، لاسكات الناس ومنعهم من التحدث.

–  المطالبة باستعادة شركيسيا الوطن هو أحد أهم المشاغل الرئيسية للشراكسة في جميع أنحاء العالم، حيث تم ذكر ميل الشركس للعودة إلى وطنهم.

–  الموقف الرسمي الروسي يفضي إلى عدم الانصياع إلى الحقيقة أو القبول بمسؤولية إرتكاب الإبادة الجماعية.

–  انتهاز الأتراك الفرصة للاستفادة من طرد الشركس من وطنهم واعتزامهم الذهاب إلى ملاذ آمن.

 

وقد لوحظ بأن بعض الأفراد الذين علّقوا على الموضوع لم يكونوا موضوعيّين ولا واقعيّين. المسألة برمتها ليست دينية ولا بسيطة كما وصفها أفراد يعكسون أفكارا ضحلة، ولكنها مسألة امبريالية/استعمارية جشعة دفعت الإمبراطورية الروسية التي يصفها الأفراد السّذّج بأنّها دولة مسيحية أرثوذكسية في حين انّها وبالتآمر مع الإمبراطورية العثمانية التركية الموصوفة من قبل العقلية الساذجة نفسها بأنّها دولة مسلمة (حتى وإن كان هناك بعض الشركس الذين يعتنقون الديانات الأخرى، والمسألة برمتها هي قوميّة)، بدلا من أنّها قوة إستعماريّة جشعة أخرى والّتي لها جدول أعمالها للحصول على أفراد الشعب الذين نجوا من الإبادة الجماعية الروسية ليتم ترحيلهم إلى الإمبراطورية العثمانية من أجل جعلهم وقودا لحروبها الاستعمارية في البلقان ومناطق أخرى بجانب ارسال الشعب الشركسي الشجاع لحراسة وحماية المصالح التركية/العثمانية في المناطق المضطربة التي كان ليس للأتراك أي وسيلة من القدرة على التحكم بها وأن تبقيها تحت حكمها، مثل إرسال الشركس المرعوبين من آثار الحروب التي كان عليهم خوضها للإقامة والعيش في النّقاط الساخنة مثل المناطق التي كانت النّيّة تتّجه لاستخدامها لبناء خط سكّة حديد الحجاز بين اسطنبول والمدينة المنورة الذي يمر عبر ما هو الآن سوريا والاردن وصولا الى المدينة المنورة في ما يعرف الآن بالمملكة العربية السعودية.

وكان الأتراك (يفترض بأن يكونوا أشقّاء مسلمين للشراكسة كما يقول بعض النقاد) قاموا بالتحرش والإذلال واغتنام الفرصة من الشركس العزل والمروعين والخارجين للتو من عواقب وخيمة بعد ان خسروا وطنهم النّفيس.

إيجل

7  أيلول / سبتمبر،  2010.

 

 

Share Button

استعمار القوقاز

استعمار القوقاز
التّالي ترجمة لما نشرفي مجلة نيوزويك الأميركيّة في عددها السابق، تاريخ (انتهاء) 6 أيلول، 2010 وهو مقال بعنوان “استعمار القوقاز” قدم من قبل أوين ماثيوز وآنا نيمتسوفا:

استعمار القوقاز

 

مقدم من قبل أوين ماثيوز وآنا نيمتسوفا
إن دعم موسكو لجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين والمنفصلتين عن جورجيا يبدو أكثر وأكثر كخطوة نحو إعادة بناء إمبراطورية.
سنتان بعدما تقدّمت الدبابات الروسية الى داخل جورجيا، دأبت خدمات الأمن الفيدرالي (وهي التي خلفت الكي جي بي) على شراء العقارات الساحلية الممتازة في أبخازيا، في حين أن بعض القوات الروسية المقدّر تعدادها بِ 3000 جندي ترابط للحراسة على الحدود الجورجية.
افتتحت روزنفت (Roseneft)، وهي شركة النفط الروسية الحكومية هذا العام مكتبا في سوخومي للبدء في برنامج للأبحاث بقيمة 32 مليون دولار في منطقة البحر الأسود الغنية بالنفط.
وزارات الدفاع والزراعة والداخلية في روسيا استعادت العقارات التابعة للدولة (dachas) في أبخازيا، ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين يعد بالملايين من ألأموال لإعادة تطوير المنطقة.
ونشرت روسيا في أبخازيا أيضا صواريخ اس 300 المضادة للطائرات.
قال متحدث باسم الكرملين بأن روسيا لا تقوم بتوسيع نطاق سيطرتها، ولكن فقط “بناء مناطق مشروعة للتعاون المتبادل.”
إنّ  يد موسكو الثقيلة في القوقاز لهو جزء من جهد أوسع. إنّ “الهدوء” في العلاقات مع حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة أعطى روسيا الثقة لتجديد علاقات قديمة والى تأكيد وجودها في المنطقة.
وسعت موسكو ألى إستئجارقاعدة عسكرية في أرمينيا حتى عام 2044 وقاعدة بحرية في أوكرانيا حتى عام 2042.
وقد التقى الرئيس ديمتري ميدفيديف مع قادة أفغانستان وباكستان وطاجيكستان لاجراء محادثات حول الأمن في آسيا الوسطى – بما في ذلك تعزيز قوة قوامها 1000 جندي – من الوحدات الروسية على الحدود الطاجيكيّة – الأفغانيّة.
حتى لو انها ليست قبضة حديديّة، إلا أن الكرملين يعمل على الوصول إلى جيرانه بذراع قويّة.

صورة عن النسخة الأصليّة للمقال

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

الوُصولُ لِلْمياهِ الدّافِئَةِ عبْرَ بَحْرٍ مُخَضّبٍ بِالدّماء

الوُصولُ لِلْمياهِ الدّافِئَةِ عبْرَ بَحْرٍ مُخَضّبٍ بِالدّماء

بقلم: إيجل

300px-Russian-Circassian-War

للأمم والشّعوب كل الحق بالعيش الكريم في أوطانها بحريّة ومن دون تدخلات ولا وصاية من أحد ووفقا للمبادئ الإنسانيّة السّامية، لكن تبرز بين الفينة والأخرى قوى خارجيّة طامعة تعمل من أجل فرض السيطرة على الامم والشعوب المستضعفة وكذلك لاحتلال أوطان الآخرين وقتل وتشريد الغالبية العظمى من المواطنين الآمنين من خلال إراقة الدّماء البريئة دون واعز من ضمير أو رادع من وجدان ومن دون إبداء أدنى شفقة أو رحمة نحو الضحايا الذين تنتهك حرمات أوطانهم وأعراضهم وبيوتهم وخصوصياتهم.

إن المرء ليعجب من محاولات تآمرية يائسة يقصد منها الإنتهاء من قضية قفقاسيّة هامة وكذلك الإجهاز على ما تبقّى من مكوّنات ورموز أمّة فقدت الكثير من أبنائها وعناصر بقائها كأمّة ذات شأن كبير من الإحترام والتقدير لشجاعتها واستمراريتها في الدفاع عن كينونتها وتميزها من خلال العطاء والبناء والدفاع عن الحق والمبادئ الإنسانية حتّى في الأوطان التي هُجّروا إليها مرغمين، إضافة إلى مكانة حضارية مشهود لها من حيث إسهامها في التطور الحضاري عبر العصور وهي التي كانت ولا تزال محورا هاما للعلاقات الدّولية في منطقة القفقاس منذ القرون الوسطى والتي شهدت حروبا ونزاعات بين دول وقوى مختلفة تصدرتها الأطماع الإستعمارية الروسية وتنافسها مع دول طامعة أخرى قريبة وبعيدة جغرافيّا من أجل النّفوذ والسيطرة على الموقع الإستراتيجي الأهم على شواطئ البحر الأسود ومنطقة غنيّة بالموارد الطبيعيّة والجمال الخلاب والشّواطئ البحريّة الممتدّة على مد الأنظار، حيث عقدت الإمبريالية الرّوسيّة العزم على الوصول إلى المياه الدّافئة وموانئها على شواطئ البحر الأسود وجعلها منفذا بحريا استراتيجيا نحو العالم القديم في منطقة البحر الأبيض المتوسّط باتجاه المرافئ الأوروبّيّة والأفريقيّة والآسيويّة، عبر الإحتلال والسيطرة على بلد وأمة لا تمت لهما بأيّ صلة كانت، مهما طال الزمن أوكلّف الثّمن، فكانت حروبهم القذرة باستعمال كافّة الوسائل الإرهابيّة والعدوانيّة والإجراميّة!

فبدت أساليب السطْوة الإستعماريّة الروسيّة المتّصِفة بصلفِها وعُنْجُهيّتها مِنْ خلال الحرب الهمجيّة الشّرّيرةِ الضّروس والمعروفة بوحشيّتها وقسوتها وتعدّد الوسائل الشّيطانيّة المتّبعةِ في سير عمليّاتها الحربيّة ومعاركها الشّرِسَةِ ضد أناس لا يملكون وسائل قتال دفاعيّة توازي أسلحة الدمار الشامل المستخدمة من قبل جيوش جرّارة ومجهّزة عدّة وعددا تساندها أعدادا من المرتزقة من القوزاق الدّخلاء المجرمون، ولكنها مجهّزة ومعدّة ومجنّدة ضدّ مجموعات مجزّأة من المواطنين الشرفاء ومنتشرة عبر الوطن الشّركسي والّتي   انهمكت بدورها خلال مئات السّنين بالدّفاع عن الوجود، لكنّها آمنت بقضيّة مقدّسة ألا وهي الدفاع عن العرض والأرض والمنجزات الإنسانيّة والحضاريّة والثّقافيّة مهما كلّف الثّمن.

أن حرب الإبادة الإرهابيّة الرّوسيّة لتعتبر محاولة إغتيال مقصودة ومع سبق الإصرار والتّرصّد  بحق أمّة مكافحة من أجل البقاء والدّفاع عن المنجزات الإنسانيّة التي أحرزتها عبر آلاف السّنين من التّاريخ المضمّخ بدماء أبنائها الأوفياء وهي جرائم إبادة اقْتُرِفَتْ ضد الامّة الشركسيّة وأمم أخرى في شمال القوقاز والتي تعرف نتائجها وتداعياتها للقاصي والدّاني والمتمثّلة بالقتل والتّرويع والتّشريد والتّدمير والإحتلال وتغيير معالم الوطن ومسمّياته وهيكليّتة وبنيته السّكّانيّة من خلال جلب أعداد وقطعان من القوميّات التي رضيت على نفسها بأن تكون أداة إستعماريّة تنفيذيّة بأيدي أدوات الإحتلال من أجل اقتلاع السّكّان الأصليّين من وطنهم وتصفيتهم وطردهم، بالأضافة إلى تهجيرهم قسريا وهم الغالبيّة العظمى من الأمّة الشركسيّة العريقة التي بقيت على قيد الحياة بعد قتل وإبادة أكثر من نصفهم خلال محاولات إخضاع الأمّة الشّركسيّة ونهب مكتسباتها.

إن وجود ما نسبته 90% من الأغلبيّة المطلقة من أبناء الأمّة الشّركسيّة المنكوبة والمكلومة بالجرائم الروسية المستمرة وآثارها مشتّتين خارج الوطن الأم وكأنّهم خرجوا من الوطن من دون جزع أو وجل لَيُعَدّ مؤشرا على هول النكبة ووقع المأساة الأشد في تاريخها أو تاريخ أي أمّة لحقها من نوعيّة أذى الأعداء وخبث نواياهم.

وبقاء نسبة 10% من أفراد الأمّة في الوطن المحتل موزّعة في ستّة أقاليم وهي ترزح تحت نير القيود المفروضة عليهم من قبل سلطات حكومة مركزيّة تسلّطيّة ورثت الإرث الإستعماري بكل تفاصيله وهي لا تزال تطبّق ممارسات وسياسات الإستعباد القمعيّة القميئة التي أكل عليها الدهر وشرب وخاصّة في القرن الحادي والعشرين.

تجدر الإشارة إلى أن نظرة مقتضبة إلى الوحش الكاسر والمتمثل بروسيا الإمبرياليّة مقارنة بالأمّة الشّركسيّة وأمم القفقاس توجب أن نذكر بأن عمر هذه الدّولة المارقة والّتي بنيت هيكليّتها على الإجرام وسلب الحقوق وإبادة الشّعوب والقضاء على بعضها قضاءا مبرما وانتهاك الأعراض والحرمات والقوانين والأعراف واحتلال الأوطان، لا يزيد عمرها على ألف عام، وحتّى لغتها الهجينة والمركّبة والمفبركة من لغات عديدة لا تعتبر لغة أصيلة قديمة كاللغات القفقاسيّة العريقة والأصيلة!

يجب على الأمّة الشّركسيّة الواحدة كونها لا تستعذب المذلّة والهوان بأن تصحو من كبوتها وأن تصبو لاستعادة حقوقها المنتهكة والمصادرة من خلال المبادئ السّلمية وعبر الإستخدام الأمثل للقوانين الدّوليّة ومبادئ حقوق الإنسان واتّباع السّبل والأساليب الحضاريّة وأن يكون ذلك بحد ذاته هو الإطار المتّبع من أجل مخاطبة العالم المتحضّر حتّى يحين الوقت وتتيسّر السّبل لإيصال القضيّة الشّركسيّة إلى المحافل الدّوليّة والمهتمين في الدول الصديقة للتّمكّن من شرح أبعاد القضيّة شرحا وافيا من أجل الحصول على العدالة الإنسانيّة عبر تطبيق القوانين الدّوليّة ذات الصّلة بحق تقرير المصير للأمّة الشّركسيّة على أرض الآباء والأجداد من أجل استصدار قوانين أمميّة ملزمة بتصفية الإستعمار وذيوله…

المشهد من رابط ويكيبيديا (الموسوعة الحرّة)

29 آب/أغسطس 2010

 

 

Share Button