لا مساومة على الوطن الأم

لا مساومة على الوطن الأم

إذا كان الشيئ بالشيئ يذكر، فإن عنوان هذا المقال جعل ذكر الوطن والمساومة عليه من قبل النّفعيّين والإنتهازيّين مادّة لتقييمها وتقديمها لمن أراد البحث والتّمحيص بأمور الإلتصاق بالوطن وأسسه ومكوناته  حيث استند الموضوع على المقال المنشور على الموقع الألكتروني قوقاز تايمز بعنوان “مساومة للوطن“، حيث بدأ كاتب المقال بأن يتهجّس من أن يفهم الموضوع لأوّل وهلة على عكس ما يرمي إليه، حيث ذكر في البداية بأن “عنوان هذه القصة قد يبدو تجديفا” بحيث أنّه يتابع بأن هناك من ينظر إلى الوطن “على وجه الحصر بأنّه سلعة” ويمكن الإستفادة الذّاتيّة من ذلك! ولكون الوطن الشّركسي في شمال القوقاز لا يزال محتلّا والغالبيّة العظمى من الأمّة الشّركسيّة تقيم في الخارج بسبب التّهجير القسري الّذي لا تزال تعاني من آثاره الكارثيّة لما يقارب المائة وخمسون عاما، فإن النص الأصلي لا ينطبق على الحالة الشّركسيّة بالشكل الموصوف أصلا إلّا ان المضمون متشابه من حيث تشابه اللاعبين والإنتهازيّين والأقزام والمنشدين والطّارئين.

ويعتبر المقال بأن هناك إختلافا في تفاصيل وأنماط النمو المهني، ويُكمل بحيث يبيّن وضوح السّلوك في هكذا حالات وتحديدا اتخاذ منهج “الخوارزميّة” أساسا وارتكازا وهي اتّباع منطق  الحلول الرّياضيّة، من أجل “الحصول على السلطة بأيّة وسيلة”، والحصول عل الموارد الحكوميّة ويمكن أن يرد في هذا الباب الحصول على الجاه والسّلطة المعنويّة والسّطوة وإعادة توجيه كل ذلك نحو المنفعة الشّخصيّة والأنانيّة الّتي عادة ما تكون مكبوتة في نفس كل من تسوّل له نفسه العبث بمصائر النّاس والشّعوب وهدر الطّاقات والحقوق واختصار واجبات وشؤون الأفراد والجماعات بالأمور الآنيّة وغير المجدية والمصالح الضّيّقة، هذا إن نظرنا نظرة شاملة نحو أمّة يحتضر وجودها كأمّة محترمة بين الأمم لتذوب وتنصهر في أتون شعوب أخرى. إن وصف هؤلاء المنتفعين الّذين يكمن سلوكهم الحياتي بتكريس “الهجرة وزرع صورة عبقريّة يساء فهمها، ومقاتل في سبيل الديمقراطيّة والّلجوء السّياسي وهلم جرا”، وذلك يعطي فكرة عن مدى شخصنة المراكز القياديّة في المؤسّسات الشّركسيّة القائمة وكذلك الوظائف العامّة المخصّصة للأقلّيّات الشّركسيّة في ديار الشّتات والإغتراب عن الوطن مثل المجالس النّيابيّة وما شابهها وكذلك الوظائف الحكوميّة الأخرى.

يقول الكاتب بأنّ “هناك تنوّعا كبيرا في كيفيّة تغيّر أبطال وقتنا”، وانّ هناك “متغير ثابت هو إصرارهم على الإستشهاد – أو حتّى وصول مرتبة القدّيسين”، ويضيف: حتّى الآن “فإنّه مهما كانت مظاهر المبرّرات، فإن المساومة على الوطن قد تم تعريفها تاريخيّاً بمصطلح محدّد – الخيانة. إن التحولات القاسيّة والسّريعة في القناعات الأيدولوجيّة تشارك نوعيّا مع ما يسمّى المهنة الأقدم في العالم…”

و”ثمة سؤالا كلاسيكيا يطرح نفسه وسط هذه الهستيريا: من الذي سيدفع ثمن الوليمة؟ لا تضحكون على أنفسكم — كما جرت العادة”، فيجب وزن العقول “إنها أموال دافعي الضرائب” وهنا يجب التنبيه بأن الدّماء الّتي سالت في الدّفاع عن الوطن وأهله، هي الّتي تعتبر الضريبة الأعلى الّتي قدّمت للوطن سلفا، بل وفوق ذلك هناك من دفع ثمنا باهظا أعلى للوطن، ألا وهو الأرواح الطّاهرة الّتي قدّمت فداءا لأغلى ما يملك الإنسان العاقل السّوي وليس الّذي لديه أولويّات أخرى!

 

إن الشّركسي المقدام يعمل على بناء مقوّمات الوطن بالسّبل المتاحة ويقوم بتشييد وتقوية ركائزها مهما اختلفت الأمكنة الّتي ترتكز فيها، لأنّ في النّتيجة سيكون هناك صرحا قوياّ شامخا ومتينا في الوطن الشّركسي أي في شركيسيا؛ فعزّة الوطن من عزّة أهله ويزداد قوّة وعنفوانا بهم وبعطائهم وتضحياتهم. إن حب الوطن والوفاء له لا ينضب وهو مزروع في المهج والأرواح وسوف تحفر تلك الأعمال البطوليّة في صفحات المجد والسؤدد الخالدة الّتي ستحتفظ بها على مدى الأزمان.

وفي مقال آخر بعنوان “الوطن الأم أم الوطن البديل؟” بقلم بسّام درويش، يقول في إحدى فقرات المقال: “وحين ننتقل بفكرنا إلى حيث نقيم، إلى موطننا الجديد، نجدُهُ مقراً لنا ولعائلتنا ومصدراً لرزقنا، وفرصةً للإبداع لم تكن متوفرة لنا حيث كنا لأسباب أكثر من أن تُحصى”، وهنا يمكن القول بأن الأمّة الشّركسيّة الّتي بقيت في حالة حرب دائمة مع عدوٍ لا يكل ولا يمل نتيجة لتمتعه بالإمكانات المادية والبشرية والعسكريّة، ما أدّى إلى البقاء لعشرات السنوات في حصار دائم وحرب ضروس للدفاع عن الوطن بكل ما أوتوا من إمكانات محدودة في ذلك الزّمان. ويزيد المقال: “إذا كنا نعتبر هذا البلد وطناً ثانياً لنا فأنَّهُ سيصبِحُ لأولادنا من بعدنا، وطناً أولاً، ومن ثم لأولادهم، وطناً وحيداً. لا أولاً ولا ثانياً. لذلك، فمن حقِّهم علينا أن نترك لهم فخرالانتساب الينا ليقولوا لأيّ كان: لقد قدَّم أجدادنا لهذا الوطن ما قدَّمه أجدادكم”، وهذا ما كان حيث قدّم الشّراكسة الشّجعان ما استطاعوا للبلدان التي عاشوا بها حيث يفخر الأبناء والأحفاد بما قدّموا من غال ونفيس، إلا أن حق الوطن الأم يوجب عدم الوقوف عند ذلك بل بالمطالبة المستمرّة باسترجاع الحقوق المسلوبة.

ويكمل الكاتب بصيغة الإعجاب: “لنا في المهاجرين الأرمن الذين وجدوا في بعض الأقطار العربية كمصر ولبنان وسورية والعراق والأردن ملجأ لهم، بعد أن هربوا من الشيوعية ومن فتك العثمانيين، مثالٌ يُحتذى به. إنَّهم مع احتفاظهم بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم التي علموها لأولادهم وأحفادهم، لم يبخلوا على أوطانهم الجديدة بعطائهم، بل شاركوا في نشاطاته الإجتماعية والسياسية وحملوا السلاح مدافعين عنه عند الملمات وقدَّموا من أجله الشهداء، ولم يقف إيمانهم بدينهم حائلاً بينهم وبين الولاء للبلد المضيف الذي يدين بغير ما يدينون به. ونرى كثيراً منهم وقد هاجروا للمرة الثانية من البلاد العربية إلى أميركا يفتخرون بقولهم، لمن يسألهم عن أصلهم، أنهم سوريون أرمن أو لبنانيون أرمن أو عراقيون أرمن..”، فيمكن التّذكير من خلال ما ذكر أن الأرمن لم ينسوا وطنهم وحقوقهم رغم أن جمهوريّة أرمينيا قد استقلّت عن الإتّحاد السّوفياتي المنحل في عام 1991، ولكن لم ينس الأرمن بأن لهم حقوقا كادت أن تضيع لولا مطالباتهم المستمرّة والحثيثة لاسترجاعها وكذلك مطالبتهم المحدّدة بالإعتراف بالمذابح الجماعيّة الّتي اقترفت ضد أمّتهم، وها نحن نرى الدّول المختلفة تعترف بالمذابح الّتي جرت ضد الأرمن، مع العلم بأن المذابح الجماعيّة الّتي تعرّضت لها الأمّة الشّركسيّة في القرن التّاسع عشر هي أقسى وأمر وخلّفت ضحايا أكثر، وكذلك ألمّت نتائجها بشركيسيا وبمواطنيها أشد الإيلام ورشح عنها نتائج كارثيّة لا تزال إلى يومنا هذا لم تجد إلى الحل سبيلا.

إنّنا هنا أمام تقرير مصير لأمّة عانت الكثير وليس في حساب المخلصين من أبنائها أن يقبلوا وطنا بديلا…

إيجل

 

Share Button

السنة الجديدة تجلب سلاما هزيلا لشمال القوقاز

السنة الجديدة تجلب سلاما هزيلا لشمال القوقاز

 

نشرة: أوراسيا ديلي مونيتور

مؤسسة جيمس تاون

في تحليل أعدّه موقع كفكازكي أوزيل (Kavkavsky Uzel) أظهر أن الوضع الأمني قد تدهور العام الماضي بشكل ملحوظ في قباردينو – بلقاريا، حيث أصبح المتمردون ناشطين بشكل ملحوظ. ووفقا للموقع الألكتروني، كان هناك قفزة حادة في عدد الهجمات بالأسلحة النّاريّة والتفجيرات والأعمال الإرهابية في الجمهورية خلال فصل الصيف: وخلال 50 يوما من 1 يونيو/حزيران ولغاية 20 يوليو/تمّوز، كان هناك 17 انفجارا على الأقل وثمانية كمائن ضد الأفراد المكلفين بتطبيق القانون، في حين تم ابطال مفعول 13 عبوة ناسفة.

وفي خلال العام ككل، كان هناك ما لا يقل عن 41 من الهجمات على الشرطة وأفراد الأمن في قباردينو – بلقاريا، والتي قتل فيها 23 من ضباط تنفيذ القانون وجرح 35 منهم. وفقا لهيئات تنفيذ القانون في الجمهورية، فإن ما لا يقل عن 24 عضوا في “التشكيلات المسلحة غير المشروعة” قتلوا واعتقل سبعة منهم في عام 2010، في حين تم العثور على 26 عبوة ناسفة تم إبطال مفعولها خلال العام نفسه.

أعلنت السلطات خلال نفس العام في قباردينو – بلقاريا مرتين عن حالة مكافحة الإرهاب في الجمهورية: تم فرض حالة مكافحة الإرهاب في بلدة تيرنيوز (Tyrnyauz) لمدة شهرين تقريبا — من 20 أكتوبر/تشرين الأول ولغاية 25 ديسمبر/كانون الأوّل — بعد تبادل لإطلاق النيران بين المتمردين والشرطة حيث قتل خلاله شرطي واحد وثلاثة متمردين. وبعد تبادل لإطلاق النار، حاصرت قوات الشرطة والأمن مجموعة من المتمرّدين المشتبه بهم في منجم في مصنع مهجور للتنغستن والموليبدنوم وذلك في تيرنيوز. وشارك حوالي 400 من أفراد الأمن في العملية في المنجم، التي قتل خلالها اثنان من المتمردين المطلوبين المزعومين، وهم الّلذان تم تعريفهما: آرثر سوتاييف ورسلان أويانييف. وفي يوم 18 نوفمبر/تشرين الثّاني، أعلن رئيس وزراء قباردينو – بلقاريا، ألكسندر ميركولوف، أن جميع المداخل إلى المنجم قد تمّ إغلاقها لمنع إستخدامها من قبل المتمردين و”العناصر الإجرامية”.

وفرضت حالة أخرى لمكافحة الإرهاب في الجمهورية في 27 أغسطس/آب، وهذه المرة في عاصمتها نالتشيك، حيث قتل خمسة متمردين مشتبه بهم خلال عملية خاصة في ذلك اليوم. ووفقا لكفكازكي أوزيل، لم يكن الجمهورعلى اطلاع مقدما عن العملية الخاصة، مما تسبّب في حالة من الذعر بين السكان المحليين.

وتعليقا على الوضع في قباردينو – بلقاريا، أشار الكسندر شيركيسوف من مجموعة ميموريال لحقوق الإنسان إلى أن الجمهورية تقدم مثالا على الطريقة التي تبيّن التدابير القاسية والعشوائية التي تتّخذها السلطات في شمال القوقاز باسم القضاء على الإرهاب والّتي هي في الواقع تعمل على تقوية التمرد في المنطقة. وبيّن شيركيسوف أن هذه التدابير لا تستهدف في كثير من الأحيان الإرهابيين أنفسهم، ولكن هؤلاء الّذين يمارسون شكلا من أشكال الإسلام يختلف عن ذلك الّذي يمارس محليا. وقال شيركيسوف أيضا إن استخدام التعذيب وتلفيق الأدلة ضد المشتبه بهم بالإرهاب أصبح هو المتعارف عليه، وأن هذه الأساليب “سلب الدولة ميزتها… الأخلاقيّة على الإرهاب السري” (www.kavkaz-uzel.ru, January 7).

وفي غضون ذلك، استمرت أعمال العنف في شمال القوقاز منذ بداية عام 2011. ففي يوم 5 يناير/كانون الثّاني، فرضت السلطات في داغستان حالة مكافحة الإرهاب في خاسافيورت ونفذت عملية خاصة والتي قتل فيها أربعة من المتمردين المشتبه بهم، بمن فيهم ما زعم أنّه  “أمير” خاسافيورت، رسلان ماكافوف. وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة في العملية بجروح طفيفة. وفي يوم 4 يناير/كانون الثّاني، قتل اثنان من المتمردين المشتبه بهم، وهما بادرودي راسولوف ومقصود إسماعيلوف، في عملية خاصة في قرية شامخال على مشارف عاصمة داغستان محج قلعة. وفي اليوم نفسه، تعرض رجال الشرطة لهجوم من قبل الرّكاب الموجودين داخل سيارة كانوا قد أوقفوها لفحص الوثائق في محج قلعة. وقتل شرطي متأثّرا بالجروح الّتي أصيب بها في الطّريق إلى المستشفى نتيجة تعرّضه لإطلاق النّار، بينما قتل أيضا أحد المهاجمين. وألقي القبض في وقت لاحق على اثنين آخرين مشتبه بهما (www.kavkaz-uzel.ru, January 7).

تم تفجير محل للبقالة في خاسافيورت في 2 يناير/كانون الثّاني. وقال مصدر بالشرطة لوكالة أنباء إنترفاكس ان عبوة ناسفة انفجرت عند مدخل المتجر حيث أدّى ذلك تقريبا إلى تدميره تماما (Interfax, January 2).

في الساعات الأولى من صباح الأوّل من يناير/كانون الثّاني، تم إطلاق النار على محمّد رسول ماكاشيف القائم بأعمال رئيس قسم التحقيق الجنائي في منطقة أنتسوكولسكي (Untsukulsky) في داغستان، من قبل مهاجمين مجهولين. وتوفي في وقت لاحق متأثرا بجراحه (www.newsru.com, January 4).

في يوم 4 يناير/كانون الثّاني، أصيب بجروح خطيرة نائب رئيس هيئة أركان الوحدة العسكرية الروسية المتمركزة في نازران، أنغوشيا، ألكسندر أورلوف، وذلك في فلاديكافكاز في أوسيتيا الشمالية المجاورة، بعد انفجار قنبلة وضعت تحت سيارته. وورد لاحقا أن أورلوف استعاد وعيه في مستشفى الطّب السّريري المركزي في اليوم التّالي (www.kavkaz-uzel.ru, January 5).

في أنغوشيا، انفجرت قنبلة على خط للسكك الحديدية في ضواحي مدينة نازران في 4 يناير/كانون الثّاني عند مرور قطار لنقل البضائع. أدّى الإنفجار إلى خروج ست عربات عن مسارها وترك حفرة كبيرة قطرها أكبر من متر واحد (www.newsru.com, January 4).

يوم 3 يناير/كانون الثّاني، فجر مجهولون محطة بنزين بالقرب من قرية غازي-يورت في منطقة نازران في الأنجوش. وذكرت وزارة الداخلية في أنغوشيا ان أحدا لم يقتل أو يصب في الإنفجار الذي وفقا للوزارة، قد يكون نتيجة لقذافة قنابل يدوية أطلقت على محطة البنزين. وفي اليوم نفسه، ألقى مهاجمون مجهولون قنابل يدوية على اثنين من رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون شجرة عيد الميلاد في الساحة المركزية في قرية أوردزونيكيدزيفسكايا في منطقة سونجا في أنغوشيا. ولم يصب أحد في الحادث(Interfax, January 3).

يوم 2 يناير/كانون الثاني، أطلق مسلحون مجهولون النار من قاذفات القنابل المثبّتة على البنادق على الكنيسة الارثوذكسية الروسية في أوردزونيكيدزيفسكايا (Ordzhonikidzevskaya). و لم يصب أحد في الهجوم، الذي تسبب في اضرار طفيفة للكنيسة. وكان هذا هو الهجوم الثالث من نوعه على كنيسة أرثوذكسية روسية في القرية (www.kavkaz-uzel.ru, January 3).

في الشيشان، جرح ثلاثة من رجال الشرطة عند تعرضهم لهجوم بالسكاكين من قبل أحد السكان المحليين في أوروس مارتان في 1 يناير/كانون الثّاني. أطلقت الشرطة النّار على المهاجم، الذي توفي في الطريق الى المستشفى. في ليلة رأس السنة، 31 ديسمبر/كانون الأوّل، و في غروزني تعرّض للنّيران وأصيب بجراح اثنان من قوات وزارة الداخلية الروسيّة (RIA Novosti, January 1).

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقلت عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

غازبروم مضطربة وفاسدة: تقول برقيات الولايات المتحدة

غازبروم مضطربة وفاسدة: تقول برقيات الولايات المتحدة

4068907

جاي فولكونبردج، رويترز
موسكو – إن طموح الكرملين لتحويل غازبروم، وهي الشركة الأكبر للغاز في العالم إلى عملاق للطاقة العالمية قد قُوّض بسبب التفكير على النمط السوفياتي، ولسوء الإدارة والفساد، وفقا للبرقيّات الدّبلوماسيّة الأميركيّة المسرّبة.
وقد حاول رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وربيبه ديمتري ميدفيديف الّذي عمل رئيسا لمجلس إدارة شركة غازبروم السّابق الذي يعمل حاليا رئيسا لروسيا، لاستخدام غازبروم لاستعادة بعض من النفوذ الدولي الّذي فقدته موسكو بعدما انهار الاتحاد السوفياتي في العام 1991.
لكن البرقيات الدبلوماسية الّتي تسربت من السفير الاميركي في موسكو جون بيرلى، تصوّر أكبر شركة في روسيا بوصفها مؤسسة ضخمة مضطّربة وفاسدة وهي لا تزال تتصرف كسابقتها، وزارة الغاز السوفياتيّة.
و”غازبروم هي ما يتوقع المرء أن يلمسه من احتكار تقوم به الدولة وتتموضع فوق ثروته الضخمة — غير الفعالة ولكن المستغلّة سياسيا ولكن فاسدة”، كتب ذلك بيرلي في برقية في العام 2009 والتي نشرتها مجلة دير شبيجل الالمانية (http://www.spiegel.de) على موقعها الألكتروني على الشّبكة العنكبوتيّة.
ورفض المتحدث باسم غازبروم سيرجي كوبريانوف الإدلاء بأي تعليق فوري على الوثائق، وهي جزء من 251287 برقيّة لسفارة الولايات المتّحدة الأميركية الّتي كشف عنها وأرسلتها ويكيليكس إلى وكالات الأنباء.
والبرقيّات المسرّبة تظهر بوتين بأنّه زعيم الزّمرة (alpha-dog) في روسيا الذي يسمح لنخبة المرتشين من المسؤولين الفاسدين لشفط مبالغ نقدية من مبيعات الطاقة، وهي  تعليقات رفضتها القيادة.
غازبروم والّتي مقرها موسكو تقوم بتقديم إمدادات ربع احتياجات الإتحاد الأوروبي من الغاز ولديها خطط لزيادة حصتها في أسواق الغاز الأوروبية والآسيوية ضمن مشاريع خطوط الأنابيب الضخمة التي تتطلب عشرات مليارات الدولارات من الاستثمارات.
وخلال فترة رئاسته، قام بوتين – بمساعدة موظّف في الكرملين حيث كان غير معروف نسبيا وهو ديميتري ميدفيديف – بتحرّك لتأكيد سيطرة الدولة على شركة غازبروم، وبتعيين حليف له هو أليكسي ميلر في منصب الرئيس التنفيذي.
أصبحت الشركة التي تسيطر عليها الدولة رمزا لتنامي مكانة روسيا حيث يعملون على قضم الأصول في الداخل والخارج، والاقتراض بشكل كبير وتعطيل امدادات الغاز الى أوروبا في فصل الشتاء والتّنازع مع الجمهوريات السوفياتية السابقة مثل أوكرانيا.
غير أنّ الأزمة الاقتصادية سحقت غازبروم، وأصبحت الآن قيمتها السّوقيّة ما يزيد قليلا على 150 مليار دولار، أي أقل من نصف ذروتها الّتي كانت أكثر من 350 مليار دولار وصلتها في عام 2008.
إستراتيجيّة غازبروم
وتكرّر برقيّات الولايات المتحدة وجهة نظر العديد من المحللين الغربيين والروس في أن إدارة شركة غازبروم أخطأت في الحكم على المستقبل من خلال المراهنة على أن ارتفاع الطلب الأوروبي سيواصل دعم البائع في السّوق.
بدلا من ذلك واجهت شركة غازبروم تقلّصاً على الطلب في أوروبا منذ عام 2009 حيث أنّ الأزمة الاقتصادية العالمية أجبرت الزّبائن الأوروبّيّين على خفض الاستهلاك. كما أنهم تحولوا في كثير من الأحيان إلى استخدام الغاز المسال من الشرق الأوسط، حيث تبيّن أن المنتجين له يبدون أكثر مرونة في سياساتهم التسعيريّة من شركة غازبروم.
كانت “غازبروم ببساطة غير مستعدّة لحالة الرّكود الّذي لا مفر منه وكذلك للإنحدار الحالي في الطلب على الغاز الأوروبي”، كما قال السفير الاميركي في البرقيّات، مضيفا أن شركة غازبروم اخطأت في الحكم على أثر واردات الغاز الطبيعي المسال (LNG) إلى أوروبا.
سوف تضطّر “غازبروم إلى التعامل مع كمّيّات جديدة ضخمة من الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية من خلال مشاريع جارية بالفعل في قطر وغيرها”، كما جاء فيما كتب.
غازبروم قالت مرارا وتكرارا انها حريصة على التوسع في أسواق الغاز في الولايات المتحدة لكنّها اضطّرّت الى تقليص طموحاتها لتوريد الغاز المسال عبر المحيط الأطلسي حيث أنّ الولايات المتحدة عززت من إنتاجها من الغاز المستخرج من الصخر الزيتي وخفّضت من وارداتها من الغاز الطبيعي المسال.
لا تزال شركة غازبروم، يُنظر أليها بوضوح كأداة لسياسة الكرملين الإجتماعية، وفقا لبيرل، الذي استشهد بقول مسؤول تنفيذي من غازبروم بأن أوّل اثنتين من الأولويات للشركة: توفير غاز موثوق وبأسعار معقولة للسكان المحليين والى “الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية”.
إن “غازبروم التي تصرفت وكأنّها شركة عالمية تنافسية سوف تجد على الأرجح مسارا جديدا للنمو بسرعة أكبر”، كتب بيرل.
واضاف “لكن غازبروم ليست شركة تنافسية عالمية، على الرغم من أنّها تتربّع على أكبر إحتياطيات للغاز في العالم. وغازبروم تعتبر إرثا من وزارة الغاز السوفياتيّة السّابقة وانّها لا تزال تعمل بنفس الأسلوب”، كما كتب.
طومسون رويترز © 2011
نقلا عن:  فايننشال بوست
نقلا عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز
Share Button

الزعيم الإقليمي الروسي يتهم المتمردين بقتل أحد العلماء

الزعيم الإقليمي الروسي يتهم المتمردين بقتل أحد العلماء

2DA3E798-C8B5-449B-A4B8-6104A6227D91_mw270_s (1)خارطة شمال القوقاز منقولة عن: موقع إذاعة أوروبا الحرّة / راديو الحرّيّة

في نبأ لموقع إذاعة أوروبا الحرة / راديو الحرية أن رئيس جمهورية قباردينو – بلقاريا في شمال القوقاز والمعيّن من قبل روسيا قد اتهم الجناح المحلي للتمرد الواقع في شمال القوقاز في قتل أحد العلماء.

قتل أصلان تسيبينوف رميا بالرّصاص، وهو المتخصص في علم الأعراق والفلكلور والّذي يحظى بالإحترام في بلده، وذلك في 29 ديسمبر/كانون الأول من قبل مهاجمين مجهولين أمام منزله في أحد ضواحي نالتشيك.

 

صورة أرسين (أصلان) تسيبينوف منقولة عن: ناتبرس
صورة أرسين (أصلان) تسيبينوف منقولة عن: ناتبرس

 

وقال رئيس قباردينو – بلقاريا أرسين كانوكوف، الذي هو أيضا من أصل شركسي بأنّ ما حدث هو “سخرية وقسوة” القتلة الّتي لا حدود لها، ودعا وزارة الدّاخليّة في الجمهوريّة القوقازيّة وهي التي يتولّاها مسؤول تم تنصيبه مؤخّرا للعثور على المسؤولين عن مقتل تسيبينوف.

وكان اغتيال تسيبينوف ليس على قائمة ديسمبر للهجمات وعمليات القتل الّتي نشرت في الأول من يناير/كانون الثّاني على موقع المتمردين الألكتروني (islamdin.com).

وفي شريط فيديو منفصل نشر في نفس الموقع في 2 يناير/كانون الثّاني، أكّد فيه الزّعيم المتمرّد عبدالله أن مقاتليه هم الذين قتلوا بالرصاص مفتي الجمهوريّة أنس بشيخاشيف  في نالتشيك في 15ديسمبر/كانون الأوّل الماضي.

ومن الجدير بالذّكر أن جمهوريّة قباردينو – بلقاريا تقع قرب مناطق مضطربة أخرى مثل الشيشان وداغستان وأنغوشيا، حيث تقاتل السلطات الرّوسيّة تمردا إسلاميّا وتقع هجمات شبه يوميّة على رجال الأمن والمسؤولين الحكوميين حسب وصف نفس المصدر.

أخبار شركيسيا

 

Share Button

تشكيل مجلس لمنظّمات المجتمع الشّركسي في الفيدراليّة الروسيّة

تشكيل مجلس لمنظّمات المجتمع الشّركسي في الفيدراليّة الروسيّة

نقلا عن موقع ناتبرس، وعن تقرير للصّحفيّة لاريسا شيركيس فقد عقد اجتماع لمعظم منظّمات المجتمع المدني في روسيا الفيدراليّة، وأجمع المجتمعون الّذين يمثّلون ثماني عشرة مؤسّسة شركسيّة على إنشاء مجلس لمنظّمات المجتمع الشّركسي هناك. وسوف يتم تنسيق نشاطاتهم وكذلك أن يعملوا على تطوير حلول للمشاكل الملحّة. وذكر نفس المصدر أن منظمة غير حكومية في أديغييا عملت لعدة سنوات لتحقيق هذه الفكرة.

وتحدّث رئيس “الأديغة خاسة” في جمهوريّة الأديغييه هابي آرامبي (Hapay Arambiy) عن كيفية التحضير لهذا الإتحاد وقال: “لمدة 3 سنوات كنا نفعل هذا الشيء. واتّفقوا فى الاجتماع على أن يتم تجميع كل المشاركين في المسائل الشركسية، والإتّفاق على مشاكل الشراكسة الّذين يتواجدون في روسيا، وسنكون في التمثيل لدى هيئات الدولة منسجمين وفي تناغم لا منفردين. ”

وفي الإجتماع الأخير في شركيسك قرر القياديّين الشّراكسة إقامة “مجلس لمنظّمات المجتمع الشّركسي” في خطوة نحو إنشاء منظمة وطنية موحدة في المستقبل، هذا ما يتوقّعه سوختا عسكر (Sokhta Asker)، رئيس الأديغة خاسة في كراسنودار حيث قال: “يجب أن يجتمع المجلس مرة واحدة كل ستّة أشهر على الأقل، ومثل هذا الاجتماع التنسيقي لا يكون بمديرين محددين، وسيكون بشأن أي مسائل قيد البحث، وتؤخذ القرارات بالتّصويت بين أولئك الذين هم “مؤيّدون” وهؤلاء الذي هم “معارضون”. إذا كان الأمر كذلك فإنّ جميع المنظمات الشركسية ستتجمّع، وسوف يعملون بشكل أفضل إلى المزيد من التعاون المثمر مع السلطات. وإذا جاءت الآراء متساوية عند انتهاء الوقت المحدّد، عندها يتم النظر في مسألة إنشاء منظمة موحدة.”

ومع ذلك، يخشى العديد من القادة، وكأن هذه التعبئة لم تتحول ضد نفس أعضاء عملية التوحيد هذه. عندما يعملون ضمن الهيكل نفسه، فسيكون أسهل للتصرف والإشراف على أنشطتهم. كيف أن هكذا موئل ولمصلحة الناس لم يصل إلى اليأس بعد.

في عالم اليوم هناك حوالي مائة وخمسين (150) “أديغة خاسة – من منظمات المجتمع الشركسي. وكزعيم “للكونغرس الشركسي” في أديغييه، يقول مراد برزج بأنهم غير قادرين على تقديم حل على الأقل لمشكلة واحدة وإن كانت صغيرة. فكيف أن بروز مشاكل جديدة سيحل المشاكل. ويقر مراد برزج أبالمبادئ التي يرتكز عليها تنظيم أنشطة المنظمات الشركسية ولكن المشاكل الحقيقية هي أن الشركس هم في نزاع مع بعضهم البعض. “الكونغرس الشركسي” لم يشارك في الاجتماع الأخير، وقال: “نحن نخطط للإنضمام إلى مجلس لتلك المنظمات الشركسية الّذين لهم رأيهم الخاص ولا يتفقون مع كل شيء. هذا المشروع هو قوّة، لذلك سوف يتم التشاور معهم. وقد أنشئ المجلس من أجل التنصل من موقف هؤلاء الناس الذين يعارضون الأولمبياد، وأولئك الذين لا يستسيغون ما يحدث الآن. إذا كان من الجيد أن نعرف من الذي يقدم الفرصة ويقف من وراء المنظّمين، يمكن فهم لماذا جاء المجلس وكيف يستخدم، ماذا تم جمعه وماذا سوف سيتم فعله. عندنا الثقة. ولذلك، فإنّنا لم نأتي. قل إننا لا نود ذلك.”

الاتفاق لا يزال مفتوحا للتوقيع عليه. حيث ترك الباب مفتوحا لانضمام المنظّمات الشّركسيّة الأخرى إلى المجلس في أي وقت يشاؤن.

 

أخبار شركيسيا

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات