إنتهاكات جسيمة شهدتها إنتخابات رئاسة الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة

إنتهاكات جسيمة شهدتها إنتخابات رئاسةالجمعيّة الشّركسيّة العالميّة

خلال المؤتمر الثّامن، الّذي عقد في 3 أكتوبر / تشرين الأوّل الحالي في مبنى الأوركسترا في عاصمة جمهوريّة الأديغيه مايكوب، كشف عن وجود الكثير من المعضلات الداخلية في أوساط المجتمع الشركسي، والذي على مدى السنوات ال 10 الماضية، لم يكن هناك أحد يريد لها الحل. ويدرك الشباب الشركسي بأنه من دون مشاركة نشطة في القضايا الوطنية فإنّه لن يتم التّمكّن من حلّها. وبالتالي، وبمبادرة من مجموعة من الشبان القوميّين نظّم أول منتدى للشّباب الشّركسي في عموم روسيا، وأثناء مناقشة المشاكل الرئيسية للشعب الشركسي كان هناك شبه إجماع بأنّ عمل المنظّمات القائمة في المجتمع الشركسي غير مرضي، وخاصة الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، حيث طالب المنتدى حل المشاكل الرئيسية للشعب. وعليه فقد تقرر أن يطلب من المؤتمر إصلاحات قاموا باقتراحها.
دأبت السياسة الرسمية لدى السّلطات الرّوسيّة في السنوات الأخيرة، على المضي باتجاه تجديد العاملين بالتنظيمات العامّة والمؤسّسات السياسية. كالتعديلات الأخيرة على الحد الأدنى لعمر الأعضاء في البرلمان والوكالات الحكومية الأخرى. وقد أعلن الرئيس الروسي ميدفيديف سنة 2009 “سنة الشّباب”. الديمقراطية في الدولة الروسية، وظهور مؤسسات جديدة للمجتمع المدني يكمن في المشاركة النشطة من جانب الشباب. لذلك تقرّر إعداد الشباب للمشاركة في المؤتمر وكذلك إبداء الإستعداد لإعداد الشباب للمشاركة فيه وتقديم المزيد من التعاون مع هذه المنظمة، لكن قوبل كل ذلك بتردّد ورفض الّلجنة التّنفيذيّة للجمعيّة الشركسية العالمية وذلك بعدم تقديم بطاقات دعوة للشباب لحضور ما جرى في جلسات المؤتمر، وكذلك باستعمال لغة عدوانية وتهكّميّة نحوهم، وعرقلة مقترحات الشباب في اجتماع اللجنة التنفيذية للمؤتمر في الثّاني من أكتوبر  / تشرين الأوّل، وقام أعضاء الجمعيّة القدامى (ما يدعى بالحرس القديم) بالتّوجّس من خطورة إشراك الشّباب وأبدوا إعتقادهم بأن الأعضاء القدامى هم الوحيدين الذين يمكنهم اتخاذ القرارات، وينبغي على الشباب متابعتها فقط.

رد الشباب على محاولات تهميشهم حيث أعلن زامير شوخوف وهو أحد المشاركين في منتدى الشّباب الشّركس عن “الشّعور بالصّدمة”، واعتبر هذه التصرفات بمثابة تباعد بين الأجيال، حيث أنّهم “لم يتوقّعوا أن يواجهوا جدارا من المعارضة” على حد قولهم. وبعد المؤتمر، استعرض مندوبين من الشباب التطورات الأخيرة. حيث زاد الشباب بالقول “خلال المؤتمر ونحن على مستوى الشعور بأنّه يساء فهم ما يحدث، وقراءة النظام الأساسي للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، يجعلنا نلاحظ إنتهاكات هذا النّظام”.

ومن الأمثلة الّتي سيقت:
أولا: منع الشباب من حضور الجلسة الثانية (جلسة الانتخابات) في المؤتمر. الفقرة  5.2 من النظام الأساسي تنص على ما يلي: “… في المؤتمر يمكن أن يشاركوا في الصفة الاستشارية مع ممثلي الوكالات الحكومية المسؤولة عن الإشراف على تطبيق القانون، لدى الحكومات المحلية والمؤسّسات الثقافية والتربوية والعلمية والاقتصادية وغيرها من المنظمات”. ممثلو ثماني منظمات للشباب كانوا من ضمن وفد الشّباب ولهم كل الحق في أن يكونوا حاضرين أثناء الانتخابات. وكان حظر الحضور قد فرض بصورة غير مشروعة.
ثانيا: وحده ك. جميخوف رفض اقتراح العديد من شباب الخاسة، وهو ليس لديه سلطة لفعل ذلك. والنظام الأساسي بشأن جميع المقترحات بأنّه يجب أن تمر عبر المجلس، ويعاد النظر بها من قبل المؤتمر.
ثالثا: من خلال عرض شريط فيديو للتصويت الّذي حصل، لاحظنا أن الناس الذين ليسوا في قائمة المندوبين قاموا بالتّصويت. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب غياب البعض، قام آخرون بالتّصويت نيابة عنهم، وهذا بحد ذاته يشكل إنتهاكا مباشرا للدستور والقانون.
رابعا: مندوب الأديجه خاسة في جمهوريّة قراشاي / شركيسك تيمور جوجو، عبّر عن رأي جميع الشّباب، وذلك بترشيح إبراهيم يغن للرّئاسة، قام ك. جميخوف بعرقلة التصويت على هذه المسألة، مستشهدا بحقيقة أنّ يغنوف ليس مندوبا لدى المؤتمر، رغم أنّه لا يوجد بند في النظام الأساسي يتضمن أية قيود من هذا القبيل. البند 5.10  من النّظام الأساسي ينص على ما يلي: “ويتم انتخاب الرئيس من قبل المؤتمر لفترة 3 سنوات ويجوز اعادة انتخابه مرارا وتكرارا. هذه الفقرة لا تعني ضمنا أن المرشح للرئاسة يجب أن يكون مندوبا للمؤتمر. ومثل هذا التعديل للنّظام الأساسي لن يقدّم إلا في عام 2010.
بشكل منتظم، والقائمين على إدارة الجمعية الشركسية العالمية، يعملون على استخدام أقدميتهم، حيث تلقّوا الشتائم والإهانات من قبل الشباب من خلال بياناتهم (العلنيّة والخفية)، في اشارة الى قانون الخابزة التّاريخي: “إن الكبار دائما على حق”. ادعوهم يقرروا – هل هم سوف يعيشون ويعملون في الخابزة، أم أنهم سوف يعيشون ويعملون وفقا للميثاق. أنّ قانون الخابزة لا يحمي أولئك الذين لا يعيشون وفقا له، وليس فقط عندما يحلو لهم ذلك، للإشارة إلى التقدم في السّن وإلى تشويه سمعة الشّباب. لا يتم احترام كبار السّن  للسنوات الّتي انقضت، ولكن للحكمة المكتسبة خلال هذا الوقت. منذ العصور القديمة اتّبعها الشركس — الذي لا يستطيع الحفاظ على سيفه في يده، وتربعه على حصانه، يحضر إلى الخاسة طواعية ليتحمّل مسؤوليات مكدسة. الحكماء، عندما يبلغون سن الشيخوخة، يحين الوقت للتّبديل والتقاعد. من هؤلاء الكبار، فنحن دائما نذهب للحصول على المشورة. واليوم ان تركوا مكانهم في الخاسة للأصغر سنا والأنشط، فإنّ البعض على استعداد للمضي قدما للأمام.
سمعت تقارير تفيد بأن بعض الزعماء يصفون شبابنا كما لو أنّهم حفنة من المتطرّفين، والتي قررت الإستيلاء على زمام الأمور في الجمعيّة الشركسيّة العالميّة بقوّة السّلاح. هذه السّمة الوطنيّة في الشباب أدت إلى أن نصبح المهمة الرئيسية لعشرات من أعضاء الخدمات الخاصة (إف إس بي) لرصدنا. يبدو أن الخيار الوحيد هو عدم إعطاء الشباب الفرصة للتّطوّر — الإتهام بالراديكالية والتطرف، والتي تستخدام في كل فرصة سانحة.
نرى أنه من واجبنا إطلاع الجمهور على أن انتخاب رئيس الجمعية الشركسية العالمية والمؤتمر نفسه كانا انتهاكات خطيرة للدستور والقانون. أولئك الذين يخدعوا شعبهم ليسوا جديرين بالإحترام. الوقت وحده سيبين ما إذا كنا على حق في تقييماتنا”.

المصدر: Пресс служба ОД «Хасэ»

المكتب الصحفي لإدارة العمليات في الخاسة
أخبار شركيسيا

Share Button

نافذة على أوراسيا: موسكو تقدّم مثلا “بمرتبة إمتياز” في التسلط للشباب الشّركس ، وبالتالي تدفع العديد منهم للتّطرّف

نافذة على أوراسيا: موسكو تقدّم مثلا ‘بمرتبة إمتياز” في التسلط للشباب الشّركس ، وبالتالي تدفع العديد منهم للتّطرّف
بول غوبل

فيينا، 5 أكتوبر / تشرين الأوّل – خشية أن يؤدّي ضخ دماء جديدة إلى تقويض مراكزهم، فإنّ موسكو والمسؤولين الموالين لموسكو قد لعبوا بالقوانين بأسلوب  سريع وفضفاض للحفاظ على سيطرتهم على منظمة شركسيّة تزداد تجويفا، وبالتالي إعطاء الشّبّان الشّركس “مرتبة إمتياز” في أساليب الشمولية والتّسلّط ما يدفع البعض تجاه الإسلام الراديكالي (المتطرّف).
في يومي الجمعة والسّبت، اجتمع المؤتمر الثامن للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة في مايكوب، عاصمة جمهورية أديغيه، لاختيار رئيس للسنوات الثلاث المقبلة، ولاختيار مجلس تنفيذي جديد لقيادة المنظّمة خلال تلك الفترة، وإلى وضع سياسة أساسيّة للمنظمة.
ولكن في المجالات الثلاثة كافّة، يقوم المسؤولين الحكوميين الشركس المدعومين من موسكو، والعاملين بشكل رمزي مع ما لا يقل عن ضابط سابق من جهاز الكي جي بي، فعلوا كل ما يمكن لإخماد أي إمكانيّة للتّغيير في الترتيبات القائمة التي تبقى بموجبها السلطات الّتي عيّنتها موسكو والمهيمنة على الجمهوريّات الشّركسيّة في شمال القوقاز مسيطرة على الوضع.

في الواقع، كانت تصرفات هؤلاء المسؤولين قاسية وصارمة، حيث أن أحد الكتّاب عنون تقريره، “هل العصر الجليدي [في الشؤون الشركسية] سيستمر حتى عام 2012؟” وأشار آخر بان موسكو كانت مشاركة في إجراءات تأتي بنتائج عكسيّة، تاركة مؤيّديها في السيطرة على نحو متزايد على الفئات المهمّشة دافعةالشّباب والفاعلين الشّركس إلى أيدي المتطرفين.
وكان قد لمّح قبل افتتاح الجلسة، كيف اعتزم المسؤولون المدعومون من موسكو أن يتصرّفوا. وقال مسؤولون ان ليس لديهم أي نية لإعطاء أية أماكن لخمسة عشر عضوا كانوا قداختيروا من قبل  منتدى الشباب الشركسي لعموم روسيا والخمسة والعشرين المنتخبين من قبل المنظمات الشبابية في الجمهوريات الشركسية (www.adygi.ru/index.php?newsid=410).
ثم، على ما يبدو، وخوفا من ان تظهر الفضيحة التي افتعلوها، هؤلاء المسؤولين أنفسهم تراجعوا وقالوا ان جميع هؤلاء الناس يمكن أن يأتوا إلى المؤتمر “كضيوف، في حالة مراعاتهم لقواعد السلوك،”، تقييدا فهم على ما يبدو من قبل القوى المختلفة بأنّه يعني “عدم إبداء إعتراضات” لما يريده القادة الحاليين.
ولكن بعد ذلك بدأ المسؤولون الموالون لموسكو النّكوص حتّى بتلك الوعود. فمن ناحية، عقدوا اجتماعا خاصا لمجلس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة على مسافة 30 كيلومترا من مكان الاجتماع الرئيسي، على ما يبدو لإبعاد الأعين “غير الضرورية” من رؤية ما كان يحدث ومن ثم رفضوا قبول الكثير من الشباب لكلا الاجتماعين.
وكان معظم الناشطين الشّراكسة قد توقّعوا أن المسؤولين الشّراكسة الموالين لموسكو سيحاولون الدفاع عن القيادة الحالية بالكامل، لكن ذلك لم يثبت أن هذا هو الحال. في حين أن العضويّة المقترحة للمجلس التنفيذي لم تتغير كثيرا، “في اللحظة الأخيرة”، شدد أرسين كونوكوف رئيس جمهوريّة قباردينو- بلقاريا على ضرورة إيجاد مرشح جديد لمنصب رئيس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة.
الرجل هو — ويفترض أن موسكو أيضا – أسموا كانجوبي أجاخوف، مدير بنك بوم (الازدهار) في نالتشيك وهو شخص لم يلعب دورا رئيسيّا في الشؤون الشركسية حتى الآن. انتخابه أكد على إصرار الآخرين ان المجلس يقدّم توصياته على أساس “علني” بدلا من الإقتراع السري.
كل من رئيس الأديغة خاسة في الأديغيه أرامبي خاباي والعديد من الشباب الشّركس أصيبوا بالفزع، ولكن تم تجاهله ما ذكر، وكلا من الضّابط “السّابق” في ال كي جي بي ضابط أناتولي كودزوكوف وأنصاره طالبوا علنا بأن “لا يوجد سبب لوجود الشباب هنا” وأنّ آرائهم ليس لها صلة مع الموضوع.
في انتهاك لقوانين المنظمة الذّاتيّة، قال أحد زعماء الجمعيّة بأن المقترحات من الشباب “لا يمكن النظر فيها من قبل مجلس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة” لأنها لم توضع في قالب “صحيح”. وأضاف، كما يبدو على أساس التوجيه “من جهات عليا” فإنه لن يسمح لهم بأن يتم مناقشتها في المؤتمر.
في الواقع، قال هذا المسؤول الشّركسي، بأنه لن يسمح لأي “اختلاف في الرأي من خلال المناقشات” وانه “إذا أراد أي من الشبان محاولة التعبير عن رأيه، فإنّه[هذا المسؤول المتحدّث] سيوقف المؤتمر حتى يتم إخراج هذا الشاب من القاعة”. ومن الواضح أن هذا الفرد شعر بأنه ليس لديه ما يخشاه من إعلان ذلك على الملأ

.
يوم السبت، وهو في حد ذاته يوم المؤتمر، كان على المندوبين وغيرهم المرور عبر الطوق الأمني الذي أقامته الميليشيا وأجهزة الكشف عن المعادن والميليشيات وآخرين بالزّي الرسمي وبدونه. أخبر الشراكسة الأصغر سنا بأنّ ليس لهم مكان هناك، “على الرغم من أن ما يقرب من نصف المقاعد الحمراء لم يتم إشغالها”، واقع سرعان ما اكتشفه الشّباب.
كما كان مقررا من قبل مسؤولي التنظيم “الجزء الأول من المؤتمر جرى في وجود الضيوف، وبعد ذلك فإنّ كافّة ‘الإضافيّين’اضطروا إلى مغادرة القاعة”. ونتيجة لذلك، كما لاحظ العديد من الناشطين الشّركس وخصوصا الشباب الشّركس، “الناس الذين من المفترض ان تعمل الجمعيّة لهم، لم يكن لهم الحق في معرفة كيف تمّ انتخاب رئيس الحمعيّة الشّركسيّة العالميّة”.
لضمان وجود القليل من الوقت للمناقشة، ألقى المسؤولون خطابات طويلة، من نمط خطابات بريجنيف، ومن ثم تقليص عدد أولئك الذين لديهم الحق في التصويت إلى 63. وقام المنظّمون بإبطال جميع الأصوات المعارضة، باستثناء واحد منها،  “ومندوب واحد من الشباب في المؤتمر، ريمور جوجوييف.
وتحدّث جوجوييف أخيرا، لكنه تحدث مباشرة في القضايا الّتي تثير الشباب. ولتوضيح وجهة نظره، قام بترشيحإبراهيم يغنوف  ليكون رئيسا للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، ولكن استبعد هذا الاقتراح على الفور، وذلك بسبب أن يغنوف، وعلى الرغم من تاريخ طويل من النّشاط الشّركسي، لم يكن أحد المندوبين. وبالنّتيجة، فإنّ مجموعة موسكو حصلت على مبتغاها بشأن جميع المسائل.
ولكن كما أشار أحد المراقبين، “رأى الشباب الشركس بأم أعينهم” في هذا المؤتمر المدبّر بعناية كيف تُصنع السّياسة القوميّة في واقع الأمر، وكيف يمكن للبيروقراطية (الرّوتين) فرض التوافق، “وكيف يمكن لضباط جهاز مخابرات ال “كى جي بي” السابق انتهاك القانون  التّخلّي عن الإنتداب ‘بشكل إضافي’، وكم هي خاملة تلك المنظّمات التي تدّعي زعامة المجتمع.
وعلاوة على ذلك، تابع نفس هذا المصدر، رأى الشّباب الشّراكسة بأن شراكسة الشّتات على استعداد لطرح إعتراضهم على “هذا المشهد”، بأن المسؤولين الموالين لموسكو يقومون بالتدخل في المؤسسات العامة في انتهاك للقانون، وكيف، على الرغم من “الكلمات المنمّقة عن المستقبل” فإنّ الشباب “ليس لهم أي دور حقيقي”.
نتيجة لذلك وعلى الرغم من تصريحات القادة الرّسميين على العكس من ذلك، “اعترف الشّباب الشّركس بأنّهم يشكّلون قوّة حقيقية”، وأن المسؤولين متخوفون جدا ولهذا يتصرّفون كذلك، وهو الأمر الذي سيعطي بعضهم الشجاعة من أجل مواصلة الكفاح من داخل النظام ولكن قيادة آخرين حيث سيؤدي إما إلى أن يكون ذلك بشكل منفر (مثير للإشمئزاز) أو التطرّف.
إبراهيم يغنوف، زعيم تنظيم شباب الخاسة الذي استبعد ترشيحه لرئاسة الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، وكان أكثر صراحة بشأن هذا الاجتماع وما يعني ذلك للمستقبل. مع الاعتراف بأنّ كانجوبي أجاخوف يملك المال، قال يغنوف ان هذا لم يكن كافيا (www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=1479&Itemid=1).

أجاخوف سوف يكون قادرا على تسديد نفقات لجلب الضيوف وإشرابهم وإطعامهم،  “لكن مهام المنظّمة الوطنيّة اليوم ينبغي أن تكون مختلفة. تلك هي المهام التي لن تتمكّن السّلطات الحاليّة من أخذها على عاتقها، وذلك لسبب بسيط هو أنّها السّلطات الحاليّة. [وبدلا من ذلك]، يجب على أن يأخذها المجتمع”.
لكن السلطات لا تفهم هذه الحقيقة القاسية. لقد كوّنوا “فراغا” في حياة الشباب، وبالتّالي، قال يغنوف: “الشباب ذاهبون الى التطرف الاسلامي.” الطريقة الوحيدة لمنع ذلك هو معالجة قضايا حقيقية، وهو أمر لا موسكو ولا مجموعتها على المسرح، ولا الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة بتشكيلتها الحاليّة، على استعداد للقيام به.

ترجمة: أخبار شركيسيا

Share Button

من يهُن يسهُلُ الهوانُ عليه

من يهُن يسهُلُ الهوانُ عليه
 

 
الموتى لا يشعرون بالألم
 
الأمّة الشّركسيّة الخالدة لم تهن يوما ولم تستسكن ولن تغفر لأولئك الذين فرطوا في دماء الأبطال الّذين ما ادّخروا جهدا من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، عندما وجد الأجداد الشّجعان أنفسهم أمام أكبر وأعتى آلة للدّمار في ذلك الوقت وما كان عليهم سوى المجابهة والصّمود أمام زحف القوات الروسية الغاشمة، والّتي أخذت بالتّوغّل داخل الأراضي الشّركسيّة وصولا إلى المياه الدّافئة على البحر الأسود، وذلك بغرض بسط النفوذ الإمبريالي الرّوسي على شركسيا بأكملها بالإضافة إلى باقي أجزاء شمال القوقاز، وغني عن التّعريف كيف استبسل الأجداد الغيورين على أمّتهم للدفاع عن الوطن والدّين والعرض في وجه آلة الدّمار الرّوسيّة التي عملت على استباحة ما تطاولت إليه الأيدي  القذرة.
 
من العار أن يقوم البعض بمحاولات حل مشاكل الإستعمار الروسي في الوطن الشّركسي على حساب المصلحة الوطنية العليا، أو إلى تأجيل حل قضايا النكبة الشركسية العالقة منذ انتهاء حروب الإبادة الروسية ضد شركيسيا وأبنائها، والتي امتدت لمئات السّنين، حيث أنّه رغم النتائج المأساويّة والكارثية التي حلت بالأمّة فإن الشرفاء والمقاومين والأبطال الغر الميامين سيبقون في سجلّات الخلد، لكن الغزاة الجبناء وأعوانهم من الخونة والعملاء والمنتفعين والإنتهازيّين والمستفيدين والمتاجرين الذين يتاجرون بدماء ما هو مفترض بأن يكون شعبهم، ليقبلوا الفتات من المحتلّين الّذين ارتكبوا جرائم حرب الإبادة وجرائم يندى لها الجبين ضد الإنسانيّة، فسرقوا ونهبوا هذه الأمّة الجريحة المكلومة وكأنّهم تجّارا مرابين وأبناء جلدتهم هم سلعتهم، لكنّ  مصيرهم سيكون كمصير سادتهم، في مزابل التّاريخ وإلى جهنّم وبئس المصير. 
 
الأعمال أعلى صوتا من الأقوال
 
أن غض الطرف عن تصرفات المجرمين الّذين احتلّوا واقترفوا الجرائم وخرقوا القيم والتقاليد الإنسانيّة والدّينيّة وامعنوا بانتهاج أساليب التّضييق على السّكان بالقتل والعزّل والتمييز العنصري والطرد والتّرحيل والملاحقة لهي محاولات أخرى لتصميم القيادات المعيّنة من قبل الرّوس المجرمين لتمكينهم من التّنصّل من المثول أمام المسائلة القانونيّة الدّوليّة حول ما آلت إليه حال الأمّة الشركسيّة من احتلال غاشم لكامل تراب شركيسيا وتشريد ونفي قسري لتسعين بالمائة من الشراكسة في أكثر من ثلاثين دولة من دول العالم، إضافة إلى أكثر من نصف العدد الكلي للسكّان الّذين قضوا خلال آخر حرب عدوانيّة شنتها روسيا القيصريّة ومرتزقتها، والّتي دامت مائة وسنة واحدة والتي انتهت في 21 أيّار / مايو 1864.
 
إنّ جس نبض أفراد الشّعب الشّركسي لهو المعيار الأمثل الّذي يؤدّي لصون الشّرف الوطني وهو سيّد الموقف عند التّطرّق للنظر إلى الأمور المصيريّة بمصداقيّة، والتي تؤثر على استعادة الحقوق المسلوبة. لقد خابت كل أعذار الّذين اتّضحت مواقفهم التّآمريّة الواضحة رغم الإدّعاءات بمراعاة مصالح وطنيّة والّتي هي بطبيعة الحال محاولات تجميل وتحسين لصورة الإحتلال بإطلاق أوصاف غير واقعيّة على الواقع المر في الوطن، والأهداف المكشوفة للعيان ومن أهمّها زرع اليّأس لحمل الأمّة على القبول بالأمر الواقع والمتمثّل بالإبقاء على أدوات الإحتلال وتغييب إسم “شركسيسيا” عن الوجود وتفعيل سياسة مقايضة المنافع بحقوق ثاتبة ومكتسبة كحق العودة مثلا، للتّسهيل على المحتلّين بكسب الوقت لتغيير المزيد من المعالم الوطنية وفرض الأمر الواقع إداريّا واستراتيجيّا وجغرافيّا وديموغرافيا، وكذلك انتهاج سياسة جشعة لترسيخ السّيطرة الروسيّة لأطول مدى ممكن.
 
المرءُ حيث ُ يضَعُ نفسَه
 
والإنحياز الكامل بالوقوف إلى جانب المستعمر في جرائمه المستمرّة غير مقبول، بل ومرفوض بشكل قطعي. وإنّه لمن الخزي والعار لهؤلاء السّماسرة المكشوفون للجميع بأن يقبلوا ان يقوموا بهذه الأدوار التّآمريّة، وهم يبدون باستمرار تنازلاتهم غير المقبولة، حيث أن سلطات الإحتلال ممثّلة بمركزها الرّئيسي في موسكو لا تقدّم أي تنازلات تتعلق بالإعتراف بحقوق شركسية، بالرغم من ان قوانين ما يدعى بروسيا الإتّحاديّة تقر وتضمن وتعترف بحقوق الشّعوب الأصليّة والّتي هي بالأصل من ضحايا الإضطّهاد الإمبريالي الرّوسي.
 
إنّ الّذين عيّنوا أنفسهم ووكّلوا ذواتهم لأن يمثّلوا الامّة الشّركسيّة وأن يتحدّثوا باسمها لدى سلطات الإحتلال الرّوسية، وذلك باعتبار أنفسهم وأقاربهم وكل من سار على دربهم، موظّفون في أجهزة المخابرات والإستخبارات وهياكل السّلطة الإستعماريّة والجمعيّات الّتي تسيطر عليها أجهزة  الأمن الفيدراليّة، قد أمعنوا بتآمرهم وغدرهم ومقامرتهم بالقضيّة الشّركسيّة بالإضافة إلى تغاضيهم عن الآلام والظّلم والقهر والمآسي، وهؤلاء بالنّتيجة أشد خطرا على القضيّة الشّركسيّة من المستعمرين أنفسهم.
 
حينَ يمْشي العارُ عاريا
 
لقد جذب انتباهي عنوان لإحدى المقالات الهادفة في إحدى المواقع على الإنترنت بوصف عملي لإحدى الحالات شبه المستعصية والّتي تشبه إلى حد ما، ما وصل إليه حال المؤسّسات والتّنظيمات الشركسية وخصوصا الجمعية الشّركسيّة العالميّة والّذي بالنّتيجة سيؤثّر على مسار القضيّة الشّركسيّة، وهذا العنوان ينطبق على ترسيخ ما هو معروف للجميع بأن انتخاب (تعيين) رئيس جديد للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، وهو “كانشوبي أجاخوف”، والّذي يندرج الإتيان به تحت نفس قائمة الأمور المفروضة من قبل أجهزة الإحتلال الرّوسي لكن المرفوضة من قبل أبناء الأمّة الشّركسيّة الغيورين على أمتهم وقوميّتهم وحاضرهم ومستقبلهم. 
 
لقد وجب الآن على شراكسة العالم سواء في الوطن المحتل أو في “الشّتات في ديار الإغتراب”، رفض هذه الجمعيّة الهزيلة في وضعها الحالي والقائمة على التّآمر على القضيّة الشّركسيّة وبأن هكذا تنظيم لا يمثّلهم ولا يتحدّث باسمهم في شيئ وتحت أي ظرف من الظّروف، ويجب التفكير الجدّي في وقف هذه المهزلة باقصاء كل من له أجندة تختلف في جوهرها من قريب أو بعيد عن المبادئ الأساسيّة لتأسيس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، والعمل على نقلها إلى خارج الوطن حيث كانت قبل التّآمر بنقلها إلى نالشيك لتكون تحت سيطرة الإحتلال وبتصرّفه، ويجب بقائها في مكان آمن خارج الوطن إلى حين زوال الإحتلال الممعن في ابتلاع الوطن الشّركسي بأكمله، أو العمل على تأسيس جمعيّة بديلة تقوم بتمثيل الشّراكسة في العالم من أجل استرجاع حقوقهم المغتصبة.
 
5  أكتوبر / تشرين الأوّل 2009
 
إيجل
Share Button

موسكو تفقد السيطرة على المجتمع الشركسي بسرعة

نافذة على أوراسيا: رغم السعي إلى السيطرة الكاملة على المنظمات الشركسية، موسكو تفقد السيطرة على المجتمع الشركسي بسرعة 

بول غوبل

فيينا، الأوّل من أكتوبر — بمساعدة مباشرة من جهاز الأمن الفيدرالى (إف إس بي)، تمكّن المسؤولون الموالون لموسكو من السيطرة على اثنتان من ثلاث منظّمات وطنيّة شركسية في شمال القوقاز، وهو النصر الذي قد يصبح باهظ الثّمن لأنه يؤدي إلى تراجع نفوذ هذه الفئات وإلى تطرف العديد من شباب الشركس.

في الواقع، هناك إثنان من المقالات التي نشرت على الانترنت هذا الاسبوع تشير، إلى أن جهود موسكو — التي أدت بالفعل إلى تحييد ما كان حركة وطنية أكثر نشاطا في أعوام التّسعينيّات من القرن الماضي — تهدد بتحويل الأجزاء الغربية من منطقة شمال القوقاز حيث يعيش معظم أل 700،000 من الشركس القاطنين في روسيا، من هدوء نسبي إلى نموذج داغستان غير المستقر  والعنيف.

وهذا الخطر ليس “وراء الجبال”، كما يقول البعض في القوقاز. في نهاية هذا الاسبوع، فإن هذا الاتجاه من المرجح أن يكون حاضرا في اجتماع شركسي عالمي في مايكوب حيث أن بعض الاعضاء الاصغر سنا في الأمّة ينوون تحدي القيادة المسيطر عليها من قبل الحكومة والسّلبيّة نسبيّا تجاه الجمعيّة الشركسية العالمية (آي سي إيه).

في مقال نشر أمس على الانترنت، يصف المحلل أنطون سريكوف جهود المسؤولين الرّوس ومؤيّديهم لكسب السيطرة على أكبر ثلاث منظمات شركسيّة في شمال القوقاز – الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة نفسها والأديغة خاسة والكونغرس الشركسي (pravda.info/protest/69727.html).

وكانت الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة قد تأسّست في بدايات سنوات التسعينيات من القرن الماضي برئاسة يوري كالميكوف الذي كان يشغل منصب وزير العدل الروسي. وتحت قيادته، فإن المجموعة  ضغطت من أجل عودةالشّراكسة الذين يعيشون في الخارج إلى الوطن واستعادة وطن شركسي موحّد في شمال القوقاز بدلا من عدّة جمهوريات كان ستالين قد فصل بينها.

وبعد وفاة كالميكوف “غير المتوقعة” في عام 1996 – جاءت “الرّواية الرّسميّة” بأنه أصيب بنوبة قلبية، يقول سريكوف — “أصبحت الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة بشكل أساسي، منظمة مختلفة تماما”. وقد تم نقل مقرها من أوروبّا إلى شمال القوقاز، وكانت مموّلة تماما من قبل السلطات الاتحادية من خلال هياكل الجمهورية، وكان يسيطر عليها المسؤولين.

والجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، يكمل سريكوف، تتألف الآن “في الواقع من موظفين حكوميين وممثليهم وأقاربهم”، وليسوا من الناشطين الشراكسة. ونتيجة لذلك، “في غضون ال 20 عاما من وجودها، لم تحل الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة ولو قضية واحدة تتعلق بمصالح الشعب الشركسي”، ومؤخرا قالت أنها “لن تتدخل في مسائل سياسية”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المحلل يكمل، “الشتات الشركسي الذي يمتلك معلومات قليلة وكذلك شراكسة معيّنين [في شمال القوقاز] جميعهم يضعون آمالا كاذبة على الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة”، وربما لأنهم لا يرون أي بديل آخر.

ومنظمة شركسيّة ثانية قامت السلطات بالسيطرة عليها هي الأديغة خاسة. يقول سريكوف بإنّه حتى عام 1996، قامت هذه المجموعة بانتهاج قدر معين من النشاط السياسي المستقل. لكن في تلك السنة، استخدم الرئيس فاليري كوكوف الّذي كان رئيسا لقباردينو – بلقاريا في ذلك الحين “المقابض الإدارية والمالية” لاقامة “سيطرة كاملة” عليها.

هؤلاء الشراكسة الذين كانوا على استعداد للتعاون، يكمل، قاموا بالحصول على وظائف وشقق، و”اعتبارا من تلك اللحظة، فإنّ الأديغة خاسة كمنظمة وطنية تعمل لصالح الشركس لم تعد موجودة على أرض الواقع”. “المساومة” بين المنظمة والسلطات  في قباردينو – بلقاريا تركها لتكون ذات  تأثير ضئيل على السكان.

ومن وجهة نظر سريكوف، المجموعة الثالثة هي الكونغرس الشّركسي، التي هي اليوم “المنظمة الوحيدة التي هي حقا تدافع عن المصالح الوطنية للشعب الشركسي”، عن طريق نشر معلومات مطالبة بالاعتراف بالإبادة الجماعية، وتنظيم احتجاجات في انحاء العالم في 21 أيّار – مايو، الذكرى السنوية لطرد الشّركس من قبل الحكم القيصري.

نجاح الكونغرس الشركسي، يقول سريكوف، قد “أرعب موسكو، حيث بدأت الحكومة الروسية في محاولة لتنشيط الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة والأديغة خاسة آملين في التحقق من الأنشطة التي يضطلع بها الكونغرس الشركسي ولتقويض جاذبيته المعقودة  على أساس طلب للاعتراف بالإبادة الجماعية، وحق العودة إلى الوطن، وإنشاء جمهوريّة شركسيّة موحّدة.

لكن جهود موسكو لحمل “منظمتان دميتان” لتغيير شكلهما لن تفلح لما تريدها السلطات الروسية أن تكون. فمن ناحية، إنّ أية تغييرات ستكون لتسليط الضوء فقط على قوة الكونغرس الشّركسي. ومن ناحية أخرى، فإنّ مثل هذه التحركات الشفافة من المرجح أن تدفع الشباب للتّطرّف، وتحدث “وضعا مثل تلك الاوضاع الموجودة في أنغوشيا وداغستان”.

وفي المقال الثّاني يقدّم نارت ماتوكو وهو خرّيج كلّيّة العلوم السّياسيّة في جامعة الامم المتّحدة، تفاصيل إضافيّة حول السّبل الّتي يمكن من خلالها تحدّي الحرس القديم المسيطر عليه من قبل الحكومة في المؤتمر الثّامن للجمعيّة الشّركسيّة العالميّةالمنعقد بين 2-4 أكتوبر – تشرين الأوّل (www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=1465&Itemid=1).

قبل ثلاثة أسابيع، اجتمع منتدى الشباب الشركسي لأنحاء روسيا في شيركيسك، وأعلن أنّه “لمن شديد الاسف [أسفهم]، فإنّه في غضون السنوات التسع الماضية، والعمل باتجاه حل المسائل الوطنيّة الأكثر أهمية، قد اتّبع بطريقة غير مرضية”.

وتابع، “إنّ التدخل من قبل الموظفين الاجتماعيّين والحكوميّين في عمل الجمعيّة قد جمّد كافّة العمليات التي بدأتها أفضل العقول للأمة في تسعينيّات القرن الماضي. نحن نعتبر أنّ الاصلاح الأساسي لهذه المنظمة مطلوبا، وتجديد تشكيل لجنتها التنفيذية يعدّ ضروريا”.
أضاف الشّباب الشّركس قولهم بأنّ مشاكل الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة والأديغة خاسة  كانت قد بدأت عندما سيطرت الهياكل الأمنية وكذلك القادة السياسيين المحليين على هذه المؤسسات “الرئيسية في المجتمع المدني في عام 2000″، وهو التطور الذي أدّى إلى “مغادرة عدد كبير من الشباب والإلتحاق في صفوف تشكيلات المجموعات غير القانونية”.

وحذّروا من انه اذا استمرّت هذه المنظّمات المسيطر عليها من قبل الحكومة كما فعلت في السنوات الأخيرة في سياسة “التّقاعس”، فإنّ ذلك سوف يؤدّي بلا شك إلى “المزيد من العواقب السّلبيّة”.

لسوء الحظ بالنسبة لهم وبالنسبة لمستقبل الاستقرار في الجزء الغربي من شمال القوقاز حيث يعيش الشركس،فإنّ هؤلاءالذين يسيطرون على الجمعيّة الشركسيّة العالميّة والاديغة خاسة يبدو أنهم قد قرّروا التّمترس، للحفاظ على سيطرتهم على هذه المنظمات حتى بدفع ثمن فقدان النفوذ في المجتمع، يجادل ماتوكو.

ان الحكومة الروسية في موسكو هي وراء هذا التّشدّد الّذي يبدو واضحا بأنّه سيكون في نهاية المطاف نهجا غير مجدي: وخريج العلوم السياسية يلاحظ أن “المفتش” الرئيسي يراقب ما يجري الآن كما اعتاد عمل ذلك على مدى السنوات التسع الماضية وهو متقاعد من مكتب الكي جي بي ويدعى أ. كودزوكوف.

هذه التطورات قد تبدو هامشية وغير هامّة لو لم تكن لأمرين. من ناحية، فإنّ موسكو تبذر بذور مشاكل المستقبل لنفسها حيث أنّ الأمور كانت هادئة نسبيّا. ومن ناحية أخرى، فإنّ الخمسة ملايين شركسي الّذين يعيشون في الخارج سوف يراقبوا  ليروا ما إذا كان إعادة تنشيط الحركة الشركسية سوف يظهر في وطنهم.
ترجمة: أخبار شركيسيا

Share Button

مداد القلم: ذاكرة قلم..يلتسين على طريق إيفان الرهيب وستالين

ذاكرة قلم..يلتسين على طريق إيفان الرهيب وستالين

غزو الشاشان وبداية النهاية للامبراطورية الروسية

ما الذي يجعل قضية جمهورية الشاشان وشعبها “مشكلة روسية داخلية”، وجعل قضية جمهوريات البلطيق الثلاث أيام انهيار الاتحاد السوفييتي “قضية دولية”؟..
ما هو تعليل المطالبة بحقّ تقرير المصير لبعض الشعوب وإنكاره على أخرى من الشعوب التي يستعمر الروس أراضيها؟..
كيف تتعرّض موسكو للضغوط لتسحب البقية الباقية من قواتها من أراضي البلطيق وتجد التشجيع على أعمال التقتيل والتدمير والإرهاب في أرض القوقاز؟..
هل يوجد فارق موضوعي واحد يعطي جواباً منطقياً على هذه الأسئلة وأمثالها، سوى أن أهل جمهورية الشاشان وأخواتها في منطقة القوقاز وما حولها، مسلمون، من أصل زهاء 25 مليون مسلم لا يزالون تحت سيطرة الاستعمار الروسي، ولا تزال أراضيهم تحت سيطرة الاستغلال الروسي!..
لقد نشأت الامبراطورية الروسية، القيصرية فالشيوعية فالرأسمالية، قبل زهاء ثلاثة قرون فقط، وكانت من اللحظة الأولى دولة استعمارية، احتلّت الأراضي الإسلامية في تركستان وقفقاسيا بالقوة العسكرية، وحملات التهجير الكبرى والتقتيل الجماعي، وحاولت عبثاً صناعة تاريخ جديد وجغرافيا جديدة فيها، من خلال الاستيطان الروسي الاستعماري، وجهود التنصير المتواصلة، ثمّ نشر الإلحاد الشيوعي بالحديد والنار. وهي نفسها روسيا الاستعمارية نفسها التي تحرّكت غرباً فاحتلت أراضي أوكرانيا وروسيا البيضاء ومولدايفيا وأجزاء من رومانيا ودول البلطيق. وسقطت القيصرية، ثمّ سقطت الشيوعية، فما هي الأسس القانونية الدولية التي يُعتمد عليها لاعتبار بعض الأقطار التي كانت مستعمرة دولا مستقلة واعتبار بعضها الآخر مقاطعات تابعة للاتحاد الروسي في عهد الوفاق الجديد بينه وبين الدول الاستعمارية الغربية القديمة والحديثة؟..
الشاشان.. وشاعت تسميتها بالشيشان
mapp
وجمهورية الشاشان بالذات قامت واستقلت رسمياً قبل قيام الاتحاد الروسي نفسه بشكله الجديد، فقد ارتبطت إعادة تكوينه بوضع ما سمي “المعاهدة الاتحادية” في عهد يلتسين، ولم تشارك جمهورية الشاشان في وضعها ولا في التوقيع عليها، وبقيت رسميا وبمفهوم القانون الدولي خارج نطاق الاتحاد الروسي، مثلها في ذلك مثل 17 جمهورية مستقلة نشأت فور انهيار الاتحاد السوفييتي. رغم ذلك فإن ّالدول الإسلامية جميعاً لا الدول الغربية فقط، امتنعت عن الاعتراف بالدولة الإسلامية الناشئة واستقلالها، وفضّلت مراعاة موسكو ومطامعها الاستغلالية في ثروات الشاشان وأخواتها، بينما لم تكن موسكو على استعداد لمراعاة المسلمين وقضاياهم على أيّ صعيد، فمارست أشدّ الضغوط على جمهوريات تتاريا وداغستان وباشكيريا وسواها، لا سيما تلك التي بقيت الهياكل الشيوعية القديمة مسيطرة عليها، كي تستمر السيطرة الروسية الاستعمارية عليها أيضا، كما مارست أشدّ الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية لتفريغ الاستقلال من مضمونه الحقيقي في طادجكستان وقيرغيزيا وأذربيجان وقازاقستان وأوزبكستان وفرض الهيمنة الروسية عليها مجددا. هذا علاوة على ما تمارسه موسكو من سياسة همجية عدائية ضدّ المسلمين في البلقان، وسياسة تواطؤ دولي ضدّ العرب والمسلمين في فلسطين، وهكذا في كل منطقة لا تزال قضايا المسلمين فيها تنتظر موقف العدالة الدولي منذ عشرات السنين، كما في كشمير والفلبين وبورما وسواها.
إنّ روسيا التي تقصف بطائراتها ودباباتها وصواريخها ومدافعها المدن والقرى في أرض الشاشان، ولا تميّز في ذلك بين مدنيين وعسكريين، ولا بين رجال ونساء، وشيوخ وأطفال، هي عينها روسيا التي كان قيصرها الجديد يلتسين يدعو بين الشاشان وسواهم من الشعوب المستعمرة إلى ممارسة حقهم في تقرير المصير، ويعارض استخدام القوّة العسكرية لإنقاذ الاتحاد السوفييتي من الانهيار، يوم كان يمارس تلك السياسة وسيلة في معركته على السلطة ضدّ جورباتشوف.
وكما تحرّك جورباتشوف بالقوّة العسكرية ضدّ المسلمين في أذربيجان في محاولة يائسة لإنقاذ الاتحاد السوفييتي آنذاك من الانهيار دون جدوى، إذا بيلتسين يتحرّك بالأساليب العسكرية نفسها، بعد إخفاقه على كل صعيد داخلي في موسكو ليعيد للامبراطوية العجوز مظهر الدولة الكبرى الحديثة، وإذا بالجيش الروسي مع أواخر القرن الميلادي العشرين يعيث فساداً كما كان يصنع الجيش الروسي في عهد إيفان الرهيب قبل ثلاثة قرون، وكما كان يصنع الجيش الروسي في عهد ستالين قبل بضعة عقود، وذلك في الأراضي الإسلامية نفسها، في طادجكستان وأذربيجان، وأوستينيا الشمالية وإنجوشيا، وفي الشاشان، أي في كلّ منطقة تجدّدت فيها مبادرات التمرّد بروح إسلامية ضدّ الاستعمار الروسي بشكله الحديث، ولم تتمكّن الأنظمة المحلية من إخمادها بدعم روسي مباشر أو غير مباشر كما في أقطار أخرى داخل تركستان وقفقاسيا.
وكانت واشنطون أوّل من أعلن قبيل بداية الغزو الروسي الأخير، وأثناء مسرحية الخلاف المتقنة في قمة بودابست على حساب المسلمين في البوسنة والهرسك.. كانت أوّل من أعلن أن قضيّة الشاشان في نظرها مشكلة روسية داخلية، وكأنّها تدعو يلتسين إلى التخلّي عن مخاوفه من حريق القوقاز، وإلى إرسال قوّاته العسكرية لتصنع ما صنعته في أرض الشاشان. وكان هذا الموقف الأمريكي إيذاناً بمواقف مماثلة صدرت عن باريس ولندن وعواصم أوروبية أخرى، وهي تردّد في الوقت نفسه، ذرّا للرماد في عيون الرأي العام لديها، أنّها تعارض استخدام القوة العسكرية “المكثّفة” على النحو الذي يصنعه الروس بأسلحتهم، بعد أن عجزوا عن الوصول إلى أهدافهم طوال ثلاث سنوات سبقت من خلال اصطناع “تمرّد محلّي مسلح” وإمداده بالمقاتلين والسلاح.
ولكن.. هل تستطيع القوة العسكرية الروسية إخضاع مسلمي الشاشان ومسلمي قفقاسيا وتركستان مجددا للامبراطورية الروسية؟..
أين في ذلك منطق التاريخ على امتداد ثلاثة قرون مضت، كانت الغزوات السوداء والحمراء الروسية تتوالى خلالها في تلك المنطقة، وكانت الثورات الشعبية ضدّ الغزاة تتجدّد فيها أيضاً دون انقطاع؟..
وأرض الشاشان بالذات كانت أرض الشيخ شامل الداغستاني وثورته التي استمرّت أربعين عاما ضدّ القياصرة الروس وامبراطوريتهم الاستعمارية الكبرى آنذاك، وكانت أرضَ الثورة التي استمرّت عدة أعوام ضدّ القيصر الأحمر ستالين وهو على رأس امبراطوريته الشيوعية في أوج امتدادها الدموي عالميا. ولم يبقَ بعد الغزوات والثورات، وبعد التنصير الأورثوذوكسي والإلحاد الشيوعي، إلاّ إسلام شعوب يأبى الخضوع جولة بعد جولة وحقبة بعد حقبة.
ولقد كانت أرض الشاشان بالذات شاهدا على ذلك، عندما ألغت الامبراطورية الروسية لفترة وجيزة قوانين التنصير التي بقيت سارية المفعول عشرات السنين، وإذا بمئات الألوف من السكان يعلنون مجدّدا أنّهم لا يزالـون على إسـلامهم.
كما كانت جروزني، عاصـمة الشـاشـان بالذات شاهدا على ذلك، عندما هوت صروح الشيوعية المهترئة، فإذا بها خلال سنوات معدودة تشهد أكبر موجة بناء للمساجد، بعد أن كان القياصرة والشيوعيون قد هدموا المئات منها فلم يبقَ فيها سوى ستة مساجد فقط في مطلع الثمانينات الميلادية.
كذلك فقد كان شعب الشاشان بالذات شاهدا على ذلك، فقد شرّد القياصرة ثلثه، وشرّد الشيوعيون نصفه، وإذا بأبنائه يعودون إلى أرضهم، ويجدّدون عهدهم مع الإسلام عليها، وعلى الجهاد من أجل تحريرها، وإذا بأهل الشاشان الذي لا يصل تعدادهم داخل أرضهم اليوم إلى عُشر تعداد العاصمة الروسية موسكو وحدها، يتحدّون قوّات الدولة التي ورثت أسلحة الاتحاد السوفييتي وزهاء أربعة ملايين جندي من قواته تحت السلاح!..
ولا تزال التحليلات الروسيّة نفسها والتحليلات الغربيّة عاجزة عن تفسير ظاهرة الصمود في أرض الشاشان، إلى درجة أنٌ القوّات التي تجاوزت الحدود تحت حماية غارات جويّة مستمرّة ليلا ونهارا، وقصف صاروخي ومدفعي شمل المدن والقرى سبعة أيام متوالية.. إذا بها تضطر إلى التراجع عن أكثر من موقع في اليوم الثامن للقتال، أمام عدد محدود من المقاتلين يغيرون عليها هنا وهناك.
ولم تعد التساؤلات تُطرح فقط عن مصير الغزوة الروسيّة الجديدة، وعن مصير المسلمين الشاشان، بل أصبحت تقترن بالتنبّؤات العسكريّة أنّ احتلال الشاشان عسكريّا لا يعني انتهاء القضيّة، بل بداية النهاية ليلتسين على الأقلّ، ولأحلامه القيصرية الروسية فوق ما يصنع من أنقاض ويزهق من أرواح وسط تواطؤ دوليّ رهيب لا يماثله إلاّ ما كان من تواطؤ دوليّ مع نشأة الامبراطورية الروسيّة للمرّة الأولى.
والعجز في التحليلات الأجنبيّة وكذلك على أقلام من ينهج نهجها داخل البلدان الإسلامية، عن تفسير ظاهرة الصمود في أرض الشاشان وأخواتها، عجز صادر عن ذلك المنطق المادي القاصر عن استيعاب التاريخ والسنن الربّانية في صنعه، فهذا ما يدفع كثيرا من تلك الأقلام إلى التعلّق بتعليل يقول بوعورة الجبال الشاهقة في القوقاز فلولاها لهزم المسلمون نهائيا، وهي عينها الأقلام التي تريد إقناعنا بأنّ صمود المسلمين في فلسطين يرجع إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردّية فحسب فإن تحسّنت “نسي” المسلمون عهدهم مع الإسلام ضدّ الاغتصاب والغاصبين للأرض المباركة، ويقال شبيه ذلك عن صمود المسلمين في كشمير، وفي طادجكستان، وفي البلقـان.. وهكـذا كأنّ أولئك المحلّلين لا يرون ولا يريدون أن يروا القاسم الأعظم المشترك بين المسلمين في سائر المناطق المذكورة وسواها، والذي يجمع بينهم، ويصنع صمودهم واستبسالهم، ويفتح أمامهم الطريق نحو انتصارات قادمة حتما، عاجلا أو آجلا، فقد استيقظت العقيدة في أعماق القلوب وعلى سواعد المجاهدين وفي واقع الحياة اليومية على السواء. وهذا الذي تشهده الأراضي الإسلاميّة، ما بين طادجكستان والبلقان، وفي حياة الفتيات الناشئات المحجّبات على أرض فرنسا وفي أيدي الصغار والكبار وهي تقذف الأحجار على أرض فلسطين.. هذا ما تخشاه القوى الدوليّة المعادية، لأنّها تقدّر نتائجه على المدى القريب والبعيد، فهو جزء لا يتجزّأ من السنّة الربّانية الثابتة في مجرى التاريخ منذ القدم في صناعة الأمم، وفي صناعة الأمّة الإسلاميّة على وجه التحديد.
إنّ العودة إلى العقيدة، وتجدّد فهم الإسلام، واستيعاب دوره في حياة البشريّة، ورؤية الأحداث والتطوّرات العالمية عبر المنظور الإسلاميّ، وكذلك الإقبال على تطبيق ما يقتضيه هذا الوعي في كلّ ميدان ممكن، ورسوخ اليقين بأنّ الطاقات الذاتيّة هي التي تصعد -بإذن الله- بالمسلمين من عصر الانحطاط الراهن الذي نعاني من آثاره ونتائجه، إلى المستقبل المشرق بتجديد مآثر الإسلام في حياة البشرية حقّا وعدلا وسماحة وهديا.. هذه المسيرة التي أخفقت جهود عشرات السنين الماضية وعجزت عن إطفاء جذوتها، هي التي تجعل قوى الوفاق الدوليّ الحديث تخفق أيضا في منطقة بعد أخرى وفي جولة بعد جولة، وهي التي تجعل شدّة الضربات ووطأة المحن من وسائل تستهدف القهر، إلى منطلقات تجدّد العزائم وتضاعف أسباب التعبئة والنهوض والجهاد، على طريق واصلة إلى الأهداف العزيزة الجليلة، حتّى ولو تطاولت هذه الحقبة جيلا أو جيلين، فهي في عمر التاريخ لمحة وجيزة، ومقياسها عند المسلم لا يتبدّل ما دامت غايته إحدى الحسنيين، مرضاة الله وجزاؤه الأوفى في الآخرة الباقية، أو نصر للإسلام في هذه الحياة الدنيا.

 


Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات