نافذة على أوراسيا: مسؤولون روس يقولون: إثنان من مولداتنا النّوويّة مفقودان
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
ستونتون 28 أغسطس/آب – بكلمات تذكر تبادل الحديث بين مستشار الأمن القومي الأمريكي والسفير السوفياتي في نهاية فيلم توم كلانسي، “مطاردة أكتوبر الأحمر” (The Hunt for Red October)، فقد اعترف المسؤولون الروس الآن للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن اثنين من المفاعلات النووية الصغيرة مفقودة.
وقد كانت جزءا من شبكة كبيرة من هذه “المولدات الحرارية المشعة” للمنارات والمرشدات الملاحيّة التي نصبتها الحكومة السوفياتية على طول ساحل القطب الشمالي الروسي. على الرغم من أنها قد وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي، ولا يزال أكثر من 50 منها يعمل. هذان اللذان اختفا إما أن يكونا قد جرفا إلى البحر أو سرقا من قبل مخرّبين.
ورد ذلك في “إزفستيا” (Izvestiya) (izvestia.ru/news/555864#ixzz2cmzTsnsS)، و”بارنتس أوبزيرفر” (Barents Observer) (barentsobserver.com/en/arctic/2013/08/two-nuclear-generators-missing-arctic-26-08) وتقرير “الوكالة الدّوليّة للطّاقة الذّرية” (IAEA) (iaea.org/OurWork/ST/NE/NEFW/Technical_Areas/WTS/CEG/documents/26th-IAEA-CEG-Plenary-Meeting/Paris_ENG_PDF/4.1_RTG_Program_Paper_Eng.pdf)، وهذه القصة في حد ذاتها تبعث على القلق بما فيه الكفاية. لكن الأهم من ذلك كلّه، فإن ذلك يثير تساؤلات جدّيّة حول قدرة موسكو على السيطرة على المواد النووية وتعهّداتها للمجتمع الدولي.
إن اعتبار اثنان من هذه المولدات على انها مفقودة تم تقريره فقط في سياق الجهود الممولة من قبل كلٍ من النرويج والولايات المتحدة الأمريكيّة، في سياق إزالة المولدات النووية الصّغيرة واستبدالها بتركيب ألواح شمسية كمصدر للطاقة البديلة. وتخطط موسكو لإنهاء البحث عن هذه “المفاعلات القاتلة الخطيرة” قبل نهاية هذا العام.
ولكن كما تقول “بارنتس أوبزيرفر” فإن إثنتان على الأقل من هذه المحطات، “يأتي برنامج إزالتها بعد فوات الأوان.”
وأخبر مسؤولون وخبراء روس صحيفة ” إزفستيا” بأن موسكو ما فتئت تبحث عن المفاعلات الحرارية المشعة القديمة لبعض الوقت، وتوصّلت، كما ذكرت لوكالة الطاقة الذرية الدّوليّة إلى ما مفاده، بأنّه لا يمكن العثور عل اثنان منها. لكن يذكر التقرير ان 56 من هذه المولدات تستمر في العمل على الرغم من أنها تجاوزت متوسّط العمر المتوقع للأداء.
واحداً من هذه المفاعلات، قال الخبير في معهد موسكو للغلاف الأرضي الديناميكي (Moscow Institute of Geosphere Dynamics)، يفترض أنه انجرف إلى البحر، أما الآخر فقد تمت سرقته من قبل شخص مهتم في بيع مكوناته كخردة. ويقول الخبراء بأن أي شخص أقدم على ذلك ربما كان قد تلقّى جرعة قاتلة من الإشعاع.
ذكرت مجموعة بيلونا النرويجية (Norwegian Bellona) للبيئة في وقت سابق أن بين عامي 1987 و 2004، كانت هناك تسع حالات من السرقة لمثل هذه المولدات، وفي اثنين من الحوادث تم كسرها، وثلاثة نتج عنها إطلاق نشاطٍ إشعاعي. ولكن منذ ذلك الوقت، فقد أعطي نسبيا اهتماما ضئيلا لهذه المشكلة في وسائل الإعلام الروسية والدولية.
تفاصيل عديدة وردت في التقرير الرّوسي إلى وكالة الطاقة الذّرّيّة الدّوليّة تشير إلى أن هناك أسباباً جدية للقلق. “في كثير من الحالات”،يقول التقرير، “ظروف التشغيل الحقيقية ل[هذه المفاعلات الصغيرة] كانت أسوأ بكثير من تلك المنصوص عليها في مرحلة التصميم. ونتيجة لذلك … [عند] تعرضها لمياه البحر، كات مغطّاة بالحصى، وتجمدت في الجليد، الخ.”
”وبالإضافة إلى ذلك،” يقول التقرير، “نتيجة لهجمات تخريبيّة، [مثل هذه المفاعلات] تخضع لقواعد مؤثّرة خارج نطاق التصميم: قطع الكابلات الكهربائية هي الأضرار الأكثر شيوعاً بحيث يحوّل [المولدات] إلى عملية تشغيل بدون تحميل للطاقة غير مرغوب فيه؛ الإضرار بالأنابيب المستخدمة في ضخ الغاز الخامل … الّذي يؤدي إلى فقدان الضغط وتسرّب الماء إلى المنطقة النّشِطة [و] تكسير مراوح مبرّد الألمنيوم، الخ.”
المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/08/window-on-eurasia-two-of-our-nuclear.html)
نقلاً عن: موقع الإبادة الجماعية الشركسية على الفيسبوك