نافذة على أوراسيا: الروسي الذي دعا موسكو لاحتلال دول البلطيق اذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا يكرّر ويوسّع حجّته

نافذة على أوراسيا: الروسي الذي دعا موسكو لاحتلال دول البلطيق اذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا يكرّر ويوسّع حجّته

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستونتون، 30 أغسطس/آب – ميخائيل الكسندروف (Mikhail Aleksandrov)، وهو متخصص في شؤون البلطيق في معهد موسكو لشؤون رابطة الدول المستقلة (Moscow Institute for the CIS) الذي لفت اهتماما في وقت سابق من هذا الاسبوع من خلال إشارته إلى أنه ينبغي على موسكو أن تحتل جمهوريّات أستونيا ولاتفيا وليثوانيا إذا هاجمت الولايات المتحدة الأمريكيّة سوريا، لم يتراجع عن ذلك الموقف ولكن بدلا من ذلك جادل في دعوته مرةً أخرى.

            وقال في وسيلة إعلاميّة لاتفيّة يوم أمس انه فوجئ من ردّة الفعل الّتي جذبت أول تعليق له، مشيرا إلى أنه نشر المقال على مدوّنته بدلا من الموقع  الألكتروني الخاص بمعهده حتّى “يؤكّد” بأنّ ذلك كان رأيه الخاص وليس “الموقف المتماسك لمنظّمته” (imhoclub.lv/material/rossii_nado_vvesti_vojska_v_pribaltiku?userlast=3592؛ كذلك على argumenti.ru/world/2013/08/279820).

           (للاطّلاع على مناقشة مقال الكسندروف الأصلي، ارجع إلى نافذة على أوراسيا: ” باحث في موسكو يقول: اذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا، يجب على روسيا أن ترسل قوات الى دول البلطيق”، تاريخ 27 أغسطس/آب 2013 على (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/08/window-on-eurasia-if-us-attacks-syria.html) (http://www.jaccf.org/?p=1777).

           وقال الكسندروف أن الإهتمام الّذي لاقاه مقاله الأوّل لم يكن ليحدث “دون تدخل من بعض الدوائر المؤثّرة التي شجّعت على انتشار واسع لهذه المعلومات”، لكنه قال بأنّه لن يتكهّن فقط حول الذين قد يكونوا متورطين لِئلّا “يفقد حدسه”.

           من الواضح، كما قال، لمست الحجج الّتي أوردها وتراً حساساً بين العديد “سواء في روسيا أو في الخارج”، وبالتالي ساعدت “على شحذ مناقشة الوضع حول سوريا، لاظهار العواقب التي يمكن أن تتبع من تجاهل القانون الدولي من قبل دول حلف شمال الاطلسي، ولتركيز الاهتمام على حقيقة أنهم أنفسهم يمكن أن يكونوا الضحايا” في حال أن العالم انحدر الى الفوضى .

           ثم قال الكسندروف أن رد الفعل على مقالته أظهر “ضعف كامل في الأيديولوجيّة” من قبل “الدوائر الرسمية في دول البلطيق”. وبسبب غضبهم من الحديث عن إمكانيّة “احتلال بلدهم”،  أعلنت الحكومة اللاتفيّة دعمها لِ”عدوان على سوريا” تجاوزاً لمجلس الأمن الدّولي.

           هؤلاء المسؤولين، واصل الكسندروف، يبدون بأنّهم يتعامون لرؤية احتمال أن “تلقى بلدانهم في أحد الأيام الجميلة نفس المصير المفاجئ”، أحد أوجه القصور خاصة نظرا إلى أن “انتهاك حقوق الإنسان في لاتفيا واستونيا، وحتى في ليثوانيا هو أكثر من كافٍ” لمثل هذه النتيجة.

            وبوضوح، قال المحلل الموسكوفي، “الدوائر الحاكمة في دول البلطيق … تعوّل فقط على القوة العسكرية لتكتّل منظمة حلف شمال الأطلسي،” وهو شيء “يدلّ بشدّة” على واقع مؤسف بأنهم لا يشعروا بالقلق إزاء القانون الدولي ولكن فقط “حول إمكانية حل مشاكلهم الخاصّة بهم”.

            في اتخاذ هذا الموقف، تظهر حكومات البلطيق أنهم “نسوا حقيقة بسيطة وهي أن ميزان القوى في العالم في تغيّرٍ دائم”. ذاك الذي يبدو اليوم حازماً ومتيقّناً، أصر الكسندروف، قد يتحول إلى أن تكون هشّاً وغير متأكد في اليوم التالي، وذلك لأنّه “في غياب القانون الدولي”، أولئك الذين لديهم القوّة يستطيعون أن يفعلوا ما يحلو لهم .

            ”كما هو معروف تماماً،” كما قال، “وفقا لميثاق الأمم المتحدة، إنّه التزام أعضاء الأمم المتحدة وبصفة خاصّة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لتقديم مساعدة لضحايا العدوان، في هذه الحالة، سوريا”. مثل هذه المساعدة “يمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة”، ويمكن أن يكون إحداها “عمليات عسكرية ضد المعتدين”، في هذه الحالة، “أعضاء تكتّل منظمة حلف شمال الأطلسي”،  بما في ذلك أستونيا، ولاتفيا وليثوانيا، لا سيما إذا كانت تدعم الإجراءات العدوانيّة لهؤلاء الحلفاء”.

             و”لذلك”، أنهى ألكسندروف، “بأنّ من الخطأ تماماّ إعتبار دول البلطيق كحملان وديعة لم تشارك في جرائم حلف الناتو. وكحلفاء للولايات المتحدة الأميركيّة، فهي تعتبر أهداف مشروعة عند القيام بعمل عسكري ضد عدوان حلف شمال الأطلسي على سوريا.”

              وهكذا، بدلا من التراجع عن مقاله الأصلي، استخدم الكسندروف هذه المناسبة ليقدّم حجة أكثر شمولا حتّى، مُصِراّ على أنه إذا كانت موسكو لتغزو وتحتل دول البلطيق اذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا، فإنّ الحكومة الروسية سيكون لها كل الحق للقيام بذلك بموجب القانون الدولي .

              الأمر الشّائن في هذا الموقف بديهي، لكن قد يعكس سلوك الكسندروف مشكلة أكثر خطورة. مثل فلاديمير جيرينوفسكي (Vladimir Zhirinovsky) في الشؤون الداخلية الروسية، ربّما يكون الكسندروف يتصرف بطريقة من شأنها أن تسبب في الغرب رؤية أقل رعباً إلى حدٍ ما من قبل الكرملين في حال إما أهون الشرور أو حتى مؤشّرا على إدراك جيد .

             هذا الاحتمال هو شيء يعني ظهور لغة وتهديدات النمط السوفياتي حيث أن الحاجة تدعو إلى تعقّبه بعناية، ليس فقط لأنه يعكس بعض ما يؤمن به بالفعل بعض المقرّبين من الكرملين ولكن أيضا عملية مصمّمة بعناية لإثارة الدول المجاورة لروسيا، من جهة، و الفوز بأعلى إستحسان للقيادة الرّوسيّة، من جهة أخرى.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/08/window-on-eurasia-russian-who-called.html)

نقلا عن: موقع الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك

Share Button