143 يوماً من العد التنازلي لذكرى 150 عاماً على الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة
وثيقة 323
كانون الثاني عام 1865 16/18 – رسالة من رئيس أركان الجيش القفقازي الجنرال كارتسوف إلى سفير روسيا في القسطنطينية الجنرال إغناتييف حول استمرار هجرة سكان الجبال وسوء أوضاعهم.
ردا على رسالة سيادتكم رقم 845 من 19 كانون الأول أرى أن من واجبي توضيح الظروف التي تمت فيها هجرة السكان الجبليين في خريف هذا العام.
تحسبا للصعوبات التي قد تواجهها الحكومة التركية والمهاجرين أنفسهم عند وصولهم إلى تركيا في موسم الشتاء أمر سموه في آب الماضي إلى قائد قوات إقليم كوبان أن يكون يوم 15 تشرين الأول آخر موعد لمغادرة المهاجرين، ولكن بناء على تقرير قدمنه الكونت يفدوكيموف تم تمديد هذا الموعد أسبوعين إضافيين على أن لا يسمح بالانطلاق من أماكن سكنهم سوى للذين يستطيعون الوصول إلى الحصن كونستانتينوفسكويه في موعد لا يتجاوز 1 تشرين الثاني. بعد صدور هذا القرار خرج من الدائرتين أبادزيخسكي وبجيدوغوفسكي في اتجاه البحر حوالي 20 ألف شخص. ولسوء الحظ في ذلك الوقت بالتحديد شهد إقليم كوبان سقوط أمطار غزيرة استمرت لأكثر من أسبوعين وفاضت الأنهار ودمرت الجسور وتوقف الاتصال مع ما وراء كوبان كليا مدة 3 أسابيع، وإثر ذلك لم يتمكن المهاجرون من الوصول إلى كنستانتينوفسكويه قبل بداية شهر كانون الأول. كانت هناك في انتظارهم باخرتان تركيتان مجيديه وتايف وعدد من بواخر خاصة، وفي 12 كانون الأول عندما تم تحميل البواخر بنسبة تساوي نصف حمولتها حلت عاصفة واستمرت مدة 8 أيام، ولم تصمد إحدى البواخر التي كانت قد حملت 370 مهاجرا وقذفت بها العاصفة إلى الصخور البحرية بالقرب من الشاطئ، لم نتمكن من إنقاذ سوى 120 راكبا فيما لقي 250 آخرون حتفهم. النجون تم نقلهم إلى المستشفى فورا. بعد مرور العاصفة أكملت البواخر حمولتها وغادرت إلى كوستنجي في 22 كانون الأول بينما غادرت السفن الشراعية دون ركاب.
بقي في الشاطئ عند حصن كنستانتينوفسكويه 10600 جبلي. بعد تلقي خبر الحادثة أمر سموه بمنع ترحيلهم حتى منتصف آذار المقبل ليتم إسكان جزء منهم في القرى المهجورة في الدائرتين ناتوخايسكي وشابسوغسكي والجزء الآخر في بلدات الفوجين أداغومسكي وتامانسكي، على أن يصرف للمحتاجين منهم يوميا رطلان من الخبز أو 7 كوبيك نقدا لكل بالغ ورطل واحد أو 4 كوبيك لكل طفل.
وبهذا، يمكن لسيادتكم أن ترى أن تهجير الجبليين تأخر لأسباب خارجة عن إرادتنا وأن القيادة القفقازية اتخذت في الوقت المناسب جميع الإجراءات اللازمة لتأمين المهاجرين المتبقين داخل أراضينا. كذلك سوف أقوم بإصدار أمر يمنع موظفي الإدارة العسكرية من التواصل المباشر مع الحكومة التركية.
اقبلوا يا سيدي فائق احترامي.